كتابات علي المؤمن @alialmomen64 Channel on Telegram

كتابات علي المؤمن

@alialmomen64


قناة خاصة بكتابات علي المؤمن

كتابات علي المؤمن (Arabic)

هل تبحث عن قناة تحتوي على كتابات ملهمة ومثيرة؟ إذاً، قناة 'كتابات علي المؤمن' هي المكان المناسب لك! يتضمن هذه القناة تجميعات من النصوص الأدبية التي تصلح لتحفيزك وتلهمك يومياً. من خلال متابعة هذه القناة، ستجد نصوصًا تعكس الجمال والعمق، وستحصل على دفعة إيجابية تساعدك على التفكير بشكل إيجابي وبناءة. إذا كنت من عشاق الكتابة والقراءة، فستجد في هذه القناة محتوى مميز ومنوع يثري معرفتك ويحفز إبداعك. يدير هذه القناة المستخدم بإسم المستخدم '@alialmomen64'، وهو شخص مهتم بالأدب والكتابة. يسعى المدير لنشر الكلمات التي تلامس القلوب وتثري الأفكار، ويسعى جاهداً لتوفير محتوى متميز لكل متابعيه. فلا تتردد في الانضمام إلى هذه القناة الرائعة واستمتع بقراءة أجمل الكتابات والنصوص الأدبية التي ستلهمك وتثري وقتك. انضم الآن وكن جزءًا من مجتمع الكتابة والإلهام على قناة 'كتابات علي المؤمن'!

كتابات علي المؤمن

22 Nov, 09:15


وحدة القرار الشيعي
واحتمال ظهور مرجعية مطلقة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. علي المؤمن

لا شك أن الحديث عن مستقبل المرجعية الدينية الشيعية العليا، من الأمور التي ظلت تشغل الساحة الشيعية بعد العام 2010، وخاصة بعد تعرض المرجعين الأعليين السيد علي السيستاني والسيد علي الخامنئي إلى أكثر من وعكة صحية. ويتركز الحديث غالباً عن المرجع أو المراجع الذين سيأخذون مكانيهما، أو بالأحرى المرجع الشيعي المطلق الذي سيقود النظام الاجتماعي الديني الشيعي ويتزعم الحوزة العلمية، وهو احتمال يبقى ضعيفاً، بناء على معطيات الحاضر، لأن مرحلة ما بعد السيستاني والخامنئي لا تُنبئ بظهور مرجع واحد مطلق، يسد فراغهما، فضلاً عن أن يكون شبيهاً ببعض المراجع المعاصرين الراحلين الذي تفردوا بزعامة الطائفة الشيعية زعامةً مطلقةً، وبتقليد أغلبية الشيعة دون وجود منافس أو شريك له في مساحات التقليد والزعامة الدينية، سواء في البلد الذي يقيم فيه أو في البلدان الأُخرى، وتحديداً المراجع الأربعة: السيد أبي الحسن الإصفهاني والسيد حسين البروجردي، والسيد محسن الحكيم، والسيد أبو القاسم الخوئي، الذين لم تتوافر فرصة المرجعية المطلقة خلال القرن العشـرين الميلادي إلّا لهم، من بين عشرات مراجع الدين والفقهاء البارزين.

وما يلي نبذة عن هؤلاء الأربعة؛ بهدف تكوين صورة واضحة عن مفهوم المرجعية المطلقة:

1 ـ السيد أبو الحسن الموسوي الإصفهاني: تزعم الشيعة من مقره في النجف الأشرف بعد وفاة المرجع الأعلى الشيخ فتح الله الإصفهاني (شيخ الشـريعة) في العام 1935، والشيخ الميرزا محمد حسين النائيني في النجف الأشرف في العام 1936، ثم الشيخ عبد الكريم الحائري في قم في العام نفسه. وقد استمر الإصفهاني زعيماً مطلقاً للشيعة مدة عشـر سنين، أي حتى وفاته في العام 1946.

2 ـ السيد حسين الطباطبائي البروجردي: تزعم الشيعة وهو في قم، بعد وفاة السيد أبو الحسن الإصفهاني في النجف الأشرف في العام 1946، وبقي زعيماً مطلقاً للطائفة مدة أحد عشر عاماً، أي حتى تبلور زعامة السيد محسن الحكيم في النجف في العام 1958. وبقي المرجعان (البروجردي والحكيم) شريكان في زعامة الشيعة وموقع المرجعية العليا لمدة ثلاث سنوات تقريباً، أي حتى وفاة السيد البروجردي في العام 1961؛ إذ ثنيت الوسادة بعد ذلك إلى السيد محسن الحكيم.

3 ـ السيد محسن الطباطبائي الحكيم: تفرد بزعامة الشيعة والمرجعية العليا في النجف الأشرف بعد وفاة السيد حسين البروجردي في قم في العام 1961، بعد أن كان السيد الحكيم يشارك السيد البروجردي الزعامة الدينية. وبقي السيد الحكيم زعيماً مطلقاً للطائفة لمدة تسع سنوات، أي حتى وفاته في العام 1970.

4 ـ السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي: تقاسم زعامة الطائفة الشيعية مع السيد محمود الحسيني الشاهرودي بعد وفاة السيد محسن الحكيم في العام 1970، ثم تفرد بها بعد وفاة السيد الشاهرودي في العام 1974. واستمرت زعامته المطلقة في النجف الأشرف أقل من خمس سنوات، أي حتى تبلور المرجعية الكبيرة للسيد روح الله الخميني بعد العام 1979 في قم، بل في أنحاء إيران؛ الأمر الذي أدى إلى تناصف السيد الخوئي والإمام الخميني المرجعية الدينية العليا للشيعة لمدة عشر سنوات. وبعد وفاة الإمام الخميني في العام 1989، برزت المرجعية الكبيرة للسيد محمد رضا الموسوي الگلپايگاني في قم لتتناصف المرجعية العليا مع السيد الخوئي، واستمر الوضع هذا حتى وفاة السيد الخوئي في العام 1992.

أي أن مجموع الفترة التي كان فيها للشيعة مرجع مطلق خلال القرن الميلادي العشـرين تبلغ (35) عاماً فقط، وهي الفترة التي تزعّم فيها هؤلاء الأربعة الواحد تلو الآخر الطائفة الشيعية. بينما كان هناك مرجعان أو ثلاثة يشتركون في الوقت نفسه في مساحات التقليد والزعامة، خلال فترة الأعوام الـ (65) الأُخر. وقد كانت مرجعية السيد الخوئي آخر مرجعية شيعية عالمية مطلقة، أي حتى العام 1979؛ إذ لم يتفرد بعد هذا التاريخ أي مرجع ديني بالزعامة الدينية للشيعة في العالم؛ إذ برز بعد وفاة الإمام الخميني في العام 1989 ثم السيد الخوئي في العام 1992، عدد من المرجعيات الكبرى في قم والنجف، وتحديداً السيد محمد رضا الموسوي الگلپايگاني في قم والسيد عبد الأعلى الموسوي السبزواري في النجف الأشرف، ثم بعد وفاتهما برزت مرجعيتا السيد علي الحسيني السيستاني في النجف الأشرف والسيد علي الحسيني الخامنئي في طهران، واللتان تتقاسمان (حتى الآن) الزعامة الدينية للشيعة في العالم.

وسبق أن حصل هذا التناصف أو التقاسم في المرجعية العليا خلال مراحل أُخر من القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين؛ فبعد وفاة المرجع المطلق السيد الميرزا محمد حسن الشيرازي في سامراء العام 1889؛ توزعت المرجعية العليا بين أكثر من مرجع، ثم تبلورت في بداية القرن العشرين بين مرجعيتين عالميتين متشاركتين في النجف الأشرف، هما مرجعية الشيخ

كتابات علي المؤمن

22 Nov, 09:15


الآخوند محمد كاظم الخراساني والسيد محمد كاظم اليزدي. وبعد وفاة الشيخ الخراساني في العام 1908 لم يتفرد السيد اليزدي بالمرجعية العليا؛ إذ برز الشيخ الميرزا محمد تقي الشيرازي مشاركاً معه. وبعد وفاة المرجعين خلال سنة تقريباً، برز الشيخ فتح الله الإصفهاني مرجعاً أعلى في النجف الأشرف، ولكن كان ينافسه مراجع آخرون. وبقي الحال على ما هو عليه حتى تفرد السيد أبو الحسن الموسوي الإصفهاني بزعامة الطائفة في العام 1936؛ فكان أول مرجع ديني يتفرد بزعامة شيعة العالم منذ وفاة السيد الميرزا محمد حسن الشيرازي في العام 1889، والذي كان آخر سيد للطائفة في القرن التاسع عشر الميلادي، أي بعد مدة (47) عاماً، لم تجمع خلالها الشيعة على زعيم واحد.

والحديث عن المرجعيات المطلقة ليس حديثاً عن ظاهرة فكرية أو نهضوية، وليس مقارنة بين إنجازات المراجع أو زعاماتهم النهضوية والسياسية وحجم تضحياتهم، ولا عن قومياتهم وجنسياتهم أو عن العلاقة بين حوزتي النجف وقم؛ بل عن حلقة تاريخية معاصرة من حلقات النظام الاجتماعي الديني الشيعي، اكتسحت خلالها المرجعيات الشيعية الأربع المذكورة ساحات التقليد والنفوذ الديني في عموم العالم، ولا سيما الساحات الشيعية الكبرى، والتي تشمل بلداناً ذات كثافة سكانية شيعية كبيرة، كالهند وباكستان وإيران، والتي تضم لوحدها (200) مليون شيعي تقريباً، إضافة إلى العراق وتركيا ولبنان والخليج وروسيا وآذربيجان وباقي دول التواجد الشيعي؛ لتكون هذه الحلقة أُنموذجاً لفهم طبيعة التفرد والتعددية في المرجعية العليا.

ولا يعني تفرد السيد أبو الحسن الإصفهاني والسيد حسين البروجردي والسيد محسن الحكيم والسيد أبو القاسم الخوئي بالمرجعية العليا في فترات زمنية محددة من القرن العشرين الميلادي، عدم وجود مراجع دين كبار آخرين معاصرين لهم، يقلدهم عشرات ملايين الشيعة في العالم؛ لكن هذه المرجعيات الرديفة لم تتفرد بالزعامة الدينية للطائفة على مستوى العالم. وهناك من المؤرخين من يرى أنّ بعض هذه المرجعيات الرديفة تفردت في وقتها بزعامة الطائفة، كالشيخ الآخوند محمد كاظم الخراساني، والسيد محمد كاظم اليزدي، والشيخ محمد تقي الشيرازي، والشيخ عبد الكريم الحائري، والسيد عبد الهادي الشيرازي، والسيد محمود الشاهرودي، والإمام الخميني. وكما ذكرنا؛ فإنّ عدم التفرد بالزعامة الدينية الشيعية لا علاقة له بأعلمية المرجع وجهاده وتضحيته ودوره النهضوي وكفاءته القيادية ووعيه وحركيته. فالإمام الخميني ـ مثلاً ـ رغم أنّه الزعيم المطلق للنهضة الشيعية الإسلامية المعاصرة، ومؤسس العصر التاريخي السادس من عصور الشيعة الستة؛ لكنه لم يتفرد بالزعامة الدينية المحضة؛ بمعني أنّه لم يتفرد بساحات التقليد في كل العالم؛ بل كان يتناصفها في الأعوام 1979 إلى 1989 مع السيد الخوئي، إلى جانب مراجع كبار آخرين كالسيد الگلپايگاني، الذي كان حينها بمثابة زعيم الحوزة العلمية القمّية.

ولعل وحدة القرار المرجعي القوي الذي يؤدي ـ عادة ـ الى وحدة قرار النظام الاجتماعي الديني الشيعي، وقدرته على مواصلة عملية النهوض، هي في مقدمة القضايا التي يبقى النظام بحاجة إليها في حاضره ومستقبله. فالضرورات العقلائية المرتبطة بالشأن التدبيري والإداري والقيادي، تقود الى أهمية أن يكون للمجتمع الشيعي في الجانب الزمني الدنيوي، أي الشأن العام، زعيماً واحداً أو مديراً مدبراً كفأً واحداً، وهي غير القضايا العلمية والفقهية الكثيرة المختلف عليها وفيها، ويتم تناولها بحرية كاملة وانفتاح، ويكون التقدم والتفوق فيها للرأي الأرجح عادة، وهذا هو سبب حيوية الفقه الشيعي، وفيه يمارس جميع الفقهاء والمراجع أعمالهم العلمية والدينية والاجتماعية الى جانب المرجع الأعلى المتصدي بمطلق الحرية. أما وحدة النظام الاجتماعي الديني الشيعي وعالميته وتماسكه؛ فإنها تتطلب أن يكون هناك فقيه واحد يدير النظام أو فقيهين في مكانين مختلفين حداً أعلى، لا أن يكون لمائة فقيه الصلاحيات نفسها في الشأن العام في زمن واحد ومساحة حركة واحدة.

