قناة د.أحمد ديبان

اللهم اجعلنا من عبادك الأتقياء الأنقياء الأبرار

*﴿مَا عِندَكُمۡ یَنفَدُ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقࣲۗ وَلَنَجۡزِیَنَّ ٱلَّذِینَ صَبَرُوۤا۟ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ ۝٩٦ [النحل]*

أخْبَرَ تَبارَكَ وتَعالى أنَّ ما عِنْدَهُ مِن نَعِيمِ الجَنَّةِ ومَواهِبِ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى وعَلِمَ واهْتَدى، ثُمَّ بَيَّنَ الفَرْقَ بَيْنَ حالِ الدُنْيا وحالِ الآخِرَةِ بِأنَّ هَذِهِ تَنْفَدُ وتَنْقَضِي عَنِ الإنْسانِ أو يَنْقَضِي عنها، وأنَّ الآخِرَةَ باقِيَةٌ دائِمَةٌ.
*﴿ما عِنْدَكُمْ﴾*: أيْ: مِن أعْراضِ الدُّنْيا؛ وهو الَّذِي تَتَعاطَوْنَهُ بِطِباعِكُمْ.
*﴿يَنْفَدُ﴾*: أيْ: يَفْنى؛ فَصاحِبُهُ مُنَغَّصُ العَيْشِ؛ أشَدّ ما يَكُونُ بِهِ؛ اغْتِباطًا بِانْقِطاعِهِ؛ أوْ بِتَجْوِيزِ انْقِطاعِهِ؛ إنْ كانَ في عِدادِ مَن يَعْلَمُ.
*﴿وما عِنْدَ الله باق﴾*: أيْ: ما عند الله الَّذِي لَهُ الأمْرُ كُلُّهُ؛ ما عنده مِنَ الثَّوابِ؛ مَا عِنْده جل وعلا مِنْ مَوَاهِبِ فَضْلِهِ وَنَعِيمِ جَنَّتِهِ ثَابِتٌ لَا يَزُولُ لِمَنْ وَفَّى بِالْعَهْدِ وَثَبَتَ عَلَى الْعَقْدِ، إذ نعيم الجنة باق.
والحِسُّ شاهِدٌ بِأنَّ خَيْراتِ الدُّنْيا مُنْقَطِعَةٌ، والعَقْلُ دَلَّ عَلى أنَّ خَيْراتِ الآخِرَةِ باقِيَةٌ، والباقِي خَيْرٌ مِنَ المُنْقَطِعِ، والدَّلِيلُ عَلَيْهِ أنَّ هَذا المُنْقَطِعَ إمّا أنْ يُقالَ: إنَّهُ كانَ خَيْرًا عالِيًا شَرِيفًا، أوْ كانَ خَيْرًا دَنِيًّا خَسِيسًا، فَإنْ قُلْنا: إنَّهُ كانَ خَيْرًا عالِيًا شَرِيفًا فالعِلْمُ بِأنَّهُ سَيَنْقَطِعُ يَجْعَلُهُ مُنَغَّصًا حالَ حُصُولِهِ، وأمّا حالَ حُصُولِ ذَلِكَ الِانْقِطاعِ فَإنَّها تَعْظُمُ الحَسْرَةُ والحُزْنُ، وكَوْنُ تِلْكَ النِّعْمَةِ العالِيَةِ الشَّرِيفَةِ كَذَلِكَ يُنَغِّصُ فِيها ويُقَلِّلُ مَرْتَبَتَها، وتَفْتُرُ الرَّغْبَةُ فِيها، وأمّا إنْ قُلْنا: إنَّ تِلْكَ النِّعْمَةَ المُنْقَطِعَةَ كانَتْ مِنَ الخَيْراتِ الخَسِيسَةِ فَهَمُّنا مِنَ الظّاهِرِ أنَّ ذَلِكَ الخَيْرَ الدّائِمَ وجَبَ أنْ يَكُونَ أفْضَلَ مِن ذَلِكَ الخَيْرِ المُنْقَطِعِ، فَثَبَتَ بِهَذا أنَّ قَوْلَهُ تَعالى: *﴿ما عِنْدَكم يَنْفَدُ وما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ﴾* بُرْهانٌ قاطِعٌ عَلى أنَّ خَيْراتِ الآخِرَةِ أفْضَلُ مِن خَيْراتِ الدُّنْيا.
