روايات ظِل السحاب @zilalsahab Channel on Telegram

روايات ظِل السحاب

@zilalsahab


صفحتي على المنتدى: https://www.rewity.com/forum/t487391.html

تويتر :S115b115@
رواياتي مكتمله:📝
معضلة في شمال الطائف.
قيد الكتابه:✍️
شيءٌ من الرحيل وبعضٌ من الحنين

روايات ظِل السحاب (Arabic)

تعتبر قناة "روايات ظِل السحاب" على تطبيق تليجرام واحة لعشاق القراءة والأدب. تقدم القناة مجموعة متنوعة من الروايات والقصص المثيرة التي تأسر القلوب وتبهج العقول. إذا كنت تبحث عن مصدر للتسلية والاستمتاع بأحداث مشوقة وشخصيات مميزة، فإن هذه القناة هي المكان المناسب لك. ففي "روايات ظِل السحاب"، ستجد قصصاً مشوقة تأخذك في رحلة ساحرة من الخيال والتشويق

من هم متابعو القناة؟ إنهم عشاق القراءة والأدب الذين يبحثون عن مصدر للإلهام والتسلية. يقدر هؤلاء الأشخاص قيمة الكلمة المكتوبة ويستمتعون باكتشاف عوالم جديدة من خلال الروايات والقصص. يجمعهم حبهم للأدب والاستمتاع بأوقاتهم وهم يتبضعون في عوالم الخيال والتشويق

ماذا تقدم القناة؟ تقدم القناة مجموعة واسعة من الروايات والقصص المثيرة التي تجذب القارئ وتبقيه مشدوهاً حتى آخر صفحة. ستجد في هذه القناة قصصاً من مختلف الأنواع والأجناس، مما يضمن لك تجربة قراءة متنوعة وممتعة. سواء كنت تفضل الرومانسية، الإثارة، الخيال العلمي أو أي نوع آخر، فإن "روايات ظِل السحاب" تلبي كل اهتماماتك الأدبية

باختصار، إذا كنت تبحث عن مكان يجمع بين الإثارة والتشويق وبين جمالية اللغة والأسلوب، فإن قناة "روايات ظِل السحاب" هي الخيار الأمثل لك. انضم إلينا اليوم واستمتع بأفضل الروايات والقصص الممتعة التي ستثري عالمك الأدبي وتأخذك في رحلة لا تُنسى.

روايات ظِل السحاب

20 Sep, 13:30


السلام عليكم و رحمة الله
كيفكم أن شاء الله أنكم بخير و صحة و عافية أنتم و من تحبون
اخ يا بنات مدري من وين ابدأ ولا وش أقول لكن مرت علي شهور كان التعب النفسي فيها لا يطاق أول شهر من الغياب كان عارض صحي تعرضت له غريب لكنه زال والحمدلله و تبعته شهور عانت فيها عائلتي نفسياً و كانت خاتمة هذا التعب شيء عارفينه كلنا لكن ما تمنيناه و كان دعائنا موحد بأن لا يحدث ولكنه حدث و الحمدلله على كل حال
و الله يرحم جدتي و يغفر لها و يجعل ما أصابها تكفير لذنوبها و يجازيها عن الحسنات إحسانا وعن السيئات عفو و غفرانا
حبيبة قلبي هي صبرت على أمراض كثيرة من سنوات و سنوات و أخر أربع سنوات صابتها أمراض لو نزلت على جسد شخص في عز شبابة و قوته لهدت حيلة كيف وهي سيدة تجاوزت الثمانون عاماً الله ينزلها منزلة الصابرين و يغفر لها
وحتى بعد وفاتها من كم شهر لكن أنا و كثير من أهلي ما تجاوزنا هذي الفاجعة و أعرف أني ما راح اتجاوزها بسهولة
أدري ابطيت عليكم و لا تظنون ما كنتم على البال لا والله الا أفكر فيكم و حاولت كم مرة أكتب لكن كل حاجه بهتت في عيني
و مع كذا أنا ما راح اوقف للحين فيني شغف للكتابة و للحين ابغى انهي هذي الرواية معكم و للحين عندي قصص كثيييير ابغى أكتبها و أشاركها معكم لكن أبغى منكم شوية صبر
ما راح أقفل القناة و بيكون لي رجعة لكم بأذن الله
وكل وحده سألت عني هنا أو أرسلت خاص تعذرني ما قدرت ارد
دعواتكم لي و لعائلتي بالجبر و الصبر

روايات ظِل السحاب

26 Apr, 11:22


مساء الخير على الجميع
الفصل التاسع و الأربعون الجزء الثاني
سيطرح مساء يوم الأحد بأذن الله
( ما أخترت العنوان للحين 🙂)

روايات ظِل السحاب

11 Apr, 02:00


صباح الخير
كل عام و أنتم بخير و من العايدين
عسى ليلة و صباح العيد كانوا حلوين ..
انا صباحه جميل اما ليلته لا لأن ولدي و بكري و قرة عيني قرر انه يعطيني عيديه مميزة جداً محد سبقه لها و كسر جهازي 😌
نعم فعلها الطفل المؤدب 🥺
اخ بس .. ودي أفضفض بس مدري وش بقول المهم أن الجهاز ينتظر طير شلوى يأخذه لأقرب مصلح و بهذا الوقت انا بحاول أكتب بالجوال أن ضبطت كان بها ما ضبطت ننتظر شويتين ( ما يضر صح قولوا أيه )

روايات ظِل السحاب

04 Apr, 04:14


سماهر بحزم : خلي عنتس الخبال هذا .. ثم الطلاق مب سهل صح مو قاطعة يدتس بس
بعد هالبرود يخوف .
نظرت لوالدتها : ابشري بس اتغدى و اسكت هالمعده اعطيتس وصلة نياح و عويل
اصك فيها بنات الجاهلية عشرة صفر .
أمسكت برأسها : مره ما فيتس طب .
جيداء بعدم اهتمام : الطب للوجعانين أما أنا صاحية و متعافية الحمدلله .. ما قلتي لي تبغين
السلطة مفرومة ولا خشنة ؟ ولا ليه انشد بسوي الثنتين مبطيه ما تفننت بالكبسات .


----------------


طوال رحلتهم من الطائف للدمام كان يلتزم الصمت ثم حين وصلوا لوجهتهم انطلقوا
لوجهتهم الأخرى .. في الجبيل استأجروا مكان ليضعوا حقائبهم و يبدلوا ملابسهم
قبل أن يتجهوا لمنزل عثمان لتقديم العزاء .
و أمام المنزل كان يجلس في مقعد المعاون لا يأتي بأي حركة فقط عيناه معلقة بالباب
المشرع فيدخل من رجال و يخرج أخرون .
طرق هذال على نافذته ليفتح الباب فيقول له : علامك ؟
تنهد لفاء : ما ودي أدخل و أنا أعرف بأي حال بلقاه .
نظر هذال لباب المنزل : تعوذ من ابليس و حول عيب وقفتنا هنا .
ترجل ليتبعه البقية .
في الداخل كان يقف في أخر الصف بعد عثمان و أبنائه ليتلقى التعزية حين تفاجئ بدخوله
.. نعم كان متأكد بأن أبناء عمه سيأتون لتقديم التعزية ولكن هو لا .
حين اتى دورة ليعزيه شد على عضده و همس : خلك شديد على الحزن و أنا عمك .
تنهد سعود و جاراه بالهمس : لا والله مالي شدة .. الا قسم ظهري .
ابتعد مجبراً حتى يترك المجال لغيره و قلبه يحترق ود لو أخرجه من هذا المكان لأرض
خالية حتى ينشرح صدره .
لم يطيلوا البقاء فقط صلوا العصر معهم ثم خرجوا ليلحق بهم سعود و يسلم
مفتاح منزلة لعمه : بيتي هذا هو ارتاحوا فيه .
أعاد له لفاء المفتاح : لا والله دبرنا عمرنا .. و بيتك و أنا عمك أعرف بلقاه خالي يروع .
أعاد وضع المفتاح في كفه من جديد : ما والله تبات فالفنادق و بيت ابناخيك هنا .. ثم بيتي
مب خالي .. الله يجعل خالتي للجنة قامت فيه .
لفاء بإصرار : ما أقدر وأنا عمك .. لو داري أن لك بيت جنبهم ما طلعت من مجلسهم بدري
.. خلني اروح ارتاح معد اتحمل المشاوير و الطيارات .
وقف في صمت ينظر لهم حتى غادروا ليعود للداخل .. لم يكن هناك الكثير من الأشخاص
فالأغلب قدم العزاء في المقبرة وخلال الساعات الماضية .
..
دخل لفاء لينزع غترته قائلاً : انا بنام و صحوني لصلاة المغرب .
دخل و اغلق الباب خلفه ليخرج هاتفه و يستمع للرسالة الصوتية التي وصلته منذ ساعتين
تقريباً ولكنه لم يجد الفرصة ليسمعها .. حين انتهت القى الهاتف على جانب السرير متمتماً
: صبراً جميلاً والله المستعان .. الولد هذا يبغاني اقضي عليه بيدي .
ما أن يعُدوا بالغد يجب أن يذهب لسمية و يأخذ ما تحتفظ به حتى يُنهي الأمر و يضمن أن
لا احد قادر على فتح الدفاتر القديمة و أن تتجرأ أحدهم على فعلها فلا يكون هناك دليل
قوي بحوزته .
..
في الصالة كان الصمت سيد الموقف حتى كسره عياش بملل : هاه يا سهاج عساك
مب معود مع دربك .
انزل هاتفه وقال بهدوء : مير معد عندي دروب .
نظر له فيصل بشك بينما والده تنهد : زين .
حك عياش عنقه : ما فهمت وضح لي .
نظر لعياش بملل : ولا اظنك تفهم .
أشار على سهاج ببرود : هذا ناوي هوشة واضح .
لوح عبدالله بكفه : بس خلاص أهجدوا فكونا منكم .
حاتم مغرداً خارج السرب : طيب اطلبوا لنا غداء ترا على لحم بطني من الصبح .
نظر له الجميع بضيق ليرفع كفيه : ابشروا الحين افطس من الجوع و اريحكم .
نهض هذال : الولد صادق .. و ترا شايبكم بعد قعد بدون غداء .
تبعه عبدالله : يسد جوعه بأي شيء لين شوي الليل .. أبوي أعرفه ماهو مدور العيشة
الحين .
حين دخلوا للغرفة بسريرين منفصلين أشار له هذال : وش يقصد ولدك ؟
نزع عبدالله شماغه ثم ثوبه و دخل لفراشة : علمي علمك .. شوي أخذ علومه لا صرنا
لحالنا .. أنت ما واجهت جيداء .
حرك راسه نافياً : لا والله بس سلام على السريع و مشيت .
تنهد عبدالله بتعب و النعاس بدأ يداهمه : الله يصلح حالهم .
هذال بتفكير : تهقى طلقها .
فتح عبدالله عينيه و نظر له بضيق : يا هذال فكني منك خلني ارتاح .. ثم لو طلقها كان
جاء و علمني .
لوح بكفه : أجل أنت قعدت معه .. على كلامك لي فالمطار دخلت البيت و علمك فيصل
أنه جاء .
سحب اللحاف ليغطي رأسه فيخرج صوته مكتوم : اعتقني خلني أنام جسمي كله متكسر ..
و منهد حيلي لا تقضي علي بظنونك .
استلقى هذال : أن شاء الله انها بس ظنون .
.
.
انتهت الجزئية

