الرد العلمي على عبدالحليم الغزي

الرد السديد على القائل بالتفويض

#نفي_الغلو

🔴الشهادة الثالثة وآراء الفقهاء:
هناك من يخوض في الفقه من غير المتخصصين ويحاول أن يبدي رأيه في خصوص الشهادة الثالثة وهي الشهادة لأمير المؤمنين (عليه السلام) بالولاية في التشهد، وقبل بيان أصل هذه المسألة أذكر لكم هذه القصة المعبرة.

جاءت قرية من القرى بخطيب جديد من أجل أن يُلقي عليهم محاضرة دينية، الأمر الذي جعل خطيب المدينة القديم يستاء لعدم دعوته للخطابة مجددًا، فقرر أن يُقصيالخطيب الجديد بحيلة شيطانية!

فقال خطيب المدينة للمحاضر الجديد: هل توجد سورة في القرآن الكريم باسم العباس (عليه السلام)؟ فقال المحاضر: كلا، لا توجد سورة العباس في القرآن الكريم!

وعندها قام خطيب المدينة وقال للناس: أيها الناس اخرجوا هذا المنحرف من مجلسكم فهل يعقل أن تكون هناك سورة للـ(هايشة) أي: البقرة، ولا توجد سورة للعباس (سلام الله عليه).

وعندها ثار الناس على هذا الخطيب المحاضر وطردوه وحل مكانه خطيب المدينة القديم بعد نجاح خطته الشيطانية في إقصاء الآخر وعاد عليهم خطابته البائسة.

ويندرج هذا النوع من الخداع في (المغالطات المنطقية) تحت مغالطة (الإحتكام إلى العامة) كما ذكرها الدكتور عادل مصطفى في كتابه المغالطات المنطقية [المغالطات المنطقية ص ٨٦] التي تعمد إلى جعل جهل الناس هو الحاكم على القضايا المعرفية، وكثيرًا ما يستعمل أهل الشبهات والدعاوى الباطلة هذا النوع من المغالطات من أجل الإطاحة بالفقهاء والمراجع وتسقيطهم.

نرجع إلى أصل الموضوع...
فمن يقول من الفقهاء بعدم صحة الشهادة الثالثة في الآذان أو التشهد فهذا لا يعني أنّه ضد ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومن يقول بصحتها فهذا لا يعني أنّه أكثر ولاءً من الأوّل وهكذا الأمر في من يقول بوجوبها أو استحبابها؛ لأنّ هذه المسألة تابعة إلى الأدلة العلمية التي يحددها الفقيه وفق اجتهاده واستنباطه وليس تابعة لآراء الناس واهوائهم!!

ومن هنا ينبغي قطع الطريق أمام كل من يحاول أن يجعل من هذه المسألة وأمثالها سببًا ومثارًا للخلاف بين أبناء المذهب الواحد الأمر الذي يعكر مزاجهم ويشغلهم بأمور ليست من اختصاصهم؛ لأننا وفق الأدلة المعتبرة من الكتاب والسنة لا يجب علينا الاجتهاد عينًا ما دام هناك فقهاء يكفونا المؤونة، ولا يجب علينا ترك أعمالنا ومشاغلنا من أجل تحقيق هكذا نوع من المسائل الفرعية.

وتذكروا قصة (سورة العباس) لكل مشكك بالفقهاء من الذين ينفون عنهم ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) بسبب رأي فقهي مبني على الأسس الاجتهادية الصحيحة في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) من خلال النصوص الصحيحة الثابتة عن آل محمد (عليهم السلام).

وفي كتاب وسائل الشيعة من كتاب الصلاة وفي أبواب التشهد (ج ٦ ص ٣٩١) الكثير من روايات المعصومين (عليهم السلام) التي تذكر التشهد بالطريقة المذكورة في الرسائل العملية للفقهاء لكونهم استنبطوا هذا الحكم منها، فهل أنتم أكثر ولاء لأهل البيت (عليهم السلام) من أهل البيت أنفسهم؟!