وَلَقَدْ أَحْسَنَ مَنْ قَالَ:
الْمَالُ يَنْفَدُ حِلُّهُ وَحَرَامُهُ ... يَوْمًا وَتَبْقَى فِي غَدٍ آثَامُهُ
لَيْسَ التَّقِيُّ بِمُتَّقٍ لِإِلَهِه ... حَتَّى يَطِيبَ شَرَابُهُ وَطَعَامُهُ
وقال آخر:
هَبِ الدُّنْيَا تُسَاقُ إِلَيْكَ عَفْوًا ... أَلَيْسَ مَصِيرُ ذَاكَ إِلَى انْتِقَالِ
وَمَا دُنْيَاكَ إِلَّا مثل في ... أَظَلَّكَ ثُمَّ آذَنَ بِالزَّوَالِ
فآثروا ما يبقى على ما يفنى فإن الذي عندكم ولو كثر جدا لا بد أن ينفد ويفنى، وما عند المولى جل وعلا بَاق ببقائه لأنه سبحانه لا يفنى ولا يزول، فليس بعاقل من آثر الفاني الخسيس على الباقي النفيس: ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾،﴿وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ﴾ وفي هذا الحث والترغيب على الزهد، والزهد الحقيقي هو الزهد فيما لا ينفع في الدين والدنيا، والرغبة والسعي في كل ما ينفع.
والمُؤْمِن إذا آمَنَ بالله فَقَدِ التَزَمَ شَرائِعَ الإسْلامِ والإيمانِ، وحِينَئِذٍ يَجِبُ عَلَيْهِ أنْ يَصْبِرَ عَلى ذَلِكَ الِالتِزامِ، وأنْ لا يَرْجِعَ عَنْهُ وأنْ لا يَنْقُضَهُ بَعْدَ ثُبُوتِهِ.
وأنْ يَأْتِيَ بِكُلِّ ما هو مِن شَرائِعِ الإسْلامِ ولَوازِمِهِ قدر استطاعته عملا بقول الله: ﴿فاتقوا الله ما استطعتم﴾، والله تَعالى رَغَّبَ المُؤْمِنِينَ في الصَّبْر عَلى ما التَزَمُوهُ، ولَوَّحَ جل وعلا بِما في ذَلِكَ مِنَ المَشَقَّةِ؛ عَطْفًا عَلى هَذا المُقَدَّرِ؛ فَقالَ تَعالى - مُؤَكِّدًا لِأجْلِ تَكْذِيبِ المُكَذِّبِينَ -:
*﴿ولَنَجْزِيَنَّ﴾*: أيْ: الله العظيم.
*﴿الَّذِينَ صَبَرُوا﴾*: على مكاره الطاعة، وصبروا عن شباك معصيته سبحانه، وفطموا نفوسهم بصبرهم عن الشهوات الدنيوية المضرة بدينهم، وصبروا عَلى الوَفاءِ بِما يُرْضِي ربهم مِنَ الأوامِرِ؛ والنَّواهِي، وصبروا عن شَهْوَةِ كَسْب المالِ بِالوُجُوهِ المحرمة.
*﴿أجْرَهُمْ﴾*: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف إلى أضعاف كثيرة، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، ولَمّا كانَ كُرَماءُ المُلُوكِ يُوَفُّونَ الأُجُورَ بِحَسَبِ الأعْمالِ؛ مِنَ الأحْسَنِ؛ وما دُونَهُ؛ أخْبَرَ سبحانه وله المثل الأعلى بِأنَّهُ يَعْمَدُ إلى الأحْسَنِ؛ فَيَرْفَعُ الكُلَّ إلَيْهِ؛ ويُسَوِّي الدون بِهِ؛ فَقالَ: *﴿بِأحْسَنِ ما كانُوا يعملون﴾*: أيْ: يَجْزِيهِمْ عَلى أحْسَنِ أعْمالِهِمْ.

