عبد العزيز الطريفي

@tarifiabdulaziz


منبرٌ من نور يُنثرُ من خِلالِه عبقُ ما جُمِعَ من فوائدَ ودُرَرٍ للشيخ عبد العزيز الطريفي
راجينَ من الله له القَبول ولنا التوفيق

✧ t.me/Tarifiabdulaziz

عبد العزيز الطريفي

22 Oct, 15:31


••
أخَذَ أبو ذَرِّ الهَرَوِيُّ عِلْمَ الكلام عن ابنِ فُورَكَ والباقلاني، وأكثر الأخذَ عن الباقلاني، وإِنما تأثر به؛ لأنه رأى شيخه الدارقطني ببغدادَ يُجِلُّهُ ويقبِّلُ بين عَيْنَيْهِ، فالتزَمَ الهَرَوِيُّ الباقلاني، وأخَذَ عنه فروع مالكٍ، وأصول الأشعري؛ كما نقَلَهُ عنه تلميذه أبو الوليد الباجي، وإنما عظَّم الدارقطنيُّ الباقلانيَّ؛ لموقفِهِ مِن المعتزِلَةِ ومتكلمي الرافضة، لا لخوضِهِ في علم الكلام وتأويلِهِ للصفاتِ.
وقد جاوَرَ الهَرَوِيُّ بمَكَّةَ نحوًا مِن ثلاثين سنةً، وحدث بالحديث؛ كـ(صحيح البخاري)، ودرَّس علم الكلام فيها، ولم يُدخِلْ علم الكلامِ مكة أحدٌ قبلَهُ؛ كما قاله أبو أمامة المالكي، وابن الجوزي.

الخراسانية في شرح العقيدة الرازيين (صـ٥٠)
✧ t.me/Tarifiabdulaziz

عبد العزيز الطريفي

22 Oct, 11:10


••
• اختلاف النفوسِ لازمٌ لاختلاف تلقي العقولِ للعلوم:
ولا ينبغي للمعلم أن يُعطي كل متعلم ما لديه من علمٍ من غير تفريق بين أنواعه ومقاديره، وما لم تكنْ نفسُ المتعلم صالحةً لتلقي العلم واستعماله على الوجه الصحيح، ولو كان العقلُ صحيحًا نقيًا، وليس كل النفوسِ يصلُحُ لها جميع أنواع العلوم، بل هذا للنادر منها، وإنما ظهَرَ في الناس علماءُ أساؤوا استعمال العلمِ؛ فمنهم مَن يُسايِرُ به طبعَه، ومنهم من يُشبعُ به شهوتَه فاستغلوا العلمَ لتحقيقِ غاياتِ نفوسهم؛ بسبب أن العلم أعطيَ نفوسًا لا تُناسبُه ولا يُناسبُها.
فإذا عرف المعلم أن نفسَ المتعلمِ طامعةٌ متشوفةٌ لحظِّ نفسِها، فلا ينبغي أن يُعطيَها من العلم أكثرَ من حاجتها الخاصة؛ لأن كل علمٍ يزيدُ عن ذلك فإن النفسَ ستُسخِّرُه في تحقيقِ غاياتِها الخاصة، وإشباعِ أطماعِها، وستنتقي من أدلةِ العلمِ وبراهينِه، وربما تُدلِّسُ وتُلبِّسُ حتى تصعدَ ولو على حساب العدل والصوابِ؛ لأن العلمَ عندها سُلَّم يُصعَدُ عليه، وليس غايةً يُوصَلُ إليها، وهذا ما أظهَرَ في الناسِ مُبرِّزين وقادةً في العلم والعمل يخُونون الأمانة ويُضيعونَ الحقوق، فيُسيئون إلى العلمِ والعمل الذي توَلَّوْه.
ومن النفوس من ضعُف تحصيلُها للعلم رحمةً بها وبالناسِ؛ لأنها تستعملُ العلم في غير مواضعِه وتستغله للهوى، ومن هنا قال ابن المبارك: «لقد مَنَّ اللهُ على المسلمين بسُوءِ حفظِ إسماعيلَ بن خليفةَ».
وسبب ذلك: أنه لو كان حافظًا، لاستعمَلَ محفوظاتِه في غيرِ الحقِّ، وفتَنَ نفسَه وفتَنَ الناسَ معه.

