أحمد الطحان

‏سابك ف وسط الطريق
سابك
لا عرفت ترجع ورا
ولا عرفت تتقدِّم
واقف بتشحت ضِل
أو ساعة رِفْقِة خِل
سابك ماسابش الحل
تايه في أسبابك

سابك
كأن مفيش
ولا جد ولا تهويش
ولا حاجة كات هتعيش
من بعده في غيابك

سابك
وفجأة اختفى
عطشان لكنّه اكتفى
من الضحك والفلسفة
ودموعه وعتابك
سابك..

الطحان

جُنَ جُنونُه، عيل نونو
دايمًا يخفي شيء في عيونه
كان وياه الدُنيا بتضحك.. بس بتضحك برضو بـ دونه


الطحان

طوبَى ل كُل اللي أجبرهم قدرهم
على انتظار الصُدَف السعيدة
الفُرَص البعيدة
على انتظار المَحبَّة بين جواب مقفول
طوبى لكل اللي أجبرهم قدرهم
على البُكا ف النُص ساعة ما بين
أخْد الدَوَا .. و بداية المفعول
طوبَى لكل اللي خافوا بس مقالوش
و سابوا الناس تتعَشِّم ف حُضْنُهُم
و استحملوا شعور الكِدْب المُهين
طوبَى لكُل العارفين
إن الحاجات أكبر كتير من حجمها
أعمق كتير من اسمها
أسخف كتير من إنها
تمشي بدون ما توجَعَك
طوبَى لكل اللي مستنّوش ردود
و مجاتلهُمْش
لكل اللي مستنّوش ردود
و جاتلهم
أما اللي استنّوا الردود
ف حلال أوي لعقرب الساعة .. قَتْلُهُم
طوبى للي مسابوش الشوارع لوحدها بالليل
اللي مسابوش الغنا يقلب ب دَم تقيل
للي مسابوش أي حاجة من إيديهم
لحد ما عروق إيديهم دابت م اللي بيحبوا الرحيل

الطحان

كان راح يسكور
بدل الدكتور
او ايًا كان
داير ما يدور
تايه بيدور
تايه بيخاف
طاير شفاف
رايح مجبور راجع مكسور
قطرات بتفوت وانت الرابط
على اي رصيف شايف و كفيف
رايح بتدور
داير بتخاف
كان راح يسكور
بدل الدكتور
او ايًا كان
داير ما يدور
دراويش عايشين بفؤاد مكسور
دراويش عايشين بفؤاد مكسور
وفؤاد حدّاد هو البادئ
من ايام الوطن اللاجئ
إلى يوم الوطن المنصور
كان راح يسكور
بدل الدكتور
أو أيًا كان
داير ما يدور
في ناس بتموت
قائد.. شرمـــــ
لكن مبسوط والناس مباسيط
والحل بسيط في رضا و قبول
حفراً عالناشف والمبلول
رزعاً في السايب والمربوط
وبيبنوا كيان ضد الأنسان
ويهدوا بيوت و يشدوا حزام بطن الهلفوت
ويقولوا كلام عن بطن الحوت عن دعا يونس
ويقولوا مصر مهيش تونس
تونس تكسبنا وتتأهل في التصفيات
وإحنا بنتصفى ونتجاهل بالتوصيات
في المؤتمرات
وخطط خمسية و عشرية
وبِدل برا و بِدل جوا
كان ناقص تبعتلى فتوة
ويعيد السيرة العاشورية
فينك يا عاشور
كان راح يسكور
بدل الدكتور
او ايًا كان
داير ما يدور
التمبو سريع و الوزن قديم
كان عندي زمان احلام بتهيم
و بدل قلبي ذكر و ترانيم
دلوقتي بدل اعدام وجحيم
وجحيمي في قلبي يكفي عصور
كان راح يسكور

الطحان

أتحدث عنه يا زينب لأنه كُلي وليس بعضي؛ يستحق.
اكتشفت فيَّ اللغة التي لم أبلغها من قبل،
فقط لأنه معي..