لا إلَهَ إلّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، والْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، سُبْحانَ اللهِ رَبِّ العالَمِينَ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلّا بالله العَزِيزِ الحَكِيمِ
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واهدنا وارزقنا

Channel photo updated

انتقل نبي الله شعيب - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - من غرض الدعوة الأصلية إلى الدعوة التفصيلية بوضع قوانين المعاملة بينهم فقد كانوا يطففون المكيال والميزان، ويبخسون أشياء الناس إذا ابتاعوها منهم، ويظلمونهم بنقص حقهم، ويفسدون في الأرض، فأما تطفيف الكيل والميزان فظلم وأكل مال بالباطل، ولما كان تجارهم قد تمالؤوا عليه اضطر الناس إلى التبايع بالتطفيف، فأمرهم الله بالإيفاء، وجعل الشيء تاما غير منقوص، وبخس أشياء الناس: غبن منافعها ونقص حقوقها، وذمها بغير ما فيها، وأما الفساد فيقع على جميع المعاملات الضارة.

*اللهم اجعلنا من أهل الحق والعدل*
*اللهم ارزقنا القسط في أقوالنا وأفعالنا*
*اللهم اجعلنا من المقسطين، الذين قلت فيهم ﴿إن الله يحب المقسطين﴾، وممن خصوا بالجزاء في حديث سيد الأوفياء ﷺ حين قال: [إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل، وكلنا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا]*

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

https://youtu.be/ZWNdv8ikZlg?si=-hpj02iYJhF9dI8g

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: نزلت سورة الأنعام بمكة ليلًا جملة، ونزل معها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح.
أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن

وعن مجاهد رحمه الله قال: نزلت سورة الأنعام كلها جملة معها خمسمائة ملك يزفونها ويحفونها.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره

وعن كعب رحمه الله قال: فاتحة التوراة الأنعام، وخاتمتها هود.
أخرجه الدارمي في كتاب فضائل القرآن

https://youtu.be/nL_2MPXMt0w?si=aryAQE1pLT2Mxl0L

اللهم إن المال مالك، والخلق عبيدك، والكل ملكك، جعلت المال من زينة الدنيا، وآتيته من شئت، ومددت وبسطت فيه على من شئت، وقبضت على من شئت، وأنت الفعال لما يريد، لا معقب لحكمك، ولا راد لقضائك،
اجعلنا اللهم ذوي قلوب سليمة، ولا تخزنا يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون، واجعلنا ممن باعدتهم عن النار وممن قلت فيهم: ﴿وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى﴾ يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم إنا نسألك الجنة
اللهم إنا نسألك الجنة
اللهم إنا نسألك الجنة

اللهم إنا نعوذ بك من النار
اللهم إنا نعوذ بك من النار
اللهم إنا نعوذ بك من النار

*اللهم ربنا ارزقنا وأنت خير الرازقين*

يا قاضي الحاجات اقض حاجاتنا وحقق أمنياتنا
يا فتاح افتح لنا أبواب رحمتك
يا عليم نسألك من فضلك
يا كريم أكرمنا بكرمك
يا معطي أدهشنا بعطائك
يا عزيز يا وهاب هب لنا من خزائن جودك وكرمك وفضلك ورحمتك.

اللهم إنا نسألك حسن الظن بك
وجميل التوكل عليك
ودوام الذكر لك
وصدق الإنابة إليك
وقوة الرجاء فيك
وحضور الخوف منك
وهب لنا من لدنك وليا
وهب لنا من لدنك نصيرا

مفتتح سورة هود (2-6)
ربنا تقبل منا

(اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)

اللهم اجعلنا من المؤمنين الصادقين، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

ربنا أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا، ربنا اجعلنا لك شكارين، لك ذكارين، لك رهابين، لك مطواعين، لك مخبتين ، إليك أواهين منيبين، ربنا تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا ، وأجب دعوتنا، وثبت حجتنا، وسدد ألسنتنا، واهد قلوبنا، واسلل سخيمة صدورنا

اللهم اجعلنا ممن سبقت لهم منك الحسنى، وممن قلت فيهم: ﴿للذين استجابوا لربهم الحسنى﴾، ﴿ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى﴾، ﴿فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى﴾،
اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم: ﴿للذين أحسنوا الحسنى وزيادة﴾.
يا من له الأسماء الحسنى والصفات العلى
فقهنا في الدين، وعلمنا التأويل، وأنر قلوبنا بنور وحيك، واشرح صدورنا لطاعتك وذكرك، واملأها بمحبتك يا ذا الجلال والإكرام.

