وجزاك الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين:
أما بعد:
🔶فإن وضع المرأة الطيب والخروج به بقصد أن يجد ريحَه الرجالُ الأجانبُ أمرمحرم بل من كبائر الذنوب .
فعَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِذَا اسْتَعْطَرَتْ الْمَرْأَةُ فَمَرَّتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ كَذَا وَكَذَا قَالَ قَوْلًا شَدِيدًا- يَعْنِي : زَانِيَةً -) رواه أبو داود والترمذي وصححه الإمام الألباني في "صحيح الترمذي" .
قال صاحب عون المعبود :
"( لِيَجِدُوا رِيحهَا ) : أَيْ لِأَجْلِ أَنْ يَشُمُّوا رِيح عِطْرهَا" انتهى .
وقال المناوي في "فيض القدير" (1/355) :
" ( فهي زانية ) أي : هي بسبب ذلك متعرِّضةٌ للزنا ، ساعيةٌ في أسبابه ، داعيةٌ إلى طلابه ، فسميت لذلك زانيةً ...فربما غلبت الشهوة ، فوقع الزنا الحقيقي ، ومثل مرورها بالرجال قعودها في طريقهم ليمروا بها.
🔷 فدل الحديث على تحريم استعمال المرأة الطيب عند خروجها من منزلها سوى قصدت الفتنة للرجال أو لم تقصد
🟣• الأصل العام هو: حرمة العطر على المرأة خارج بيتها حتى وإن كان خروجها إلى بيت الله عزوجل فلا يجوز لها استعمال الطيب إذا كانت ستمر على رجال أجانب
🔳جاء عن زينب الثقفية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربنّ طيبا ".
🔳وجاء عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة " .
🔳وجاء عن موسى بن يسار عن أبي هريرة : " أن امرأة مرت به تعصف ريحها فقال : يا أمة الجبار المسجد تريدين ؟ قالت : نعم ، قال: وله تطيبت ؟ قالت : نعم ، قال : فارجعي فاغتسلي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من امرأة تخرج إلى المسجد تعصف ريحها فيقبل الله منها صلاة حتى ترجع إلى بيتها فتغتسل ".
🍀قال الحافظ ابن حجر رحمه الله
وسبب المنع منه واضح وهو ما فيه من تحريك داعية الشهوة وقد ألحق به العلماء ما في معناه كحسن الملبس والحلي الذي يظهر والزينة الفاخرة وكذا الاختلاط بالرجال .
☘وقال ابن دقيق العيد :
وفيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية شهوة الرجال.
🔻وسواء قصدت المرأة فتنةَ الرجال أم لم تقصد
👈 انظري يا أمة الله إذا كان صلى الله عليه وسلم ينهى عن خروج المرأة إلى المسجد بالطيب لأن الغالب أن الرجال سيجدون من ريحها بسبب قرب المكان وعدم الحواجز بين الرجال والنساء فمن باب أولى أن تمنع المرأة التي تخرج إلى الأسواق ومجامع الناس من مس الطيب .
🍀 قال الألباني -رحمه الله- "فإذا كان هذا حرامًا على مريدة المسجد فماذا يكون الحكم على مريدة السوق والأزقة والشوارع؟
لا شك أنه أشد حرمة وأكبر إثمًا، وقد ذكر الهيثمي في "الزواجر" أن خروج المرأة من بيتها متعطرة متزينة من الكبائر ولو أذن لها زوجها" اهـ.
👌 فيجب على المرأة أن تتخلص من رائحة الطيب قبل خروجها من بيتها
بغسله أو غير ذلك مما تحصل به الإزالة للرائحة
🔻تنبيه: قد تخرج المرأة من بيتها -غير متعطرة- ولكنها تحمل طفلها الذي عطرته، وهذا لا يجوز، لأن علة لفت أنظار الرجال إليها بسبب الرائحة ما زالت موجودة فبقي حكم التحريم، فلينتبه لهذا.
🔶 وقد نهى الله عزوجل المرأة عن إبداء زينتها للرجال الأجانب والطيب من زينتها ولا شك فيدخل في النهي والتحريم قال الله تعالى
... وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ... إلى آخر الآية
👍 وقد بين النبي صَلَّى الله عليه وسلم كيفية طيب النساء فقال
طِيبُ الرجالِ، ما ظهر ريحُه وخفي لونُه، وطيبُ النساءِ، ما ظهر لونُه وخفيَ ريحُه
📕 فينبغي للمرأة أن تستعمل الطيب عند زوجها وفي بيتها وعند نساء مثلها
فاستعماله للزوج مستحب مندوب لأنه من حسن المعاشرة بالمعروف وهو أدعى لزيادة المودة بين الزوجين وتأكيد المحبة بينهما وذلك حين يعتني كل منهما بما يحبه الآخر .
🔶 فنصيحتي للمرأة التي تريد النجاة والسلامة من الفتنة ومن العذاب أن تستجيب لربها عزوجل ونبيها عليه الصلاة والسلام فتبتعد عن الحرام قليله وكثيره فلا تمس طيبا لا قليلا ولا كثيرا عند خروجها من بيتها
فالمسلمة الصادقة إذا سمعت بهذه الأدلة في النهي عن استعمال الطيب اقشعر جلدها وخافت أن تقع في أمر حرام عليها فهذا الوعيد شديد ولا يحتاج المسلم والمسلمة إلى ما يقنعه أكثر من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والله أعلم
فهذه نصيحة مختصرة لعل الله أن ينفعنا بها
نسأل الله أن يوفقنا جميعا إلى ما يحب ويرضى.
أبو رواحة خالد الشارحي
17 ربيع الأول 1446ه
مطار جدة