Publications du canal الرواق الغزّالي

..
1,829 abonnés
176 photos
61 vidéos
Dernière mise à jour 28.02.2025 16:41
Canaux similaires

32,434 abonnés

5,692 abonnés

3,667 abonnés
Le dernier contenu partagé par الرواق الغزّالي sur Telegram
وكثيراً ما سمعتُ من شيخي أبي محمد رحمه الله تعالى يقولُ: إِنَّما الأمورُ تتمشى في هذا العالم لرجلين: متوكل، أو متهور.
قلت: وهذا كلام جامع في معناه؛ فإنَّ المتهور يقصد الأمور على قوَّةِ عادةٍ وجرأة قلب، لا يلتفتُ إلى صارفِ يصرفُه، أو خاطرِ يُضعفه، فتجري له الأمور. والمتوكل يقصد الأمور على قوَّةٍ وبصيرة، وكمالِ يقين بوعد الله سبحانه وتمامِ ثقةٍ بضمانه، فلا يلتفتُ إلى إنسان يُخوِّفُه، أو شيطان يوسوسه، فيفوز بمقاصده، ويظفرُ بمَطالبه.
[أبو حامد الغزّالي|| منهاج العابدين].
قلت: وهذا كلام جامع في معناه؛ فإنَّ المتهور يقصد الأمور على قوَّةِ عادةٍ وجرأة قلب، لا يلتفتُ إلى صارفِ يصرفُه، أو خاطرِ يُضعفه، فتجري له الأمور. والمتوكل يقصد الأمور على قوَّةٍ وبصيرة، وكمالِ يقين بوعد الله سبحانه وتمامِ ثقةٍ بضمانه، فلا يلتفتُ إلى إنسان يُخوِّفُه، أو شيطان يوسوسه، فيفوز بمقاصده، ويظفرُ بمَطالبه.
[أبو حامد الغزّالي|| منهاج العابدين].
وكلُّ مَن لا يَعتقِد في لُطف الله تعالى ما يَعتقِده المريضُ في الوالد المُشفِق الحاذِق بعِلم الطِّبّ = فلا يصحُّ منه التوكُّل أصلا.
ومَن عرَف اللهَ تعالى وعرَف أفعاله وعرَف سُنَّتَه في إصلاح عباده= لم يكن فرَحُه بالأسباب؛ فإنه لا يدري أيُّ الأسباب خيرٌ له.
- الإمام الغزالي.
ومَن عرَف اللهَ تعالى وعرَف أفعاله وعرَف سُنَّتَه في إصلاح عباده= لم يكن فرَحُه بالأسباب؛ فإنه لا يدري أيُّ الأسباب خيرٌ له.
- الإمام الغزالي.
أنا أعشق مقدمات الكتب التراثية
تطرب أذني لسماع براعات الاستهلال التي يفتتح بها كل إمام كتابه، وقد لاحظت أن مقدمات كل إمام تختلف عن مقدمات الأئمة الآخرين حتى لو كان مصنفهم واقع في نفس الفن؛ فهي كبصمات الإصبع لا تتكرر بين بشر وبشر.
ورغم جمال كل المقدمات إلا أن مقدمات كتب «حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي» رضي الله مختلفة عن جميع المقدمات الأخرى؛ إذ بقرائتك لها تشعر بأن هناك تغيرات:
١. بيولوجية مادية
٢. ونفسية
٣. وروحية علوية
تهيئك للقبول، فإذا ألقى عليك ما فتح الله له به في الفن فإذ بك تستقبل بانصياع، وتتشكل بهدوء، وتخشع بسكينة.
هكذا حالي مع مقدمات كتب الإمام .. فما بالكم إذا دخلت في لب الكتب؟!
تطرب أذني لسماع براعات الاستهلال التي يفتتح بها كل إمام كتابه، وقد لاحظت أن مقدمات كل إمام تختلف عن مقدمات الأئمة الآخرين حتى لو كان مصنفهم واقع في نفس الفن؛ فهي كبصمات الإصبع لا تتكرر بين بشر وبشر.
ورغم جمال كل المقدمات إلا أن مقدمات كتب «حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي» رضي الله مختلفة عن جميع المقدمات الأخرى؛ إذ بقرائتك لها تشعر بأن هناك تغيرات:
١. بيولوجية مادية
٢. ونفسية
٣. وروحية علوية
تهيئك للقبول، فإذا ألقى عليك ما فتح الله له به في الفن فإذ بك تستقبل بانصياع، وتتشكل بهدوء، وتخشع بسكينة.