ما تيسر من سورة حم المؤمن
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم

*اللهم اجعلنا عند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين*

الخافض الرافع ﷻ خفض من يشاء من عباده فوضع قدره وأخمل ذكره، ورفع من شاء فأعلى مكانه ورفع شأنه، وهو ﷻ في خفضه ورفعه يبتلي عباده لينظر كيف صبرهم على ما يسؤوهم، وشكرهم على ما يسرهم.
الخافض الرافع ﷻ أمر سيد المرسلين ﷺ بخفض الجناح: ﴿واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين﴾، وأكرمه بالقرآن سبيل الهدى والرشاد والفلاح: ﴿ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين﴾، ورفع ﷻ له ذكره، وأعلى له قدره ﷺ: ﴿ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك﴾، وأمرنا ﷻ بتوقيره وتعزيره عليه الصلاة والسلام: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون﴾.
الخافض الرافع ﷻ يخفض الكفار بالإشقاء والإبعاد، ويرفع أولياءه بالتقرب والإسعاد، ويداول الأيام بين عباده، فيخفض أقواما، ويخمل شأنهم، ويذهب عزهم، ويرفع آخرين فيورثهم ملكهم وديارهم.
الخافض الرافع ﷻ أمرنا بخفض الجناح للوالدين رحمة وذلا، ليعزنا ويكرمنا: ﴿واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا﴾، وأوصى لقمان الحكيم ابنه بوصايا عظيمة، وحكم جليلة منها التواضع وغض الصوت: ﴿ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير﴾.
الخافض الرافع ﷻ رفع وأعز من شاء بالعمل الصالح: ﴿من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه﴾، وقسم بين عباده الأخلاق والأرزاق، ابتلاء وامتحانا، ورزقه وعطاؤه في الآخرة خير وأبقى: ﴿وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم﴾، ﴿أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون﴾، ﴿كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا﴾.

من عرف الخافض الرافع ﷻ أحبه، وتعلق به وحده، ولم يعلق قلبه بغيره، فهو سبحانه الخافض الرافع ﷻ، ويوم القيامة يخفض أناسا كانوا في الدنيا مرفوعين، ويرفع أقواما كانوا في الدنيا مخفوضين، فتبارك وتقدس: ﴿تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة﴾.
من عرف الخافض الرافع ﷻ أطاعه واتقاه، واتبع هداه، وخاف بطشه وعقابه، ورضي بقسمته، ودعاه أن يرفعه في الدرجات العلا في جنته دار كرامته.

اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم، اللهم اجعلنا ممن يقرأ القرآن فيرقى، ولا تجعلنا ممن يقرأ القرآن فيشقى، ألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظلل، وزدنا به من النعم، وادفع به عنا النقم.
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واهدنا وارزقنا واجبرنا وارفعنا.
اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة.

