"قلــبٌ حكتْ آيات وحيٍ قصتَه
قلــبٌ تمسّــك بالإلــه فثبّتَـه
هي أم موسى فالكليم هو ابنها
كانت لهُ الحضنَ الحنون ومنبتَه
يوحى لها في خوفها كي تسكنا
أن أرضعيه ولا تخافي ضَيعتَــه
فإذا المخاوف قد أحاطت قلبكِ
ألقيهِ.. وارتقبي سريعًا رجعتَــه
للــه هِيْ.. أنّى لقلـبٍ مُرهَـــفٍ
أن يترك الطفل الحبيب ويفلتَهْ؟
لكـــنَّ في ذاك الفــؤاد توكُّــلًا
روحٌ لرب العرش كانت مخبِتــة
ألقته في اليمِّ العظيــم وأسلمت
للـــه جــوهرة الفؤاد ومهجتَـــه
فالله أوعــدها بقــرب العـــودةِ
ألقتْــهُ.. ترقبُ بعد حِين عودتَه
لكنَّ ذاك القلب قلــــبُ أمومــةٍ
قد هدّهُ الشوق الكبيـــر وفتَّته
كادت لتبدي والفــؤاد مفـــرّغُ
لكن بعون الله ظلّــت ثابتـــة
إنَّ الذي بوعود ربي قد وثق
تتجمع الأسباب تحضر بغيتَه
يُلقى على باب العدو وقصره
فرعونُ يحكم حول موسى قبضتَه
لا تفزعوا ينجو الوليد ويسلمُ
فالله قد ألقى عليه محبتَــــهْ
ويشاءُ أن يأبى المراضع كلها
سبحان ربي! كيف أجرى حكمتَه
وتدلّهم أخت الكليم لترجعه
ويعود للحضن الذي قد أنبتَه
لتقــر عين الأم بعد دموعــها
ويقر قلبٌ ذاق حزنــًا شتّتَـــه
سبحان مَن باللطف حاط عبادهُ
وإلى جميع الخلق أوصل رحمتَه"
❤️🩹