روايات ظِل السحاب

04 Apr, 04:14


ثم أختفى الدفئ وضاقت الأرض اليوم حتى باتت لّحد فقط .
..
الجبيل اليوم
جلس على الرصيف قرب المغسلة و تنهد محاولاً تنظيم تنفسه الذي فقد وتيرته منذ ساعات
الصباح الأولى ..
اسند رأسه لقبضتيه بينما سمعه يلتقط شهقات خالد أصغر أبناء خالته الذكور و البقية حولة
دموعهم تنزل في صمت .. أما عثمان فكان ينظر للباب أمامه في صمت ينتظر الأذن حتى
يودع رفيقة عمرة و أم أبنائه .
وعلى الجانب الأخر يقف أزواج بنات خالته و بعض الأقارب و الجيران .
ورد اتصال لعثمان فأجاب سريعاً قبل أن يُشير لهم : يلا ندخل .
حينها زاد نحيب خالد بينما أخوته يحاولون رفعه ليقف على رجلية .
لحق هو بهم و اتخذ ابعد نقطة بينما عثمان و أبنائه يحيطون بها .. الجميع يودعها بالدموع
وطال وداعهم لها حتى قال عثمان بحزم حين ارتفع صوت أذان الظهر : خلاص خلوا سعود
يودعها .
حينها دون شعور حرك رأسه رافضاً .. ليس الوداع فهو قد اعتاد على إعطاء جبينها قبلات
الوداع و لطالما لوحت لها كفيه .. ولكنه يرفض فكرة أن هذا هو الوداع الأخير ..
قبض عثمان على معصمه قائلاً : يلا يا سعود .
تقدم ليلمحها بحله البياض فتنهمر دموعة بغزارة لينحني و يحتضن جسدها فيجزع جسده
الذي اعتاد أن تبادله العناق بل هي اول البادئين به دوماً .. ثم ينهال على جبينها بعشرات
القبلات .. فأصبح حاله من حالهم لم يبعده عنها سوا عثمان مذكرهم بالصلاة .
ومنذ ابتعاده عنها و حتى حملها على كتفه ثم نثر التراب داخل قبرها و بدنه يرتجف ..
وكأنه مذهول لأنها لم ترد له العناق الذي اعتاد عليه .
فأصبحت كل ذرة تكونه ترجوها .. أنهضي و ردي لي العناق .. ليس هذا من شيمك .
أنهضي ولا تتركي اليتم يُكمل صفحاته بكتابة قصتي .. أنهضي لا تتركي الفقد يُكتب علي
جمعاً لا فراداً .


----------------


سكبت الماء على قدميها وهي تتوضأ ثم تنهدت .. لا تجد وصف واضح لما تشعر به
و كأن ما بداخلها عبارة عن فراغ فقط ..
سكبت الماء على قدميها و أخذت تنظر له في صمت ثم تنهدت .. لا تعلم ما هو الوصف
الدقيق لما تشعر به .. ولكنها تعلم بأن الفراغ يسيطر عليها .. أو ربما البرود .. و ربما
الراحة التي نسيت كيف هي منذ أتت للمنابر .
سمعت طرق والدتها على باب الحمام : جيداء لا يكون تتروشين ؟ أنا بتوضأ .
أغلقت الصنبور و خرجت : معليش طولت .
تخطت والدتها لتدخل للمجلس و ترتدي عبايتها لتصلي الظهر .. هي لم تغادر هذا المكان
حتى سمعت صوت الأذان .. اتى هذال و غادر مسرعاً بعد أن دخل لغرفة ليلى ..
فعلمت لاحقاً أن خالة سعود قد توفت .. حينها اسرت في نفسها مسكين هذا الرجل ..
بداية العام فقد عمته و قبل أن ينتصف ذهبت خالته .
هذا الحدث جعلها تفكر هل من بدأت سنواته الأولى بالفقد يُحكم عليه أن يتجرعه للأبد ..
او أن يعيش في شتات دائم .
بعد أن انتهت من الصلاة شعرت بدوار حاد و ألم في معدتها لتتذكر بأنها لم تتناول
أي وجبة بعد فطور الأمس .. كشرت بضيق وهي تتمتم : عشانه ناوي الطلاق تركني بدون
أكل .. مستخسر فيني حتى ابسط حقوق البشر .
ذهبت للمطبخ لتعد الغداء حينها دخلت والدتها و الدهشة تعلو ملامحها : وش تسوين .
لوحت بالسكين : غدانا بس اللحم جامد شكلنا مب متغدين الا 2 و عليها ولا تبغين اسويه
بقدر الضغط .
لم تُجيبها و اطالت النظر لها صامته لتعود جيداء للتقطيع : أنا أقول قدر الضغط ازين الجوع
ذابحني و أنتم ناس ريضين شكلكم ملغين وجبه الغداء .
سماهر بهدوء : اتركيه انا اسويه .
تركت السكين على لوح التقطيع و اخذت تبحث عن الإناء الذي تريده : لا والله مو تاركته ..
مو باقي الا اتخدم فيتس وانا قاعدة كذا لا شغل ولا مشغلة .
خرجت و تركتها لما تفعل .. ربما أخطأت بنقل الخبر لها .. هل كان يجب عليها تغيير صيغة
الحديث ؟
جلست على عتبه غرفتها ولفت الوشاح حول كتفيها جيداً تستمع لصوت تحركاتها في المطبخ
قبل أن تفوح رائحة الطعام .
تركت مكانها ما أن سمعت صوت هاتفها يرن داخل الغرفة فأسرعت لتجيب : هلا يمه .
عائشة : جعلني فدا يمه من فمتس .. ما ودتس تمريني تتغدين معي .
زمت شفتيها بخجل قبل أن تقول : جيداء عندي .
سمعت صوت تنهيدة والدتها و تبعها قولها : مرني سهاج مير ما علمني أنها رجعت ..
أجل خليتس معها .. مير بنشدتس ليلى كيفها .
نظرت لباب غرفتها : مدري والله .. ما قالت شيء وهي واضح متأثرة .
عائشة بحزن : مر عليها حزنً أقوى من هذا مير انتبهي لها ترا قلبها رهيف .
سماهر : ابشري .
أغلقت والدتها الاتصال لتعود هي للمطبخ متحججة بإعداد الشاي بينما هي تريد مراقبتها
تخشى أن تكون هذه صدمة وحين تزول تأتي أبنتها بمصيبة .
حين حملت جيداء السكين لتقطع الخضار و تعد السلطة اقتربت منها : عطيني أنا بسويها .
حركت رأسها نافية و قالت بهدوء : لا و خليني يمه اشوف شغلي .. يعني أكيد ما راح انهبل
و اقطع معصمي عشان الرجال طلقني بعد ما أنا تركت بيته و طلبت الطلاق .