وهذه القضية التنظيمية التدبيرية الإنسانية العقلائية لا يحتاج إثباتها الى عناء، فضلاً عن عدم تعارضها مع الأصول الشرعية، وهو ما تعارفت الحوزة العلمية على تسميته بالمرجعية المطلقة، أي المرجعية الواحدة المتفردة في قيادة النظام الاجتماعي الديني الشيعي، وهو مفهوم عرفي لا يوجد له مصاديق في الواقع الشيعي دائماً، إنما تمر بعض الفترات التي تكون فيها ثنائية مرجعية قيادية، كما هو الحال منذ نهايات العقد العاشر من القرن الماضي وحتى الآن، بوجود المرجعيتين الأكبر اللتين تتشاركان قيادة النظام الاجتماعي الديني الشيعي، والمتمثلتين بمرجعيتي آية الله السيد علي السيستاني و آية الله السيد علي الخامنئي.

التصنيف العرفي لمراجع الدين الشيعة

كتابات علي المؤمن

22 Nov, 09:15


يعتمد تصنيف مصاديق المرجعية الدينية الشيعية، كونها مطلقة أو عليا أو أولى أو ثانية، على المعايير والسياقات المتعارفة داخل الحوزة العلمية، وهي معايير توصيفية واقعية وليست مفهومية أو نظرية، أي أنها تستند إلى ما هو كائن، وليس إلى ما ينبغي أن يكون. وأهمها حجم المرجعية ومساحة نفوذها الدیني وتأثيرها، ونسبة مقلديها، ليس في العراق أو إيران وحسب، وإنما في كل العالم، إضافة إلى ما يستقر عليه الرأي العام الحوزوي الذي تصنعه جماعات أهل الخبرة والضغط.

أمّا الأعلمية والعدالة؛ فهما شرطان للمرجعية وليسا معيارين لقياس نفوذها الديني ومساحة مقلديها، وهكذا الأمر بالنسبة للمعايير الترجيحية، كالأصلحية والأكفئية والتصدّي للشأن العام، والبعد النهضوي والإصلاحي والتضحوي في شخصية المرجع. وإحراز هذه الشروط، سواء الأساسية أو الترجيحية، هو نسبي ولا يمكن الإجماع عليه، بسبب عدم وجود مقاييس مؤسَّسية متفق عليها، بالرغم من الأهمية البالغة لهذه الشروط، بل لعل بعضها يمثل شرطاً يساوق مفهوم الزعامة الدينية الاجتماعية، ولكنه يبقى شرطاً غير متفق عليه ولا يدخل ضمن السياقات المتعارفة في الحوزة العلمية ومنظومة المرجعية.

وبالتالي؛ فإنّ تصنيف المرجعيات لا علاقة له بالاشتراطات الطموحة ذات المداليل الواسعة جداً، والتي لا مدخلية حقيقية لها في تحديد أحجام المرجعيات وتصنيفها؛ إنما يستند التصنيف إلى معايير واقعية كما ذكرنا. ووفقها يتم تصنيف واحدة من المرجعيات بأنها مطلقة، أي تتفرد في زعامة الطائفة الشيعية في العالم، وبعضها مرجعية عليا، أي تتفرد نسبياً أو تتناصف النفوذ مع مرجعية عليا أُخرى، وأخرى مرجعية من الصف الأول، وهي التي تلي المرجعية العليا من حيث النفوذ وعدد المقلدين، ولا تقتصر على مرجع واحد، بل عدد من المراجع، وهكذا بالنسبة لمراجع الصف الثاني. وهذه التصنيفات لا تمثل رتباً وظيفية ولا مقولات فقهية أو علمية، ولا تصدر عن مؤسسة رسمية، ولكنها ــ في الوقت نفسه ــ ليست وهمية ولا خيالية، إنما هي تصنيفات عرفية تدبيرية تصف واقعاً قائماً على الأرض.

وعلى مستوى الواقع؛ يمكن القول إنّ المدرستين الأبرز اللتين تتقاسمان مساحة النفوذ الديني والتقليد منذ حوالي أربعة عقود وحتى الآن، هما: مدرستي المرجعين الكبيرين السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي والسيد روح الله الموسوي الخميني، وهما الزعيمان اللذان اقتسما المرجعية العليا للشيعة بين العامين 1979 و1989، أي حتى وفاة الإمام الخميني، ولا يزالان يقتسمانها في تلاميذهما وتلاميذ تلاميذهما. وتعود جذور مدرسة السيد الخوئي إلى مدرسة الميرزا الشيخ محمد حسين النائيني، والموصولة بمدرسة الشيخ الآخوند محمد كاظم الخراساني في النجف، وهي المدرسة التي أنجبت جميع مرجعيات النجف العليا بعد رحيل زعيم الطائفة السيد أبو الحسن الموسوي الإصفهاني، كالسيد محسن الحكيم والسيد محمود الشاهرودي والسيد الخوئي. بينما ينتمي الإمام الخميني إلى مدرسة الشيخ عبد الكريم الحائري، مؤسس الحوزة العلمية المعاصرة في قم، والتي أنجبت مرجعيات قم العليا بعد رحيله، كالسيد محمد رضا الگلپايگاني والسيد محمد كاظم الشريعتمداري والإمام الخميني، وهي المدرسة التي تعود جذورها أيضاً إلى مدرسة الآخوند الشيخ محمد كاظم الخراساني في النجف الأشرف.

وبالنظر لعدم وجود مرجعية شيعية مطلقة منذ العام 1979؛ فإن المرجعيات الحالية (حتى نهاية العام 2024) تصنّف إلى ثلاثة أصناف:

1- المرجعية العليا:
المرجعية العليا منذ أواخر تسعينات القرن الميلادي الماضي تتمثل في مرجعين، هما السيد علي الحسيني السيستاني والسيد علي الحسيني الخامنئي، اللذان يتقاسمان الزعامة الدينية للطائفة الشيعية في العالم. والحديث هنا عن الزعامة الدينية ومساحات التقليد وليس القيادة. ويمكن القول إنّ 80% من شيعة العراق وإيران وبلدان الخليج ولبنان وسورية والهند وباكستان وأفغانستان وآذربيجان وروسيا وبلدان شرق آسيا ونيجيريا ومصر وباقي بلدان إفريقية وأُوروبا والأمريكتين، يقلدون السيد السيستاني والسيد الخامنئي. أما الـ 20% الباقين من الشيعة المقلدين؛ فإنّهم يرجعون بالتقليد إلى المراجع الآخرين، سواء مراجع الصف الأول أو الثاني. ولعل أغلب المسلمين والمتشيعين الجدد، ولا سيما في شرق آسيا وإفريقية وأُوروبا، يرجعون بالتقليد أيضاً إلى السيد علي الخامنئي والسيد علي السيستاني، وهما المرجعان الأنشط تبليغياً خارج المساحات التقليدية للشيعة. مع التأكيد على أنّ الأرقام المذكورة المتعلقة بنسب التقليد ليست عشوائية؛ بل هي نتيجة متابعة واستقراء مستمرين للمجتمعات الشيعية منذ ما يقرب من ربع قرن، فضلاً عن الاستعانة بالمؤسسات البحثية والتبليغية ذات العلاقة.

كتابات علي المؤمن

22 Nov, 09:15


2- مراجع الصف الأول:
يبلغ عدد مراجع الصف الأول في النجف وقم، ستة مراجع، هم: الشيخ محمد إسحاق الفياض، وهو أفغانستاني يقيم في النجف، والشيخ بشير حسين النجفي، باكستاني يقيم في النجف، والشيخ حسين الوحيد الخراساني، إيراني يقيم في قم، والثلاثة يمثلون امتداداً لمدرسة الإمام الخوئي وحوزة النجف، والشيخ ناصر مكارم الشيرازي، والسيد موسى الشبيري الزنجاني، وكلاهما إيرانيان يقيمان في قم ويمثلان امتداداً لمدرسة السيد حسين البروجردي وحوزة قم، والشيخ حسين النوري الهمداني، وهو إيراني يقيم في قم ويمثل امتداداً لمدرسة الإمام الخميني وحوزة قم.

3- مراجع الصف الثاني:
يبلغ عدد مراجع الصف الثاني في النجف وقم، ستة مراجع أيضاً، هم: الشيخ جعفر السبحاني التبريزي والشيخ عبد الله الجوادي الآملي والشيخ محمد علي گرامي القمي، والثلاثة إيرانيون يقيمون في قم ويمثلون امتداداً لمدرسة الإمام الخميني وحوزة قم، والسيد صادق الحسيني الشيرازي، وهو عراقي من أصل إيراني، يقيم في قم ويمثل مدرسة السيد محمد الشيرازي وحوزة كربلاء، والسيد علاء الدين الموسوي الغريفي، وهو عراقي يقيم في النجف ويمثل امتداداً لمدرسة الإمام الخوئي وحوزة النجف، والشيخ محمد اليعقوبي، عراقي يقيم في النجف ويمثل امتداداً لمدرسة السيد محمد الصدر وحوزة النجف.

وفضلاً عن رجوع الشيعة إلى مراجع الدين الأحياء الأربعة عشـر المذكورين: المرجعين الأعليين ومراجع الصف الأول الستة ومراجع الصف الثاني الستة؛ فإنّ هناك من الشيعة من لا يزال ـ بناءً على فتوی أحد المراجع الأحياء ـ باقياً على تقليد المراجع المتوفين، وخاصة الإمام الخميني والسيد الخوئي والسيد عبد الأعلى السبزواري والسيد محمد الصدر والسيد محمد رضا الگلپایگاني والسيد محمد حسين فضل الله والشيخ محمد تقي بهجت والسيد محمد باقر الصدر. ولعل الأخير هو أقدم مرجع ديني متوفي لا يزال لديه مقلدون.

وفي ما يتعلق بالتصنيف المذكور؛ أود أن أشير ــ مرة أُخرى ــ إلى أن منهجي البحثي هو وصفي تحليلي، ككل دراسات علم الاجتماع الديني؛ فأنا أصف المشهد الشيعي والحوزوي كما هو، وأحلله وأدرسه وفق فهمي الموضوعي للنظام الاجتماعي الديني الشيعي وسياقات الحوزة العلمية، وتوجهات الرأي العام الحوزوي، وخاصة في النجف وقم، أي أن التصنيف المذكور لا يمثل رأيي ورغبتي وصناعتي، بل هو ما يكشف عنه الواقع. وبالتالي؛ فإن عدم ذكري لأسماء علماء دين معروفين، إيرانيين وعراقيين وأفغانستانيين وباكستانيين وبحرانيين، ضمن التصنيف المذكور، هو ليس تجاهلاً مني؛ بل لأنّ سياقات الحوزتين النجفية والقمية وتوجهات الرأي العام الحوزوي، تجعلهم خارج معايير التصنيف. ويعزز ذلك المزاج العام للشارع الشيعي المتدين، والذي يميل ـ غالباً ـ تقليدي إلى الالتزام بالرأي العام الحوزوي التقليدي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة "كتابات علي المؤمن" الجديدة وارشيف مقالاته ومؤلفاته بنسخة (Pdf) على تلغرام: https://t.me/alialmomen64

كتابات علي المؤمن

18 Nov, 17:12


المستقبل الشيعي:
استشرافه وصناعته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. علي المؤمن

ينطوي موضوع مستقبل النظام الاجتماعي الديني الشيعي(1) على ثلاثة محاور رئيسة:

1- دراسة واقع النظام الاجتماعي الديني الشيعي وعناصره ومكوناته العامة والخاصة، ومراجعة أدائه وتقويم مساراته، والعودة الى مبادئ مؤسسي النظام وقياداته، وثوابتهم وسلوكياتهم، والأهداف التي وضعوها لحراكاتهم، وخاصة المنظومات والكيانات والتنظيمات والمؤسسات التي يتمظهر فيها النهوض الشيعي الشامل، دون الاستغراق في الانشغالات الحكومية والسياسية والدفاعية، أو التوقف عند الإنجازات والنجاحات، التي تتسبب في غفلة أو تغافل عن أغلب السلبيات والأخطاء التي تكبر تدريجياً، ثم تتدحرج ككرة الثلج، لتطيح بالكثير من الإنجازات. وستكون مخرجات هذه الإجراءات وأشكالها ومضامينها، بمثابة معطيات الحاضر التي تنطلق منها عملية استشراف مستقبل النظام الاجتماعي الديني الشيعي وصناعته.

2- استشراف مستقبل النظام الاجتماعي الديني الشيعي وتشوّف آفاقه، والوقوف على سيناريوهات هذا المستقبل كما ترسمها معطيات الحاضر، في إطار المنهجيات العملية التي وضعتها الدراسات المستقبلية (Future Studies) الحديثة أو ما يعرف بالمستقبلية (Futurism) وعلم المستقبليات (Futurology). ثم التخطيط لمستقبل النظام واستمرار صعوده ونهوضه، على مديات مختلفة، قصيرة ومتوسطة وبعيدة، وطرح البدائل المناسبة، وفق رؤية استراتيجية، تهدف الى صناعة هذا المستقبل(2)، وليس مجرد عملية استشراف وانسياق مع الأحداث الداخلية التي ستكتنفه، والخارجية التي ستحيط به.

