من هناك
Посты канала أحمد جمال

كاتب وصحفي من غزة
3,395 подписчиков
208 фото
164 видео
Последнее обновление 12.03.2025 06:49
Похожие каналы

7,945 подписчиков

2,329 подписчиков

2,223 подписчиков
Последний контент, опубликованный в أحمد جمال на Telegram
وكم عاشت نفوسٌ وهي موتى
وكم ماتت نفوسٌ وهي حيّة
وإن هجم الشجاعُ على جبانٍ
فما تجدي العلوم العسكرية
وكم ماتت نفوسٌ وهي حيّة
وإن هجم الشجاعُ على جبانٍ
فما تجدي العلوم العسكرية
﷽
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّـذِينَ آَمَنُـوا صَلُّـوا عـَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّـذِينَ آَمَنُـوا صَلُّـوا عـَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾
جرحتُ جرحاً بسيطاً قبل أيام، نتج عنه إصابة ودم غزير دون آلامٍ شديدة تذكر بحمدالله، وأمام ضغط من الأصدقاء في مكان نزوحنا ذهبت إلى إحدى الأماكن الصحية القليلة هنا في مدينة غزة، والتي لا نستطيع تسمية أيٍ منها على أنها "مشفى" بالمعنى الكامل، وكثيرٍ منها ليست "عيادة صحية" أصلاً، بل الأسلم توصيفياً أن نسميها نقطة طبية أو إسعافية.
ولأن الإصابة كانت ليلاً كنتُ خجلاً من أن أوقظ هذه الوحدة على جرحي المخجل مقارنةً بما يستقبلونه عادةً من شهداء، فطرقت بابهم فاعتذروا عن تقديم الخدمة لعدم وجود طاقم، ولما شرحتُ لهم طبيعة الجرح والنزيف وجهوني للمسعف الذي حاول حرفياً علاجي وتطبيب جرحي في "سيارة إسعاف"، وببساطة فالسبب لأن النقطة لا تحتوي على معدات طبية كافية ولا حتى على إنارة مناسبة ولا على طاقم، على الرغم من أنها يمكن أن تستقبل شهداءً وأشلاءً بالجملة، فالموتُ كثير وسهل وغير مكلف ولا يحتاج لمعداتٍ من تلك التي يمنعها الاحتلال عن مدينة غزة..
قال المسعف أولاً أنني بحاجة ماسة لغرز طبية من نوع محدد، وأنها -بكل أسف- غير موجودة من شهور، وبسرعة قام بتغطية الجرح وإيقاف النزيف وحملني أمانة الذهاب إلى نقطة طبية أخرى تبعد عشر دقائق تقريباً بعدما قرأ في وجهي ملامح عدم الاكتراث، وعندما نفذت كلامه وسرت أنا وطيران الاحتلال الاستطلاعي وحدنا في طرقٍ مظلمة لا ترى فيها خطواتك لأفاجئ أن النقطة الأخرى مغلقة، ولا تعمل ليلاً، وأعود أدراجي إلى المسعف الأول..
في الطريق حدث الموقف الذي لم يغادر تفكيري منذ ذاك اليوم، فبينما أعود أدراجي خاطبني شابٌ عشريني تقريباً يسير مع فتاة صغيرة وسألني عن وجهتي، وقد بدت على وجهه علامات حالةٍ نفسية حديثة لربما، فقلت له أقصد المكان الفلاني، فطلب مني برجاءٍ أن أسير إلى جانبه لأنه يشعر بالخوف الشديد، معللاً بأن الوقت قد تأخر وأن الشارع فارغ وأن العدو يمكن أن يقصف بأي لحظة، فابتسمتُ له ابتسامة لا اعتقد بأن ظلام الليل والشارع قد يظهرانها، وسرت معه حتى وداعنا عند الوحدة الطبية الأولى..
عدتُ إلى المسعف وطلبتُ منه أن يتأكد من إغلاق الجرح بالكامل وتنظيف مكانه، فقال بمرارة أن هذا الجرح يتطلب غرزاً وأن الأسلم أن أذهب للعيادات المجهزة بشكلٍ أفضل، لكنها تحتاج مشياً طويلاً في منتصف الليل تحت أسرابٍ من الطائرات المحلقة والتي يمكن أن تقتل وتقصف بسادية مريضة وإجرامية لمجرد الاشتباه وربما عبثاً ولهواً في شوارع مدمرة ومظلمة لا يجرؤ على السير فيها أحد…
https://t.me/AHJBu99
ولأن الإصابة كانت ليلاً كنتُ خجلاً من أن أوقظ هذه الوحدة على جرحي المخجل مقارنةً بما يستقبلونه عادةً من شهداء، فطرقت بابهم فاعتذروا عن تقديم الخدمة لعدم وجود طاقم، ولما شرحتُ لهم طبيعة الجرح والنزيف وجهوني للمسعف الذي حاول حرفياً علاجي وتطبيب جرحي في "سيارة إسعاف"، وببساطة فالسبب لأن النقطة لا تحتوي على معدات طبية كافية ولا حتى على إنارة مناسبة ولا على طاقم، على الرغم من أنها يمكن أن تستقبل شهداءً وأشلاءً بالجملة، فالموتُ كثير وسهل وغير مكلف ولا يحتاج لمعداتٍ من تلك التي يمنعها الاحتلال عن مدينة غزة..
قال المسعف أولاً أنني بحاجة ماسة لغرز طبية من نوع محدد، وأنها -بكل أسف- غير موجودة من شهور، وبسرعة قام بتغطية الجرح وإيقاف النزيف وحملني أمانة الذهاب إلى نقطة طبية أخرى تبعد عشر دقائق تقريباً بعدما قرأ في وجهي ملامح عدم الاكتراث، وعندما نفذت كلامه وسرت أنا وطيران الاحتلال الاستطلاعي وحدنا في طرقٍ مظلمة لا ترى فيها خطواتك لأفاجئ أن النقطة الأخرى مغلقة، ولا تعمل ليلاً، وأعود أدراجي إلى المسعف الأول..
في الطريق حدث الموقف الذي لم يغادر تفكيري منذ ذاك اليوم، فبينما أعود أدراجي خاطبني شابٌ عشريني تقريباً يسير مع فتاة صغيرة وسألني عن وجهتي، وقد بدت على وجهه علامات حالةٍ نفسية حديثة لربما، فقلت له أقصد المكان الفلاني، فطلب مني برجاءٍ أن أسير إلى جانبه لأنه يشعر بالخوف الشديد، معللاً بأن الوقت قد تأخر وأن الشارع فارغ وأن العدو يمكن أن يقصف بأي لحظة، فابتسمتُ له ابتسامة لا اعتقد بأن ظلام الليل والشارع قد يظهرانها، وسرت معه حتى وداعنا عند الوحدة الطبية الأولى..
عدتُ إلى المسعف وطلبتُ منه أن يتأكد من إغلاق الجرح بالكامل وتنظيف مكانه، فقال بمرارة أن هذا الجرح يتطلب غرزاً وأن الأسلم أن أذهب للعيادات المجهزة بشكلٍ أفضل، لكنها تحتاج مشياً طويلاً في منتصف الليل تحت أسرابٍ من الطائرات المحلقة والتي يمكن أن تقتل وتقصف بسادية مريضة وإجرامية لمجرد الاشتباه وربما عبثاً ولهواً في شوارع مدمرة ومظلمة لا يجرؤ على السير فيها أحد…
https://t.me/AHJBu99