روايات ظِل السحاب

04 Apr, 04:14


و الحرمة لو أنها ما تخاف الله كان ما جابت لك ابناخيك لين باب بيتك و وش لقت منك
سنين و أنت تقطع الدرب عليها لا تشوفه و لو ما زوجها جاء لبيتي كان ما درينا عنهم .
لفاء بحزم : ماني معطيهم ابناخي لو تنطبق السماء على الأرض .
اقترب ليقف على الباب ليلمح عمته تلوح بكفها : هذي هينة عبدالله يوديه لهم و يرده ..
ولا ما تستأمن ولدك عليه بعد .
عبدالله : اوديه و اقعد هناك أسبوع كامل ثم نعود أنا وياه .
لفاء بذهول : وش أسبوعة ! أنتم صاحين .
حينها تدخل هذال : أنا أقول أسبوع زين و خلونا ننهي الموضوع .. تراها لو اشتكت علينا
حكم لها الشيخ .. هي خالته لا تنسى .
عم الصمت المكان حين أشار لهم عبدالرحمن بعينية ما أن لمح جسم سعود الصغير لينظر له
لفاء بغضب : أنت تجسس علينا .
حرك رأسه نافياً : لا عمتي قالت لي اجيكم .
اشارت له العاتي ليتقدم منها : تعال ولا عليك من هروجة .. شفت عمك هذا لا عصب اسفهه
سو نفسك ما تسمع .
اجلسته بجوارها لتخرج من الأكياس قرب قدميها علبة من البلاستك مليئة بالحلوى و تضعها
في حجرة : دوك .. رحت السوق اليوم وجبت لك كل حاجة تحبها .
نظر للعلبة في صمت لتمد كفها و تفتحها ثم تخرج له واحدة لتزيل عنها الغلاف و تمدها
لفمه : أكل و أنا عمتك و أسمعني .
مضغ الحلوى ببطء وهي تمسح على رأسه و تحدثه : تذكر يوم تقول لي .. ليه ما عندي
خوال مثل فيصل و عياش .
هز رأسه بالإيجاب لتكمل : و أنا قلت لك عندك مير راحوا بعيد .. ها تراهم رجعوا و
يبغون يشوفونك .
نظر لعمه في صمت لينزل لفاء رأسه فتكمل العاتي : و عبدالله بيوديك لها .
عقد حاجبيه : لها ؟ هم مب واجد .
ضحكت : والله مالك حيلة .. العم واحد و الحين الخالة وحدة .
انزل علبة الحلوى في مكانة بعد أن نهض : ما ابغى .
حلت الصدمة على الجميع فصمتوا الا عبدالله الذي أقترب منه : ليه ؟ هذي خالتك مثل
أمك .. حرام ما تقابلها و هي تبغى تشوفك .
رفع كتفيه : عادي عياش يقول أنتم عندكم خالة بس ما تروحون لها .
نظر هذال لعبدالرحمن وقال : تعرف كيف تكوي لسانة ؟
حك عبدالرحمن عنقه في صمت بينما عبدالله تنهد : ايه عندنا خالة بس من قال ما
نروح لها .. مو أنا كل جمعة أودي أمي لبيت جدي حامد .. هناك أشوف خالتي .
زم شفتيه بعدم رضا بعد أن وجد نفسه في موقف صعب لتعود العاتي لتمسح على رأسه
: يا وليدي .. أنت تبغى الجنة ؟
سعود بسرعة : ايه .. الشيطان فالنار ما ابغى اشوفه .
ضربت كفيها ببعض : أجل لازم توصل رحمك .. و خالتك مسكينة كانت مضيعة بيت
عمك و كملها تدور علينا لين لقتنا .. و زوجها يقول تبكي ليل نهار تبغى تشوف سعود ..
حرام يا وليدي تتركها تبكي .
تعلم من أين تؤكل الكتف وهذا الفتى يكره أن يكون سبباً في بكاء أحد .. ولكنه كان في
حيرة من امره و هو يتخيل امرأة غريبة و مكان لا يعرفه .. بالطبع لديها أشخاص
يحيطون بها و جميعهم غرباء بالنسبة له .. تركهم خلفه و عاد للمنزل ليختبئ تحت
لحافة .
..
بعد عدة أيام في الجبيل
فتح له المدعو عثمان الباب و تركه ليدخل لتشير له عمته العاتي : هذا الشيخ سعود
اللي مشاني أنا و بنيخي على مزاجه .
وقفت امرأة غريبة بالنسبة له و أقبلت نحوه بينما هو مركز على لون فستانها الأحمر
بقماشه المخملي .. هي كعمته العاتي تحب القماش هذا ايضاً .. جلست على ركبتيها
أمامه لتحتضنه و تجهش بالبكاء : يا عمري صاير رجال .
ثم تبعده بعد لحظات طويلة من العناق لتغمر وجهه بقبلاتها وهي تحدثه بين القبلة و الأخرى
: سعودي .. يا روحي .. والله كبرت .. يا قهري راحت هالسنين ما تهنيت فيها بشوفتك .
ثم نظرت للعاتي خلفها : شفتيه يا خاله .. صاير رجال .
هزت العاتي رأسها في صمت لتعود هي و تحتضنه من جديد ثم تحمله لتجلسه بجوارها
: أنت أكيد ما تذكر بس أنا أذكر كل شيء .. و عندي لك أشياء حلوة تجنن مثل وجهك
جمعتها لك بغرفتك .. و عثمان سوا لك مرجوحه فالحديقة .
نظر لعمته العاتي : عندي غرفة و عندي مرجيحه .
احتضنته خالته : تستاهل قصور و ملاهي تكتب باسمك .
في زياراته الأولى لم يكن يشعُر بالراحة ابداً .. ولكن مع مرور الوقت تقلص عدد مرافيقة
.. بعد أن كان يأخذ عبدالله و عبدالرحمن و عمته معه أصبح يذهب برفقة عبدالله وحدة ..
و بعد أن كانت الزيارة لأسبوع أصبحت شهر بأكمله ثم شهرين من العطلة الصيفية ..
ثم عطلة منتصف العام الدراسي و شهرين من العطلة الصيفية .. و حين التحق بالجامعة
كانت عطلة نهاية الأسبوع من نصيبها .
و بعد تخرجه تملك بيت في الحي الذي تسكن فيه ليصبح جارها الذي ما أن يعبر بسيارته
في شارع الحي و يلمحها بين جاراتها يوقف مركبته و يترجل ملوحاً بكفه منادياً عليها
لتفتح له ذراعيها .
على الرغم بأن عائشة لم تبخل عليه يوماً بأمومتها الا أن لهذه المرأة أمومة مختلفة ..
لها رائحة تملأ صدرة بالدفئ .. و لها كف حين تعبر فوق رأسه و كتفيه تزيح الهم ..
لها حضن و كأنه الأرض بكل رحابتها .

روايات ظِل السحاب

04 Apr, 04:14


الفصل التاسع و الأربعون
الجزء الأول
.
.
( قصة عن اليتم )
.
قبل سنوات و سنوات
نزع قفازيه و جلس على الأرض ليلعب بالتراب المختلط بالعشب و برفقته مجموعة
من الأطفال .. كانت أعدادهم تتناقص بشكل تدريجي كلما مضي الوقت و هناك جملتين
هي السبب ( تعالي أبوي يبغاتس .. أمي تقول تعالوا بسرعة )
والان لم يتبقى معه سوا أطفال العائلة .. و ها هي خلود تنهار بالبكاء بعد أن لطخ
عياش فستانها الجديد بالطين فما كان من فيصل الا أن رد عليه بالمثل و أصبحت
بدلته الشتوية في حال يرثى لها ليدور شجار بينهما بكفوف صغيرة ممتلئة بالطين
و تلك الأميرة يرتفع صوت بكائها حتى حضر سهاج ليرفعها عن الأرض و ينظر لعياش
بغضب : أن ضربتها مرة ثانية كسرت يدك يا الدلوع .
ثم وجه حديثة لأخيه : تعال فيصل أمي تبغاكم .
ثم شملهم جميعاً بحديثه : و أنتم يلا على البيت ترا بيجي مطر و يأخذكم السيل .
جلس عياش بتمرد و شجاعة مزيفة : السيل ما يأخذنا اذا صرنا عند البيت .
رفع سهاج كتفيه : كيفك .. بس اذا جاكم بيأخذكم للوادي و فالليل بتتعشاكم الذيابة .
ثم رحل لينظر عياش لسعود و يلوح بكفه و ينطق بما يخالف ما يكنه في صدرة : ترا
كذاب لا تصدقه .. سهاج كذووووب .
مسح سعود بكفيه على قماش ثوبة و نهض : عمتي العاتي تقول الجنون يطلعون فالمغرب
و تدخل بالورعان .
حينها مر جسم عياش بجنبه في لمح البصر ليتبعه هو فوراً و بدنة يقشعر و كأن أحد ما
يركض خلفه و على و يوشك أن يمسك به .
حينها أرتفع صوت الأذان ليغير طريقة و يتجه لمواقف السيارات حين يقف نزال
و عمه ذاهبان للصلاة .. ليهطل المطر وهم في طريقهم للمسجد .
خرج من المسجد بعد صلاة المغرب و الأرض مبتلة بفعل المطر فلم يجد مكان يختبئ فيه
عن البرد سوا فروة عمة الذي احتضنه غاضباً : كم مرة علمتك لا تطلع من غير لحافك .
شد بقبضته على طرف الفروة ولم يهتم لتوبيخ عمة فعيناه مفتونة ببقايا الماء على سطح
الأرض وكل تفكيره ينصب على وقت توقف المطر .. يتمنى أن يتوقف قريباً حتى يلعب
في الماء صباح الغد بما أنه إجازة .
حمله عمة للسيارة و عادا للمنزل .. في المجلس كان يتلقى توبيخ أخر و السبب دخوله للمسجد
بملابس متسخة .
زم شفتيه وهو يتأمل ثوبة الأسود الذي ملئته الأتربة ثم رفع نظرة لعمة قائلاً : ترا أنا رجال
مو بنت لازم اقعد نظيف طول الوقت .
تلقى ضربة خفيفة بعض الشيء على كتفه و لفاء يصرخ به : النظافة من الأيمان .. و بيوت الله
ما ندخلها بوصخنا .. مير دواك عندي .. شوف من بيفتح لك الباب عشان تربص فالسيول .
شهق وكأن روحه ستغادره : خلاص توبه .
أشار له عمه : ها روح غير ملابسك و تدفا زين .. و يا ويلك يا سعود أن جيتني من غير
شرابات .
مشى للمنزل يضرب بقدمية الأرض غاضباً يكره الشراب يشعر وكأنه يخنقه و ليس قطعة
قماش على قدمية .
منذ مدة قصيرة اصبح يستحم لوحدة لذلك دخل للحمام خلسة و أغلقه ليستحم و لكنه حين
انتهى حاول فتح الباب فلم ينجح الأمر حينها قفز قلبه لحنجرته و أخذ يضرب الباب
بقبضته صارخاً : عمه .. عمه عائشة أفتحي لي .
خنقته العبرة بعد جملته هذه فلم يستطع أن يُكمل النداء فقط أكتفى بطرق الباب حتى سمع صوتها
الجزع خلف الباب : سعود بسم الله عليك .. أفتح الباب و أنا عمتك .
حرك رأسه نافياً : ما يفتح .
اخذت تحاول فتح الباب بعدة طرق و تهدئة الفتى خلف الباب حتى نجحت اخيراً وهي تقول
: سعود يا قلبي لف المنشفة على المفتاح و حركة .
وضع طرف منشفته على المفتاح و حاول تحريكه ليشهق بسعادة ما ان تحرك فعلاً و فتح
الباب لتدخل عائشة مسرعة و تحمله لغرفته و تحصنه بالأذكار و المعوذات بينما تحتضنه
حتى شعرت بأن خوفه قد زال حينها أبعدته لتنظر لعينية : يا قليبي ليه دخلت تتروش ولا
علمتني .
لم يجد جواب فرفع كتفيه أي لا أعلم لتنهض هي و تخرج له ملابسة : بسم الله عليك لا عاد
تعودها ولا تقفل الحمام .
تركت له ملابسة و غادرت حتى يرتديها ثم يلحق بها للمطبخ و يمسك بطرف ثوبها
: عمه لا تقولين لعمي .
تركت ما في يدها لتنزل لمستواه و تمسح على رأسه بينما هو ينظر لعينيها التي لا
يفارقها الحزن ابداً : بشرط .. توعدني معد تقفل الباب .
هز رأسه بقوة : وعد .
ابتسمت بحنان : ها البس القبع و روح للمجلس يمدي العاتي جات .
عاد راكضاً ليلتقط قبعة الصوف و يضعها على رأسه وهو يسرع نحو المجلس أن كانت
عمته هنا بالطبع ستجلب له الحلوى التي يحب .. لمعت عيناه بحماس حين لمح حذائها
على العتبة بين احذيتهم ولكن خطواته توقفت حين وصلته أصواتهم الغاضبة .
العاتي بغضب : أنت الحين ما تخاف ربك .
لفاء بغضب مشابه : الا أخافه .. و لأني أخافه ماني براد لها سعود لو تموت .. الولد
لنا حنا اللي نربيه ماهو بحاجه ناسً مثلهم .
العاتي : الا بحاجتهم .. هذي خالته و وصلها واجب عليه ولا أنت بتربي قاطع أرحام ؟