3- استشراف مستقبل الدوائر المتداخلة مع النظام الاجتماعي الشيعي؛ لأن الشيعة ليسوا كانتونات مستقلة عن بلدانهم ومجتمعاتهم العامة وأمتهم المسلمة، ولا يمكنهم تجاوز القوانين المحلية والدولية وتشكيل جزيرة أو جزر منعزلة عن العالم؛ بل هم جزء من بلدانهم، ومكون وطني أساس، ويتفاعلون تلقائياً مع نظمها السياسية والقانونية والاجتماعية، ويتحملون مسؤولية الشراكة الوطنية مع المكونات الأخرى، المسلمة وغير المسلمة، وكذلك هم مكون ديني إسلامي، وجزء من أمتهم الإسلامية، ويتحملون مسؤولية الشراكة الدينية مع المجتمعات السنية في البلد الواحد، والشراكة الدينية مع كل مسلمي العالم؛ لأن الغاية من صناعة المستقبل الشيعي هي أن يكون الشيعة شريكاً أساساً فاعلاً إيجابياً(3)، في بناء دولهم المستقلة المتطورة والضامنة لحقوق وحريات الجميع، وفي قرارها السياسي والديني، وفي صياغة قوانينها ومساراتها الداخلية والخارجية، وكذلك مساهمين أساسيين في إعادة بناء الأمة الإسلامية وقرارها ومساراتها ومصيرها.

وبالتالي؛ فإن هناك خمس دوائر متداخلة في عملية الاستشراف والتخطيط والصناعة، ولن ينجح أي منها في تحقيق هدف صناعة مستقبل شيعي وطني أو مستقبل شيعي عام أو مستقبل وطني لكل بلد أو مستقبل إسلامي عام، بمعزل عن الدوائر الأُخر:

أ‌- دائرة المجتمع الشيعي في البلد الواحد، وهي الدائرة الشيعية الوطنية.

ب‌- دائرة النظام الاجتماعي الديني الشيعي، وهي دائرة عامة تشمل جميع الشيعة في كل أنحاء العالم، كما تشمل جميع عناصر هذا النظام ومكوناته، وهي الدائرة العالمية الشيعية.

ت‌- دائرة البلدان التي يسكن فيها الشيعة، وهي الدائرة الوطنية.

ث‌- دائرة المجتمع الإسلامي في كل بلد يعيش فيه الشيعة، وهي الدائرة الاجتماعية الإسلامية الوطنية.

ج‌- دائرة الأمة الإسلامية التي تشمل جميع البلدان المسلمة إضافة إلى المسلمين في البلدان الأخرى، وهي الدائرة الإسلامية العالمية العامة.

وعلى مستوى الدائرة الشيعية العامة، موضوع بحثنا؛ فقد ظلت مظاهر صعود النظام الاجتماعي الديني الشيعي ونهوضه الشامل ونهوض مكوناته وتحديث سياقاته؛ تسير بوتيرة واحدة غالباً منذ العام 1979، وتحوّلت من مرحلة التدافع والصراع على بقاء المشروع الجديد في وجه التحديات الوجودية الكبيرة في العقدين التاسع والعاشر من القرن الماضي، إلى مرحلة الاندفاع والصعود المصطرد منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، رغم أن بعض محاور الصعود لا تزال متلكأة، كما هو الحال في آذربيجان والبحرين وشرق السعودية وباكستان، بسبب شدة القمع والحركات المضادة. وهذا النهوض يشتمل على محاور جغرافية وموضوعية ومؤسساتية، كما يحدث في إيران والعراق ولبنان واليمن وسوريا، إضافة إلى أفغانستان والهند وسورية وكثير من الدول الخليجية والعربية، وكذلك في أوروبـا وأمريكا في البعد الجغرافي، والمؤسسية، ويقصد به المؤسسات الحوزة العلمية والمرجعية والأحزاب السياسية وحركات المقاومة، والموضوعية ويشمل مجالات الحكم والسياسة والدفاع والتشريع والمعيشة والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والتجديد الفكري والفقهي.

كتابات علي المؤمن

18 Nov, 17:12


وبما أن عملية الإصلاح والتجديد والمأسسة والتطوير والتخطيط والتنمية الاستراتيجية هي عملية تخصصية، لأنها تستهدف موضوعات ومجالات ومؤسسات تخصصية؛ فإنّ هذا العملية ينبغي أن تتم على إيدي المتخصصين من داخل المؤسسات أنفسها. فلو أخذنا ـ مثلاً ـ منظومة المرجعية الدينية ومؤسستها العلمية الدينية؛ فإن من الطبيعي أن تكون عملية تجديد بناها وإعادة مأسستها والتخطيط لمستقبلها، من داخل المؤسسة وليس من خارجها، أي أنها ليست مهمة المثقف أو الأكاديمي الشيعي، الذي يعطي لبعضهم الحق في التنظير لثوابت المرجعية الدينية والتخطيط لإصلاحها. نعم؛ من الطبيعي أن تستمع الى أصحاب الاختصاصات في النظم والقانون الدستوري والقانون الدولي وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا والإدارة والاقتصاد والمال، وتستشيرهم في عملية التجديد والتخطيط، لأنّ المؤسسة الدينية الشيعية ليست مؤسسة فتوي، إنّما هي زعامة النظام الاجتماعي الديني الشيعي الذي يرعى شؤون الشيعة في ما يقرب من (120) دولة من دول العالم. ولهؤلاء الشيعة مجتمعات كبيرة، ومؤسسات ومساجد وحقوق شرعية ومشاكل مع السلطات، وعلاقات داخلية وخارجية، إشكاليات سياسية وثقافية وقانونية، ويقع الإشراف على حلها على عاتق المرجعية الدينية الشيعة.

ومن البديهي أن تكون عملية التطوير وإعادة المأسسة والتخطيط منسجمة مع متطلبات الزمان والمكان وحاجات العصر، وكذلك مع طبيعة صلاحيات المرجعية وطبيعة مسؤوليات النظام الاجتماعي الديني الشيعي؛ فلو كانت صلاحيات وواجبات المرجع الأعلى الذي يقف على رأس النظام الاجتماعي الديني الشيعي؛ تتلّخص في الفتوى فقط؛ فلن تكون هناك حاجة إلى عملية إصلاح معقّدة، أي أن التجديد سينحصر في إطار الفكر الفقهي والفكر الأصولي وعلوم القرآن والحديث، باعتبار أن القضية قضية اجتهاد وفتوى وحكم شرعي لا اكثر، ولكن المرجع الديني ليس مفتياً وحسب، ولا تنحصر مهمته بالإفتاء، وإنّما بزعامة المجتمع الشيعي برُمّته.

وقد أشرت في كتاب «الاجتماع الديني الشيعي»(4) إلى موضوع إيجاد مؤسسة من المجتهدين، يمثلون أهل الخبرة، ويكونون بمثابة مؤسسة استشارية لاختيار مراجع التقليد، كما تختار المرجع الأعلى المتصدي من بين المراجع المطروحين، وتعرِّفهم لجمهور الشيعة، كما تتحمل مسؤولية الاستشارة في كل الشؤون التي لها علاقة بالنظام الاجتماعي الديني الشيعي. ويكون هناك مجلس آخر من كل الاختصاصات العلمية والشرائح الاجتماعية، كالخبراء في السياسة والعلاقات الدولية والإدارة الاقتصاد وعلم الاجتماع والقانون والأنتروبولوجيا، لتقديم المشورة الى المرجعية الدينية ومكتبها مؤسساتها بشأن الموضوعات والقضايا والمصالح المتعلقة بالنظام الاجتماعي الديني الشيعي، لأن قضايا بحجم رعاية (400) مليون إنسان، بحاجة إلى عقول تنظيمية وإدارية، تعمل بحذر ودقة بإشراف المرجع وتوجيهه، لكي لا تصطدم بأصل تشريعي أو تكييف فقهي أو مصلحة عامة، لأنّ التخطيط وإعادة البناء ليست عملية اعتباطية أو مزاجية، أو فكرة ناجزة أو مقترح جاهز. وهذا اللون المنهجي والعلمي من الاستعانة بالمستشارين والخبراء، سيريح المرجع الأعلى، وسيزيل عن كاهله وكاهل مكتبه وفريقه المقرّب حملاً ثقيلاً، وسيجعل عملية اتخاذ القرارات وتنفيذها سهلة من قبل المرجع، وأكثر مقاربة للمصلحة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الإحالات

(1) حول النظام الاجتماعي الديني الشيعي وتعريفه وعناصره وهيكله، أنظر: د. علي المؤمن، «الاجتماع الديني الشيعي»، ط 1، ص 15-30.

(2) حول الدراسات المستقبلية ومناهج الاستشراف المستقبلي الحديثة، أنظر: علي المؤمن، «الفکر الإسلامي المسقبلي: مقاربات فی المنهجیة».

(3) الحضور السلبي أو الإيجابي للشيعة في بلدانهم، له علاقة بسلوك أنظمة هذه البلدان تجاه الشيعة، وقوانين الدولة وأعرافها السياسية وأداء مؤسستها الدينية؛ فإذا كانت الدولة طائفية والنظام إقصائياً، والقوانين والأعراف تمييزية، والمؤسسة الدينية متطرفة؛ فإن حضور الشيعة في البلد سيكون سلبياً بشكل تلقائي، سواء من ناحية تفكيرهم أو سلوكهم أو تطلعاتهم، وإذا كانت نظرة الدولة متساوية لكل مواطنيها والنظام عادلاً في سلوكه تجاه الشيعة، ويمنحهم الحقوق والحريات السياسية والمذهبية والاجتماعية نفسها التي يعطيها للسنة؛ فإن حضور الشيعة سيكون إيجابياً بشكل تلقائي أيضاً.

(4) «الاجتماع الديني الشيعي»، ط 1، ص 166-170.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة "كتابات علي المؤمن" الجديدة وارشيف مقالاته ومؤلفاته بنسخة (Pdf) على تلغرام: https://t.me/alialmomen64

كتابات علي المؤمن

17 Nov, 18:45


ألفت عناية الأحبة الأصدقاء والمتابعين محتويات الدراسة:

المستقبل الشيعي: استشرافه وصناعته

محاور الاستشراف

التداخل بين الدائرتين الشيعية الوطنية والعالمية والدوائر المحيطة

بين المذهب والسياسة والاجتماع والاستراتيجيا

محورية مستقبل المرجعية وولاية الفقيه

مفهوم المرجعية الشيعية المطلقة ومصاديقها
1 ـ السيد أبو الحسن الموسوي الإصفهاني
2 ـ السيد حسين الطباطبائي البروجردي
3 ـ السيد محسن الطباطبائي الحكيم
4 ـ السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي

التصنيف العرفي لمراجع الدين الشيعة
1- المرجعية العليا
2- مراجع الصف الأول
3- مراجع الصف الثاني

المرجعية النجفية بعد آية الله السيستاني
1 ـ شحة الخيارات
2 ـ بروز الخطوط الخاصة داخل الحوزة
3 ـ تزامن المراحل الصعبة النجفية والقمية والطهرانية

الفقهاء المرشحون للمرجعية النجفية
1- الشيخ محمد باقر الإيرواني
2- الشيخ محمد هادي آل راضي
3- الشيخ حسن الجواهري
4- السيد علي الموسوي السبزواري
5- الشيخ محمد السند
6- السيد محمد رضا الحسيني السيستاني
7- السيد علي أكبر الحسيني الحائري

المرجعية وولاية الفقيه بعد آية الله الخامنئي

الفقهاء المرشحون للمرجعية القمية
1- السيد علي الحسيني المحقق الداماد
2- الشيخ علي كريمي الجهرمي
3- السيد محمد جواد العلوي البروجردي
4- السيد علي أصغر الحسيني الميلاني
5- السيد أحمد الموسوي المددي
6- الشيخ صادق الآملي اللاريجاني
7- الشيخ مهدي شب زنده دار الجهرمي

الولي الفقيه بعد آية الله الخامنئي:
1- الشيخ صادق اللاريجاني
2- الشيخ محسن الأراكي (العراقي)
3- الشيخ علي رضا الأعرافي
4- السيد هاشم الحسيني البوشهري
5- السيد محمد مهدي مير الباقري

كتابات علي المؤمن

17 Nov, 18:00


ألفت عناية الأحبة الأصدقاء والمتابعين..

كتابات علي المؤمن

16 Nov, 12:58


التسريبات من إيران تؤكد بأن الجيش هو الذي سينفذ الضربة ضد (إسرائيل)، باسناد حرس الثورة. والمعروف أن الجيش الإيراني لا يمتلك صواريخ أرض/ أرض بعيدة المدى، إنما صواريخ بحر/ أرض وجو/ أرض، تمتلكها قوتاه الجوية والبحرية، ما يعني أن الضربة ربما تكون مركبة من صواريخ الحرس وطائرات الجيش وسفنه، خاصة وأن قائد الجيش الجنرال أمير الموسوي توعد أمس أن الضربة ستكون تاريخية.

كتابات علي المؤمن

12 Nov, 01:05


الشغب المعرفي والنفاق الفكري ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علي المؤمن

١- خطورة السكون الفكري:

الحاجة الى الشغب المعرفي أساسية وضرورية لتحريك السكون الفكري الذي يساوي الموت. ولا يعني السكون الفكري حالة استقرارٍ فكرية؛ لأن الاستقرار يعبر عن حالة إيجابية، وهو شبيه بالاطمئنان الفكري؛ بل لا يلغي الاستقرار الفكري الحراك في إطاره، أي أن الحراك الفكري الإبداعي التجديدي غير ممكن في إطار السكون، لكنه ممكن في حالتي الاستقرار والاطمئنان. بينما يمثل السكون الفكري حالة سلبية خطيرة، فهو يعني توقف النمو المعرفي، والإصرار على استهلاك المعرفة الموروثة وإعادة تدويرها، برغم تراكم المتغيرات الزمانية وضغوطاتها الشاملة، والتي ينبغي أن يتبعها تحولاً معرفياً متسقاً، بل تحولاً استباقياً غالباً.

أما الأخطر من السكون الفكري البسيط فهو السكون الفكري المركب، أي الجمود في إطار حالة استقرار متخيّلة، سواء كان جموداً بدافع تخيّل وجود مصلحة عليا في الجمود، أو جموداً بدافع تخيّل حصول استقرار حقيقي؛ بينما هو استقرار زائف ومضر. وعند هذا اللون المركب من السكون الفكري يكمن تحديداً الموت المعرفي للأمم والشعوب.

2- ضرورة الشغب المعرفي:

للحيلولة دون الموت المعرفي الذي يتسبب في انهيار الأمم والشعوب وتراجعها قياساً بسرعة حركة الزمن؛ ينبغي كسر الصمت وتحطيم الجمود، وتحريك الراكد الفكري بطريقة ثورية. وهذه الحالة يمكن تسميتها بــ ((الشغب المعرفي))، والذي ينفتح على كل أنواع المعرفة الإنسانية ومناهجها، بدءاً بالمعارف الدينية والاجتماعية والأنثروبولوجية، وانتهاءً بالمعارف العقلية والتجريبية والتطبيقية.

ولتحديد مفهوم الشغب المعرفي المطلوب، ينبغي التأكيد على وجود منهجين متعارضين، إيجابي وسلبي، من الشغب المعرفي:

الأول: الشغب المعرفي الإيجابي المنتج، الذي يتمثل في إثارة الأسئلة المشاغبة غير المألوفة الجادة، وإن كانت بمنهجية صادمة حادة، وطرح فرضيات غير نهائية، ثم استنتاجات مبدئية غير نمطية، بهدف استفزاز الساحة المعرفية، وإثارتها، ودفعها عنوة باتجاه الحراك السريع المركّز؛ سواء دفاعاً عن نفسها أو محاولةً لمعرفة ماهية الأسئلة واستنطاقها أو إعجاباً وتماهياً وانبهاراً.

هذا الشغب الإيجابي يعني العبث المعرفي الهادف العميق، والفوضى الفكرية المقصودة. ونقول هادفاً ومقصوداً؛ لأنه يدفع من يجد نفسه حاضراً في دائرة الشغب والعبث والفوضى، سواء كان حضوراً جغرافيّاَ أو حضوراً معرفيّاً؛ يدفعه نحو المراجعة والتفكير والتأمل والبحث والتحقيق، والتنافس المعرفي الوجودي الفكري، لإيجاد الإجابات والردود والتكييفات، وصولاً الى الإنتاج الإبداعي المعرفي الجديد، غير النمطي وغير التقليدي، والذي ينسجم مع متطلبات الزمان والمكان، ويستبق الوقائع. وبالتالي؛ فإن من يقوم بهذا الدور؛ إنما يدفع عن وجوده وفكره ومعتقده أعراض التقهقر والانحطاط والموت.

الثاني: الشغب المعرفي السلبي غير المنتج، وهو الشغب الجدلي السوفسطائي، والحفر العشوائي، والأسئلة الاستعراضية الفارغة، والعبث المعرفي غير الهادف. هذا الشغب السلبي يشوش الأذهان والأفكار، ويمزق نسيج المجتمع، ويغيِّب بوصلته الفكرية والعقدية قسراً، ويجعله في حالة تيه على كل الصعد. أي أن الشغب المعرفي السلبي الفوضوي العبثي، لا يحفز الفكر تحفيزاً إيجابياً، ولا يدفع نحو التأمل والبحث والمراجعة والإنتاج الإبداعي؛ بل يدفع باتجاه المناكفات والصراعات والعناد والتفكير السلبي وتدوير الموضوعات الجدلية. وهو ما يعني أن الشغب المعرفي السلبي يعجل من انحطاط الشعوب وموتها معرفياً.

وبالتالي؛ فإن وجود المنهجين السلبي والإيجابي في معادلة الشغب الفكري؛ يؤكد أن الشغب الفكري سيف ذو حدين؛ فهو إما يساهم في إعادة الحياة للأمم ويرفعها، أو يساهم في تخلّفها ودمارها. ولذلك؛ ينبغي التأكيد على اشتراط الحكمة العميقة والدقة الفائقة والتخصص ووعي متطلبات الزمان والمكان عند ممارسة الشغب الفكري؛ كيلا يتحول إلى انحراف وفتنة وتيه، سواء على المستوى الديني أو الاجتماعي أو السياسي أو العلمي.

3- مآلات الشغب الفكري الإيجابي:

إن النظريات الرفيعة والاختراعات العظيمة والاكتشافات الكبرى، بدأت غالباً بشغب معرفي إيجابي، ومغامرة ثورية معرفية هادفة، وحلم يقظة منظم، أي أنها ــ غالباً ــ ليست نتاجات عمل معرفي تقليدي نمطي؛ لأن الأعمال التقليدية تكون نتاجاتها تقليدية أيضاً، وإن كان بعضها نتاجاً مهماً، أما النتاجات الثورية الخالدة فهي بنت الشغب المعرفي الهادف.

ويمكن القول إن الأوساط الإسلامية، بغالبية توصيفاتها، تسيطر عليها حالة السكون المعرفي أو الشغب المعرفي السلبي غير المنتج.

كتابات علي المؤمن

12 Nov, 01:05


فهي ــ مثلاً ــ في خطاب النهضة والتنمية والحكم؛ إما أنها تحاول تجاوز مرجعية الدين وثوابته، في محاولة عبثية للتشبه بالخارجي المتفوق المهيمن، أو أنها تغلق أبواب القراءات والاجتهادات النهضوية التنموية، بدعوى التمسك بالثوابت. لذلك؛ نرى ندرةً في الإنتاج الإبداعي في هذه الأوساط على كل الصعد، ووفرة في الصراعات والمناكفات والاستعراضات المعرفية السطحية. ولا توجد ثمة مرجعية مطلقة في الحراك المعرفي هنا، سوى النصوص المقدسة والقوانين التجريبية الثابتة. وهذا يعني أن الشغب المعرفي حتى في وجهه الإيجابي ينبغي ألّا يتجاوز المقدس والثابت الديني.

4- النفاق الفكري الغربي:

الحديث عن المرجعية المعيارية أو الإطار المصدري الذي يتحرك الشغب المعرفي في أجوائه، يقود الى الحديث عن الأهمية الوجودية الاستراتيجية للمصدرية المعرفية، ولا سيما في مجالات الفلسفة الكونية والفكر الإنساني والإجتماعي والديني؛ فمما لا شك فيه أن جميع المذاهب الفكرية الأساسية في العالم لها مرجعية معيارية تمثل القواعد العامة التي يستند اليها المذهب ومحدداته الفكرية ومصادر معرفته الحاكمة.

لكن؛ الملفت للنظر أن المذاهب والفلسفات الفكرية والاجتماعية الوضعية، وفي مقدمتها التجريبية والعقلانية والعلمانية والليبرالية والديمقراطية، تمارس نفاقاً فكرياً ناعماً؛ فهي تزعم أنها متحررة من أية مرجعية معيارية، وتطالب أتباع الدين بالتحرر أيضاً من مرجعياتهم وثوابتهم ومصادرهم أسوة بها، واحتراماً لقدرات العقل البشري، وضرورة إطلاقه دون أية قيود وقبليات مرجعية، والسماح للفوضى الفكرية والعبثية، والشغب المعرفي، إيجابياً كان أو سلبياً، باقتحام الواقع الفكري والديني، وإنتاج الأفكار والتصورات الجديدة، وإن كانت تتعارض مع الثوابت الإنسانية والأخلاقية والدينية.

وفي الوقت نفسه؛ فإن هذه المذاهب الفلفسية والاجتماعية الوضعية الغربية، التي تدّعي أنها حرة وغير ايديولوجية في مساراتها النظرية ومخرجات حراكها، وليست لها مرجعيات؛ فإنها تخضع لأكثر المرجعيات المعيارية ضغطاً وتعسفاً؛ بل أن مرجعيات الليبرالية ـ مثلاً ـ في الفكر الاقتصادي والفكر السياسي والفكر الاجتماعي، باتت آلهة مقدسة معصومة تفتك وتقمع وتقصي وتمارس أبشع صنوف الإرهاب ضد من يخالفها في الفكر والممارسة، برغم أنها أفكار بشرية، وهو أبشع ألوان النفاق الفكري والتناقض في البنى المؤسِّسة؛ إذ تبقى مقولات حرية الفكر وديمقراطية الرأي التي تتبجح بها؛ مجرد ورقة توت تتستّر بها؛ لكنها تسقط في كل اختبار.

أما الدين؛ فإن مرجعيته المعيارية الإلهية بديهية، ولا بد منها؛ إذ لولاها لما كان الدين ديناً، ولأصبح اسمه شيئا آخر، كما حصل مع كثير من الانشقاقات عن الأصول الدينية، والتي تحولت بالتدريج الى مذاهب فكرية وضعية لا علاقة لها بفلسفة الدين ومعايير تعريفه.

5- النتائج:

من خلال ما سبق؛ نخلص إلى ثلاث نتائج:

أ- لا معنى للدين بدون مرجعية معيارية ثابتة، وهي المرجعية الإلهية بالنسبة للأديان الإلهية التوحيدية، والتي تستند إلى مبادئ الغيب والوحي والفطرة.

ب- لا صحة لمزاعم المذاهب الفلسفية والاجتماعية الوضعية الغربية بأنها متحررة من كل أنواع المرجعيات المعيارية؛ فكل تفاعلاتها الفكرية والواقعية ومآلات هذه التفاعلات؛ تخضع لمرجعيات معيارية صنمية في حقيقتها، وإن حاولت التمظهر بالتخلص من شرنقتها، أي التخلص الشكلي.

ت- إن ما تقوم به المذاهب الوضعية الغربية من محاولات لإقناع الأوساط الدينية والفكرية والعلمية في بلاد المسلمين، للتخلص من المرجعية المعيارية ومن تقديس النصوص والثوابت، واعتماد المناهج والأدوات الوضعية في تفسير النص الديني والموروث الفكري الإسلامي؛ إنما هي محاولات تخريبية مقصودة، لتمكين الشغب المعرفي السلبي من الهيمنة على الساحة الدينية والفكرية في بلاد المسلمين، بهدف حرفها وتمزيقها، لصالح تكريس حضور الفكر الوضعي الغربي في هذه الساحة. وهذا هو النفاق الفكري بكل معاييره.

بل إن المذاهب الوضعية نفسها، إذا ما تجاوزت مرجعياتها المعيارية؛ فإنها ستتبخر وجودياً. نعم؛ هي متحررة في قراءة مصادرها وتفسيرها لهذه المصادر، وفي إصلاح فكرها وتجديده؛ لكنها ليست حرة في تجاوز مرجعياتها. وبالتالي؛ يتكرس نفاق المذاهب الوضعية ومفكريها وساستها حين يطالبون أتباع الدين بالتحرر من مرجعيتهم وتجاوز ثوابتهم. ولكن؛ في الوقت نفسه، تجد هذه المذاهب الفلسفية والاجتماعية مستعدة لشن أشرس الحروب الفكرية والدعائية ضد أية قراءة واجتهاد يتجاوزان مرجعيتها وثوابتها، وإن كان اجتهاداً من الداخل الفكري.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة "كتابات علي المؤمن" الجديدة وارشيف مقالاته، ومؤلفاته بنسخة (Pdf) على تلغرام: https://t.me/alialmomen64

كتابات علي المؤمن

09 Nov, 16:03


إلى/ المتأثرين بدعاية (إسرائيل) وعملائها من اللبنانيين والعرب، وهي الدعاية التي تبرئ (إسرائيل) وتلقي مسؤولية ما يحدث من ضحايا ودمار وخسائر في لبنان، على المقاومة الإسلامية اللبنانية الحليفة لإيران؛ لأنها هي التي تحرشت بالكيان الصهيوني ودفعته للرد العنيف.
نرفق لكم مقالاً توثيقياً منشوراً في جريدة النهار (اللبنانية)، في شباط/ فبراير 1972، أي قبل (52) سنة، وهو يكشف عن قيام (إسرائيل) بأكثر من (2000) اعتداء على لبنان، خلال الفترة من حزيران/ يونيو 1968 إلى كانون الثاني/ يناير 1972، أي حوالي اعتدائين يومياً، ولمدة ثلاث سنوات ونصف متواصلة. وقد حدث كل ذلك قبل تأسيس حركة أمل بـ (6) سنوات، والجمهورية الإسلامية الإيرانية بـ (11) سنة، وحزب الله بـ (14) سنة.

