الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَّا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلَّا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ).رَوَاهُ الْبُخَارِي ومسلم
العلامة الثانيةُعلى تحزيب عبد الرحمن العدني وأصحابِه أَنَّ ما أحدثوه من الأقوال والأفعال المخالفة(1)للحقِّ , من تحذيرهم عن دار الحديث بدماج وشيخها وطلابها ومحبيها الذين أَ نكروا فتنة هؤلاء البغاة ، فهم في صنيعهم ذلك يعتقدون أَنهم مصيبون , ويتواصون بذلك , ويتعبدون لله بذلك , وهذا نوعٌ من الابتداع كون الإنسان يعمد إلى بعض المخالفات الشرعية ويتعبدُ لله بها ,كما بيَّن ذلك شيخُ الإسلام ابن تيمية والشاطبي رحمهما الله , أو انَّ الإنسان يعمد إلى شيء مباح فيتعبد لله به .
العلامة الثالثة :الولاءُ والبراءُ الضَّيِّق , فمن كان معهم على ثورتهم , وفتنتهم , قربوه , وأَثنوا عليه , وسكتوا عن أَخطائه , ومن لم يكن معهم على ذلك الشأَن , أبعدوه وحذَّروا منه , وتكلفوا التشويه به , ولو بالكذب والمجازفات .
العلامةُ الرابعةُأنَّ هذه الفتنة لم تدخل بلداً إلَّا وانقسم أَصحاب تلك البلد على أَنفسهم , ومن المعلوم أَنَّ9 السنة مقرونةٌ بالاجتماع , فيقال أهل السنةِ والجماعةِ , والبدعةُ مقرونةٌ بالفرقةِ , فيقال : أهل البدعة والفرقة , ومن المعلوم أيضاً أنَّ البدع تتفاوت عند أهل العلم , صغرى وكبرى , ومما يؤكد انحراف هؤلاء القوم , أَنَّ من مال إِليهم , أو تعصب لهم , صار قلبه مملوءًا , وصدره حرجاً على إخوانه , لا يرى ما أَبرزوه من البراهين والحقائق العلمية والقواعد السلفية شيئاً , متجاهلاً آثار فتنتهم ولو لم يكن من فتنتهم إلاَّ الصدَّ والتحذير من دار الحديث السلفيةِ بدماج , بل انضاف من البعض دفاعٌ عن هؤلاء القوم , فأوقعه ذلك في تأصيلات وتقعيدات فاسدة . بل حصلت مجاوزات ومجازفات من كثير منهم , فرموا من أَنكر هذه الفتنة على أَصحابها , بالابتداع والغلو , وبعضهم أَشار بالتكفير , وبعضهم وصف شيخنا يحي بأنَّه لا أضرَّ في الدنيا على الدعوة السلفية منه(2),
وبعضهم قال بأنَّ طريقته تضرُّ الدعوة , وهذه الأحكام والأقوال غيرُ مقبولةٍ ؛ لأنَّ أصحابها لم يسندوها بدليل, وفي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ ، لَادَّعَى نَاسٌ دِمَاءَ رِجَالٍ وَأَمْوَالَهُمْ ، وَلَكِنَّ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ )متفق عليه ,وعند البيهقي( وَلَكِنَّ الْبَيِّنَةَ عَلَى الْمُدَّعِى وَالْيَمِينَ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ ) ,
وتلك الأحكام والأقوال إن لم تضر أصحابَها في الدنيا فستضرهم في الآخرةِ , على أَنَّها قد أَضرتهم في الدنيا مع الأسف , فا نقبض كثيرٌ من الصالحين منهم , ومن كان له دعوةٌ نرى أَنَّها تُنْقَصُ من أَطرافِها , والضَّعفُ في جانبهم ظاهر , وهم السبب في ذلك ؛ لأَنَّهم لم يقبلوا من إخوانهم الحقَّ الذي أبرزوه في هذه الفتنة,والله تعالى يقول( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) الحجرات(6)
ومفهوم المخالفة أَنَّ العدل إذا جاء بنبإٍ يقبل , وياليتهم اكتفوا بذلك , بل اسندوا وأَعانوا هؤلاء الذين قاموا بالفتنة علينا وعلى دارنا , فكان أَحدُهم إذا طُرِدَ من دماج بسبب إِصراره على فتنته وثورته , تلقَّفه الإمام في مركزه , ثم وقَّعوا على بناء مركزهم , وكان الاتفاق أَنَّ ذلك لا يكون إلا بعد توقيع سائر المشايخ , بما فيهم شيخنا يحيى , ثم بعد بناء المركز كانت الباصات تُحمِّل من الحديدة ومعبر إلى الفيوش ,
ثم ألف الشيخ الإمام كتاب الإبانة وقدَّم له من قدم مشيدين به وبما فيه, ووقع لصاحبه فيه تأصيلات وتقعيدات فاسدةٌ , كما هو مبين في الردود عليه.ثم ابتلينا للمرةِ الثانيةِ ببغي الرافضةِ الحوثيين علينا وعلى دارنا وديارنا , فدفعنا عن أَنفسنا , فنصر الله عباده , وأعزَّ جنده , وهزم أعداءه وأعداءنا وحده لا شريك له , وأكرم الله من شاء بالشَّهادة , والنصرة بالنفس والمال , والتحريض على قتال الرافضة البغاة , جزى الله الجميع خيراً وشكر لهم. ثم طمعنا في قرب البعيد ورجونا خير من يرجى خيره , ويُؤمنُ شرُّه , ففوجئنا بانفجار محمد بن عبدالوهاب ثم الشيخ ربيع ثم الإمام بذلك الكلام الذي قد عُلِمَ وَبُيِّنَ ما فيه ، والله المستعان , ولهُ الحكم , يقصُّ الحقَّ , وهو خير الفاصلين ,قال تعالى ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ _(57)ا لأنعام
كتبه
جميل بن عبده بن قايد الصلوي
بمركز أهل السنة والجماعة بوايلة
تاريخ جمادى الآخرة لعام 1434
*الجامع لضلالات البرامكة*
*رابط القناة على التيلجرام*
https://t.me/barmoke