روايات ظِل السحاب

04 Apr, 04:14


السلام عليكم
صباح الخير على الجميع
جزئيتنا اليوم قصيره لعدة أسباب
الأول حزينة .. و الثاني الأمطار اللي للأن مستمرة و نفقد معها الكهرباء و تغطية شبكات الأتصال يعني ( باي باي كتابة )
قبل شوي طفى الكهرب قلت واضح مالهم نصيب فيها الصباح رغم اني تعمدت اخليه الصباح لأن الانقطاع اغلب الوقت بعد صلاة العشاء للفجر
مالكم بالطويلة دام جزئيتنا نتفه استلموها
و لنا موعد قريب بأذن الله

روايات ظِل السحاب

31 Mar, 02:23


و سماهر ماهي تاركه بنتها تعود لحالها وهي مب على ذمه رجال .
نظر للباب في صمت جزء من حديث والدته يحمل الصحة ولكن هل فعلها سهاج حقاً .
نهض يُريد أن يلحق به ولكنه واجه والدة الذي دخل للتو و وجهه مظلم ليقشعر بدنه و يقول
: الله يكفينا الشر .
تنهد عبدالله حين سمع جملة أبنه و قال : اه بس .. أن كان ما عندك شغل اليوم أرواحك
معنا للشرقية .
انقبض قلبه : سعود فيه شيء ؟
هز رأسه بالإيجاب : خالته توفت الله يرحمها و يرحم حاله .
.
.
عفى الله عن جوف به الحزن ما ينشاف
‏ يكن الضيق في صدره ولا جاب له طاري .
.
انتهى الفصل

روايات ظِل السحاب

31 Mar, 02:23


شدت قبضتها و قلبها يرتجف .. كانت تتمسك بخيط رفيع من الأمل و قطع الان .
دخل يحملها بين ذراعيه و اتجه للمجلس ليمددها هناك دون أن ينظر نحوها ثم يعود لعمته
و يقول : وصلت الأمانة ؟
هزت رأسها بالإيجاب ليُكمل : أجل أنتِ بعد وصلي أمانتي .
القى ما يُريد قولة ثم غادر لتدخل هي و تجلس قرب ابنتها تفك النقاب عن وجهها و تحرر
شعرها من طرحتها لتمسح عليه و نظرها يطوف على ملامحها بشوق كبير .. كيف
تحملتِ البعد يا صغيرة .. كيف صمد قلبك و أنا قلبي هُنا ينصهر .
رفعت نظرها لليلى التي وقفت أمام الباب تنظر باستغراب لجيداء النائمة ثم تذهب بنظرها
لسماهر التي نهضت لتمد عليها بحقيبة جيداء : خليها بغرفتس .
التقطتها : أبشري .
ولم تسأل عن شيء أخر بينما سماهر ذهبت لغرفتها لتاتي بوسادة و لحاف .. ثم تكمل
تأملها لأبنتها .
بعد ساعتين تحركت بثقل و فتحت عينيها ببطء لتنظر للسقف بعدم تركيز .. لحظات مرت
قبل أن تشعر بكف أحدهم تمسح على رأسها فترفع نظرها لتجد والدتها ما أن رأتها حتى
قفزت لتحتضنها ثم تبتعد لتتحسس وجهها بكفيها غير مصدقة قبل أن تنظر حولها باستغراب
: لحظة متى جيت ؟
سحبتها سماهر لحضنها و اخذت تمسح على رأسها : جابتس سهاج أولى .
عقدت حاجبيها وهي تفكر كيف لم تشعر بكل هذا بينما والدتها أكملت : عطاني أمانتي و حملني
أمانته .
صمتت ليس لشيء لكنها لا تستوعب كل ما يدور حولها هناك ثقل برأسها وكأن أحدهم قد
ربط صخرة عملاقة فوق جبينها .
ابعدتها سماهر لتمسك بعضديها : ما تبغين تسمعين أمانته .
شعرت وكأن ثعبان يتحرك في بطنها و أول ما تذكرته هو صمته قبل أن يدخل للغرفة و
يجمع اشيائه .. حركت رأسها بالنفي : لا ما ابغى .
شدت على عضديها أكثر : لكن أنا بقول .. ما أقدر على حمل الأمانة .. قال سلمي عليها
و قولي لها أنها طالق و خليها تسامحني و أنا ترا مسامحها .


---------------


صرخت بزينة التي تجلس أمام جهازها منذ ساعتين غير قادرة على أنجاز بحثها : الحين
اللي معتس عقل و لا نعال .
كشرت بضيق : وش أسوي هو صعب .
رفعت كفيها لوجه ابنتها : مالت عليتس .. على من طالعة هاه .. اخوانتس كلهم شاطرين
الغباء هذا ممن أخذته .. يا شيب عيني .. البارح رهف خلصته كله في ساعة .
و كأن والدتها قد فتحت لها نافذة الفرج بذكرها رهف : طيب خليني أروح لها تساعدني .
دخل فيصل على جملتها ليحرك كوب القهوة في كفه : معصي .. والله ما تروحين سنعي
عمرتس ولا أقعدي .. لمتى الاتكالية هذي بفهم .. بكرة لا دخلتي الجامعة من بيساعدتس ؟
بتروحين بعد لرهف ؟ اللي مّن على رهف بالعقل مّن عليتس بمثله .
رفعت حاجبيها : الله أكبر و أنا قايله بخليها تسويه عني قلت تساعدني .
سحب الجهاز ليميل شفتيه بسخرية حين وجدها لم تكتب سوا العنوان : حتى ملف وورد
ما تقدرين تكتبين ؟
نظرت لوالدتها : يمه شوفيه .. هذا درس برا و بيذلني .
لوحت بكفها : وهو صادق ليه تروحين لرهف ما بها زود عنتس .. سنعي عمرتس .
تأففت بضيق و عادت بنظرها لجهازها .. هي حتى لا تعلم كيف تكتب البحث و تكاد
تجن من ضغط والدتها .. ليس باليد حيله ستدعي أنها تكتب و حين تذهب لغرفتها سترسل
لرهف لتنقذها من هذا العذاب .
مرت الدقائق ثقيلة قبل أن تسمع صوت باب المنزل يغلق ثم يتبعه صوت سهاج : يا أهل
البيت .
قفزت مسرعة لتسلم عليه و سعادتها مضاعفة .. الان ستنشغل والدتها به ..
طوقها حين احتضنته و رفع حاجبيه : والله أن الحضن مو لله ولا هو شوق .
ابتعدت عنه هامسه : نصه شوق و الباقي خلني ساكته .
دخل للمجلس ملقياً السلام لتقول والدته : ما شاء الله أخيراً ذكرتنا .
تنهد وهو يقبل رأسها : ما نسيت يمه عشان أذكر و اعتقوني من العتاب .
تسللت زينة لتحمل اشيائها و تفر هاربة بينما هو جلس و نظر حوله : وين راحت اللي
قشتني أولى تقل ذابحها الشوق .
فيصل : هجت .. و اللي فيها مب شوق مير لقت احد يشغل امي عنها .
صمت لتقول والدته وهي تتأمل ملامحه : يقول ابوك أنك رايح للعمرة .
هز رأسه مؤكداً لتكمل : أجل ورا وجهك منقلب .. خبري اللي يعتمر ينشرح صدرة .
لوح بكفه : الحمدلله منشرح صدري .
نظرت حولها : و وين خويتك اللي اعتمرت معها .
تنهدت و نهض : في بيت أمها .. أنا بطلع أرتاح .
نهضت تنوي اللحاق به ثم غير رأيها و نظرت لفيصل مبتسمه : سمعت وش قال .
نظر لها مستغرباً سعادتها : ايه .. وش فيه ؟
ضربت كفيها ببعض : ما عودت لبيتها ولا رجعت معه .. راحت لبيت أمها .
ثم رفعت كفها و نظرت للأعلى : ربي يا كريم أن اللي في بالي صدق .
فيصل : وش اللي في بالتس .
جلست و سحبت ثلاجة القهوة : أني أفتكيت منها .. طست بنت مشعل الله لا يردها .
كشر بضيق : يمه أنتِ وين رحتي .. ترا قال في بيت أمها ما قال طلقتها .
لوحت بكفها : اسكت بس أنت وش يعرفك .. وش اللي بيردها لبيت أمها الا أنها طلعت
من ذمته ..