علي المؤمن

كتابات علي المؤمن

09 Nov, 08:25


عزيزي الشيعي اللبناني..
الشكر الذي تقدمة للعراقيين الذين يقفون معك في محنتك، هو دليل نبلك وأصالتك وعرفانك؛ لكنك تخطئ حين تعمم هذا الشكر على جميع العراقيين؛ فليس كل الشعب العراقي يقف معك؛ فهناك الملايين منه هم ضدك ويعارضون دعمك واستضافتك، ويفرحون لحزنك ويحزنون لفرحك، وهم نسخ من خصومك اللبنانيين الذين يتمنون أن تمحو إسرائيل أثرك من الوجود.

أما الذي يصرخ من أجلك في أروقة الجهاد والسياسة والإعلام والمال، ويرسل إليك كل أنواع الدعم، وكذلك يستضيفك في العراق ويفتح لك بيته؛ فهو الشيعي العراقي ومرجعيته وحوزته وحكومته وتنظيماته ومؤسساته حصراً؛ فلا تجرحه وأنت تساوي بينه وبين العراقي الآخر الذي يسيء إليك؛ فهذا الآخر يستحق التقريع وليس الشكر.

نعم؛ الشيعي العراقي هو عراقي، لكنه ليس أي عراقي؛ إنه العراقي الموالي لما يجمعكما من عقيدة وأئمة ورموز وعتبات مقدسة وشعائر ونظام اجتماعي ديني ومنظومة مرجعية ومقاومة وآلام وآمال وحاضر ومستقبل، كما يجمعكما مبدأ ((إني سلمٌ لمن سالمكم وحربٌ لمن حاربكم ووليٌّ لمن والاكم وعدوٌّ لمن عاداكم))؛ فهو مبدأ يجمعك بالشيعي العراقي حصراً، ولا يجمعك حتى بمن يحمل جنسية بلدك، ولا يجمع الشيعي العراقي حتى بمن يحمل جنسية بلده.

ولذلك؛ يجب أن تعي بعمق، اليوم وغداً، أن الشيعي العراقي ليس أي عراقي، كما أنت لست أي لبناني؛ فأنت أيضاً الشيعي الذي تتحمل عبء المواجهة والتضحيات، بينما خصمك اللبناني يلومك ويقرعك، ويجد نفسه قريباً من العدو أكثر من قربه منك.

ومن المهم أن تعلم بأن الشيعي العراقي كريمٌ معطاءٌ بطبعه من أجل دينه ومذهبه، ليس بماله وحسب، وإنما بنفسه أيضاً، وكرمه هذا هو كرمٌ شيعيٌّ عراقي، وليس كرماً عراقياً بالمطلق، وهو وجهٌ آخر لكرمه السنوي في الأربعينية الحسينية؛ فذلك الكرم الأربعيني هو أيضاً كرم شيعي عراقي.

فإذا أحببت أن تقدم كلمات الشكر، فكن دقيقاً في خطابك، واشكر أخاك الشيعي العراقي حصراً، وإن كان لا يحتاج إلى الشكر؛ لأنه يقوم بواجبه تجاهك؛ لأنك دمه ولحمه وتاريخه وحاضره ومستقبله.

علي المؤمن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة "كتابات علي المؤمن" الجديدة وارشيف مقالاته، ومؤلفاته بنسخة (Pdf) على تلغرام: https://t.me/alialmomen64

كتابات علي المؤمن

06 Nov, 19:17


أخي السني..
منذ (1350) عاماً، والدعاية الأموية تحاول إقناعك بأن الشيعة هم حلفاء اليهود وأعوان الصليبيين وخونة الأمة، وهي الدعاية التي تلقفها شيخ التكفير ابن تيمية ونظّر لها، كما تناقلها المؤرخون والرواة، ثم ورثتها الجماعات السلفية الحديثة، وفي مقدمتها جماعة محمد عبد الوهاب، حتى باتت جزءاً من عقيدة الوهابيين وأغلب السلفيين وكثير من السنة المتأثرين بهم.

وها هي واقعة فلسطين الجديدة تكشف لك للمرة المليون من هم حماة الأمة وأعداء الصهاينة، ومن هم حلفاء الصهاينة والصليبيين وخونة الأمة.

ننتظر منك أن ترفع صوتك عالياً بالحقيقة، بوجه كل من يروج لهذه الدعاية، وتنتصر لأهلك الشيعة، الذين يبذلون الغالي والنفيس لحمايتك والدفاع عنك وردع المعتدي عليك.

علي المؤمن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة "كتابات علي المؤمن" الجديدة وارشيف مقالاته، ومؤلفاته بنسخة (Pdf) على تلغرام: https://t.me/alialmomen64

كتابات علي المؤمن

06 Nov, 00:04


تتوافر بعض مؤلفات الدكتور علي المؤمن بنسخة (PDF)، على قناته في التلغرام https://t.me/alialmomen64:

1- الإسلام والتجديد: رؤى في الفكر الإسلامي المعاصر
2- تجديد الشريعة: قابلية الشريعة الإسلامية على التحول
3- ثقافة عاشوراء بين فلسفة التاريخ وأصول العقيدة
4- من المذهبية الى الطائفية: المسألة الطائفية في الواقع الإسلامي
5- الغزو الطائفي في مواجهة المشروع الحضاري الإسلامي
6- الاجتماع الديني الشيعي: ثوابت التأسيس ومتغيرات الواقع
7- سنوات الجمر: مسيرة الحركة الإسلامية في العراق 1957- 1986
8- جدليات الدعوة: حزب الدعوة الإسلامية وإشكاليات الاجتماع الديني والسياسي
9- صدمة التاريخ: العراق من حكم السلطة الى حكم المعارضة
10- النظام العالمي الجديد: التشكّل والمستقبل
11- القرن العشرون: مائة عام من العنف
12- آيديولوجيا العدوان في الفكر الصهيوني
13- عروس الفرات (رواية)
14- الفقه والسياسة: تطور الفقه السياسي الإسلامي حتى ظهور النظريات الحديثة
15- النظام السياسي الإسلامي الحديث وخيارات الديمقراطية والثيوقراطية والشورى
16- الفقه والدستور: التقنين الدستوري الوضعي للفقه السياسي الإسلامي
17- المدخل إلى القانون الدستوري الإسلامي
18- القانون الدستوري والنظام السياسي في إيران
19- أسلمة المستقبل: نحو الإمساك بالمستقبل الإسلامي
20- المستقبلية الإسلامية: منهجية علمية لبناء غد أفضل
21- من المعاصرة الى المستقبلية: الفكر الإسلامي واستدعاءات المستقبل
22- الفكر الإسلامي المستقبلي: مقاربات في المنهجية
23- مقاربات في الفكر والثقافة والأدب.

كما تتوافر بعض الكتب والدراسات التي كتبت عنه وعن مؤلفاته:
1- الاجتماع الشيعي وإشكاليات الهوية في فكر الدكتور علي المؤمن (19 باحثاً)
2- رواية القمع: عروس الفرات للدكتور علي المؤمن أنموذجاً (12 باحثاً)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(https://t.me/alialmomen64) قناة كتابات علي المؤمن

كتابات علي المؤمن

06 Nov, 00:02


هدف (إسرائيل) سلخ المقاومة عن حاضنتها الاجتماعية
علي المؤمن

ما قام به جيش الكيان الصهيوني في غزة ولبنان، من إبادة جماعية وتدمير شامل لكل شيء، طيلة الفترة التي أعقبت اندلاع معركة (طوفان الأقصى)، هو ليس حرباً وليس استهدافاً للمقاومة وحسب، إنما هي عملية ضرب ممنهج ومركز للحاضنة الاجتماعية للمقاومة، لتحقيق هدفين أساسيين:

الأول: الانتقام من الحاضنة الاجتماعية على دعمها واحتضانها المقاومة، ومعاقبتها بقسوة بالغة في مصادر استقرارها وسكنها وبنيتها التحتية وسبل عيشها واستمرار حياتها.

الثاني: تحريض الحاضنة الاجتماعية ضد المقاومة، ودفعها لإلقاء اللوم على المقاومة، بسبب ما تتعرض له هذه الحاضنة من دمار وخراب وقتل وتهجير ومآسي، ثم سلخها من المقاومة، وصولاً إلى قيام الحاضنة بمواجهة المقاومة سياسياً وإعلامياً وميدانياً.

وتساعد الجيش الصهيوني في تحقيق هذين الهدفين؛ جيوشاً أخرى من الحكام والسياسيين والإعلاميين غير (الإسرائيليين)، في داخل فلسطين ولبنان نفسيهما، وكذلك في البلدان العربية والمسلمة، فضلاً عن أوروبا وأمريكا، سواء من حلفاء الكيان الإسرائيلي وعملائه والمتعاطفين معه، أو من المعارضين أساساً للمقاومة أو عموم المستغفلين.

ولا شك أن سلخ الحاضنة الاجتماعية عن المقا ومة، سيؤدي - بحد ذاته - إلى انكشاف ظهر المقاومة وحاضنتها معاً. وهو ما سعى إليه الكيان الصهيوني في حرب ال 2006 ضد حاضنة المقا ومة الإسلامية في لبنان، وقد فشل حينها فشلاً ذريعاً، والسبب هو أن المقا ومة الإسلامية، سواء في فلسطين أو لبنان، هي حركات اجتماعية دينية قبل أن تكون تنظيمات سياسية وجماعات مسلحة، أي أنها إفراز لواقع اجتماعي ديني متجذر، يستحيل تغيير معادلاته.

وفي الحرب القائمة أيضاً؛ يتضح - يوماً بعد آخر - فشل الكيان الصهيوني وحلفائه وعملائه في تحقيق هدف سلخ الحاضنة الاجتماعية عن مقاومتها الإسلامية، وهدف القضاء على المقا ومة نفسها، في حين سبق للكيان الصهيوني أن نجح في حروبه السابقة مع الأنظمة العربية، في تحقيق الهدف النفسي الاجتماعي المذكور، كما نجح في أهدافه العسكرية والاستراتيجية، لأنه كان يحارب جيوش أنظمة منفصلة انفصالاً واقعياً عن مجتمعاتها العربية المسلمة، وإن كانت تتمظهر زوراً بالتصاقها بهذه المجتمعات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة "كتابات علي المؤمن" الجديدة وارشيف مقالاته، ومؤلفاته بنسخة (Pdf) على تلغرام: https://t.me/alialmomen64

كتابات علي المؤمن

05 Nov, 23:59


كل هذا يفرض عليك أن تراعي انتماءك جيداً في تفكيرك وتخطيطك وسلوكك وخطابك، وتتنبّه الى مظالم أبناء مكونك واستحقاقاتهم الطبيعية في المجالات المعيشية والاقتصادية والخدمية والتعليمية والقانونية والأمنية والاجتماعية والدينية. وهذا لا يعني أننا نطالبك بالتمييز بين مكون وآخر، إطلاقاً، ولكن لأن معاناة أهلك في الوسط والجنوب من الأوضاع المعيشية الصعبة والاقتصاديات المتراجعة، والبنى التحتية شبه المنهارة، تفوق ما يعانيه أهلنا في بغداد والمحافظات الغربية والشمالية، فضلاً عن تراكمات الاجحاف بحق استحقاقات الشيعة، منذ مئات السنين وحتى اللحظة، رغم أنهم يشكلون الأكثرية السكانية، لكنك ترى بوضوح غياب ثوابتهم وثقافتهم التاريخية والدينية عن مفاصل الدولة ورمزياتها التاريخية، ومناهجها الدراسية، وشعارها ونشيدها وعلمها، وتوقيتات مناسباتها الدينية والوطنية، إذ لا تزال الدولة العراقية في هذه المجالات ترزح تحت نير الثقافة الطائفية التراكمية.

وهنا تأتي قدرتك على إلغاء هذا الموروث التدميري الاستفزازي، في الأبعاد المعيشية والخدمية والثقافية. وإذا نجحت في ذلك؛ فسيُحسب لك إنجازاً تاريخياً، لأنك سترسي دعائم دولة العدالة والحكم الرشيد والاستقرار الوطني؛ إذ لا يغيب عنك أن إحساس المواطن العراقي الشيعي بعدالة الدولة تجاهه، وأنها تعمل على رفع الحيف والظلم عنه؛ سينعكس إيجاباً على خطاب الشيعة الوطني وتعاملهم مع المكونات الأخرى التي يرون انها لا تزال، منذ مئات السنين، لا تراعي تاريخهم وثقافتهم واستحقاقاتهم وخيراتهم (نرفق دراسة تفصيلية في هذا المجال).

3- الشعب ينتظر منك إنجازات سريعة وملموسة على الأرض في الجوانب المعيشية والخدمية والأمنية، وبأساليب استثنائية وغير روتينية، لأن توفير فرص العمل والكهرباء والسكن والصحة والخدمات البلدية، والضمان الصحي والاجتماعي، وتحسين دخل الفرد، وتحريك السوق، وإحساس المواطن بالأمن على حياته وأسرته ومجتمعه، بعيداً عن السلاح السياسي والعشائري الذي يهدد حياته في كل لحظة، هو رهان الشعب على نجاحك، ورهان محبيك على دعمك، وبدون تحقيقها لن تنفع أية أعذار ومبررات وشعارات، ولن تنفع أية إنجازات في المجالات الأخرى، لأن العراقيين، قبل كل شيء، بحاجة الى أن يتنفسوا العيش المناسب اللائق، وهم يستحقون ذلك، في ظل بلد نفطي مليء بالخيرات.

