استوقفتني آية في سورة الأنعام:
﴿قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ﴾.
أتعَجبُ مِن الذين يدعون اللَّهَ أن يُنجيهم من كربٍ أو همٍّ، ثُمَّ ينسون فضل اللَّهِ عليهم بعد المُناجاة!
يا صاحِبي، كم مرةً دعوتَ اللَّهَ فيها أن يُنجيك رغم أنَّك لا تعبده حقَّ عِبادتِه؛ فَنَجَّاكَ فورَ دُعائك، ثُمَّ بَعدها لا تؤدِّي الصلاةَ في خُشوعٍ، ولا تُعطي السجودَ حقَّه، ولا تُصلِحُ حالَكَ مع اللَّه؟
كم مرة كُنتَ غريقًا في مُشكلةٍ؛ فنجَّاكَ مِنها بلُطفِه؟
كم مرةً كانَ يعتريكَ فيها الخَوفُ فيُطَمْئِنُكَ؟
يا صاحِبي، أفِق!
لا تكُن مِن الذين نَسُوا اللَّهَ فأنساهم أنفسهم، واعبُدِ اللَّهَ حقَّ عِبادتِه.
أَفِق، ولا تكُن من الَّذينَ نجَّاهم اللَّهُ مِنْ ظُلماتِ البَرِّ والبحرِ، وقَالُوا إنِّهم سيشكرونَ اللَّهَ، وبعدَ أن أنجَاهُم أشركوا باللَّه.
أُعيذُ قلبكَ الصَّادق مِن أن يكون مِن الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا.