فَصِيح

وليتَ الرياحَ الهوج في ذات بَيننا
بِما لا تَبُتُّ الكاشِحينَ بريدُ

فَيأتيكُم مِنّا جَنُوبٌ مُطلةٌ
وَتأتينا هَيفُ العَشِيّ برودُ

يَمانِيةٌ تزجي أغنَّ مهلهلاً
كأنّ النعام الرُّمدَ فيه يرودُ

تزجّيه لا نكباءُ وَانٍ هَبُوبُها
وَلا سفوانٌ للسحاب طرودُ

جميل بثينة

وَإِنَّ اِفْتِقَادِي فَاطِماً بَعْدَ أَحْمَد
دَلِيلٌ عَلَى أَنْ لاَ يَدُومَ خَلِيلٌ

وزهَّدني في الناس معرفتي بهم
وطُول اختياري صاحباً بعد صاحبِ

فلم تُرِني الأيامُ خِلّاً يسرُّني
بَواديه إلا ساءني في العواقبِ

ولا صِرتُ أدعوهُ لدفعِ ملمّةٍ
من الدهر إلا كان إحدى النوائبِ

ابن الرومي

أَنا كَالسَيفِ إِذا رَوَّعتَهُ
لَم يُرَوِّعكَ وَإِن هُزَّ قَطَع

سَيفِيَ الحِلمُ وَفي مَنطَقَتي
أَسَدُ المَوتِ إِذا المَوتُ نَقَع

بشار بن برد

إِذا القلبُ لَم يَطمَع سَلاَ عَن حَبِيبِهِ
وَلَو كانَ مِن ماءِ الصَّبابةِ مُترَعَا

فَجَرَّبتُ ما قَالُوا فَلَم أَلقَ راَحضةً
فَأَيقَنتُ أَنَّ القُربَ ما زَالَ أنفَعَا

إبن الدُمينة

خَلِيلىَّ هَل مِن حِيلَةٍ تَعلَمانِها
تُسَكِّنُ وَجدِى أَو تُكَفكِفُ مَدمَعَا

وَهَل سَلوَةٌ تَسلِى المُحِبَّ مِن الهَوَى
وَتَترُكُ مِنهُ ساحَةَ القَلبِ بَلقَعَا

فَقالاَ نَعَم طَىُّ الفَيافِى وَنَشرُها
إِذا اجتَذَبا حَبلَ الغَرامِ تَقَطَّعَا

إبن الدُمينة

وَخُذْ بِناصِيَتِي إِلَىٰ مَا تُحِبُّ وَتَرْضَىٰ.

مِنْ آلِ بيتِ الرسولِ يـا حَسَـنُ
مَنْ لَو وَزَنْتَ الدُّنيا بهم وَزَنُـوا

جُزِيتَ خيراً عـن أُمَّـةٍ وَهَنَـتْ
فَقُلْتَ لا بأسَ مـا بكـم وَهَـنُ

لِيَذْكُـرَ الصُّبْـحُ أَنَّـهُ نَـفَـسٌ
وَيَذُكُـرَ الليـلُ أّنَّــهُ سَـكَـنُ

وَيَذُكُـرَ الـرُّوح أنَّــهُ جَـسَـدٌ
وَيَذْكُـرَ السِـرُّ أنَّــهُ عَـلَـنُ

ويَذْكُـرَ الطيـنُ أنَّــهُ بَـشَـر
تَذَكُّـراً قـد يشوبُـهُ الشَّـجَـنُ

وأَنَّـه ربمـا اْشْتَهَـى فَـرَحَـاً
وربمـا لا يَـروقُـهُ الـحَـزَنُ

وربمـا لا يَـوَدُّ عِيشـةَ مَـن
أنفاسُـهُ مِـنْ أعدائِـهِ مِـنَـنُ

تميم البرغوثي

قَتَلتُم سَيِّدَ الناسِ
وَمَن لَيسَ بِذي مِثلِ

السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ

يا طولَ هَذا اللَيلِ لَم أَرقُدِ
إِلّا رُقادَ الوَصِبِ الأَرمَدِ

مِثلَ اِكتِحالِ العَينِ نَومي بِهِ
بَل دونَ كُحلِ العَينِ بِالمِروَدِ

أُراقِبُ الصُبحَ كَأَنّي اِمرُؤٌ
مِن راحَةٍ فيهِ عَلى مَوعِدِ

بِتُّ إِلى أَن راعَني ضَوؤُهُ
وَخَلفَ سِنّي إِصبَعي مِن يَدي

تَعَجُّباً مِمّا دَهاني بِهِ
أَقرَبُ جيراني لِذي الأَبعَدِ

بشار بن برد

فَلَو كانَتِ الدُنيا تُـنالُ بِـفِـطنَـةٍ
وَفَضلٍ وَعَقَلٍ نِلتُ أَعلى المَراتِبِ

وَلَكِنَّما الأَرزاقُ حَظٌّ وَقِسمَةٌ
بَفَضلِ مَليكٍ لا بِحيلَةِ طالِبِ

سَمَّيتُهُ بِعَلِيٍّ كَي يَدومَ لَهُ

مِنَ العُلُوِّ وَفَخرُ العِزِّ أَدوَمُهُ

أبو طالب بن عبد المطلب

إِذا أَوحَشَ اللَّيلُ الهِدانَ وَجَدتني

هو الأُنسُ لي والمَشرفِيُّ المُهَنَّدُ

الشّنفرى

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد

ما بالُ عَينِك لا تَنامُ كَأَنَّما
كُحِلَت مَآقيها بِكُحلِ الأَرمَدِ

جَزَعاً عَلى المَهدِيِّ أَصبَحَ ثاوِياً
يا خَيرَ مَن وَطِئَ الحَصى لا تَبعُدِ

وَمَا فَقَدَ الْمَاضُونَ مِثْلَ مُحَمَّدٍ
وَلَا مِثْلُهُ حَتَّى الْقِيَامَةِ يُفْقَدُ

أَعَفَّ وَأَوْفَى ذِمَّةً بَعْدَ ذِمَّةٍ
وَأَقْرَبَ مِنْهُ نَائِلًا لَا يُنَكَّدُ

الحَمدُ لِلَّهِ حَمداً تَمَّ واجِبُهُ

وَنَشكُرُ اللَهَ شُكراً مِثلَ ما يَجِبُ

البُحتُريّ

مِنَ المَفتونِ بَشّارِ بنِ بُردٍ
إِلى شَيبانَ كَهلِهِمُ وَمُردِ

فَإِنَّ فَتاتَكُمُ سَلَبَت فُؤادي
فَنِصفٌ عِندَها وَالنِصفُ عِندي