عندما تختلط دماؤك بالأرض الَّتي رابطت عليها ويلتصق جسدك بترابها الطّاهر ومن بين الرّكام يبدو محيّاك البهيّ وقد لفظ آخر الأنفاس معلنًا نهاية الرّحلة في دنيا النّاس ليستلم اللِّواء من بعدك .. حينها تكون النّهايات الفاخرة للرّجال الأكابر .. وأنعم به من ختام ..
حينما تُروى الكلمات من عبق الدّماء ليكتمل المشهد .. وحينما تكون الرّجولة ليس درسًا يُلقى بل مشهدًا تراه ماثلًا أمامك وقد وضعت قطعته الأخيرة في مكانها ..
ما كان لليأس أن يتسلّل إلى نفوسنا وما ينبغي ..فأمّتنا ما زالت تبهرنا يومًا بعد يوم بأمثال هؤلاء الرّجال الأماثل، وإنّ كلّ مشهد يختم به يعلن بداية فصول جديدة للحكاية ستكون نارًا تلتهم كلّ ما يقف أمام طوفانها القادم ..﴿ألا إنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾
قد يكون الكلام أسهل ما يقال في هذا المقام لكنّه أقلّ القليل في ظلّ هيبة المشهد وجمال الصّورة رغم ما فيها من الآلام .. ﴿وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ﴾
رحمك الله أبا إبراهيم .. رحم الله روحك ..وتقبّل سعيك ..وتجاوز عنك ..وأخلف الله أهل الرّباط خيرا ..
أمّا هؤلاء الَّذين تنعقد ألسنتهم عن الثّناء على هذه الختامات الفاخرة فلا يرون إلا أنفسهم فما أقبح أثرهم على أمّتهم وأضيق عطنهم، فمن قال إنَّ الثّناء يقتضي الاتّفاق على كلّ التّفاصيل حتى تقدّمه وتبذله؟!
لكن لا حرج ..﴿ وإن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم﴾
اللَّهم شهادة في سبيلك مقبلين غير مدبرين، ثابتين غير مبدّلين ..
كتبه/ إبراهيم رفيق الطّويل