تفنيد اتهام الصدوق بتحريف الزيارة الجامعة ⬇️


🛑 بقلم المحقق الشيخ علي عادل زاده (حفظه الله)

:: تمت الترجمة للعربية بواسطة مواقع الذكاء الاصطناعي::

🔴الغلو يهدم التشيع!
🟡الشيخ محمد صنقور البحراني
#كلمات_حول_الغلاة

معنى التعبير "نحن صنائع ربنا والخلق بعد صنائعنا" الوارد في التوقيع المنسوب للإمام الحجة صلوات الله عليه

::: عقيدة التوحيد الإسماعيلية والبهائيّة المتسرّبة إلى أوساط الشيعة الإمامية ::: ⬇️



تعليقاً على ما نراه من جرأة الغلاة في ترويج عقائدهم الفاسدة الكاسدة في نفي أسماء الله وصفاته، وأن أسماء الله الحسنى عبارة عن مخلوقات وهم آل محمد، فالخالق والمحيي والمميت والحي والقيوم والرازق هو في الحقيقة أهل البيت عليهم السلام

نقول لهم هل تعلمون أن هذه هي عقيدة التوحيد لدى الإسماعيلية، والبهائية؟



الصفحات ننقلها لكم من: دراسة عن فرقة البهائية في ضوء كتابها الموسوم بالأقدس
تأليف الدكتور/ عبدالقادر بن محمد عطا



https://t.me/jabeer12

https://www.al-khechin.com/article/669

تعليقاً على كلام الشيخ علي الجزيري أقول:

رواية (ليلة القدر فاطمة) لها جذور نصيرية، وهي تتطابق تماما مع الفكر النصيري الذي يزعم أن الصيام حقيقته رجال ونساء من يعرفهم يسقط عنه التكليف، وعندهم شهر رمضان كل يوم وليلة عبارة عن رجل أو امرأة ، وليلة القدر فاطمة عليها السلام.


وإليكم المصدر (انظر الصورة في الأسفل) من كتاب مجموع الأعياد وكتاب الحكمة العلوية للنصيري ميمون الطبراني (ت426هـ)






ابو حمزة جابر 1 ذي الحجة ١٤٤٥هـ

🔺علم الرجال ورد الأحاديث🔺


⭕️ من أكثر الاعتراضات انتشارا على علم الرجال القول بأن هذا العلم يلزم منه ترك الكثير من روايات أهل البيت عليهم السلام؛ وبالتالي التفريط والحرمان من الكنوز والمعارف الموجودة في تراثهم الواصل إلينا، لذا يجب ترك هذا العلم حذرا من هذه العواقب السيئة

👈 نقول هذا الاعتراض لا يخلو من خطابة؛ لأن صاحب هذا الكلام إما يقر بوجود كذابين يكذبون على أهل البيت عليهم السلام أو لا يقر؛ فعلى الأول يأتي السؤال عن مبرر الأخذ بجميع تلك الروايات مع احتمال تسرب شيء من ذلك؛ وعلى الثاني فهو خلاف المتسالم تاريخيا من وجود كذابين ووضاعين عُرفوا بذلك

↙️ وقد جاء عنهم عليهم السلام: إنا أهل بيت صادقون، لا نخلو من كذاب يكذب علينا

‏وقد نهى أئمتنا عليهم السلام عن الأخذ من الكذابين والوضاعين ومجالسة الغلاة وتصديقهم فيما يروون؛ مع العلم بأن الكاذب قد يصدق، بل قد يوجد عنده أحاديث صادقة غير موجودة عند غيره وما ذلك إلا لتجنب الوقوع في العقيدة الفاسدة انسياقا مع مروياته بشكل لا شعوري وإن لزم ذلك الحرمان من بعض الروايات الصادقة؛ فدفع المفسدة والقول بلا علم واتباع الظن أولى من جلب المصلحة؛ مع العلم بأن جميع العقائد التي يتوقف عليها صحة الإيمان قد جاءت بأدلة وروايات صحيحة

