تحرير المسار الروحي
.....................................................
الى جانب الإنتباه الى طريقة ونوعية غذائنا, هناك ممارستان أحب أن أتمم نصيحتي بهما. قد يكون لدى الكثير منكم, وعلى ضوء عاداتكم القديمة في تناول الأطعمة, أو حتى الحالية, ركود في المسار الروحي المركزي أو المسارات الرئيسية التي تطوف من خلالها الطاقة صعوداً وإنحداراً داخل أجسادكم, والواقعة بالظبط أمام عامودكم الفقري. عندما نكون بصحة جيدة, تقوم الطاقة السماوية والطاقة الأرضية بشحن مستمر لهذا المسار الرئيسي, إذ تتوزع الطاقة منها الى جميع أنحاء الجسم, والتي تؤثر بطاقتها على عضلات القلب, الإمعاء, الجهاز العصبي, الحنجرة, وجميع الأعضاء والخلايا التي تؤثر على صحتنا ونشاطنا اليومي. من المستحيل أن يكون هذا الدفق من الطاقة نمطاً ثابتاً في حياتناً, بل إنه متبدل, فهو يدخل الى أجسادنا ويصلنا مباشرةً مع السموات والأرض بوحدة لا تتجزأ من الحياة النابضة.
عندما يكون هذا المسار محرَّر وسالك, سنشعر بطريقة عفوية أننا موحدين مع بيئتنا, جسدياً وفكرياً وروحياً. وعندما يكون هذا المسار معطل أو ضعيف, ستشعرون وكأن شيئاً ثقيلاً يعيقكم من الداخل, وبالتالي لن تستطع الطاقة الطوفان بحرية وسلام, مما سيؤثر سلباً على أعضائكم وخلاياكم وطريقة تفكيركم عموماً. فيصعب عليكم مثلاً الإفصاح عن أفكاركم بطريقة واضحة وصحيحة. وهذا ما قد يساعد على تطور حالةٍ من الخوف والعزلة, كنتيجة لتعثر هذه المسارات الذبذبية للطاقة. إن الكون بأكمله وكل ما هو موجود في هذا الوجود, بما فيه العالم الروحي, مسخر لنا ولسعادتنا, ولكن هناك البعض منا لم يتعرف على ذلك, فبالتالي لن يبالي بهذا الفرق وهذه المعرفة.
michio
إن هذه الحالة, والتي نسميها الركود الروحي, ينتج عنها عدة عوارض, منها الإستكبار, الإنفصام بالشخصية, العناد, التفكير الضيق, الخوف, التعصب, الإضطرابات العاطفية, الغضب, دقات قلب غير منتظمة, تنفس سريع, ضعف جنسي, ونوبات من الكلام والضحك الغير مقصودة. فإذا كان أحدنا مصاب بهذه الأعراض, أو عاجز مثلاً عن إتخاذ قراراته بسرعة, أو عاجزاً أن يكون ودوداً أو صديقاً مع من يلتقي, عندها نستنتج أن هذا الفرد يعاني من حالة ركود روحية.
ما سبب حالة التعاسة التي يعيشها الكثير من الناس؟ إن السبب الأول والرئيسي يكمن في تناول الغذاء الغير متوازن, أي الكثير من الأطعمة الحيوانية (الدهون الحيوانية ومشتقات الحليب), ومنتجات الطحين, السكر, المأكولات المثلجة والمشروبات الكحولية والمركبة, وفي بعض الحالات الكثير من الملح. وأيضاً, المبالغة في تناول الأطعمة عموماً, بالتزامن مع الكسل وقلة الحركة, مما يساهم الى حدٍ كبير في إنسداد المسار الروحي.
إن جميع الممارسات التقليدية, الأنظمة, والتأملات الروحية تهدف الى حلحلة الركود الروحي مباشرةً, كالتنفس, الرقص والحركة, والغناء, يمكن ممارستها جميعاً لتوجيه الطاقة الى بعض الشاكرات ومساعدتها في تبديد هذا الإنحسار الحاصل في الطاقة هناك, بالتزامن مع التغذية السليمة.
سوف أعطيكم الآن هذين التمرينيْن لمساعدتكم على تخطي حالات الركود الروحية:
1) لنتحلى بنشاط فيزيائي, فكري, وروحي. يجب علينا القيام بأي عمل, أي عمل هو عمل جيد. الدرس, تنظيف الأرضية, العمل في وظيفة ما – مهما كانت. المهم أن ننشط فيزيائياً, فكرياً, وروحياً في آنٍ واحد. أما إذا نشطنا بواحدة دون الأخرى, فسنحفز بذلك عمل شاكرا واحدة دون أخرى, وطريقة واحدة في التفكير دون سواها, وطريقة واحدة في التغذية دون غيرها, وسنفشل في تحقيق تناغم كلي وإتزان في طوفان الطاقة في جميع أنحاء جسدنا وعقلنا.
2) الغناء. فحروف المد كال آآآ (يلفظ أههه) ترتج معها المنطقة السفلى من الجسم, حيث نجد (الأمعاء والمعدة). أما الصوت ووو ترتج معه المنطقة الوسطى من الجسم, حيث نجد (القلب والرئتين). والصوت ممم ترتج معه المنطقة العليا من الجسم, حيث نجد (الحنجرة والرأس). فعندما تطلق هذه الأصوات الثلاثة معاً, آآآ – آووو – ممم, مع إعادتها يومياً لعشرين مرة تقريباً, سنتمكن في نهاية المطاف من تسليك المسار الروحي بأكمله من هذه الإنسدادات والركود.
أغمض عينيك أولاً ودع عقلك يهدأ. ثم تنفس الى الداخل واطلق الأصوات آآآ – آووو – ممم, مطولاً وبطيئاً, مع نفَس عميق. إبقَ ساكناً بعد إنتهائك لمدة دقيقة واحدة تقريباً. ثم صفق بيديك مرتين بقوة, واسترسل بنشاطك اليومي.
جمعة مباركة