الخافض الرافع ﷻ

الخافض الرافع ﷻ أخبرنا عبده ونبيه سيدنا وحبيبنا المصطفى ﷺ فقال: [إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه].
الخافض الرافع ﷻ يخفض الجبارين ويذل الفراعنة المتكبرين، رفع أولياءه بالطاعة وأعلى مراتبهم، ونصرهم على أعدائهم، وجعل العاقبة لهم، لا يعلو إلا من رفعه الله، ولا يتضع إلا من وضعه وخفضه، كثيرون هم الذين يرفعهم الناس، وإذا سقط الرافع سقط المرفوع، ومن رفعه الله فلا سقوط له لأن الله باق لا يزول، وصدق الله وهو العلي العظيم، الحكيم العليم: ﴿نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم﴾، ﴿نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم﴾.
الخافض الرافع ﷻ رفع بعض أنبيائه درجات: ﴿تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات﴾، رفع عبده عيسى ﷺ إليه، وفي آخر الزمان ينزل حكما مقسطا: ﴿وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا﴾
، وقال عن عبده إدريس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: ﴿ورفعناه مكانا عليا﴾: وأكرم الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ﷺ بعنايته ولطفه وفضله وتمكينه، وقال عنه جل وعز: ﴿ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم﴾، ورفع ﷻ خليله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما وعلى نبينا صلوات ربي وسلامه اللذين رفعا قواعد بيته العتيق: ﴿وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم﴾.
الخافض الرافع ﷻ أنعم على بني إسرائيل بنعم كثيرة، وأراهم آياته، وأمرهم بتقواه: ﴿وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون﴾، ﴿وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين﴾، ﴿ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا وقلنا لهم لا تعدوا في السبت وأخذنا منهم ميثاقا غليظا مدام فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا﴾.
الخافض الرافع ﷻ قص علينا في كتابه نبأ عظيما وخبرا يأخذ بالألباب، فمن هداه ﷻ فاز وسعد، ومن أضله خاب وشقي، ومن عرفه بأسمائه وصفاته ﷻ فقد هدي إلى صراطه المستقيم ودينه القويم، ونعوذ بعزته أن يحول بيننا وبين الإيمان به واليقين بلقائه: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون﴾.
الخافض الرافع ﷻ خلق السماء ورفعها، وأمرنا بالتأمل في خلقه وبديع صنعه: ﴿أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت﴾،﴿والسماء رفعها ووضع الميزان﴾، ﴿أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها﴾، ﴿الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون﴾.
الخافض الرافع ﷻ لا يعمر بيوته إلا المؤمنون: ﴿في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار﴾.
الخافض الرافع ﷻ أخبرنا أنه يرفع أهل العلم والإيمان: ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾ وأخبرنا خليله المصطفى ﷺ أنه ﷻ يرفع أهل القرآن، قال ﷺ: [إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما، ويضع به آخرين]، وأخبرنا كذلك ﷺ أنه سبحانه يرفع المتواضعين: [ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله].

الديان ﷻ

الديان ﷻ القاهر فوق عباده، قهر الخلق جميعا فكلهم تحت ملكه، وفي قبضته، يجمعهم ليوم الدين فيحكم بينهم لا معقب لحكمه ويجازيهم ويحاسبهم.
الديان ﷻ القهار المذلل المطوع لسائر الموجودات، أخبرنا رسوله ومصطفاه ﷺ أنه ﷻ يحشر العباد يوم القيامة حفاة عراة غرلا بهما فيناديهم مناد بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: [أنا الملك أنا الديان، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة].
الديان ﷻ حي فلا يموت وقيوم فلا ينام، أخبرنا في كتابه وقوله الحق أنه ﴿مالك يوم الدين﴾، وأخبرنا عن مآل الفريقين بقوله: ﴿إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله﴾ وقال عن ذلك اليوم ﴿ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين﴾، ﴿اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب﴾، ﴿إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا﴾، كل من في السماوات والأرض عبد يأتي معبوده خاضعا طائعا، فلا ولد ولا شريك، إنما خلق وعبيد، وإن الكيان البشري ليرتجف وهو يتصور مدلول هذا البيان، ﴿لقد أحصاهم وعدهم عدا﴾ فلا مجال لهرب أحد ولا لنسيان أحد، ﴿وكلهم آتيه يوم القيامة فردا﴾ كل فرد يقدم وحيدا لا يأنس بأحد ولا يعتز بأحد. يقدم وحيدا فريدا أمام الواحد الديان الرحيم الرحمن ﷻ، فشتان من آمن بيوم الدين فعمل صالحا ثم اهتدى: ﴿والذين يصدقون بيوم الدين والذين هم من عذاب ربهم مشفقون إن عذاب ربهم غير مأمون﴾ وبين من كذب حتى هلك، وبالبوار سلك: ﴿ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين﴾ فسبحان ربنا وبحمده لا يضيع عنده عمل عامل، [البر لا يبلى، والإثم لا ينسى، والديان لا ينام، فكن كما شئت، كما تدين تدان] قال الديان ﷻ عن نفسه: ﴿ولا يظلم ربك أحدا﴾.