⭕️ وقد يُقال إن علماءنا المتقدمين رحمهم الله قد جمعوا لنا التراث ونقّحوه وميّزوا الصحيح عن الضعيف حتى وصل إلينا نقيا خاليا من الروايات الضعيفة والموضوعة؛ فلا حاجة لنا للنظر في الأسانيد

👈 فنقول هذا الكلام صحيح في الجملة، لكن لا يخلو من إجمال؛ لأن السؤال يأتي عن حدود هذا التنقيح، وهل جرى عليه الجميع بنفس النسق أم يوجد تفاوت في منهج القبول والترك؟ ثم هل يشمل ذلك جميع الكتب والأبواب أم يوجد تفاوت في ذلك أيضا؟

فقد ذهب بعض الأعلام إلى وجود شواهد على أن بعض المحدثين قد يتسامح في أبواب المستحبات أكثر منها من الواجبات؛ وقس على ذلك أبواب العقائد وغيرها من المعارف التي تختلف بحسب الأهمية والخطورة

على أن الشواهد دالة على وجود هذا التفاوت والاختلاف في النظر بين الأعلام في قبول الأخبار وردها منذ زمن الأصحاب إلى زمن الأعلام المتقدمين؛ فنلاحظ مثلا وجود تفاوت في قبول الأخبار بين يونس بن عبد الرحمن رحمه الله وبين بعض الأصحاب، عندما قيل له: يا أبا محمد ما أشدك في الحديث!

ونلاحظ أيضا اعتماد الشيخ الصدوق رحمه الله على احاديث العدد والرؤية وردّ الشيخ المفيد رحمه الله لهذه الأحاديث وإنكارها؛ ونلاحظ أيضا جمع الشيخ الكليني في الكافي لروايات فقهية متعارضة في الباب الواحد من غير ترجيح بينها، مما قد يكشف عن توقفه أو اعتقاده بجواز التخيير في العمل بها

فالأعلام رحمهم الله قد بذلوا الغالي والنفيس في جمع التراث وتنقيحه لكن ذلك لا ينفي وجود دائرة تقبل الأخذ والرد بحسب المجتهد والناظر؛ ولهذا تبقى الحاجة إلى علم الرجال مستمرة

⭕️ وقد يُقال إن الروايات الضعيفة عادة ما تكون ذات مضامين متكثرة فلا يضر ضعف أسانيدها، ولهذا نأخذ بها

فنقول وجود الروايات بطرق متعددة بل متكثرة مع كون جميعها ضعيف سندا= لا يرفع احتمالية كونها مروية جميعا عبر جماعة معينة يجمعها مذهب فكري معين، وبالتالي تكون احتمالية التواطئ موجودة

كتواطئ الواقفة على وضع أخبار غيبة الكاظم ع (وقد ذكر الطوسي ما يقارب ال٣٠ رواية منها) وكتواطئ الغلاة على روايات توافق عقيدتهم الفاسدة كإباحة المحرمات والتناسخ وغيرها، وكتواطئ النواصب على رواية فضائل أعداء أهل البيت عليهم السلام وغيرها من الأمثلة التي قد لا يلحظها إلا المتتبع

لذلك ينبغي ملاحظة الأسانيد وتتبعها حتى مع تكثّر مضمون معين لمعرفة أصحابها ودفع احتمالية رواياتها من قبل جماعة معينة؛ ومن هنا تظهر أهمية علم الرجال

‏والحمد لله

https://youtu.be/4VN9iIpjIw8?si=VW91Fkh7QitcmC5T

🔹️ أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) بين تكذيب الصدور وتكذيب الدلالة 🔹️

أقول مُختصِرًا:

● لا فرق بين تكذيب [صدور] الأحاديث المروية عن أهل البيت عليهم السلام [بلا دليل]

وبين تكذيب [دلالات] الأحاديث المروية عن أهل البيت عليهم السلام [بلا دليل]

● لا فرق بين من يحمل تصوّرات باطلة في ذهنه تمنعه من احتمال صدور الرواية عنهم (ع)، وبين من يحمل تصوّرات باطلة في ذهنه تمنعه من تقبّل دلالة الرواية عنهم (ع).

