يا وَيلَتاهُ لِنَفسي راعَها وَدَها
مُسوَدَّةُ الصُّحفِ في مُبيَضَّةِ اللَّمَمِ
رَكَضتُها في مَريعِ المَعصِياتِ وَما
أَخَذتُ مِن حِميَةِ الطّاعاتِ لِلتُّخَمِ
هامَت عَلى أَثَرِ اللَّذّاتِ تَطلُبُها
وَالنَّفسُ إِن يَدعُها داعي الصِّبا تَهِمِ
صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ
فَقَوِّمِ النَّفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ
وَالنَّفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ
وَالنَّفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وَخِمِ
تَطغى إِذا مُكِّنَت مِن لَذَّةٍ وَهَوًى
طَغيَ الجِيادِ إِذا عَضَّت عَلى الشُّكُمِ
إِن جَلَّ ذَنبي عَنِ الغُفرانِ لي أَمَلٌ
في اللهِ يَجعَلُني في خَيرِ مُعتَصِمِ
ألقي رَجائي إِذا عَزَّ المُجيرُ عَلى
مُفَرِّجِ الكَرَبِ في الدّارَينِ وَالغَمَمِ
إِذا خَفَضتُ جَناحَ الذُلِّ أَسأَلُهُ
عِزَّ الشّفاعَةِ لَم أَسأَل سِوى أُمَمِ
وَإِن تَقَدَّمَ ذو تَقوى بِصالِحَةٍ
قَدَّمتُ بَينَ يَدَيهِ عَبرَةَ النَّدَمِ
لَزِمتُ بابَ أَميرِ الأَنبِياءِ وَمَن
يُمسِك بِمِفتاحِ بابِ اللهِ يَغتَنِمِ
فَكُلُّ فَضلٍ وَإِحسانٍ وَعارِفَةٍ
ما بَينَ مُستَلِمٍ مِنهُ وَمُلتَزِمِ
عَلَّقتُ مِن مَدحِهِ حَبلًا أُعَزُّ بِهِ
في يَومِ لا عِزَّ بِالأَنسابِ وَاللُّحَمِ
يُزري قَريضي زُهَيرًا حينَ أَمدَحُهُ
وَلا يُقاسُ إِلى جودي لَدى هَرِمِ
أمير الشعراء أحمد شوقي!