الفصل بين النفس والعقل (صـ٥٦.٥٥)

✧ t.me/Tarifiabdulaziz

عبد العزيز الطريفي

21 Oct, 16:19


••
يلي المكيين في التفسير طبقة المدنيين منهم: زيد بن أسلم، تابعي كبير القدر، وعنه ابنه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ويروي تفسير عبد الرحمن: عبد الله بن وهب وغيره، وأخذ تفسيره عن أبيه (زيد بن أسلم)، لكنه لا يعزوه إلى أبيه إلا في القليل، وإذا قال المفسرون: «قال: ابن زيد»، فالمراد به عبد الرحمن: وعبد الرحمن، وإن كان ضعيف الحديث، إلا أنه إمام في التفسير.
وممن أخذ التفسير عن زيد: مالك بن أنس.

التقرير في أسانيد التفسير (صـ٧٨.٧٧)

✧ t.me/Tarifiabdulaziz

عبد العزيز الطريفي

21 Oct, 10:53


••
الفكر الليبرالي فِكر فضفاض متحلل إلى جزئيات عريضة في أذهان معتنقيه، يتعاملون مع كل جزئية من تطبيقاته على انفراد، وإن أحسنوا أرجعوها إلى الأصل الليبرالي العام، ولهذا يقعون في تناقضات كبيرة جدًا في تقرير الإيمان بالله والعبادة له وحده، وفي العلاقة مع الآخرين وفي أفعال الذات نفسها؛ لأن تلك الجزئيات غير مرتبطة ببعضها تحت أصل، والأصل يوازيه أصول، وتحت الأصول الأُخرى جزئيات كبيرة.

العقلية الليبرالية (صـ١٤٢.١٤١)

✧ t.me/Tarifiabdulaziz

عبد العزيز الطريفي

20 Oct, 13:02


••
» التدليلُ بنصٍّ منسوخٍ:

لو أُورِدَتْ نصوصُ شُرْبِ الخمر قبل تحريمِهِ، وزواج المُتعةِ قبل تحريمه، والرِّبا قبل وَضْعِه، والسفور قبل مَنْعِه، والصلاة قبل تمامها، والجهاد قبل فَرضِه، والاختلاطِ قبل حَظْره -: لجاءَتْ شريعةً جاهليةً، والنصوصُ مُحَمَّديَّةٌ.
ففي (صحيح البخاري)، عن سلمة بن الأكوعِ؛ قال: قال رسول الله ﷺ: «أيُّما رَجُل تَمَتَّعَ، فَعِشرَةُ ما بَينَهُما ثلاثةُ أيامٍ؛ فإِنْ أَحَبَّا أن يَزْدَادَا ازْدَادَا، وإن أَحَبَّا أن يَتَتَارَكَا تَتَارَكَا».
وهذا نصٌ في مُتعةِ النكاح صريحٌ صحيحٌ؛ لكنهم أجمعوا على أنه نصٌّ منسوخ؛ فقد نُسِخَ بنصوصٍ أخرى، ولو كان ثَمَّةَ نصوصٌ تَحْمِلُ الوصفَ القطعيَّ بإباحةِ الاختلاطِ بالنصِّ مِثْلَهُ، لَما أشْكَلَتْ على مُنْصِفٍ مع نفسِهِ وربِّه.