عندما يستدل أحدهم بحديث يخالف اعتقادك البدعي في أهل البيت (عليهم السلام)، فترده بمنتهى البرود بقولك:
"هذا محمول على التقية، ولم يعنه الإمام حقّا"؛

= فأنت هنا كذبت احتمال [قصد] المعصوم (ع) لهذا المعنى، حتى وإن لم تكذّب احتمال صدور الخبر عن المعصوم (ع)، فأين دليلك المعتبر على هذا التكذيب والرفض لكلام المعصوم (ع)؟!

ولا إشكال بأن أصل [الحمل على التقية] من الأصول الصحيحة لرفع التعارض بين الأحاديث، ولا يرفض هذا الأصل إلا جاهل، ولكن أيضًا لا يصح لأي شخص أن يتصرّف بدلالات أحاديث المعصومين (عليهم السلام) ويرفض ظواهر كلام المعصومين (عليهم السلام) إلا بدليل معتبر، ومنهج علمي واضح، لا بالتشهي والهوى والتصوّرات الباطلة التي يجعلها حاكمة على ظهورات الروايات الشريفة.

لماذا أقول هذا الكلام؟ لأن هذا التلاعب الذي نراه من بعض الغلاة والمتأثرين بهم في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) قد بلغ أقصاه، وقد تأثر به من تأثر، فتبلّدت مشاعرهم تجاه هذا المسلك الخطير في رد النصوص والأخبار، وقد بلغ الأمر إلى درجة أن بعضهم يحمل جواهر كلمات أهل البيت (عليهم السلام) في توحيد الله، وحكايات الله تعالى عن أقوال الأنبياء في القرآن الكريم في مسائل التوحيد والربوبية = على التقيّة وعدم الجديّة، مراعاةً لأذهان الناس!

○ فعندما يقول المعصوم (ع) بأن الخالق الرازق هو الله وحده، ونحن لا نخلق ولا نقدّر الأرزاق
= لا يتحمّلها الغلاة، فيقولون بكل برود: يحمل على التقيّة!

○ وعندما يقول المعصوم (ع) بأن علم الساعة مختص بالله وحده
= لا يتحمّلها الغلاة، فيقولون بكل برود: يحمل على التقيّة!

○ وعندما يقول المعصوم (ع) بأن علم المعصوم يزداد، ويُكتسب
= لا يتحمّلها الغلاة، فيقولون بكل برود: يحمل على التقيّة!

وما هذا إلا استغلال باطل لأصل صحيح لأجل إمرار عقائد فاسدة ما أنزل الله بها من سلطان، وهذا من أخطر المسالك الدخيلة في أذهان البعض.

والعجيب أن هؤلاء ومن تأثر بهم يحسبون أن المحذور الشرعي يكمن فقط في [تكذيب صدور الروايات] وتراهم يرفضون علم الرجال ويسبّونه ويتهمونه بأنه مزّق أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)

ولكن [تكذيب دلالات الروايات]، فأمر سهل يسير عندهم، وشرعة لكل وارد، ولا محذور فيه، ومؤونته سهلة عندهم، حتى وإن كان الداعي لهذا التكذيب = التمسك بقواعد فلسفية باطلة كاستحالة أن يباشر الله خلقه، أو أن زيادة علم المعصومين نقص، أو التمسك بأخبار شاذة وساقطة لا يعضدها عقل ولا نقل من كتاب ولا سنة، بل ولا شهرة بين العلماء، ولا حول إلا بالله.