4- تركيز الاهتمام على الجانب الثقافي والفكري والإعلامي والفني، لأن كثيراً من مشاكل العراق والدولة والحكومة تكمن في التقصير في هذه المجالات وعدم إيلائها أهميتها الحقيقية الكبرى، ومن خلالها يمكن تحجيم الانفلات الاجتماعي، وكبح جماح إعلام الفتنة وفكر التحريض وثقافة الطائفية والفن الفاسد، وهو فساد لا يقل عن الفساد الحكومي والسياسي (نرفق دراسة تفصيلية في هذا المجال).

5- التعامل مع مظاهر الفساد والفشل والشلل والعوق في الدولة والحكومة، تعاملاً علمياً منهجياً، بعيداً عن الصخب الإعلامي والشعارات، واللجان العشوائية والاجراءات الأمنية، لأن هذا المظاهر بقدر ماهي عميقة ومتجذرة في مفاصل الدولة؛ فإنها بحاجة الى دقة وعمق وبصيرة نافدة وتخطيط وحزم حقيقي. ولعلك هنا تحتاج الى لجنة متخصصة للتخطيط، تتألف من خبراء ماليين واقتصاديين وقانونيين وقضائيين وإداريين، لوضع الخطط الكفيلة بمكافحة الفساد المالي والإداري، وشلل النظم والسياقات ومعوقات تنفيذ خطط الحكومة.

6- بذل كل الجهود، بالتعاون مع رؤساء الأحزاب ومجلس النواب ومجلس القضاء، من أجل تعديل الدستور وتصحيحه فنياً ومادياً وموضوعياً، وسد الثغرات التي تعيق حركة النظام السياسي. ولعل أبرز التعديلات المطلوبة على الدستور تتمثل في تحويل النظام السياسي من برلماني الى شبه رئاسي (نرفق دراسة تفصيلية في هذا المجال).

الأخ الرئيس..
لا ينتظر أحد منك تحقيق معاجز، لأنك استلمت موروثاً صعباً وبلداً منهَكاً، لكنك تستطيع العبور على الأداء البيروقراطي في عملية التغيير، نحو إجراءات استثنائية ثورية، وخاصة في المجالات الخدمية والمعيشية والبنيوية التحتية والاقتصادية، ولعل مدة سنتين كفيلة بظهور نجاحاتك النسبية في تحقيق هذه الخطوات، وفي ذلك رضى لله ورسوله وأهل بيته، ورضى للشعب العراقي، الذي سيكون بأغلبيته داعماً لك وحامياً لظهرك ومدافعاً عنك، وسيكتب اسمك في سجل خدام الشعب والوطن والدين.

أخوك/ علي المؤمن
1 / 11 / 2022
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة "كتابات علي المؤمن" الجديدة وارشيف مقالاته، ومؤلفاته بنسخة (Pdf) على تلغرام: https://t.me/alialmomen64

كتابات علي المؤمن

05 Nov, 23:59


سبق أن أرسلت هذه الرسالة المفتوحة إلى الأخ الرئيس السوداني، بعد أيام من تسنمه منصب رئاسة الوزراء. وأعيد الآن نشرها؛ لنحتكم إلى الرأي العام في صحة ما جاء في الرسالة وحجم ما تم تطبيقه منها، بعد مرور سنتين على إرسالها، وهي المدة التي حددتها الرسالة لإحداث التغيير المطلوب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الأستاذ محمد شياع السوداني
رئيس مجلس الوزراء المحترم
بعد التحية

كونك ربيب اضطهاد النظام البعثي وقمعه وظلمه، منذ ولادتك وحتى سقوطه، ورفيق المعاناة والحرمان واليتم، وداعية وابن داعية شهيد، وكونك صاحب تجربة ناجحة وخبرة مميزة في إدارة مؤسسات الدولة، وأن الجميع يشهد لك بالكفاءة والأمانة والنزاهة؛ فهي علامات مشرقة تحسب لك، ومثبتة في سيرتك وصحيفة أعمالك.

ورغم أهمية هذه العلامات، وكونها أهّلتك لمنصب رئاسة وزراء العراق، وستكون قاعدةً لحسن ظن الشعب العراقي بك، لكنها لا تكفي ليعطيك الشعب العراقي شهادة مسبقة بأنك ستكون وكيلاً ناجحاً لخدمته، وأمينا قوياً على إدارة مصالحه، وحاكماً رشيداً لوطنه، وقائداً موفقاً لقواته المسلحة وأمنه؛ فتلك العلامات هي شهادة نجاح لك على مرحلة سابقة، وليست شهادة نجاح مطلقة. وبالتالي؛ انت في امتحان كبير، الآن ومستقبلاً، لكي تحوز على شهادات نجاح حقيقية للمراحل القادمة من ممارستك لوظيفتك الجديدة، وهي الأكبر حجماً والأكثر ثقلاً والأهم نوعاً على مستوى الدولة العراقية؛ إذ سيكون واقع الشعب ومصير الدولة رهن حسن تخطيطك وتنفيذك وأدائك ونزاهتك.

أضع بين يديك بعض الملاحظات، انطلاقاً من التفاؤل بمرحلتك وحكمك، وهي ملاحظات عملية مباشرة، وليست نصائح عامة. ولعل نجاحك في تحويل هذه الملاحظات الى واقع عملي وميداني؛ سيجعلك مصداق الحاكم المؤمن القوي الأمين:

1- سر نجاحك الأول في إدارة الدولة هي استشارة المؤتمنين الأكفاء الأقوياء، والتخطيط العلمي والمنهجي في إدارة الدولة وتنفيذ خططها ومشاريعها. ولعل الحلقات التالية؛ أساسية في هذا المجال:

أ- مدخل الاستشارة والتخطيط السليمين، هو حسن اختيارك فريقك الاستشاري وفريقك التنفيذي، وضرورة الفصل بينهما في مسارات العمل، وأن يكونا على مستوى عال من الكفاءة والنزاهة والقوة والأمانة، والإخلاص للوطن والدولة ولك، وأن تعطي فريقك الاستشاري صلاحية نقدك أولاً، ونقد فريقك التنفيذي ثانياً، ونقد الحكومة ثالثاً؛ ليكون مرآة حسن سيرك وأدائك وأداء الحكومة. وينبغي أن يتفرغ فريقك الاستشاري للتفكير والتخطيط والرقابة فقط، ومن بينها الرقابة الصامتة على أداء فريقك التنفيذي، لأن أغلب مشاكل الحاكم تأتي من أداء فريقه التنفيذي ومن عدم وجود رقابة عليه، وكذلك من الخلط بين العمل الاستشاري التنظيري التخطيطي وبين العمل التنفيذي. ولكي تختصر على نفسك الانشغال بمتابعة فريقيك؛ ينبغي أن تختار مدير مكتب يتمتع بمواصفاتك نفسها في قوة الإدارة والأمانة والخبرة في شؤون الدولة، ويكون هو مسؤولاً مركزياً مباشراً عن فريقك التنفيذي. كما تختار أحد مستشاريك الأقوياء المفكرين ليكون مسؤولاً مركزياً عن المستشارين وأعمالهم (نرفق دراسة تفصيلية في هذا المجال).

ب- تشكيل مجلس استشاري للخبراء أو الحكماء، من (50) شخصاً، يتألف من قادة الأحزاب وكبار السياسيين والأكاديميين والمفكرين والخبراء، الاقتصاديين والقانونيين والاعلاميين والاجتماعيين، يجتمعون مرة واحدة شهرياً، لتداول شؤون الدولة والحكومة. ومن خلاله تستطيع إشراك حكماء البلد وقادة أحزابه في حل مشاكل الدولة، وتجعلهم داعمين لك (نرفق دراسة تفصيلية في هذا المجال).

ت- تأسيس مركز دراسات حكومي، كبير ونوعي وفاعل، يكون الذراع البحثي والتنظيري والتخطيطي لك وللحكومة والدولة وأجهزتهما. وينبغي أن لا يكون عمل المركز روتينياً ومجرد دراسات للاستعراض العلمي التنظيري توضع على الرفوف، بل تكون دراساته عملية منتجة وللتطبيق، ويكون ذلك من خلال وضع آلية لربط بحوث المركز بفريقيك الاستشاري والتنفيذي، وبالوزارات وأجهزة الدولة، وبمراكز الدراسات الأخرى في الدولة والجامعات. ومن الأفضل أن يكون مستشارك لشؤون البحث والتخطيط هو رئيس هذا المركز. ولعل من أهم وظائف المركز، وضع خطة لعشرين سنة، لإعادة بناء العراق على كل الصعد، ويتم تقسيمها الى أربع خطط خمسية، من خلال اعتماد منهجيات الدراسات الستراتيجية والمستقبلية والتخطيط المستدام (نرفق دراسة تفصيلية في هذا المجال).

2- صحيح أنك خادم لكل الشعب العراقي، وحاكم لكل العراق، دون تمييز بين مكون وآخر ومحافظة وأخرى ومواطن دون آخر، ولكن؛ ينبغي أن تتذكر في كل لحظة تفكير وتخطيط وعمل، أن مكونك الشيعي يقف وراء وجودك في هذا المنصب، بعد أن رشّحتك كتله السياسية ونصّبتك، وستبقى تدعمك وتحمي ظهرك، وأن لا تنسى أنك شيعي وداعية إسلامي، وأن رمزك الذي يراقبك من عليائه هو السيد محمد باقر الصدر، وأن عين المرجعية العليا تنظر الى أدائك.

كتابات علي المؤمن

29 Oct, 11:45


الشيخ نعيم قاسم الأمين العام الرابع لحزب الله في لبنان:

- ولد في جنوب لبنان في العام 1953.

- جمع بين الدراستين الأكاديمية والحوزوية، إذ حصل على البكارلويوس في الكيمياء من الجامعة اللبنانية، كما درس مرحلتي السطوح والبحث الخارج على يد آية الله السيد محمد حسين فضل الله.

- انتمى الى حزب الدعوة الإسلامية/ إقليم لبنان، في بداية سبعينات القرن الماضي، وكان أبرز مؤسسي وقياديي الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين في العام 1974، والذي كان أحد واجهات حزب الدعوة في لبنان. ويمثل الشيخ نعيم قاسم من الجيل الثاني من أعضاء حزب الدعوة اللبناني، وبقي فاعلاً في الحزب، حتى حل تنظيمه في العام 1982.

- أسس وأدار جمعية التعليم الديني في أواسط سبعينات القرن الماضي.

- انتمى إلى حركة أمل منذ بدايات تأسيسها في العام 1974، بعد التوجيه الذي أصدره حزب الدعوة لأعضائه اللبنانيين بالانتماء إلى حركة أمل، لتعزيز الخط المؤمن (الإسلامي) داخل الحركة، وكان ذلك بالتنسيق بين قيادة حزب الدعوة وآية الله السيد موسى الصدر.

- كان أحد المؤسسين التسعة لحزب الله في العام 1982، بعد مبادرة قيادة إقليم حزب الدعوة في لبنان إلى حل الحزب، والتوجه لتأسيس حزب الله، بدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكان جميع التسعة المؤسسين لحزب الله أعضاء وكوادر سابقين في حزب الدعوة.

- ظل الشيخ نعيم قاسم واحداً من القيادات الفاعلة لحزب الله منذ تأسيسه.

- انتخب في العام 1991 نائباً للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي انتخب حينها أميناً عاماً للحزب خلفاً للسيد عباس الموسوي الذي اغتالته (إسرائيل).

- انتخبه مجلس شورى حزب الله أميناً عاماً للحزب في 29/ 10/ 2024.

- يشتهر الشيخ نعيم قاسم بخبرته التنظيمية الطويلة وقدراته الإدارية المؤسساتي المتميزة وثقافته الدينية التخصصية وتمرسه في العمل السياسي.

نبارك لأهلنا في لبنان عامة وحزب الله خاصة هذا الإنجاز الطيب، وندعو الله تعالى أن يسدد سماحة الشيخ نعيم قاسم في قيادة الحزب والمقاومة، ويصنع على يديه مزيد النجاحات والانتصارات.

علي المؤمن
29/ 10/ 2024
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة "كتابات علي المؤمن" الجديدة وارشيف مقالاته، ومؤلفاته بنسخة (Pdf) على تلغرام: https://t.me/alialmomen64

كتابات علي المؤمن

29 Oct, 11:45


الشيخ نعيم قاسم الأمين العام الرابع لحزب الله في لبنان:

   - ولد في جنوب لبنان في العام 1953.

   - جمع بين الدراستين الأكاديمية والحوزوية، إذ حصل على البكالوريوس في الكيمياء من الجامعة اللبنانية، كما درس مرحلتي السطوح والبحث الخارج على يد آية الله السيد محمد حسين فضل الله.

   - انتمى الى حزب الدعوة الإسلامية/ إقليم لبنان، في بداية سبعينات القرن الماضي، وكان أبرز مؤسسي وقياديي الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين في العام 1974، والذي كان أحد واجهات حزب الدعوة في لبنان. ويعد الشيخ نعيم قاسم من أبرز الجيل الثاني من أعضاء حزب الدعوة اللبناني، وقد بقي فاعلاً في الحزب، حتى حل تنظيمه في العام 1982.

   - أسس وأدار جمعية التعليم الديني في أواسط سبعينات القرن الماضي.