روايات ظِل السحاب

31 Mar, 02:23


سحبت نفس عميق تحاول ضبط أعصابها ثم أكملت طريقها وحين أصبحت في الخارج
نظرت لكفيها لتدرك بأنها لا تحمل هاتفها أو محفظتها .
عضت على شفتيها و هي تشتمه في سرها بئس الرجل أنت .. عادت أدراجها تحمل
أفكار جديدة و جوعها الذي لم تنجح بإزالته .

..

استحم سريعاً و ما أن خرج من الحمام سمع صوت إغلاق الباب ليبتسم بتشفي فهو لمح
كفيها الخاليتين سابقاً .. استلقى على فراشة و قرأ أذكاره .. فجأة بدأ يشعر أن نفسه قد
كرهت كل شيء .. كره الحب و الانتماءات و الانتظار .. كره رائحة التراب الرطب
و الوقوف بالحقول .
بين ليلة و ضحاها تملكته رغبة قوية بأن يفر من كل شيء .. يريد مكان خالي يأكل فيه
و يتعبد و ينام .. هذا جُل ما يرغب به .
أتى النوم سريعاً رحمة لعينية فلم يشعر بخطواتها في الصالة ولا جلوسها الطويل أمام
التلفاز حتى أرتفع صوت أذان الفجر ليفتح عينيه مذهولاً ثم ينظر للساعة يتأكد قبل
أن ينفض اللحاف و ينهض لا يصدق أنه نام هكذا و كأنه تم تخديره .
حين خرج من غرفته وجدها مرتديه عبايتها و مستعدة للنزول للحرم .. تبعته في صمت
يشكرها عليه .. فطاقة الحديث لدية لتشير للرقم صفر .

..

في المصعد أغمضت عينيها بقوة أصبحت بحاجة لقطرة مرطبة حتى تبعد تعب السهر عن
عينيها .. توقف المصعد فتبعته بخطوات ثقيلة و نظرها للأرض قبل أن تشهق حين أطبقت
كف قوية على معصمها و تبعها صوت سهاج الخافت رغم الغضب الذي يظهر فيه : أنتِ
مجنونة وين رايحة .
نظرت للذي كان يسير أمامها وقد ابتعد دون أن يشعر بها لتجده رجل غريب ..
عادت معه للمصعد وهي تهمس : أسفه ما كنت مركزة .
لم يعلق فعضت على شفتها السفلى بغيض .. هل كان يجب أن تعتذر له ؟ ما فائدة إظهار
الأخلاق الحميدة و اليوم هو يوم الفراق .
بعد صلاة الفجر كادت أن تغفو لشدة تعبها لولا أصوات النساء من حولها ..
سمعت صوت رسالة ففتحت هاتفها لتجدها من والدتها ( إذا للحين فالحرم أدعي الله يهدي
نفستس )
وهل كان سيفوتها شيءً كهذا .. ولكن رسالة والدتها كانت تذكير بوضعها أكثر من تنبيه للتذكر
نفسها بالدعاء .
بقيت في مكانها حتى اشرقت الشمس ليتصل بها فتعود معه وما أن وصلوا للجناح أخبرها
: جمعي أغراضتس بنمشي .
هزت رأسها بفهم و ذهبت لغرفتها في صمت قبل أن يوقفها حديثه : وش قررتي .
نظرت نحوه و رفعت كتفيها : مخي تبرمج على مهلة الأسبوع .
كانت السخرية واضحة في حديثها فهي تكسر مهلته كما فعل بمهلتها ثم بمهلته ..
ولكنه خالف توقعاتها بردة فعلة الهادئة وهو يدخل لغرفته بصمت لترفع حاجبيها و تتمتم
: وش ذا بعد .. أعوذ بالله من أفكار هالرجال .
جمعت اشيائها و لحقت به لينهي الحجز ثم يخبرها بأن تجلس و تنتظره قليلاً ريثما
يأتي بمركبته .. طال انتظارها حتى كادت أن تتصل به .. أن كان سيتأخر هكذا لما استعجل
بإنهاء الحجز لما لم يتركها بالأعلى حتى ينتهي .
نظرت لساعتها لتقول بذهول : الله ! نص ساعه ليه .. هذا وين طس .
رن هاتفها برقمه لتجيب : أنت وينك .
سهاج : أنا برا تعالي .
شدت قبضتها على الهاتف وهي تمشي مسرعة نحو البوابة فتجده واقفاً هناك .. و ما أن
أغلقت الباب قالت بضيق : أنت وين رحت .
رفع كوب القهوة الذي ابتاعه : شفت محل قهوة قريب و اشتهيتها و جبت لتس .
صمتت ناظرة للكوب بجوارها هل يتلاعب بها ؟ قبل قليل يسألها عن قرارها بالبقاء معه
او الرحيل و الان يبتاع لها القهوة .
رفعت الكوب لترتشف منه .. و ليست أي قهوة بل التي تفضلها .
كانت تتأمل السماء وهي ترتشف قهوتها .. كل شيء يبدو كئيب .. لا تنكر بأنها منذ البداية
تشعر بأن هذا الصباح غريب .. لم تحب شروق الشمس اليوم .. و رغم أن قهوتها لذيذة
الا أنها لم تستمتع بها .. و هي متعبة جداً لدرجة أنها بالكاد تقاوم النوم .. جفناها يثقلان
و تفقد السيطرة مهما حاولت طرد النعاس .
أنزلت الكوب و اراحت رأسها للخلف لتغط بالنوم حينها سرق النظر لها و تنهد .. لقد
اعطى المنوم مفعولاً بطيء بسبب القهوة .. تأفف بضيق وهو يعود بتركيزه على الطريق
.. لم يجد طريقة أخرى أكثر سلماً من هذه لأخذها للمنابر .
طوال الطريق كان هاتفه يرن ولكنه يتجاهله ليس بمزاج جيد للحديث مع أحد يكفيه هذا
الهم الذي يثقل قلبه .
توقف على جانب الطريق قُبيل دخوله المنابر ليفتح النافذة و يسحب نفسً عميق و يفك
ازره ثوبة العلوية .. يتحاشى النظر للتي تنام على المقعد بجواره بكل ما أوتي من قوة ..
نظم تنفسه مع الهواء البارد لعشر دقائق قبل أن يزفر بقوة .. هو سهاج لا يليق به التخاذل ..
أن قرر شيءً سينفذه بكل بساطة .
حرك مركبته و أتجه لمنزل هذال و لحسن حظة لم يجد مركبته بالخارج و كذلك الجيران ..
ترجل و أخذ حقيبتها ليطرق الباب فيأتيه صوت سماهر بعد لحظات : من ؟
اجابها : أنا سهاج .
فتحت الباب بسرعة ليدخل مخفضاً رأسه : درب يا ولد .
قبل رأسها ثم وضع الحقيبة في كفها : بروح أجيبها .

روايات ظِل السحاب

31 Mar, 02:23


لا يخفي أنها صدمته بل بان جلياً عليه : عشاني ؟ أن كانه عشاني لا توقفين أمورتس .. ماهي
سالفة أني طفشان منتس الا احب ما على قلبي شوفتتس يا هلي كلهم مير ما ابغى أوقف بوجه
نصيبتس .
حركت رأسها نافيه : مو عشانك .. الا عشاني .. هم فكروا بأنفسهم و فكروا فيك بس ما فكروا
فيني .
صمت لتكمل : أنا ابغى أبوي .. أنا فقدت كل شيء ثم جاب لي ربي العوض ليه ما يخلوني
اتهنى فيه .. أنا أبغى أصحي الصبح ازين لك قهوتك .. و بجلس معك على صحن الغداء
أسمع سوالفك .. ما شبعت منك ولا اظن روحي تشبع هي عادها جزعانة من اللي فقدته .
سحبها ليسند رأسها لكتفه و يقبل شعرها : مالي حق يوم ما رديته من حينها .. أمحق أبو ما
حس بضناه .
قبلت كتفه و ابتعدت لتنظر له : لا تقول كذا .. أعرف أنه لوى الهرج و حسسك أنك اللي
واقف في دربنا .. و متأكدة أنه هو اللي زن على سعود و أقنعه أنه يقدر يقنعك .
ابتسم ماسحاً على خدها : لا والله حقدت الشيخة .
لم تنفي شكه بل أكدته : أنا ما أحب التدخلات اللي على غير سنع .. و أدري ليه سوا كل
هالحركات .
رفع حاجبيه : ليه يا فطينة زمانها .
لوحت بكفها : من حياة جدتي الله يرحمها وهو يشتكي من روحاته و مقانيصة .. قال أدبسه
ببنت هذال ابوها ما يقدر على فراقها .. و ابناخيه يقعد مصاير لي .
ضحك وهو ينهض : والله تصير عليه .
حين وصل للباب نظر لها بهدوء : ولد نزال لا تهرجينه بالموضوع .. الرد يوصله له
لفاء .. ولا أسمع أنتس أرسلتي له زعلانه عشانه ما قعد على اتفاقكم .
لوحت بكفيها : لا ما راح ارسل له .
غادر الغرفة لتعض على شفتيها فهي حقاً كانت ستعاتبه لم أخل باتفاقهم .
..
جلس في المجلس و سحب الدلة ليسكب لنفسه من القهوة و يرتشفها على مهل .. هو ايضاً
لم يُفكر بها .. ربما لأنه خشي على قلبها من التعلق به كما تعلقت به والدته لذلك ابعد هذه
الفكرة عن باله .
تنهد و أنزل فنجانه بضيق و تمتم : ربي لا تفجعني فيها ولا تفجعها فيني .
رفع نظرة للتي دخلت و نظرها على الهاتف بين يديها ليعقد حاجبيه بضيق : طالعي قدام
لا تجين على وجهتس .
انزلت الهاتف و جلست : أعرف دربي .
حين كانت ستأخذ فنجانه لوح بكفه : بس تقهويت .
غيرت طريق كفها لتأخذ فنجان لنفسها .. لم تعد تستنكر مزاجه الغريب .. مزاج الخروج
ليس كمزاج العودة .. ولا شأن لها بهذا كله .. لديها هم أبنتها و هم الصداع الذي يفتك
برأسها بسبب اتخاذه من شعرها وسادة .
عم الصمت المكان سوا من صوت سكبها للقهوة بين الحين و الأخر حتى مال نحوها و
أخذ الدلة لجواره : أخذي لتس مسكن هذي ماهي بنافعتس .
ستعود لشاي إذا فالمسكن لم يدم مفعلوه سوا ساعة و نصف .
حين لم تعلق على فعله و سكبت الشاي علم بأن أمر عظيم يهمها .. حك عارضة بتفكير
هل يسألها ام يتركها لصمتها و صداعها .
قرر أن يسلك الطريق الملتوية قائلاً : تبغين أعلمتس باللي سولفنا عنه انا و جيداء .
نظرت له بهدوء : لا .
رفع حاجبيه : هذي ضيقه ولا عرفتي من ناسً ثانية .
رفعت كتفيها : لا هذي ولا ذي .
تنهد و استلقى يسند رأسه لطرف المركى : كيفتس .
عادت تنظر لهاتفها بقلق لم تصلها رسالة من سهاج ولا جيداء .. و الضيق قد أحكم قبضته
على صدرها .. تشعر بأن نهاية زواجهم قريبة .. جُل ما تتمناه أن ينقلب حال أبنتها من حالً
لحال و تعود لهنا مع زوجها بدل تركها مع حقائبها أمام الباب .