الناقد الإمامي

https://t.me/mohammad_sanad_weakness

قال الشيخ المفسر أمين الإسلام الفضل بن الحسن الطبرسي (ت٥٤٨) في كتابه مجمع البيان في تفسير قوله تعالى: "فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَـٰلِقِینَ":

"وقال (أَحۡسَنُ ٱلۡخَـٰلِقِینَ) لأنه لا تفاوت في خلقه. وأصل الخلق التقدير ، يقال: خلقت الأديم:
إذا قسته لتقطع منه شيئا. وقال حذيفة في هذه الآية: تصنعون ويصنع الله وهو خير الصانعين، وفي هذا دليل على أن اسم الخلق قد يطلق على فعل غير الله -تعالى-، إلا أن الحقيقة في الخلق لله سبحانه فقط ؛ فإن المراد من الخلق إيجاد الشيء مقدرا تقديرا، لا تفاوت فيه، وهذا إنما يكون من الله -سبحانه وتعالى-، ودليله قوله (أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ)".

📚 مجمع البيان، ج٧، ص١٦١، ط دار المعرفة.

فوائد الباحث

🔺 وقفة مع دعوى الغزي بأن الولاية أهم من شهادة التوحيد والنبوة!! 🔺

⭕️ يزعم الغزي بأن الولاية أهم من التوحيد والنبوة بدليل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ [المائدة:67]

👈والتعليق:
هذا خلط وخبط وفهم سقيم للنصوص؛ ولبيان ذلك لنتأمّل بعض تلك النصوص التي أعطت أهمية عظيمة للولاية، ونرى هل تعطينا هذه النتيجة التي وصل إليها الغزي أم لا؟

لنبدأ بقوله تعالى:
↙️يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ [المائدة:67]

إن الله تبارك وتعالى يقول لنبيّه إن عدم تبليغ ولاية أمير المؤمنين عليه السلام مساوق لعدم تبليغ الرسالة بتمامها التي تتضمن معارف التوحيد والنبوة

لكن هل الآية تدل على أن الولاية أهم من رسالة الإسلام التي تتضمن التوحيد والنبوة، وبالتالي يجب تبليغ الولاية؟!

أم أن الأمر بالعكس، وهو أن عدم تبليغ الولاية بمثابة عدم تبليغ التوحيد والنبوة التي هي أمور خطيرة، وبالتالي يكون عدم تبليغ الولاية أمرا خطيرا أيضا؟!

من الواضح أن مفاد الآية هي الثاني لا الأول؛ حيث إن تنزيل عدم تبليغ الولاية منزلة عدم تبليغ الرسالة = مبنيٌ على عِظم أمر الرسالة، الذي يكون تفويت تبليغها في غاية الخطورة، وبتبع ذلك صارت الولاية عظيمة أيضا، لأنها ممّا يتوقف عليها حفظ الرسالة وبيانها وتوضيحها للأمة

وبالتالي تكون النتيجة أن الولاية تكتسب عظمتها من التوحيد والنبوة، لأنها هي الطريق والسبيل للتوحيد والنبوة وسائر معارف الدين

ويؤكد هذا المعنى ما جاء في الأحاديث

↙️ روى الكليني بسنده عن أبي حمزة قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: إنما يعبد الله من يعرف الله، فأما من لا يعرف الله فإنما يعبده هكذا ضلالا
قلت: جعلت فداك فما معرفة الله؟
قال: تصديق الله عز وجل وتصديق رسوله صلى الله عليه وآله وموالاة علي عليه السلام والائتمام به وبأئمة الهدى عليهم السلام والبراءة إلى الله عز وجل من عدوهم، هكذا يُعرف الله عز وجل

↙️ وروى الكليني أيضا بسنده عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كل من دان الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول، وهو ضال متحير والله شانئ لاعماله، ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها، فهجمت ذاهبة وجائية يومها، فلما جنها الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها، فحنت إليها واغترت بها، فباتت معها في مربضها فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها، فهجمت متحيرة تطلب راعيها وقطيعها، فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها واغترت بها فصاح بها الراعي: الحقي براعيك، وقطيعك فأنت تائهة متحيرة عن راعيك وقطيعك، فهجمت ذعرة، متحيرة، تائهة، لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها، فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها، فأكلها، وكذلك والله يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عز وجل ظاهر عادل، أصبح ضالا تائها، وإن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق، و اعلم يا محمد أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا وأضلوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، لا يقدرون مما كسبوا على شئ، ذلك هو الضلال البعيد.