   - انتمى إلى حركة أمل منذ بدايات تأسيسها في العام 1974، بعد التوجيه الذي أصدره حزب الدعوة لأعضائه اللبنانيين بالانتماء إلى حركة أمل، لتعزيز الخط المؤمن (الإسلامي) داخل الحركة، وكان ذلك بالتنسيق بين قيادة حزب الدعوة وآية الله السيد موسى الصدر.

   - كان أحد المؤسسين التسعة لحز ب الله في العام 1982، بعد مبادرة قيادة إقليم حزب الدعوة في لبنان إلى حل الحزب، والتوجه لتأسيس حزب الله، بدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكان جميع التسعة المؤسسين لحزب الله أعضاء وكوادر سابقين في حزب الدعوة.

   - ظل الشيخ نعيم قاسم واحداً من القيادات الفاعلة لحزب الله منذ تأسيسه.

   - انتخب في العام 1991 نائباً للأمين العام لحزب الله السيد  حسن نصر الله، الذي انتخب حينها أميناً عاماً للحزب خلفاً للسيد عباس الموسوي الذي اغتالته (إسرائيل).

   - انتخبه مجلس شورى حزب الله أميناً عاماً للحزب في 29/ 10/ 2024.

   - يشتهر الشيخ نعيم قاسم بخبرته التنظيمية الطويلة وقدراته الإدارية المؤسساتية المتميزة وثقافته الدينية التخصصية وتمرسه في العمل السياسي.

   نبارك لأهلنا في لبنان عامة وحزب الله خاصة هذا الإنجاز الطيب، وندعو الله تعالى أن يسدد سماحة الشيخ نعيم قاسم في قيادة الحزب والمقاومة، ويصنع على يديه مزيد النجاحات والانتصارات.

                               علي المؤمن    
                      29/ 10/ 2024
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة "كتابات علي المؤمن" الجديدة وارشيف مقالاته، ومؤلفاته بنسخة (Pdf) على تلغرام: https://t.me/alialmomen64

كتابات علي المؤمن

28 Oct, 23:43


هل عندك أدنى شك بأن إسرائيل وأمريكا والسعودية يقودون محور الباطل، وأن المقاومة الشيعية وحلفاءها السنة يمثلون محور الحق الذي تقوده المرجعية الدينية؟ فكيف تكون على الحياد بينهما، إذا كنت شيعياً حقاً؟

كتابات علي المؤمن

27 Oct, 02:20


خطأ إعلام محور المقاومة
علي المؤمن

من الغريب أن يستمر جزء من إعلام محور المقاومة في الانجرار وراء الإعلام العربي المتصهين، وهو يركِّز على خسائر المقاومة ومشاهد الدمار في غزة ولبنان، ولا يركز على الإنجازات التاريخية غير المسبوقة لمحور المقاومة الإسلامية.

هذه المقاومة فضحت مرة أخرى كذبة الكيان الصهيوني في التفوق، وأظهرت حجم ضعفه وعجزه أمام المحور، وخاصة خلال الشهر الأخير؛ حيث تكبد خسائر فادحة، غير مسبوقة في كل حروبه؛ فالصهاينة لم يذوقوا من كل الجيوش العربية المنهزمة، منذ 1948 وحتى 1973، ما يذوقونه اليوم من مرارة وآلام على يد المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان، في المواجهات البرية، حيث يسقط يومياً عشرات القتلى والجرحى، ويتم تدمير كبير للمعدات الحربية الإسرائيلية. أما صواريخ حز ب الله ومسيّراته التي يطلقها بالمئات يومياً؛ فقد باتت تشلّ الحياة في (إسرائيل)، وتصيب الصهاينة بخسائر ورعب وإرباك شامل على مدار الساعة، وقد بلغت خسائر (اسرائيل) يومياً 500 مليون دولار، بضمنها الكلفة العسكرية للحرب، البالغة (140) مليون دولار يومياً، إضافة إلى خسائر الاقتصاد المشلول وغيره، أي ما معدله 60 مليار دولار شهرياً.

هذه كلها مؤشرات قائمة على الأرض، وهي تنذر الصهاينة بأخطار وجودية؛ حيث يؤكد استراتيجيون أمريكيون بأن استمرار الحرب لسنة أخرى؛ سيؤدي إلى تدمير 50 بالمائة من الحياة في الكيان الإسرائيلي، وإعادة ميزان القوة داخله إلى ما قبل العام 1948. وهي الحقائق التي ينبغي أن يركز عليه إعلام محور المقاومة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة "كتابات علي المؤمن" الجديدة وارشيف مقالاته ومؤلفاته بنسخة Pdf)) على تلغرام: https://t.me/alialmomen64

كتابات علي المؤمن

23 Oct, 22:36


تدعوكم مؤسسة الأبرار الإسلامية في لندن لحضور محاضرة:
((الـحـيـاد فـي الـفـكـر الإســلامـي))
للـدكـتـور عــلـي الـمـؤمــن

ويليها مداخلات الحضور وأجوبة السيد المحاضر
الزمان: يــوم الخــمــيـس، 24 تشرين الأول/ أكــتـوبـر 2024 م.

المشاركة في البرنامج للمناطق البعيدة والبلدان الأخرى عبر تطبيق ZOOM:
https://us02web.zoom.us/j/87826750955?pwd=Z4FSxrjOlmqXHa2ZXT3fssQdyJcuLm.1

وقت البرنامج حـسـب الـبـلـدان للمتابعين عبر الأنترنت:

6.30 مساء: بريطانيا
8.30 مساء: العراق والخليج والشام
1.30 بعد الظهر: كندا وأمريكا.

كتابات علي المؤمن

20 Oct, 01:18


بل تعاظم اللبس عند بعض هؤلاء، الى المستوى الذي دفعه الى قتال علي، وهو يتصور أن عمله مبرء لذمته الشرعية، لأنه يقاتل الى جانب زوج رسول الله وإلى جانب اثنين من أكابر الصحابة المجاهدين، أو الى جانب والي الخلافة (الراشدة) في الشام.

ولكن؛ أن يحصل لبس لدى شيعي (متدين) تجاه الموقف من المعركة القائمة؛ بحيث يدعو الى الحياد بين طرفيها؛ فهذا ما يتجاوز نظرية أبي هريرة بكثير جداً من المخالفات الأخلاقية والشرعية الإضافية، لأن أبا هريرة كان يمارس الحياد بين رفاق دربه من صحابة رسول الله والتابعين كما يعتقد، أي أن نظرية أبي هريرة بكل تهافتها ومخالفتها للقواعد الأخلاقية والشرعية؛ لا تستطيع تسويغ موقف دعاة الحياد السلبي والنفعي في المعركة الحالية، خاصة وأن المحور الشيعي المقاوم اليوم، تقوده المرجعية الدينية التي تمثل الخط العام للنظام الاجتماعي الديني الشيعي، ولا يقوده خط شيعي خاص أو خط فئوي أو رمزية ثانوية؛ إنما تقوده المرجعية بنفسها.

ولذلك؛ فإن القياس على موقف الإمام السجاد من ثورة المختار أو موقف الإمام الصادق من ثورة زيد بن علي هو قياس باطل؛ لأن المختار وزيد لم يكونا يمثلان الخط الشيعي العام؛ بل كانا يمثلان خطين خاصين ورمزيتين ثانويتين، في حين كان الإمامان السجاد والصادق هما اللذان يمثلان الخط الشيعي العام وقيادته الأصلية الشرعية؛ فضلاً عن أن الإمام السجاد والإمام الصادق لم يكونا على الحياد بين ثورة المختار وثورة زيد والسلطة الأموية، إطلاقاً، بل كان موقفهما مؤيداً لثورة المختار وثورة زيد، وداعماً لهما، وإن كان دعماً غير مباشر، وعبر أساليب ووسائل خاصة، لأسباب يطول شرحها، وهو ما سنوضحه في مقال آخر.

أما قيادة الخط الشيعي العام اليوم المتمثلة بالمرجعية الدينية؛ فهي التي تقود المحور الشيعي المقاوم الناهض كما ذكرنا، سواء عبر التصدي المباشر المتمثل بالمرجع السيد علي الحسيني الخامنئي، أو الدعم غير المباشر المتمثل بالمرجع السيد علي الحسيني السيستاني، فضلاً عن دعم جميع مراجع الشيعة في النجف وقم للمحور. ومن يريد معرفة مواقف مراجع الشيعة؛ فليتأمل بدقة في مضامين بياناتهم باستشهاد سليماني والمهندس ونصر الله؛ إذ كانت تعبِّر عن حقيقة مواقفهم الداعمة والمتبنِّية، ولم تكن مجرد بيانات تعزية. أما أدلة الدعم والتبني والاحتضان في المجالات الأخرى؛ فنتركها للتاريخ.

ويعتمد بعض المثقفين المتفلسفين الشيعة في تشكيل خطابه الحيادي على عناصر مركبة من:

1- نظرية أبي هريرة في الحياد السلبي والحياد النفعي
2- المنهج المذهبي التاريخي الانعزالي، والذي يمثله تيار (الحجتية) المعاصر.
3- المصطلحات العصرية العلمانية
4- مفردات الدعاية العنصرية الطائفية للآخر المذهبي.

وكان الناتج خطاباً مركّباً انهزامياً انتهازياً، يصف المعركة القائمة بأنها معركة من أجل المصالح القومية والوطنية للطرفين المتحاربين، ولا مصلحة لشيعة بلدان الاحتكاك، ولا سيما لبنان والعراق، الانخراط فيها؛ لأنها محرقة تتعارض مع المصالح الوطنية للشيعة، أي أن هذا الخطاب يساوي بين دوافع وأهداف المحور المحارِب المعتدي، المتمثل بالصليبية الأمريكية والصهيونية الإسرائيلية والوهابية السعودية من جهة، وبين دوافع وأهداف المحور الشيعي المدافِع، ويرفضهما معاً، لكنه من طرف خفي؛ يسوغ للسلوكيات العدوانية للمحور الأمريكي الصهيوني السعودي، ويلقي اللوم على المحور الشيعي المقاوم؛ لأنه يتحرش بالمحور المعادي ويورط الشيعة في معارك أكبر من حجمهم، وبذلك؛ يتغافل هؤلاء اللائمون كل السيرة الوحشية العدوانية لهذا المحور، وأهدافه الاستكبارية في الماضي والحاضر والمستقبل.

وفي المحصلة؛ يحاول هذا الخطاب (الهريري) المعاصر استغفال الشيعة بشأن حقيقة المصالح الجيوسياسية والجيوستراتيجية والتشابك الاجتماعي والمصير المشترك بين المكونات الشيعية الوطنية؛ فضلاً عن التغافل عن إلزامات الانتماء العقيدي، وهي مصالح وإلزامات دينية ودنيوية مشتركة عميقة بين بلدان الأكثريات الشيعية في المنطقة، في حين لا يوجد أي نوع من هذه المصالح والإلزامات تجاه أنظمة المحور الأمريكي الإسرائيلي السعودي؛ الأمر الذي ينزع كل مسوغات الحياد السلبي والنفعي المصطنعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة "كتابات علي المؤمن" الجديدة وارشيف مقالاته ومؤلفاته بنسخة (Pdf) على تلغرام: https://t.me/alialmomen64

كتابات علي المؤمن

20 Oct, 01:18


نظرية أبي هريرة في الحياد وتطبيقاتها عند بعض الشيعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. علي المؤمن

لا يزال الصحابي الروائي "أبو هريرة" حاضراً في خطاب وسلوك بعض المتدينين والسياسيين الشيعة، من خلال نظريته السياسية، القائمة على قاعدتي الحياد السلبي والحياد النفعي بين المتخاصمين، وتحديداً بين الصحابة. ومآل هذا الحياد اعتزال أي نوع من أنواع الاصطفاف، سواء الاصطفاف مع الصحابي الذي يمثل الحق والخير، أو الصحابي الذي يمثل الباطل والشر، إضافة الى عدم الاصطفاف مع تيار الحياد الإيجابي الذي يهدف الى حقن الدماء ورأب الصدع بين المسلمين، كما يزعم؛ برغم أن الحياد الإيجابي لا معنى له بين الحق والباطل.

والمسوغات العقلية والأخلاقية والشرعية التي اختلقها "أبو هريرة" لتمرير نظرية الحياد السلبي والحياد النفعي، هي في الحقيقة مسوغات متهافتة ولا تمت الى أي دين وأخلاق بصلة. وكان أكثر من فنّد هذه المسوغات تفنيداً أخلاقياً وعقلياً ونقلياً هم متكلمو الشيعة وفقهاؤهم وباحثوهم. ولذلك؛ فإن وعي العقل الشيعي المتدين بهذه الإشكالية هو وعي تراكمي، ولديه القدرة التلقائية على تفكيكها ونقضها. على العكس من العقل السني المتدين، الذي يجد صعوبة بالغة في وعي تهافت نظرية أبي هريرة في الحياد، ويعود هذا التباين في الوعي، الى مصادر التفسير المعرفي لدى الطرفين. وهذا هو السبب الذي جعل المقال يتخصص في دراسة حالة الشيعي المحايد، وليس السني أو عموم المسلمين.