----------------



لم يطرق باب غرفتها ابداً منذ عادا من العمرة الثانية .. ولا هي ذهبت له او حتى حاولت
فتح باب للحوار .. نظرت للساعة في هاتفها فكانت تشير للحادية عشر مساءً ..
تجلس قرب النافذة منذ ساعتين تتأمل الحرم و جموع الطائفين ولا تجد فكرة واضحة تدور
في بالها .. تبدأ بحالها و في ثواني ينقلب التفكير لوالدتها ثم تجده يتجول في ساحة أفكارها
المشوشة و في النهاية يتبخر كل شيءً و تبقى عينيها معلقة بصحن الطواف في صمت
لتعود سلسلة الأفكار من جديد بعد عدة دقائق و يليها الصمت الغريب .
وضعت كفها على بطنها حين شعر بألم الجوع لتتذكر أن أخر وجبة تناولتها هي الإفطار ..
تركت النافذة و ارتدت عبايتها لتفتح باب غرفتها بحذر تبحث عنه ولم تجده .. توقفت خطواتها
أمام باب غرفته المشرع وهي خالية منه لتتنهد براحة .. ستنزل للأسفل و أن عاد ستخبره
بأنها لم تجده . مالت شفتيها بسخرية و كأنها لا تمتلك رقم هاتفه .
حين وصلت للباب فُتح و دخل هو لتتراجع خطوتين بينما نظراته المستغربة مصوبة نحوها
فأسرعت بالقول : كنت بطلع أكل .
ابتعد عن الباب ليترك لها حرية العبور وحين أصبحت في الخارج أخبرها : الأسبوع
كنسلته .
نظرته له بصدمة : وليه .
رفع كتفيه بهدوء : طويل .. ابغى الجواب بكرة .
ثم أغلق الباب ليتركها في صدمة جديدة ما أن زالت حل مكانها الغضب .. ها هو يتلاعب
بأفكارها و وسيلته الجديدة هي الضغط حتى تفقد تركيزها .

روايات ظِل السحاب

31 Mar, 02:23


ترتاحين و نرتاح لا عرفنا وش وجعتس .
تنهدت بعد أن انزلت فنجالها الذي تناولته من حفيدتها : مابي الا الكبر اللي دق عظامي ..
الصحة و الزين ما يدومون لأحد و هالناس أكثر لا غرها في دنياها الزين و صحة البدن .
وضعت كفها على كف أختها : ياوخيه تكفين لا تقعدين كذا .. خلينا نروح نتطمن .
نظرت لعائشة التي لا يخفى عليها حديث عينيها : بعض العلل مالها دوى وأنا أختتس ..
قلت لتس ما اشكي الا من الكبر اللي اضعف البدن و القلب .. لا عاد جسمي قوي متين ولا
قلبي هو الصبور الأولي .
عائشة بألم : تبغين أخلي سهاج يجيبها لتس .
هزت رأسها نافية : لا والله ليتها تسلم مني و منه .
حين وصل حديثهم لهذه النقطة اشارت نادية لأبنتها ليغادرن المجلس فتقول عائشة بضيق
: أنتِ ليه محملتها أكبر من حجمها .
تنهدت من جديد وكأن صدرها لم يعد به متسع لأنفاسها : حوفتس ما شفتي اللي شفته بعيونها ..
ما شفتي كسرة النفس و القلب .. عزي لها ضائعة حيروها بأمرها الله لا يحير مسلم .
عائشة : و تبغينا نتركها للضياع ينهش فيها
عائشة : و تبغينا نتركها للضياع ينهش فيها .
حركت رأسها نافيه : ايه نتركها لا نزيد على اللي فيها .. خلوها كود لا هدت نفسها و استقرت
أمورها تعود له .
حل الصمت للحظات قبل أن تعود فاطمة للحديث : تعرفيني ما أخاف من الموت أن شاء الله
أن اللي سويته بدنياي يكفيني ظلمة القبر و ينجيني من النار و رحمة ربي وسعت كل شيء
.. مير ما ابغى اخر عهدي بالدنيا قهر مثل ذيك السنين اللي راحت .. ما ابغى قهري على
مشعل تقيد ناره مرة ثانية .. لا شفت القهر و الوجع بعينها كني اشوفه بعينه .. أنا محدً
رحم قلبي من أول وكلن ينهش بلحم ورعي قدامي ومن وراي .. وشكل اللي جاهم ما
سدهم عودوا على بنته ينحروني بها .. محدً قال أم و أرحموا قلبها .. ولا أحدً جزع فيني
الا كل ما شافوني فتحو سيرته .. لا الولد بقى لي اتصبر به على هروجهم ولا هم كفو
أذاهم عني وعنه وهو بقبره .. كأنهم حالفين ما يبردون كبدي ابد .. و حسرتي عيت تخف .
كانت تنظر لها في صمت وهذه أول مرة تتحدث بها أختها عن أبنها أمامها .. كانت تلتزم
الصمت دوماً ولا تأتي بذكرة ابداً .. تذكر جابر ولكن مشعل لا تتحدث عنه .. هل فاض الألم
بقلب
و عبر ضلوعها ام أن عودة سماهر لها جعلت الأمر هين .
..
عند نادية
جلست على السرير بينما فاطمة كانت تتكئ على الباب وهي تحرك بصرها في أرجاء الغرفة
: أجل نمتم البارح هنا .
هزت رأسها بالإيجاب : ايه .
رفعت سبابتها و الوسطى : أنتم الأثنين .
سحبت الوسادة لتلقيها عليها : بس أنتِ الثانية ترا مو ناقصني .
رفعت كتفيها : وأنا وش قلت .. بعدين من الأول .
لوحت بكفها : محد .. و أنتِ تعالي أجلسي و علميني وجهتس علامه كذا رايح لونه .
جلست بجوارها : ذبحني التفكير .
نظرت لها بجزع : بسم الله وش صاير .
حكت حاجبها : دورتي تتأخر و كل ما سويت تحليل يطلع سلبي .. و اخر مره جات ثلاث
أيام و وقفت .. و حتى كانت غريبة .
عقدت حاجبيها : كيف غريبة .
ميلت شفتيها و هي تتذكر : مدري .. يعني ثلاث أيام بس حتى مو متصلة توقف الظهر ترجع
العصر و لا توقف الليل كله و ترجع قبل الفجر .
ربتت على كتف أبنتها : أجزي لتس موعد و أنا بروح معتس .
نظرت لوالدتها : فيه شيء ؟
حركت رأسها نافيه وهي تنهض : لا بس بتطمن عليتس وماله داعي زوجتس يروح معتس
عشان لا تأخذه الأفكار و توديه و فالنهاية تطلع لخبطة هرمونات من ضغوط ولا غيره .



---------------


نادى على الراعي : لا تهد البهم العصر لين أجيك .
ثم اتجه لمركبته و قادها على مهل بينما نظرة يذهب بين الحين و الأخر لقدمه .. جسمه هو
ما بقي له من العهد القديم لا يريد له أن يلحق بخسائره فيصبح كل شيءً غريب حتى هو
وليس فقط الأشخاص و الأماكن .. أوقف سيارته قرب المنزل و ترجل ليدخل .. بحث عنها في
المطبخ فلم يجدها ليتجه للغرفة فكانت تصلي الضحى .. أغلق الباب و تجاوز باب غرفة
والدته التي لم يدخلها منذ فترة و طرق باب غرفة ليلى ليدخل حين أذنت له .
أبتسم ما أن لمحها : مشغولة ؟
نهضت عن السرير قائلة : لا ولا فيه شيءً يشغلني عنك .
مسح على رأسها : لا خلا ولا عدم .
جلس على الأرض و ربت على المكان الفارغ بجواره : تعالي و أنا أبوتس فيه موضوع
بعلمتس فيه .
جلست حيث أشار و نظرت له باهتمام : سم .
أخرج مسبحته و حركها لتلف حول سبابته و الوسطى ثم حركها ليحرر أصبعيه : أبو عبدالله
كلمني البارح .
لم تعلق و كانت تنظر له بذات الأهتمام : يقول وش رأيك نقدم زواج سعود وليلى .
لم يظهر شيءً على ملامحها وهي تسأل : وش قلت له ؟
ميل شفتيه : قلت أنا خابر فيه أتفاق بينهم زواجهم بعد سنه .. قال لي ماله داعي المماطلة
خلها تروح لبيت زوجها و بنتك عند عينك ما من بعد .
عادت لتسأله : و وش قلت له ؟
رفع كفه : قلت الشور لليلى .
هزت رأسها بهدوء : زين .. وأنا ما ابغى .