هكذا حالي مع مقدمات كتب الإمام .. فما بالكم إذا دخلت في لب الكتب؟!
كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- يجيبُ دعوة العبد ودعوة المسكين. ومرّ الحسن بن علي رضي الله عنهما بقوم من المساكين الذين يسألون الناس على الطريق وقد نشروا كسرا على الأرض في الرمل وهم يأكلون وهو على بغلته فسلم عليهم فقالوا له: هلم إلى الغداء يا ابن بنت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- فقال: نعم إن الله لا يحب المستكبرين، فنزل وقعد معهم على الأرض وأكل ثم سلم عليهم وركب، وقال: قد أجبتكم فأجييوني، قالوا: نعم، فوعدهم وقتًا معلوما فحضروا فقدّم لهم فاخر الطعام وجلس يأكل معهم.
[أبو حامد الغزّالي|| الإحياء].
[أبو حامد الغزّالي|| الإحياء].
كان نبيُّ الله صلوات الله عليه وآله يحسن التهيؤ لرمضان؛ ويعلِّم أمته حسن الإعداد له روحًا وبدنًا؛ لأنه من الأيام التي خصَّها الله تعالى بالفضل، وإرسال نفحات رضاه وعفوه على البشرية، فكان دائم التعرض لما شأنه كذلك؛ وقوفًا بذلك عند مراضي حبيبه، وبلاغًا بفعله وعبادته وسَمته للأمة أن يتقفوا طريقه ويأخذوا من هديه فيه.
ونفحات الرحمن في الأيام والليالي متصلة دائمًا من ربنا سبحانه وتعالى لا تنقطع، في الأيام والليالي والأسابيع والشهور.
ففي الأيام إيماء لشهادة الله تعالى قرآن الفجر، وصلاة العشاء، والإعلام بفضلهما وقدر من شهدهما. وكذلك مواطن الإجابات إثر الصلوات في كل يوم.
وفي الليالي ندب الله تعالى إلى قيام الليل لأن الله تعالى يفيض فيه على قائمه والمتجهد فيه.
وفي الأسابيع يوم الجمعة الذي هو عيد المسلمين، يَقِفهم بين يدي عباده يستمعون الذكر والنذارة حتى يفيئوا إليه، وجعل لهم فيه ساعة إجابة. وجعل صلتهم فيه بنبيهم والصلاة عليه آكد في هذا اليوم العظيم.
وفي الشهور الأشهر الحرم وشعبان وذي الحجة وغير ذلك مما هو معلوم ومعروف، وأعظمها وأهمها هو رمضان المعظم.
فلم يُخلِ الله تعالى الأيام من نفحات بره غدوًّا وعشيًّا على عباده المؤمنين وفضله وبره دائم الاتصال لا ينقطع عنهم.
فكان نبي الله صلى الله عليه وسلم دائم التعرض لهذه المشاهد على أتم السيرة وأوفاها، ليس أحد أعبد لله منه، فكان حاضًّا على الصلوات والذكر في يومه، وليلته قائمًا بحق الله في أعمال اليوم والليلة، ناصبًا قدميه بين يديه سبحانه بالليل شاكرًا لأنعمه التي لا يعلم مقدار أتم شكر من البشر لها إلا هو.
وكان يصوم الاثنين والخميس وربما واصل الصيام، ويهيئ نفسه للجُمعات ويحض أصحابه وأمته على التهيؤ لها وحسن القيام فيها والذكر.
وكان يعلم أمته استقبال رمضان بالروح والبدن، فندب إلى الالتفات إليه في رجب واليقظة فيه، ثم جعل دينه صوم شعبان إلا قليلًا متهيئًا لشهود الأيام العظيمة في شهر رمضان المكرم.
ثم كان ديدنه في هذا الشهر هو الانجماع على الاجتهاد بأقصى بلوغ الغاية في العبادة والذكر والدعاء طيلة أيامه ولياليه، ثم إذا جاء العشر اجتهد ما لم يجتهد في باقي الشهر لإدراك ليلة القدر وشهود الفضل بأمته وتعليمهم لحسن القيام لمراضي الله وإدراك عفوه.
