قد أجمع عقلاءُ كلِّ أمةٍ على أنَّ النعيمَ لا يُدرَك بالنعيم، وأنَّ من آثَر الراحةَ فاتتهُ الراحة، وأنَّ بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكونُ الفرحةُ والملذة؛ فلا فرحة لمن لا همَّ له، ولا لذَّة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له.
- بل إذا تعب العبدُ قليلًا استراح طويلًا، وإذا تحمل مشقة الصَّبر ساعةً قاده لحياة الأبد، وكلُّ ما فيه أهل النعيم المقيم فهو ثمرةُ صبر ساعة، والله المستعان، ولا قوَّة إلا بالله.
ٰ