روايات ظِل السحاب

31 Mar, 02:23


البنت و أخذتها خلاص وش تبغى زود .. ثم
أنا زواجك هذا بري منه مالي دخل فيه .
رفع حاجبيه بذهول : الله أكبر بري منه .. ليه هو ذنب ؟
لوح بكفه و الغضب قد تمكن منه : الحين أنت وش تبغى خلصني فقعت كبدي .
رفع كتفيه ببرود : ابد .. أن كانكم بتعجلون بزواج سعود حطيت زواجي معه .. مو كلنا أيتام
يعني عادي ما تفرق .
حين انهى جملته شعر بكف قويه تطبق على عضده ثم تنتشله من مكانة ليسحبه صاحبها للخارج
ثم يدفع به غاضباً : أهب الا .. أنت أنهبلت معد فيك عقل .
نظر لعمه بضيق : و أنت علامك علي ؟
ضرب نزال كفيه ببعض : البنت و أخذتها خلاص العجله وش تبغى فيها .. و الزواج
كيف تبغى نعجل فيه وهي وراها علاج .
مسح على شعره ثم جلس على الحاجز الحجري للزرع : أنا شايف خطة العلاج و اخر شهر
منها بتكون جلساته متباعدة بالحيل .. وانا اللي يقهرني يسعى للقريب و البعيد و انا رافع
يده عني .
تنهد نزال ثم جلس القرفصاء أمامه : إذا من البداية وقمت تحسس أجل بكرة لا جاك ورعان
و ما شفته يحبهم ولا يهتم لهم وش بتسوي ؟
أتسعت عيناه بذهول : ما يسويها .
فتح نزال كفيه : وليه ما يسويها ؟ ما تعرف أبوي و أطباعه ؟ هذا هو ليومك هذا ما سامح
سماهر ولا تقبل بنتها .. ليومك هذا مقهور من عمي نزال الله يرحمه كيف تزوج من برا
القبيلة و يكره ام سعود و هي بقبرها و من كرهه لها كره أختها .. سنين و سنين رشا قدام
عينه بعمره ما مسح على رأسها ولا تقبلها عشان موت أخوانها و علي الله يرحمه .
كشر بضيق : وهذا ليه تجيب سيرته .
عقد حاجبيه : الله من قل العقل .. أنا وين و أنت وين .
نهض و أكمل بحزم : أن كانك تظن الأيام بتنسيه ولا تهون عليه غيرك كان أعز و أغلى
.. غيرك كنا كلنا بكفه وهي بكفه ولليوم ما هو معتبرها بشر .. ومن هالحين أقول لك
دامك شايف الوضع كيفه أن كانك منت قد هالحمل أعتق رشا لا تضعف بكرة ثم تعود
عليها تلومها .
نهض هو الأخر و جاراه بحزمة : من عقب ما صارت على ذمتي والله ما يفرقني عنها
الا قبري .. و أن سبقتها للقبر علموها لو بيوم شالت بقلبها لي حب لو قد حبة الرمان
توصي قبرها جنب قبري .
نظر له وهو يبتعد بذهول حتى غاب عن عينيه ليبتسم بسخرية .. هذا التعلق لا يليق بصفاتك
يا عياش .. هذا الحب يتصادم مع كل أطباعك بشراسه .
عاد للداخل و جلس بصمت شارد الذهن حتى لامس عبدالله كتفه و همس له : أبوي يكلمك .
نظر لوالدة : لبيه .
لفاء بضيق : وين غدا المبلي .
ابتسم ولوح بكفه : طلع برا .
لفاء بذات الضيق : وش قال قبل يروح .
نظر لعبدالله أن انقذني فما يسأل عنه لن يسره ولكن عبدالله اشاح بوجهه بهدوء ليبقى
مجبرًا على النطق حين عاد والده سؤاله : وش قال ؟
سحب نفس سريع : زعلان و يقول يسعى للقريب و البعيد وانا أولى .
حرك كفه : وغيره ما اظن حلقه تطابق قبل لا يحذف له مصيبة .. هات علمني .
حك عنقه بتوتر و نطق بتردد : يقول ما يفرقه عنها الا الموت و أن راح قبلها يبغاها
توصي أن قبرها جنب قبره .
رفع عصاه و أشار على أسلحته المعلقة على الحائط : يبشر بها و أنا ولد عبدالله .. هي بتقضي
عليه مابها كلام مير والله أن تلحقه و أن تدفن قبله بأرض ماهي بحوله .
غادر المجلس تاركهم لصدمتهم و أجسادهم تقشعر مما حلف عليه .. اما هو فخرج من السور
و نظر للأعلى .. يوصي ذلك الحفيد وكأنه يعلم كما يعلم هو أن موته يعبر بين أصابعها .
يقسم أنه حين يأتي ذكرها يسمع صوت ابرتها تنغرز في كفنه وهي تحيكه له ..
تلك الفتاة أتت و جلبت الموت معها لأربعة أرواح .. و الخامس وافته المنية حين ارتبط بها
.. لا تطأ قدمها أرض الا وجلبت لأهلها الموت .. وعليه الان أن ينقذ حفيده .. ليس هناك
مستحيل .. متأكد بأنه أن لعب على وترٍ ما ستبتعد هي عن عياش .. ولكن أين هذا الوتر .


-------------------


فتحت الباب مرحبة : حي الله أم عبدالله .
عائشة : الله يحييتس و يبقيتس .
كانت تنظر للسلام الذي طال بين والدتها و خالتها وهن يتبادلن الأخبار حتى نظرت لها
والدتها : هذي شكلها ما تبغى تسلم علي .
فاطمة بابتسامة : أنتظرتسن تخلصن .
في غرفة الجلوس المخصصة للعائلة وجدت عائشة أختها تجلس على فراش قد جهز لها هنا
بعد أن أصرت نادية على وضعة : لا ما شاء الله مضبطة أمورتس .
ام جابر بضيق : ماهو أنا الا نادية شبت فيني النار غصب تفرشه .
عائشة بهدوء : زين ما سوت و جزاها الله ألف خير .
نادية : ابغى لها اللي يريحها مير مدري علامها عمتي اليوم صاحية ونفسها شاينة علي .
نظرت لها ام جابر بمودة : تشين عليهم كلهم ولا تشين عليتس وأنتِ أكثر من يعرف .. مير
هالأمور كلها مالها داعي تراكضون حولي و مهلكين أعمراكم و أنا ما فيني الا العافية .
نادية مستغله الفرصة : كانتس تبغين راحتنا طقي عباتتس و خلينا نروح للمستشفى .
لوحت بكفها اليسرى رافضة لتتدخل عائشة : أنتِ علامتس عييتي .. خليهم يسوون لتس
فحوصات ..

روايات ظِل السحاب

31 Mar, 02:23


الفصل الثامن و الأربعون
.
.
( أسدل سهاج الستار )
.
كيف ضاقت من بعدك الأرض واحتالت ظروفي؟
‏وأنت لا منّك ضحكت .. تعوّد الدنيا وسيعة
.
.
زم شفتيه بضيق ناظراً للباب المغلق أمامه لما هي متحفزة جداً ؟ وهل يحق لك يا هذال أن
تسأل هكذا سؤال !
ما بينك و بينها لا يجلب الهدوء و النوايا الجيدة .. أن ابتدأت بلقائكم الأول قرب ذلك التل
و هي تعبر بجوارك يكسوها السواد و لولا اثار قدميها لما تعرفت عليها .. أنسيت حديثك
في ذلك اليوم ؟ أم أنك تناسيت و سحبت ذكريات كل ما تبع ذلك اليوم و ركنتها جانباً ليطمئن
قلبك .. لتهدأ نفسك و تنظر للمرآة بسلام و تقول هذال لم ولن يتغير .
أن فعلت أنت كل هذا لتنسى .. المرأة على الجانب الأخر من المستحيل أن تعبر بها كل المواقف
دون أن تترك أثر في نفسها .. ولما لا تتحفز و خصمها غدار لا يؤتمن له .
مالت شفتيه بسخرية .. كنت أنت الخصم الأكثر أمانً للطرف الأخر فكيف تكون العكس حين
أصبح خصمك لأول مرة ( امرأة ) وليست أي امرأة بل هي ( زوجتك )
سرق نظرة سريعة لباب غرفة ليلى ليتأكد بأنها لم تستيقظ ثم رفع قبضته و طرق الباب بهدوء
جعل الريبة تتسلل لنفسة قبل نفس الجالسة خلف الباب تتحرك عدستي عينيها بحذر من هذا
الطرق الهادئ الذي تبعه صوته بنبرة غريبة تجعل قلبها يرتعش دون أن تعرف ما هي هيئة
هذا الشعور الغريب : سماهر .. تعالي .. البرد ما يصلح لي .
كاذب .. أمثلك يؤثر به برودة الطقس و أنت رجل مّن الله عليه بقوة في البدن أذهلت كل
من عبرت بحياته .. مازال أطباء مستشفى الهدا مذهلون من سرعة تعافي بدنك وكأنك لم
تغط في غيبوبة لعشرون عاماً .. ولما أضرب مثلاً لنفسي بمجموعة أطباء لم يشهدوا شيءً
من تفاصيلك القديمة .. ها أنا هُنا أتذكر الكثير و الكثير .
عاد صوته للعبث بحواسها : عيب عليتس اللي تسوينه .. والله ما عمري أوجعت بالقول قاصد
أقهر اللي قدامي .. كيف أسويها الحين واللي قدامي زوجتي .. اطلعي يا بنت الناس و استرينا
من الفضائح ترا الليل يسري بالصوت .
مسحت على جانبي عنقها بكفيها ثم سحبت نفس عميق وهي تنهض و تفتح الباب لتنظر
له بصمت فمد كفه لها : أمسكيها ولتس اللي يرضيتس .
نظرت لكفه الممدودة : وأن ما مسكتها مالي رضاوة ؟
أبتسم : أبشري بها .
كان سينزل كفه ولكنها التقطتها وكأنها تخبره لست الكريم الوحيد بهذا المكان .
تبعته للغرفة وحين أغلق الباب نظرت له بضيق : عيب ما تصدق .
رفع حاجبيه مستنكرًا جملتها لتكمل : أجل ما تتحمل البرد .
رفع كفها الممسك بها ليضعها على عنقه فتصلها برودة بشرته و يقول : ما قلت ما أتحمله
قلت ما يصلح لي .. و أنا صادق مب عشاني صبور تحمليني فوق طاقتي .
النبرة التي نطق بها جملته الأخيرة و النظرة التي لاحت بعينية جعلتها تسحب كفها بسرعة
و كأنها قد لُسعت بشيءٍ ما .. اشغلت نفسها بالعبث في خزانة ملابسها تبحث عن شيء
لا تعلمه حين وصلها صوته الهادئ : ملابس النوم ماهي هنا .
التفتت نحوه لتجده يجلس على السرير مُريحاً ظهرة و بيده المصحف و كأنه يستعد للقراءة
وهل حفظت ايضاً كيف أُرتب حاجياتي .
لم يرفع نظرة نحوها بل استوى في جلسته و نطق البسملة بخفوت ليبدأ القراءة فعادت بنظرها
للخزانة تتأملها في صمت يعبر بصرها تلك الألوان المرتبة بإتقان و أناقة تشابهها .. نجح ذلك
الرجل في سحبها لداخل دوامة التناقضات .. ام أنها باتت عاجزة عن بناء صروح المقاومة
و يئست دواخلها حتى كرهت الصراع .. أغلقت هذه الخزانة لتفتح التي بجوارها و تأخذ
ما تحتاجه من هناك و تذهب لترتديه خلف ذلك الحجاب الذي تكرهه .. تشعر وكأنه لا يستر
من بدنها شيء .
حين دخلت للفراش بعد انتهاء العناية ببشرتها و شعرها أخذت ضفيرتها على كتفها و نحرها
و أطفأت الأضواء بجوارها .. كانت تسمع تمتمته الخافتة تتسلل لها بين الحين و الأخر حتى
بدأت بالنعاس ثم سرقها النوم .. لا تعلم كم مر من الوقت قبل أن تشعر بكفه تسرق جديلتها
و ثم ينقضها ليتصلب جسمها فيأتيها صوته الهادئ : خوافة .. بس بتوسدها .
قبضت على طرف وسادتها يقولها وكأنه أمر هين .. و هل ستنعم عيناي بالنوم و شعري وسادة
لك .
مسح على شعرها ثم وضع رأسه و سحب نفس عميق .. كيف يُخبرها أن عبق شعرها قد
أخجل الريحان الذي تغتسل به .
لا تعلم متى غط بالنوم ولكنها متأكدة بأن قربة مزعج لحواسها و حتى لشعرها الذي تشعر به
يكاد يخرج من فروة رأسها بعد أن اتخذه وسادة .


