سوسن الدعيس

دُخانُ السماءِ
ووهجُ البناءِ
وفي الأرضِ تَجري سيولُ الدماء

حريقٌ تعالى
وموتٌ توالى
ولا يخمدُ النارَ ماءُ الدلاء

رمادٌ تناثر
وهولُ المناظر
ومرُّ الصراخِ وصوتُ البكاء

ويعلو النحيبُ
لحيٍّ يذوبُ
ولا من طبيبٍ ولا من دواء

فيا ربّ جبرًا
وصبرًا ونصرًا
وقد طالَ ياربّ هذا البلاء

وأنتَ الرحيمُ
وأنتَ الحسيبُ
وأنتَ الوكيلُ وفيكَ الرجاء

وأنتَ القديرُ
على كلّ شيءٍ
وأنتَ القريبُ المجيبُ الدعاء

نتجرّع مرارة الهم
ويواسينا أن رحمة الله أكبر وأعظم

قد تخفى خيرة الله عنّا في أقدارٍ ظاهرها الحزن والكدر، ولا نعلم أين الخير فيها غير أننا نؤمن بمقدّرها ومدبّرها ونتوكّل عليه، {ومن يتوكّل على الله فهو حسبه}
والله ربّنا وحسبنا وكافينا

حلّ الظلامُ
وميعادُ الدعاءِ بَدا
الله ربّي لم
أُشرك بهِ أحدا
يا ربّ تعلمُ ما
في القلبِ من تعبٍ
فاجعل عليّ من
الصبرِ الجميلِ رِدا
واهدِ الفؤادَ إلى
عفوٍ ومغفرةٍ
كي لا يضيعَ ثوابي
في البلاءِ سُدى

الرضا شعورٌ إن لم يكن نابعًا من إيمان، فهو شعور يحتاج إلى تدريب وتهذيب للنفس وتربية لها، ومرتبة عظيمة لا يصل إليها الجميع لمجرد أنه أراد.
نختلف بابتلاءاتنا وبطريقة مواجهتنا لها، ومما يهوّنها علينا علمنا أنّ محاولاتنا في إدراك هذه المرتبة، وصراعاتنا لأجل بلوغها، عبادة نؤجر عليها.
فالحمدلله

نألف النعم في حياتنا وكم ننسى شكر الله عليها، فلا يعود انسكاب الماء من الصنبور شيئا مدهشا، ولا زر تشغيل النور اختراعا خارقا، وغيرها نعم كثيرة كبرنا عليها منذ طفولتنا، وكم تصعب الحياة عند انقطاعها عنا لساعات معدودة.

‏لا تزال هناك دول عديدة نورها من الفانوس إن وجد، وماؤها شحيح عكر.

_


الفقدُ يا أبتاهُ حزنٌ خانقُ
والشوقُ يا أبتاهُ لا يترفّقُ
والنّفسُ يا أبتاهُ مُذ فارقتَها
مهما أطمئنُها.. تخافُ وتقلقُ
قد كان ظلّكَ في أماني كافيًا
واليوم مهما كنتُ صلبًا أُخفقُ
مرّت سنينٌ.. يا إلهي كم بها
ضيقٌ وأشجانٌ وشوقٌ مُرهقُ
واصفرّ قلبٌ بعد ما غادرتهُ
قد كان يسكنهُ الربيعُ ويُورقُ
والحزنُ يا أبتاهُ بينَ مشاعري
مهما أعبّرهُ.. أجلُّ وأعمقُ
وإذا ذكرتُك في دعائي خاليًا
فالدمعُ من عينيّ دومًا أسبقُ
فالله ذو الرحماتِ يرحمُ والدًا
كانت حياتي في حياتهِ تُشرقُ

اللهم ارحم والدي #علي_الدعيس واجعل الفردوس الأعلى له ثوابًا ومستقرًا ونعيما، وشقيقتي #سناء_رحمها_الله وزوجها وجميع موتانا وموتى المسلمين.