وبعد: فهذا نبي الله صلوات الله وسلامه عليه أمامكم بسيرته وعبادته وأحاديث دينه ومعجزته الباقية فينا على تعاقب الدهور، فاهتدوا به وأطيعوه واجتهدوا في توفية حقه وما له عليكم من التعظيم والتوقير والاتباع تفلحوا في دنياكم وأخراكم.
..
ونفحات الرحمن في الأيام والليالي متصلة دائمًا من ربنا سبحانه وتعالى لا تنقطع، في الأيام والليالي والأسابيع والشهور.
ففي الأيام إيماء لشهادة الله تعالى قرآن الفجر، وصلاة العشاء، والإعلام بفضلهما وقدر من شهدهما. وكذلك مواطن الإجابات إثر الصلوات في كل يوم.
وفي الليالي ندب الله تعالى إلى قيام الليل لأن الله تعالى يفيض فيه على قائمه والمتجهد فيه.
وفي الأسابيع يوم الجمعة الذي هو عيد المسلمين، يَقِفهم بين يدي عباده يستمعون الذكر والنذارة حتى يفيئوا إليه، وجعل لهم فيه ساعة إجابة. وجعل صلتهم فيه بنبيهم والصلاة عليه آكد في هذا اليوم العظيم.
وفي الشهور الأشهر الحرم وشعبان وذي الحجة وغير ذلك مما هو معلوم ومعروف، وأعظمها وأهمها هو رمضان المعظم.
فلم يُخلِ الله تعالى الأيام من نفحات بره غدوًّا وعشيًّا على عباده المؤمنين وفضله وبره دائم الاتصال لا ينقطع عنهم.
فكان نبي الله صلى الله عليه وسلم دائم التعرض لهذه المشاهد على أتم السيرة وأوفاها، ليس أحد أعبد لله منه، فكان حاضًّا على الصلوات والذكر في يومه، وليلته قائمًا بحق الله في أعمال اليوم والليلة، ناصبًا قدميه بين يديه سبحانه بالليل شاكرًا لأنعمه التي لا يعلم مقدار أتم شكر من البشر لها إلا هو.
وكان يصوم الاثنين والخميس وربما واصل الصيام، ويهيئ نفسه للجُمعات ويحض أصحابه وأمته على التهيؤ لها وحسن القيام فيها والذكر.
وكان يعلم أمته استقبال رمضان بالروح والبدن، فندب إلى الالتفات إليه في رجب واليقظة فيه، ثم جعل دينه صوم شعبان إلا قليلًا متهيئًا لشهود الأيام العظيمة في شهر رمضان المكرم.
ثم كان ديدنه في هذا الشهر هو الانجماع على الاجتهاد بأقصى بلوغ الغاية في العبادة والذكر والدعاء طيلة أيامه ولياليه، ثم إذا جاء العشر اجتهد ما لم يجتهد في باقي الشهر لإدراك ليلة القدر وشهود الفضل بأمته وتعليمهم لحسن القيام لمراضي الله وإدراك عفوه.
وبعد: فهذا نبي الله صلوات الله وسلامه عليه أمامكم بسيرته وعبادته وأحاديث دينه ومعجزته الباقية فينا على تعاقب الدهور، فاهتدوا به وأطيعوه واجتهدوا في توفية حقه وما له عليكم من التعظيم والتوقير والاتباع تفلحوا في دنياكم وأخراكم.
..
اللهم: ازمُمْنا عن مخالفتك، واعمُمْنا بموافقتك، وانظمنا على ابتغاء رضوانك، والمُمْ شعثَنا بضروب إحسانك، واختم أعمالنا برحمتك وغفرانك، وخوِّضنا في بحار العلم بك، واكشف لنا عن سبحات وجهك، واستخلصنا لخدمتك، وأهِّلنا لؤانستك، واستعمل جوارحنا في طاعتك، واملأ جوانحنا من محبتك، واجعل طريق معرفتنا بك على السكون إليك، وذوِّقنا حلاوة الثقة بكرمك، وهيِّء مؤونتنا على توحيدك، واقلبه لنا حياة عندك، يا ذا الجلال والإكرام.
[أبو حيان التوحيدي|| الإشارات الإلهية].
[أبو حيان التوحيدي|| الإشارات الإلهية].