له لغةٌ لا تقهر يا زينب، ولسانٌ غُمس في الفصاحة ساعة ولادته، تغمرني المتعة عند سماعه ليس لأن كلامه جميل، لأنه قائله، حتى شتائمه مبللة بلذةٍ فريدة.
ما أبسط التعبير إذا قلت إنني مفتونة به، وما أبعده إذا قلت أحبه..
هذا الرجل داءٌ لا دواء له، ينتشر في الجسد، ستحبين أن تكونين زوجته، صديقته، أو امرأة عبرت مزاجه في ساعةٍ يعكرها شقاء العمل...

وأنا جميعهن، فالكثيرات اللائي يتعاركن بداخلي، كلهن، كلهن اتفقن عليه يا زينب


فاطمة رحيم .

- انت بكرة هتعمل اية ؟!
بكرة ... عادى
عادى جدا
هصحى اشوف علامات ف جسمى
مش فاكرها جات منين
او معاد مفروض اروحه
او اصحاب اقصى طموحهم
يقتلو الوقت الحزين
بالكلام فى الكورة يمكن
وان دى مكانتش فاول
وان دى مستاهلة طرد
وان دى خبطت فى طوبة
فاجئة نطت عاملة بنض
ف السياسة
وف السياحة
وف الدولار
وف ضحايا الدولة يمكن
وف ضحايا الانتظار
وف يومين ف العجمى يمكن
يفرقو ف المود شوية
وف حاجات مش منطقية
مش هزار
ال ام ازرق و شحة
ا7ا ..و بعشرين جنيه !
هو ايه الحر دا
هو ايه البت دي ..
حلوة جداً نعمل ايه ؟
الحساب
ناس بتقفل
- انت بكرة هتعمل ايه
بكرة..
بكرة عادي
عادي جداً
هصحى اشوف
علامات ف جسمي
مش فاكرها جات منين!

الطحان

كل البيّانات الشخصِيَّة
مش مظبوطة
مش فيها الاسم اللي بحبّه
و لا فيها العنوان الحالي
و لا فيها العمر الفعلي
... ل عامة أوحالي
و لا فيها المِهْنَة اللي عايزها
و لا فيها حبيبتي اللي ف بالي
كل البيانات الشخصية
مش لايقالي

الطحان

منى عبد الغني
في الباشا
و مجدي عبدالغني
في تسعين
و صمت أبويا في الشاشة
و عينك ناطة في الڤاتارين
و أخويا لما يتحاشى
يكلمني لإني تخين
و أخويا التاني ده باشا
مدلع نفسه دنيا و دين
شُفيلي معاكي كمَّاشة
أشيل من قلبي بني آدمين
شُفيلي كوفية و إعاشة
بيوحشني غُنا الميادين
أنا في الوحدة دي
سلطان
أنا بأمر اُطاع ع الفور
أنا مش حُر
لكن ليا كل السلطة
أسيب كل شيء حواليا
يفضل حر
و مش عايز.. و مش شايف..
و مش رايح.. و مش فاكر
و مش مُضطَّر

الطحان

لا فرق بينه وبين الهاوية، أدركته.
اسمه؛ تسبيحة تَجلب لقلبي الراحة والقلق في آن واحد...
رجل يُشبه الأحجية، توليفته عجيبة.

حين أكتبه؛ أشعر بأنني أنجزت شيئًا مهمًا
-أحيانًا- معقدًا لكنه دائمًا يثير فيَّ أشياءً مألوفة:
ذكرى بعيدة
أغنية قديمة
صورة جماعية لم يتبق منها غيري
وشارعٌ الرجوع إليه يحتاج إلى معجزة.

يصل إلى دمي:

رجلٌ يخرج من صدره أسرابًا من الغربان تنعق .. وفوق رأسه سحابةٌ سوداء، مرعبة؛ رعديةٌ وممطرة. تتطاير من حوله النساء اللائي يحلمن بعناقه...

وأنا؛
ابنة الرياح التي لم تفشل في الوقوف بمعاكسة عواصفه ..
استطعت معه صبرًا.