فهذه النصوص ونظائرها تدلّ على أن أمر الولاية عظيم جدا؛ فمن لا يتبع الإمام يكون ضالا متحيرا لا يهتدي إلى معارف الدين الحقّة، وتكون أعماله وإيمانه غير مقبولين؛ فكما أن الموحّد الذي لا يؤمن بنبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله لا يكون توحيده مقبولا، كذلك من لا يؤمن بولاية الأئمة عليهم السلام لا يكون توحيده وإيمانه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مقبولا؛ وكما أن ذلك لا يعني أن النبوة أهم من التوحيد، كذلك لا يعني أن الولاية أهم من التوحيد والنبوة

بل غاية ما في الأمر أنه (١) من جهة أن الله تعالى لا يقبل من أحد الإيمان ببعض تلك المعارف وترك البعض الآخر؛ (٢) ومن جهة أخرى عدم الإيمان بالنبوة أو الولاية لا يؤدي إلّا إلى الضلال والتحيّر؛ لعدم قدرة الإنسان الوصول للتوحيد والمعارف الحقّة الّا بالطريق الذي جعله الله تعالى لعباده

فالمقابلة بين التوحيد والولاية بهذه الطريقة، وجعل الولاية أهم من التوحيد والنبوة= أمرٌ خاطئ في نفسه، لما عرفت من أن الولاية أصلا تكتسب أهميتها من التوحيد والنبوة؛ وأن التوحيد والنبوة والولاية مقرونة جميعا ببعضها البعض؛ فلا يقبل الله من أحد الاعتقاد بأحدهما دون الآخر

والحمدلله وحده

https://www.youtube.com/live/F5jpXvcv8EY?si=EjKRSuoLnIljiuCU

عُثِر على هذه النّسخة -كما نُقِلَ- في مدينة (سلطانيّه) في محافظة زنجان، وهي الآن محفوظةٌ في مكتبة جامعة طهران بالرّقم المذكور.
وممّا امتازت به هذه النُّسخة أنّ ناسخها قد أورد في أوراقٍ قليلة أوّلها ثلاثاً من الخطب المنسوبة إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، وهي: خطبة البيان، الخطبة التطنجيّة، الدرّة اليتيمة. وقد قال البعض إنّ هذا دليلٌ على أنّ الخطبة التطنجيّة ليست من متفرّدات الحافظ رجب البرسيّ في كتابه (مشارق أنوار اليقين)، وهذا في حدّ نفسه صحيحٌ، إذ تبيّن هذه النّسخة وجود تلك الخطبة قبل زمن البرسيّ، إلّا أنّه لا يقتضي تصحيح نسبة هذه الخطب إلى أمير المؤمنين (عليه السّلام)؛ لما تشتمل عليه من الغلوّ والتخليط.
هذا، والدّعوى في حقّ الحافظ البرسيّ لم تكن أنّه يكذب، وإنّما أنّه كان كحاطبِ ليلٍ يخلط الغثّ بالسّمين، وينقل من مصادر مشكوكة بعضها يعود إلى الغلاة، فكونه متفرّداً أم غير متفرّد لا يغيّر من الأمر شيئاً ما دام أنّ تلك الخطب تعاني من إشكالاتٍ عديدةٍ على مستوى السّند والمتن، وقد قدح في نسبتها بعض العلماء المحقّقين، ومنهم: العلّامة المجلسيّ في كلامه عن التّفويض للأئمّة -عليهم السّلام-، قال: (وما ورد من الأخبار الدّالة على ذلك كخطبة البيان وأمثالها فلم يوجد إلّا في كتب الغلاة وأشباههم)، انظر: بحار الأنوار، ج25، ص348.