أخَذَ أبو ذَرِّ الهَرَوِيُّ عِلْمَ الكلام عن ابنِ فُورَكَ والباقلاني، وأكثر الأخذَ عن الباقلاني، وإِنما تأثر به؛ لأنه رأى شيخه الدارقطني ببغدادَ يُجِلُّهُ ويقبِّلُ بين عَيْنَيْهِ، فالتزَمَ الهَرَوِيُّ الباقلاني، وأخَذَ عنه فروع مالكٍ، وأصول الأشعري؛ كما نقَلَهُ عنه تلميذه أبو الوليد الباجي، وإنما عظَّم الدارقطنيُّ الباقلانيَّ؛ لموقفِهِ مِن المعتزِلَةِ ومتكلمي الرافضة، لا لخوضِهِ في علم الكلام وتأويلِهِ للصفاتِ.
وقد جاوَرَ الهَرَوِيُّ بمَكَّةَ نحوًا مِن ثلاثين سنةً، وحدث بالحديث؛ كـ(صحيح البخاري)، ودرَّس علم الكلام فيها، ولم يُدخِلْ علم الكلامِ مكة أحدٌ قبلَهُ؛ كما قاله أبو أمامة المالكي، وابن الجوزي.
الخراسانية في شرح العقيدة الرازيين (صـ٥٠)
✧ t.me/Tarifiabdulaziz