ولعل أهم تطبيقات نظرية أبي هريرة في الحياد السلبي؛ هو تطبيق ((الوقوف على التل))، الذي استخدمه أبو هريرة خلال معركة صفين بين جيش علي وجيش معاوية، لأنه ((آمَن وأَسلَم)). والمسوغ هنا حفظ النفس، أو بمعنى آخر: عدم التضحية بالنفس من أجل مصالح معاوية ومصالح علي، وهي مصالح سلطوية شخصية كما كان يرى أبو هريرة، أو أنها مصالح قومية ووطنية (حسب التعبير الحديث). وربما يكون الدافع الحقيقي للوقوف على التل هو الجبن والخوف والتمسك بالحياة على حساب نصرة الحق، برغم علم أبي هريرة بالحقيقة، ولكن الرجل يضطر الى خلق مسوغات عقلية عامة أو دينية للتغطية على تخلفه في نصرة الحق، وهي مسوغات أقبح من الدوافع الحقيقية.

أما التطبيق الآخر فهو الحياد النفعي، ويتمظهر في مسك العصا من الوسط؛ بهدف إيجاد توازن نفعي بين دنيا الباطل ودين الحق، وتحديداً بين دنيا معاوية ودين علي، وهو التوازن الذي يصفه أبو هريرة بقوله: ((مضيرة معاوية ألذ وأدسم، والصلاة خلف علي أفضل وأتم))، وهذا الحياد هو حياد نفعي وانتهازي، وأسوء من الحياد السلبي.

وقد طبّق كثير من المسلمين هذه النظرية حينها، كما استخدموها في مراحل تاريخية لاحقة كثيرة. ثم انتقلت كمنهج وسلوك وخطاب لدى شرائح من المسلمين الشيعة أيضاً، فبات هؤلاء يعيشون ازدواجية بين انتمائهم العلوي الحسيني وبين سلوكهم (الهريري). وإذا كان المتدين الشيعي لا يجد مشكلة في وعي تهافت نظرية الحياد النفعي؛ فإن بعض المتدينين والسياسيين الشيعة ظل يعاني من مشكلة مزمنة في وعي المصاديق المستجدة عبر الزمان والمكان لأطراف نظرية أبي هريرة؛ الأمر الذي يجعله يقع في اللبس نفسه الذي وقعت فيه الأطراف التاريخية التي بنى عليها أبو هريرة نظريته.

وعليه؛ فإن المقاربة المطروحة هنا؛ تتناول منهج أبي هريرة في الحياد لدى بعض المتدينين والسياسيين الشيعة غير المجنّدين، وليس عموم الشيعة أو عموم المتدينين المسلمين، لأن المتدين والسياسي الشيعي المجنّد يعمل وفق أجندة مقيدة لسلوكه وخطابه، وإن كان بصيراً بالحقائق، أما الشيعي غير المتدين فهو غير معني بالمقاربة الدينية هذه، بل هو ربما لا يعترف بوجود ساحة عنوانها الساحة الإسلامية الشيعية.

ولا شك أنّ تطبيق نظرية أبي هريرة في الحياد، على موقف بعض المتدينين والسياسيين الشيعة، من المعركة القائمة بين المحور الشيعي المدافِع عن نفسه، والمحور الأمريكي الصهيوني السعودي المهاجِم؛ يكشف عن حقيقة أن هذا الحياد هو أسوء وأبشع وأكثر فقداناً للشرعية من الحياد بين علي ومعاوية، لأن معاوية كان في ظاهره صحابياً وقيادياً مسلماً، وأحد رجالات دولة الخلافة (الراشدة)، وهي مواصفات تنطبق على آخرين حاربوا علياً أيضاً، كالزبير وطلحة وعائشة. وقد يتراكم اللبس عند التأمل في عناصر جيش علي من جهة وعناصر جيش الجمل وجيش معاوية وجيش الخوارج من جهة أخرى؛ فسيتبيّن أنهم مسلمون بأجمعهم، وبينهم عدد من الصحابة والتابعين.

صحيح أن علياً حسم هذا اللبس بقوله لأحد الصحابة غير المتبصرين: ((إنك لمبلوس عليك. إن الحق والباطل لا يعرفان بأقدار الرجال. إعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف أهله))، إلّا أن حسم الإمام علي هذا لم يلغ وقوع اللبس واستمراره وتفاعله عند المسلمين غير المتبصرين، الذين أقنعوا أنفسهم بأن هذه الحروب فتنةٌ بين المسلمين؛ فكانوا كابن اللبون فيها.

كتابات علي المؤمن

15 Oct, 19:24


ومن الطبيعي أن يكون المخاض مؤلماً، وينطوي على خسائر وسلبيات، ويأخذ وقتاً، لكن الوليد سيمثل خطوة كبرى إلى الإمام. وهو ما ظل يتلمّسه العالم والشيعة أنفسهم، بعد نهاية كل مخاض من المخاضات المؤلمة الصعبة التي عاشها محور الصعود الشيعي، منذ العام 1979. وبالتالي؛ فإن الانطلاقة الشيعية الجديدة لا تفاجيء مراكز صنع القرار الغربي ودوائرها المخابراتية ومراكز ابحاثها ولن تفاجأها، بل ستفاجيء عملاءها، وخاصة العملاء الدعائيين.

ولعل المقترحات الأمريكية الأخيرة التي قدمها المفاوضون الأمريكيون لإيران، عبر قطر وعمان، توضح وعي أمريكا بقوة الواقع الشيعي الحالي ورصانة حركته؛ إذ أكد المفاوضون الأمريكيون على أن أمريكا مستعدة لتنظيم سلة واحدة من الضمانات الرسمية المتبادلة، تتضمن رفع جميع العقوبات الأمريكية والأوروبية عن إيران، وعقد شراكة اقتصادية امريكية أوروبية إيرانية، وضمان حضور إيراني سياسي أكثر قوة في الشرق الأوسط، وغض النظر عن المشروع النووي الإيراني، وعدم التدخل بأي نحو في الشأن الداخلي الإيراني، مقابل تعهد إيران بوقف كل أشكال الصراع مع إسرائيل، ووقف دعم الفصائل الفلسطينية، ونزع سلاح حزب الله في لبنان وفصائل المقاومة في العراق وجماعة أنصار الله في اليمن، ووقف تزويد روسيا بالسلاح.

وقد كررت طهران رفضها القاطع، وطالبت بأن تقتصر المفاوضات على البرنامج النووي، وهي تعلم أن برنامجها النووي إنما هو ذريعة تتخذها أمريكا، وليس هدفاً بذاته؛ لأن الهدف الأمريكي الأوروبي من وراء عقوباتهما على إيران ومحاصرتها، إنما هو أمن إسرائيل ومستقبلها، وليس البرنامج النووي ولا الحريات في إيران ولا نفوذها في الشرق الأوسط. ومقابل إصرار المفاوض الأمريكي على موقفه؛ فإن إيران أبلغت قطر وعمان وقفها المفاوضات غير المباشرة مع أمريكا أول أمس (12 تشرين الأول/ أكتوبر)، وهو ما فاجأ الأمريكيين والوسطاء بشدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة "كتابات علي المؤمن" الجديدة وارشيف مقالاته ومؤلفاته بنسخة (Pdf) على تلغرام:
https://t.me/alialmomen64

كتابات علي المؤمن

15 Oct, 19:24


شيعة الشرق الأوسط والمخاض الصعب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. علي المؤمن

قبل ثلاثة أشهر، بدأت الوحدة 8200 (SIGINT) التابعة لاستخبارات الجيش الإسرائيلي، التحضير لموجة دعائية مهمة جديدة، موضوعها "التغيير القادم في الشرق الأوسط"، أو "الشرق الأوسط الجديد بقيادة إسرائيل والسعودية" برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يقوم على معادلة أفول قوة الشيعة وانهيار محور المقاومة الشيعية وحلفائه السنة، مقابل صعود ما يسمى بالإسلام العلماني الليبرالي المسالم، كما سبق لمؤسسة راند الأمريكية أن أسست لمعالمه.

وما لبثت هذه الموجة الدعائية أن انطلقت، بعد أن أعلن رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو عن موضوعها صراحةً في 28 أيلول/ سبتمبر الماضي، وذلك بعد يوم واحد من اغتيال السيد نصر الله، حين بشّر بأن إسرائيل تعمل على تنفيذ مشروع شرق أوسط جديد يخضع لرؤيتها. وكان هذا الإعلان بمثابة كلمة السر لشبكات الدعاية الصهيونية والأمريكية والسعودية، لتنطلق بقوة كبيرة ومنهجية وبصفوف متراصة، للترويج للموضوع.

وراح العملاء الدعائيون يروجون لهذا الشرق الأوسط المتخيّل، من خلال القنوات الفضائية والصحافة ومواقع الانترنيت العربية والعبرية والأمريكية، وبات الشغل الشاغل لبعض الإعلاميبن والكتّاب والمحللين السياسيبن والعسكريبن اللبنانيين والعراقيين والسعوديين والمصريين والأردنيين والإماراتيين والبحرانيين والسوريين، المعروفين بعلاقاتهم بالمؤسسات الإسرائيلية والسعودية، وبالسفارات الأمريكية والبريطانية، فضلاً عن معممين سنة وشيعة، يحملون التوجهات نفسها. كما أخذ بعض المعارضين الشيعة لمحور المقاومة الشيعية، يرددونها عن قصد أو سذاجة، للاستدلال بها على صحة مواقفهم.

والحقيقة أن مقولة نتنياهو بشأن مشروع إسرائيل لتأسيس شرق أوسط جديد، هو مجرد مقولة دعائية، وليس مشروعاً فعلياً؛ لأن هذه المقولة لا تستند الى أية معطيات واقعية، ولا توجد عليها أية مؤشرات حقيقية، بل ولا تعتقد إسرائيل نفسها بتوافر الإمكانيات لديها ولدى راعيتها أمريكا وحليفتها السعودية وأي من حلفائها العرب، لتنفيذ هكذا مشروع، فضلاً عن انعدام فرص نجاحه؛ بالنظر للتصاعد المطرد لقوة المحور الشيعي، ورصانة دعائمه في المواجهة، والخبرات والتجارب الكبيرة التي اكتسبها خلال السنة الأخيرة، ومنعه خلق ثغرات في موازين القوة، رغم خسارته لقيادات مهمة، في مقدمتهم الأمين العام لحز ب الله.

وتدخل مقولة نتنياهو وحلفائه، في إطار الحرب النفسية التي تهدف إلى ترهيب الحواضن الاجتماعية لمحور الصعود الشيعي، وخلق فجوة بينها وبين حكومات المقاومة وأحزابها وفصائلها، ودفع هذه الحواضن للتمرد على ركائز القوة فيها. أي أن الرهان الحقيقي لأمريكا وإسرائيل والسعودية ليس على تدمير المحور الشيعي عسكرياً وسياسياً، لأنها تعلم بعدم إمكانية الانتصار عسكرياً وسياسياً على المحور الشيعي، بل رهانها يقوم على دفع الحواضن الاجتماعية الشيعية للانقلاب نفسياً وإعلامياً وسياسياً على قياداتها وكياناتها السياسية والدينية. وقد نجحت الدعاية الإسرائيلية والأمريكية والسعودية بالفعل في ترهيب جزء من هذه الحواضن، وجعلته يتناقل كثيراً من إشاعاتها وترهيباتها، بل نجحت تلك الدعاية في زيادة رعب بعض الأصوات الشيعية المرجفة. ويعود هذا النجاح إلى ضعف الأداء الإعلامي والثقافي والتوعوي للمحور الشيعي خلال الحرب الحالية، مقابل السطوة الإعلامية الأمريكية والإسرائيلية والسعودية.

أما بعض التيارات الطائفية والعلمانية في البلدان العربية، بما فيها القومية والإسلامية؛ فقد تلقفت مقولة نتنياهو وتبشير السعودية بها؛ لتحوِّلها إلى استراتيجية لحاضرها ومستقبلها، ولتتصرف على أساسها من أجل تحقيق مكاسب سياسية في لبنان والعراق واليمن؛ مستغلةً انشغال المقاومة في الحرب مع اسرائيل وأمريكا، رغم أن الحكماء والأذكياء في هذه التيارات يعلمون أن مقولة التأسيس لشرق أوسط أمريكي إسرائيلي سعودي يلغي وجود المحور الشيعي، وينهي مسار صعوده؛ إنما هي أوهام وتمنيات وآمال ليس إلّا.

ومن خلال مراقبة منهجية دقيقة لتفاصيل واقع منطقة الشرق الأوسط، ولتقارير مراكز الدراسات الغربية المتخصصة، سيتضح للباحث الموضوعي؛ بأن ما يحصل وسيحصل في الشرق الأوسط، هو على العكس مما تحدث عنه نتنياهو وما تروج له الدعاية الأمريكية الإسرائيلية والسعودية؛ فالمرحلة الحالية تمثل مخاضاً صعباً جديداً للنهضة الشيعية الشاملة، يشبه مخاضاتها المؤلمة في الأعوام 1979، و1989 و1992 و2003 و2006 و2014، وهو ما تعرفه الدوائر المخابراتية الأمريكية والإسرائيلية والسعودية جيداً، وتعرف أيضاً أن محور الصعود الشيعي يعيش مساره المعتاد، مع طاقة دافعة حذرة أكبر.