من الجمل اللي دائمًا بيكرروها مدربين التنمية البشرية..
" ارفقي بنفسك وحبيها ، واعطي نفسك ماتحتاجيه ولا تنتظري من أحد أن يلبي هذه الحاجات "
في رأيي هي نصيحة قيمة جدًا، ولكنها عايمة وبدون حدود ولا تفاصيل وكل واحد بيفسرها على حسب فكره ..
خلينا نفصل الجملة دي بمقياس الشرع ..
حب النفس والاهتمام بها بيكون على ٣ محاور ( روحك وجسدك وعقلك )
- الروح : من أعظم ما تقدميه لروحك هو وصلها بربها ، ودا بيفرق جدًا في تقديرنا لذاتنا ورضانا عنها، ودا بيتجلى وبنلاحظه كتير في مواسم الطاعات ..
أعظم مكافأة تقدميها للنفس هي حملها لدخول الجنة ودا أعظم حب لها .
في النقطة دي هنشتغل على الحفاظ على فروضنا وعباداتنا وتحسين علاقتنا بالقرءان وكل عمل يقربنا لله .
- الجسد : من أعظم الوسائل اللي هتعزز حبك وتقبلك لنفسك ، الاهتمام بما يحتاجه الجسد من الاهتمام بسنن الفطرة ، والنظافة ، والسكين كير ، والغذاء الصحي والرياضة ولو عندك مشكلة عالجيها بقدر الإمكان ، ولو فيه شيء مش متقبلاه في نفسك استرجعي واعلمي أنه من عطاء الله وتقديره ونحن ليس لنا إلا الرضا ، والله إذا أخذ في جانب ، عوض النقص في الاخر ، وأسعد عبد هو الراضي الشاكر .
ـ العقل : ودا ممكن اكتر شيء هنحتاح نشتغل عليه ، التحكم في انفعالاتنا ، السيطرة على الأفكار السوداوية اللي بتخطر على بالنا وعدم الاستسلام لها ، كل حد يشوف هو بيعاني في ايه ويبدأ يطلع دا في ورق ويبدأ يشتغل على الأسباب اللي وصلته لكل دا ، عنده مشكلة نفسية يسعى في علاجها وهكذا ..
هو الأمر يستاهل !
أيوا يستاهل جدًا ، اعلمي إنك تشتغلي على نفسك وتصلحيها دا هيعود عليك أنت وعلى كل شخص في دائرتك سواء أولاد ، أصحاب ، أزواج..إلخ .
واعلمي إنك مش هتعرفي تساعدي أي حد ولا تقدمي شيء لحد وأنت اصلا مش مساعدة نفسك ..
أما عن الجزء الثاني ( اعطي نفسك ما تحتاجه ولا تنتظري الاهتمام من أحد )
من خلال تجارب كثيرة أدركت إن سنة الله في الدنيا أنها لا تعطيك شيء تحتاجه بشده ( الدنيا لا تُعطي محتاج )
تدريب النفس على التخلي، مع عدم حرمان النفس من شيء طالما يجوز شرعًا وعدم الانتظار من الآخرين أن يعطوه، وتقليل الاختلاط بالبشر، واعطاء نفسك مساحة للإهتمام بها وتلبيه حاجاتها، وإنك ماتجيش على نفسك علشان حد ، والبعد عن العلاقات اللي بتستنزفك دي من أعظم الأمور اللي هتنقل شخصيتك نقلة عظيمة بإذن الله ..
الإنسان اللي بيقدّر نفسه ويهتم بها ويتقبلها ويرفق بها بنلاحظ عليه هالة من القبول عجيبة سبحان الله ، والأمور الطيبة تأتيه رغم عدم لهثه خلفها ..
المسلم القوى خير وأحب إلى الله من المسلم الضعيف ، هنا القوة البدنية والأهم منها القوة النفسية اللي هتخليه إنسان متزن قادر يأدي وظيفته في الدنيا .