لا يرى سواه، الليل والنهار معًا؛ يعقب نفسه، ويسبح في فلكه لا في أفلاك الآخرين...

لامست في دمه وحدةٌ مفرطة.

أحدق في تلك العيون؛ البحيرة، وأشاهد انعكاسي يغرق ..
عيونٌ التهمت رغبتي بإخلاصٍ وشراسة.

أتساقط من جسدي حين أشتهيه، هو رب الصاعقة التي عصفت بي ..
يلملمني؛ من ماءٍ إلى حجر، إلى حلم،
إلى سحابة
إلى شجرة
إلى غابة
إلى نهر.

معه لا أصل إلى موت، لا ذائبة ولا متجمدة.
أعرفنا معًا، سيظل بيننا ما يصعب على العالم تدميره.


فاطمة رحيم

أنا شُفْت الصوة على الحيطة
قام قلبي استغرب
م المنظر
ف قعدت اضحك و بهيستيريا
و الناس يقولولي ..
مش منظر
ف أقول اسكتوا مانتوش فاهمين
الراجل دا كان ضِل حزين
و اما اتوفّى أصبح فتارين
ف شوارع روحي مِتْبَعْتَر
ضحكوا ساعتها زي المجانين
ف ضحكت و قلت ..
مش منظر

الطحان

جاي تدافع عن مين
عن كل البني آدمين
طب ما تدافع عن روحك
ماهي سارحة ف التانيين
ف العلاقات الشخصية
ف النظرية النسبية
و الحراكات الثورية
و الأخطاء العفوية
ب الشك و بالتخمين
قلتلنا نقرا الفاتحة
و قرينا و قولنا آمين
هتحاسب مين على إيه
هتحاسب إيه من مين
جتلك عريان ب عينيا
و بقلب دنيا و دين
جتلك جري ب رجليا
علشان يلزمني يقين
السما لغز و فزورة
و انتا خلقت الأسطورة
كملت ب قلبي الصورة
و أنا تايه جوا حزين
بلعب و اللعب بيتعب
بتعب و أرجع و أجرب
و أشرب من نفس المقلب
علشان طيب مسكين
عقلي مش قد الكون
ف بلاش الكام مليون
أنا جاي أدافع عن مريم
أحلى بنات التكوين

الطحان

أمانة عليك يا شيخ و انتا مسافر
تاخد كل هدومك معاك
مش عايز أشم ريحتك فيهم
و لا أطل طلّة عليك من الشباك
أمانة عليك يا شيخ و انتا مسافر
متقوليش هترجع امتا
عشان متعشِّمش برجوعك
و يرجع يخيب ظنّي
لأني هستنّاك
أمانة عليك يا شيخ و انتا مسافر
مَلِّي عينيك منِّي كويس
حاكِم عارفاك بتِنْسَى
و مش ضامن صورتي تفضل للأبد ويَّاك

الطحان

شاعر بعدم إهتمام
شاعر بعدم إحتياج
شاعر بعدم إرتياح
شاعر بعدم الناس.. شبعانة منك
وإنت لسه مشبعتش ندم
فين الكلام الحلو والسايح
على وش مكرونة حلو من عمايل إيدك
فين الكلام الجي والرايح
فين الحنين الماشي والراجع
أنا خوفي أقرب شيء إلى المنطق
لكنه أبعد شيء عن الشارع
قلت مساحة الكلام عننا
زادت مساحة الكلام ع الناس
عدت شهور.. يا سيدي عدت سنة
اللبس بس بيتحسب بمقاس