الدمع من قبل المفارق بان
والقلب -وانا ما بينهم- ولهان
ودّعتكم ربي يا اهل مسقط
ودّعتكم ربّي يا أهل عمان 🇴🇲

مكانُكَ في قلبي
بل إنّكَ القلبُ

في كل خطوة جديدة.. يتأرجح الإنسان بمشاعره بين الإقدام أو التراجع، بين الإتمام أو الإلغاء، بين المسارعة أو التأني، وتجتمع في صدره المتضادات أثناء سيره إلى المجهول، وهو معلوم عند الله من قبل أن يخلق السماوات والأرض سبحانه وتعالى.
فيستخير في خطوته، ويسأل الله عونه ومعيته، ويدعوه بملء قلبه وجوارحه.. اللهم أنت ربّنا عليك توكلّنا، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

سنجتمعُ
وألقاكَ
بملءِ السعدِ والحبِّ
وألقاكَ
كما كنّا مدى الأيّام بالقربِ
سنجتمعُ
أيا مَن أنتَ للأفراحِ مرآةٌ
ويا مَن أنتَ منزلهُ
مكان العينِ والقلبِ

سنجتمعُ
ولا أدري متى الرحمنُ يكتبها
ولكنّا -إذا ما قدّرَ المولى-
سنجتمعُ…
وألقاكَ

إن الذي استجاب دعواتك الماضية لا تعجزه دعواتك اليوم وغدا، اجمع أمانيك ورغباتك واستكثر لنفسك ولوالديك وللمسلمين، ولا تنس إخوتك في غزة والمنكوبين، وتذكر أنك تدعو من بيده ملكوت كلّ شيء.. كلّ شيء.

في الحديث القدسي عنه جلّ وعلا:
"يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي شيئًا إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر"

سبحانه مالك الأرض والسماوات، ربّ الجود والفضل والأعطيات.

من أحبّ ما نتلذذ به في الصيف نعمة الماء البارد، وتزداد نعمة الماء نعيمًا إذا كانت بعد ظمأ، تعلمنا من أمي أن تكون الثلاجة مليئة دائمًا بالمشروبات الباردة لنعطيها عامل التوصيل من شركات شحن ومطاعم وغيرها، ومن الصدقات ما يدفع بها البلاء، ومن أفضل الصدقات سقيا الماء.

الإكثار من الحمد والشكر ذكرٌ لله، وتربيةٌ للنفس على الامتنان لعطاياه ونعمه الصغيرة قبل الكبيرة، والأسباب التي تجعلنا نشكر الله ونحمده كثيرة لا تحصى، وفي حمد الله سبحانه اطمئنان للقلب وانشراحه، وتسلية للنفس في همومها وابتلاءاتها، "والحمدلله تملأ الميزان"، {وسيجزي الله الشاكرين}.

قريبًا.. تهنأ العينان والأحبابُ بالقربِ

وجعي على مَن ماتَ والدهُ
حزنى كحزني في وفاةِ أبي
وكأنّني للتوِّ أفقدهُ..


اللهم ارحم والدي #علي_الدعيس واغفرله، وارحم جميع موتانا وموتى المسلمين.

تقبّل اللهُ منكمُ صالح العملِ
وزادَ عيدكمُ سعدًا وإيناسا 🤍

بلغنا بفضل الله ختام شهر رمضان، ولولاه سبحانه ما بلغنا، ولا عملنا ولا استطعنا، ولا أدركنا ما أدركناه من الخير والطاعات، فله الحمد في الأولى والآخرة حمدا كثيرا طيبا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه.
‏كان الصالحون يختمون أعمالهم الصالحة بكثرة الاستغفار، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

بقي من شهر رمضان أقل من يومين، أدرك ما استطعت إدراكه من الطاعات، تصدّق وأحسن، اقرأ وتدبّر، وسابق في أبواب الخير والبرّ، ولا يفتر لسانك أبدا عن الدعاء والذكر، وتذكر أننا لا نزال في ميدان الحسنات ومضاعفة الأجر، والله تعالى يضاعف لمن يشاء..
{من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}

آخر ليلة وترية، فأروا الله من أنفسكم خيرا.