الاختلاط؛ تحرير.. وتقرير.. وتعقيب (صـ٥٥.٥٤)

✧ t.me/Tarifiabdulaziz

عبد العزيز الطريفي

19 Oct, 17:13


••
﴿وَإِذ قُلنَا ادخُلوا هذِهِ القَريَةَ فَكُلوا مِنها حَيثُ شِئتُم رَغَدًا وَادخُلُوا البابَ سُجَّدًا﴾
• سجودُ الشكرِ:
السجودُ الذي أُمِروا به عندَ الدخولِ هو سجودُ الشكرِ، وفُسِّرَ السجودُ هنا بأنه الركوعُ، رواهُ سعيدُ بنُ جُبَيْرٍ والعَوْفِيُّ عن ابنِ عباسٍ، وهو الأصحُّ، لأنهم أُمِرُوا بالسجودِ مقترِنًا بالدخولِ، وهذا يتحقَّقُ في الركوعِ.

التفسير والبيان لأحكام القرآن (٦٨/١)

✧ t.me/Tarifiabdulaziz

عبد العزيز الطريفي

19 Oct, 11:27


••
• عِلْمُ الكلام في المغرب:
لم يكن من عادةِ المغاربةِ الارتحالُ إلى المشرِقِ الأقصى، وغالِبُ ارتحالِهم إلى الحجازِ والشامِ والعراقِ، ومنها أُخِذَ علمُ الكلامِ، وانتشَرَ في المغرِبِ.
ومن أوائل أهلِ المغرِبِ الذين أخَذُوا عن الباقِلاني كما تقدم: أبو عِمْرانَ الفاسِيُّ القَيْرَوانِيُّ، مِن تلامذةِ ابن أبي زيدٍ، ولم يَظْهَرِ اعتقادُ أبي عِمْرانَ إِلا في إشاراتٍ مِن تقريراتِهِ مِما كان يؤصِّلُ له الأشاعرةُ؛ كما في رسالةِ (تقاييدِ أبي عِمْرانَ الفاسيِّ)، وقد قال في عاريَّةِ المرأةِ: «وعاريَّةُ المرأةِ اشتُرِطَ فيها أن تكونَ ذاتَ دِينٍ تؤدِّي الصلاةَ، وتَعرِفُ ربها بدونِ تقليدٍ»؛ وهذا من تقريراتِ الأشاعرة؛ لأنهم لا يُجيزونَ التقليدَ في العقيدة، ولا يعتبِرونَ المقلِّدَ مؤمِنًا حتَّى ينظُرَ ويستدِلَّ؛ ليَصِحَّ له الإيمانُ فيه.
وأبو عِمْرانَ هذا قد لَقِيَ مع الباقلانيِّ تلميذَهُ أبا ذَرٍّ بِمَكَّةَ، وتوفيَ بعد الشيخ وقبلَ التلميذِ، وربما كان هذا سببًا في عدم ظهورِ تقريرٍ بيِّنٍ له في هذا الباب.

الخراسانية في شرح العقيدة الرازيين (صـ٤٩)