الطحان

ما تجيليش شارب
ما تجيليش هارب
ما تجيليش غير لو تكون تايب
أنتَ ايه يعني!
أنتَ حِتّة قلب وتجارب
كل مرّة أمدّلَك 100 كارت
ليه مُصمِّم تسحب الشايب؟!
ليه مُصمِّم تقفل الأبواب؟!
ليه أسيبلَك بابي متوارب؟
كل حرب داخلها خسرانة
بس برضو عنيد وبتحارب
ليه أحبك وأنتَ مش قادر
ليه بابادِر وأنتَ مُتَقوقِع
قول لي شيء مُقْنِع..
مش كلام سايب.
كل رَدّ باقوله مُتَوَقَع
لأ برافو ذكاءَك الخايب
لأ برافو بجد إبْهِرني
إحكي ليّا القِصّة إيّاها
عند جبل الزيت في راس غارب
أنتَ مُدرِك قسوة الحاصل!
الوجع موصول ومش واصِل
لأ وتزعل لمّا نتعاتب
ما تجيليش شارب
ما تجيليش خربان على تَكّة
ما تجيليش بالشك وأنا شاكّة
ما تجيليش بإيدين ماهيش ماسكة
أنتَ عارف أخرة السكة
خُدها مشي معايا مش راكب
ما تجيليش إنسان مالوش وَازِع
ما تجيليش خَلْصَان وبتنازع
ما تجيليش شارع طويل مهجور
ما تجيليش قبل أمّا تِطْفي النور
ما تجيليش تَقْضية واجب
ما تجيليش شارب.

كان نفسي وقت المعركة
أمد إيدي _اللي انتِ قطعتيهالي _
أحوش عنك
خبطة واحدة وسط سيل الخَبْط
_ شفت انتِ عملت إيه؟
* آه شُفْت ..
أنا و انتي موتنا ف نفس المعركة .. بالظبط

الطحان

أخويا شَكِّلْ الحزن في كل القوالب..
أخويا صاحب الحزن فنهشه بمخالب..
أخويا جَسِّد الحزن وكلمه..
أخويا كان شواف ملقاش حد يكمله..
أخويا كان متشاف بس ملهوش قالب..
أخويا ساب الدنيا ليه معجبين واصحاب..
بس ملهوش صاحب..

أخويا كان بيحب ويكره عَالولهْ..
أخويا شاف الحقيقة عارية فتأمل قوامها..
أخويا وصفه معلش كان جارح..
غريبة الناس متسمعشي غير من أبيح..
"أو من ذكرى لحبيب رايح"..

أخويا دا "كان حبيبي وكان أرق حبيب"..
دفنته جوايا مخافة عيارة يصيب..
فرد جناح قلبه لجلن يحضن حبيبته..
إتسابقوا فتواعدوا يشوفها عن قريب..

قال كل اللي كان مفروض..
وصف كل اللي كان مرفوض..
إتوضا وتجرد من كل زيف وحدود..
ورفع راسه للسما وابتهل:

"يا خالق الأكوان
‏و طالقنا روح و عنان
‏و سايقنا للنسيان
‏سايق عليك النبى
‏المصطفى العدنان
‏اكسر خشب مركبي
‏و الروح تعود بلا عود
‏هذا الجسد قربان"

إقبل حبيبك يا حبيب الكل..
قربان ولد مات شهيد الحزن..

#عمرو_الطحان

قالوا الشتا معملش ذنب إلا الشتا
الفاتحة على كل الحاجات الميتة
البعد غيّر فيكي حاجة
ف الملامح .. ف التسامح
حتى صوتك كان ساعتها ضعيف و رايح
معرفتكيش .. ما أنا أصلي عارفك من زمان
من قبل ما يبانلك سنان .. و قبل ما تعدي السنين
معرفتكيش .. بس الحنين هو الحنين
و السكرانين مبيزعلوش ..
و مبيفوقوش مهما الحقايق كانت صريحة و ملفتة
الفاتحة على كل الحاجات الميتة

الطحان

حزن أكبر من شعورك بيه
وقت كان لازم تعيط فيه
يأس له معنى و عذر وجيه
ضعف .. خاين
صاحب ماخور
و ماشي يوزع الموت ع الزباين
..
قاعد لوحدك في عمارة قديمة
ضهر الفنادق و البنوك و السيما
شاعر بأقصى درجات الهزيمة
شاعر بكل شعور مالوش قيمة
..
خلاص .. حصل
ياريت بس حد يطمن قلبها .. إنه وصل
عيل صغير بس مش هيتوه

الطحان