يبدأ على كرسي مهترئ في مدرسة حكومية، حيث يُدفع لسباق قاسٍ نحو مجد مزيف، فقط ليُرضي غرور الأهل و’منظرة’ الجيران. يتحقق الحلم المزعوم بعد سنوات من السهر والضغط، ليجد الشاب نفسه عالقًا في محطة الخدمة العسكرية، حيث تُدفن الطموحات في طوابير الصباح.
يخرج للحياة معتقدًا أنه أخيرًا سينطلق. لكن الواقع يضحك ساخرًا، فيجد سوق العمل ينتظره برواتب لا تكفي للعيش. ومع ذلك، عليه أن يتحمل المزيد: الزواج. هنا تبدأ مرحلة جديدة من الإنهاك، حيث يُطلب منه شراء شقة، تجهيزها، وفرشها، كل ذلك بينما يكافح لتأمين قوت يومه.
يتزوج، وتُضاف إليه مسؤولية الأولاد، ليبدأ سباقًا جديدًا: الدروس، المستشفيات، والديون. يصبح يومه مجرد روتين قاتل: عمل لا ينتهي، مطالب بلا رحمة، وأحلام تتآكل في الخلفية.
وفي لحظة تأمل، يكتشف أنه أصبح آلة تُدار بالتزامات لا تنتهي. حياته؟ مجرد دورة مغلقة من التعب، تُكرر نفسها يومًا بعد يوم.
الشاب المصري: بطل مسرحية سوداء، بلا أمل في النهاية. هنا، الأحلام لا تموت فقط، بل تُدفن حيّة تحت ركام الحياة اليومية.”