✧ t.me/Tarifiabdulaziz

عبد العزيز الطريفي

17 Oct, 18:19


••
• مراعاةُ المعلِّمِ للمتعلِّمِ:
أصلُ العلومِ معرفةُ الإنسانِ بجهلِه، وكلما كان به أعرَفَ، كان على رفعِه أحرصَ، وكلما كان الضعيفُ أبصَرَ بضعفِه، كان في طبعِه ما يدفعُه لتقويةِ نفسِه؛ ولهذا يكونُ حرصُ الإنسانِ على تحصيل العلمِ بناءً على إدراكِه لفوارقِه عن محيطِه؛ لأنهم يُبصِّرونَه بنفسِه، فيريدُ الترقِّيَ معهم، والطفلُ سريعُ اكتسابِ التعلمِ؛ لأنه نشَأَ وكلُّ مَن حولَه أعلَمُ منه وأقوى، فكان في نفسه دافعٌ للنهوضِ، ويُسارعُ في اكتسابِ أسباب ما يحتاجُ إليه، فبمقدار ظهور الحاجةِ يكونُ الترقي، وإذا كان الإنسانُ يعيشُ وهمَ العلمِ، كان أضعَفَ الناسِ طلبًا له؛ لأنَّه لا يطلُبُ ما هو مُحصِّلُه!
وإشعارُ المتعلمِ بالنقصِ عن غيرهِ يجبُ ألا يكونَ سببًا في إيصالِه إلى اليأس، بل يُوازَنُ في ذلك بينَ بيانِ نقصِه وبيانِ كمالِ آلةِ التحصيلِ فيه؛ فيَحمِلُه بيانُ نقصِه إلى معرفةِ قَدْرِهِ، ويَحمِلُه توفرُ آلةِ العلمِ فيه إلى السعي في التحصيل.
ومن العلومِ ما يجبُ أنْ يُصاحِبَها الإيمانُ، خاصةً علومَ الدينِ؛ فمَن كان ضعيفَ الإيمانِ، فيُعطى ما يجبُ عليه عينًا، وما يكونُ سببًا في تقوية إيمانه منه، وأما إعطاءُ علومِ الدين ممَّا زاد عن ذلك لمن هو ضعيفُ الإيمانِ، فيدفعُه إلى التكسب به، ووضعِه في غير موضعِه؛ من المماراةِ، والترفُّعِ، وتلمُّسِ الشاذِّ، فيُسيءُ إلى العلمِ وإلى أهلِه.

الفصل بين النفس والعقل (صـ٥٥.٥٤)

✧ t.me/Tarifiabdulaziz

عبد العزيز الطريفي

17 Oct, 12:02


••
أعلم المكيين بالتفسير: مجاهد، أكثر تفسيره عناية بالمفردات، وله اجتهادات في التفسير يخالف فيها، بل شذَّ في مواضع، وهي -مع كثرة ما يروى عنه- قليلة.

مما أُخذ على مجاهد النقل عن بني إسرائيل ما يُستنكر معناه؛ كما في قصة يوسف مع امرأة العزيز، قال: «حلَّ السَّراوِيلَ حتى إليتَيْهِ واسْتَلْقَتْ له».
وربما كان في بعض تفسيره مستمسك يسير لبعض أهل البدعِ؛ كالمعتزلة وغيرهم.
قال الذهبي في (السير): «لمجاهد أقوالٌ وغرائبُ في العلم والتفسير تُستنكر».

التقرير في أسانيد التفسير (صـ٧٦.٧٥)

✧ t.me/Tarifiabdulaziz

عبد العزيز الطريفي

16 Oct, 17:19


••
عقيدةُ السلَفِ: إثباتُ حقيقةِ الصفاتِ، وتفويضُ كيفيتِها، ولا يَلزَمُ -في العقلِ- من إثباتِ الحقيقةِ: التشبيهُ؛ فأنت مثَلًا تُثبِتُ صفةَ الحياةِ حقيقةً لعدةِ ذواتٍ؛ كحياةِ الأرضِ، وحياةِ الشجَرِ، وحياةِ الإنسانِ، والحياةُ في هذه الذواتِ صفةٌ حقيقيةٌ؛ فتقولُ: حَيِيَتِ الأرضُ وماتَتْ، وحَيِيَتِ الشجَرةُ وماتَتْ، وحَيِيَ الإنسانُ وماتَ، وإثباتُ الحقيقةِ لهذه الذواتِ لا يعني  تشبيهًا؛ فحياةُ كل ذاتٍ تحتلِفُ عن الأخرى، وكذلك في بقيةِ الصفاتِ اللازِمةِ للذاتِ، والصفاتِ الفعليةِ المتعلقةِ بالمشيئة.

المغربية في شرح العقيدة القيروانية (صـ٩٣.٩٢)

✧ t.me/Tarifiabdulaziz