من عرف الديان ﷻ اجتنب ما يسخطه وخاف من عقابه وغضبه، وتخلص من حقوق خلقه، قبل أن يكون القصاص بالحسنات والسيئات.
من عرف الديان ﷻ تزود ليوم المعاد، وأدام اللهج لمولاه ﷻ ألا يجعله مظلوما ولا ظالما للعباد، وعرف أنه سبحانه حكم عدل لا يضيع عنده مثقال ذرة، وسيقتص للمظلومين من الظالمين، وعدا حقا وصدقا.
من عرف الديان ﷻ تحرى العدل فقال وحكم به، ومال إلى أهله، واجتنب أهل الأهواء والزيغ والظلم، واجتنب قول الزور وشهادة الزور.
من عرف الديان ﷻ تحلى بالديانة فاستمسك بهذا الدين وتمسك بسنة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وتحلى بالأمانة: فحفظ العهود والحقوق، وتحلى بالصيانة: فابتعد عن مساوئ الأخلاق وسفاسفها، واتصف بالرزانة: وهو كمال الأدب، ومن الناس من هم عبيد الدنيا، الدين لَعْقٌ بأطراف ألسنتهم، يحوطونه ما دُرَّت به معائشهم، فإذا مُحّصوا بالبلاء قل الديانون.

اللهم فأحسن وفادتنا يوم العرض عليك، واجعل صحائف أعمالنا بيضاء طيبة لا تسوؤنا يوم نقف بين يديك، أنت الملك الديان، الكريم المنان.

اللهم احفظ المملكة العربية السعودية 🇸🇦 من كل شر، وارفع رايتها وقامتها، وأدم إيمانها وخيرها وعزها وأمنها، ووفق حكامها وولاتها وشعبها وأهلها لكل خير وبر.
يا حفيظ احفظها من كل مكروه، ولا تمكن عدوا ولا حاقدا ولا حاسدا منها، ورد كيد كل من يريد بها سوءاً بقوتك وقدرتك يا رب العالمين.

ربنا اجعلنا ووالدينا والمسلمين من ورثة جنة النعيم
يا رحمن يا رحيم يا عزيز يا عليم.

https://www.youtube.com/live/r-2EHZu_1x0?si=uXPRyr_pYKOnUfvp

- خير من رزق وخير من أعطى، عليم قدير غني حميد واسع كريم علي كبير.
- يبدأ بالرزق قبل السؤال، ولا يقطع رزقه بالتقصير في الأعمال.
- يرزق من يؤمن به ويعبده، ومن يكفر به ويجحده، ويخلف على المنفق مالا أو ثوابا، ويسوغ رزقه ويخرج بفضله ما زاد على الغذاء بتسهيل.
- لا يؤخر الرزق عن وقت الحاجة، ولا ينقصه عن قدر الحاجة، بل يجعله فوق الحاجة، ولا ينكده بالحساب، ولا يكدره بطلب الثواب.
- خالق الرزق وخالق الأسباب التي ينتفع بها المرزوق بالرزق، أمر بطلب الرزق، والسعي في أسبابه.
- يرزق من خزائن لا تفنى ولا تتناهى، ولا يقدر عباده على مثل نعمه ورزقه، ولا يساويه أحد في الإفضال على عباده.
- يغني من يعطيه، ويزيد عما يؤمله ويرتجيه.

فاعملوا للأغراض الباقية عنده، فإنها خير من الأمور الفانية عندكم، وفوضوا أمر الرزق إليه بالتوكل والثقة بفضله، وما يؤتيه من أجر على طاعته وعبادته خير من الدنيا كلها.

الحيي الستير ﷻ