----------------


بعد صلاة الفجر كان يجلس برفقة جدة و أعمامه يستمع للحديث الذي يدور بينهم و شفتيه
تميل بسخرية لم تختفي حتى بعد أن نظر له جدة بضيق : وراك لاوي شدقك .. وش اللي
مو معجبك بكلامنا يا ولد عبدالرحمن ؟
عياش وهو يعتدل في جلسته و يخرج مسبحته : مو سالفة يعجبني ولا ما يعجبني .. مير دامك
بتسعى بتعجيل الزواج ترا الأقربون أولى بالمعروف .
القى لفاء مسبحته بغيض : أنت تراك امتحنتنا ..

روايات ظِل السحاب

31 Mar, 02:22


السلام عليكم
صباح الخير على الجميع
كيفكم أن شاء الله أنكم بخير أنتم ومن تحبون
ليه كل هالخوف أنا أذكركم بالمقدمة عشان فيه أمر مهم مو لازم توقف 😂
الأمر المهم كتالي ( فصلنا القادم يوم الخميس الصباح )
.
استلمو الفصل قراءة ممتعة

روايات ظِل السحاب

23 Mar, 12:59


مساء الخير
يمه بنات أحسب دخلت و بلغتكم 🙊 ما تذكرت الا لما صليت جاء الشيطان وقال ترا ما ارسلتي لبنات التلقرام 😒
ما علينا المهم الفصل بينزل السبت القادم ادري مده طويلة لكن اختكم فالله توها ترجع للديرة و تسلم العهدة و ترتاح ( ابد محد كذب علي وقال بنطلع لديرة بدري ثم سحب )
و احتمال الفصل ينزل قبل المهم و بعطيكم خبر اذا بطرحة الأربعاء او الخميس

روايات ظِل السحاب

10 Mar, 15:51


مبارك عليكم الشهر

روايات ظِل السحاب

02 Mar, 22:05


هذال بمحاولة لضبط انفعاله : ما قصدت شيء .. كانت مزحه اتفاخر فيها جرت هالكلمه
اللي مالها معنى .
رفعت كفيها : زين وخر بروح أنام .
انزل كفيها : لا منيب موخر .. أنا ما أحب هذا الأسلوب تفهمين الكلام على مزاجتس
و تزعلين .
سحبت كفيها من قبضتيه : ولا زعلت .. سواً قصدتها او لا ما يهم .. أنا سمعت اللي
اكبر و أقوى منها .
انسحبت مسرعة و لكن للحمام بدل الذهاب لغرفتها .. أغلقت الباب و سحبت نفس عميق
.. رضاه شيءً لن تناله ابداً هي واثقة من ذلك .. كما تعلم بأن ذهابها له و طلب الصفح
كما لو أنها تذهب لتبصق على لحيته .. تُدرك كل شيء .. ولكنهم لا يعلمون .
سمعت صوته الخافت قرب باب الحمام : سماهر أطلعي .. لنا غرفة نتكلم فيها .
تجاهلته و هي متأكدة بأنه سيذهب خشية أن تحس ليلى بشيء .. لا تُريد أن تراه .
.
.
لو الصبر سهل يا مستسهلين الصبر
ما واعد الله هله ب(بشر الصابرين )
.
انتهى الفصل

روايات ظِل السحاب

02 Mar, 22:05


مو بس طالما هي على ذمتي لا والله حتى لو تطلع منها ..
اقسم بالله اليوم اللي تدخل فيه ديار منير لحولها لرماد .. و أن قبت فتنه ولا حربً اهليه
ما علي .. حنا الأمانة طالبنا فيها مرة و ثنتين و ثلاث و عشرين وقالوا لا .. محسسينا
أحنا مب ريجيل وقد كلمتنا لين جاها البلاء منهم .. و سكتنا ولا منعناهم عن وصلهن لكن
يعودون و يحفرون .. أن كانهم يرخون السمع لجهالهم بصرهم ما علي منهم .. أنا اعرف
كيف أدوس على الجاهل و أعلمه قدرة .
عبدالله بغضب : يا ولد أنت اذنك تسمع وش تقول .
عاد لهدوئه : ايه اسمع .. أن كان أنت و أبو عمر بتأخذون و تعطون معهم كيفكم أما أنا
اللي عندي قلته .. سمعته أبو ليلى قبل و الحين اعلمك فيه .. النفس يبه معد تتحمل لا
تحدوني على أقصاي .
عاد عبدالله لتنهد قبل أن يقول : يوم اعتمرت ليه ما علمتني اروح لبيتك لا تقعد بنت عمتك
لحالها .
نظر للباب و كان دورة ليتنهد : بنت عمتي معي .. و تكفى يبه لا تقول شيء أنا أعرف كيف
أدبر أموري .
عبدالله بضيق : ورني دبرتك بشوف نهايتها .
سهاج ببرود : نهايتها اعلمك فيها بعد كم يوم .
ودع والده و اغلق الاتصال و دخل علة محادثته مع عمته ليجدها قد اضافت رسالة جديدة
( أن ما طاعتك تطلعها من مكة لعندي هنا )
ابتسم : والله محدً جازع فيني الا أنتِ .
تنهد وهو يكتب لها ( أبشري ) ثم يغلق الهاتف و يُطفئ الضوء .. يُقدم لها أخر الفرص
بعد أن استنفذ كل طاقته بمسايرتها .. راضيً تماماً عن محاولاته .. حتى و أن انتهى
هذا الزواج لن يبقى في داخلة أي ندم .. اعطى لها الفرصة لتغضب بدل المرة عشر و أظهر
لها صدقه بأنه ما زال يُريدها .. أن لم يُرضها كل هذا لن يندم ابداً .


-----------------


انزلت هاتفها بعد أن قرأت رد سهاج و تمتمت : الله يهدي النفوس .
ذلك المتلاعب هذال قرر أن لا يُحدثها بأي شيء وهي لم تحاول حتى معه ليتحدث .. اتصلت
بسهاج و ما أن أخبرها بأن مهلته أصبحت شهر علمت بأن تدخلها الحازم أن اوانه ..
ابنتها تجهل الكثير .. و غضبها كما حقدها يُعمي بصيرتها .. الا تجد أنها الخاسرة الوحيدة في
هذا الأمر .. هي تجر على نفسها الفشل و تكتب لزواجهم النهاية و كأن فك الميثاق الغليظ هين
.. أن تخسر المرأة رجل يتمسك بها بصدق يعني أنها تخسر صديق لتقلبات الأيام و المواقف
الصعبة .. ليس كل زوج محب .. و ليس كل زوج صديق .. عليها أن تدرك خسائرها
بسرعة و ان تنفض عباية الغضب .
وضعت هاتفها جانباً و أكملت إعداد فنجان القهوة .. دخلت ليلى بعينان ناعستان لا تكاد
تبصر طريقها : أبوي للحين ما جاء .
تركت ما في يدها لتحتضن وجه ليلى بكفيها : وه يا ربي .. يا بنت نامي و ارحمي نفستس
دامه عند أبو بندر مب جايتس هالحين .
تنهدت وهي تغادر المطبخ : احس زعلت منه ما قعدت معه اليوم زين .
رفعت صوتها قليلاً : تعوضين بكرة .
اشعلت النار و ابتسمت .. يلى هي السلوى في هذا المنزل و مع هذا الزوج .. حركت القهوة
بالملعقة و هي تكشر بضيق لا زالت تشعر بالغيض من صمته و عدم الحديث عما دار بينه
و بين جيداء فتمتمت بغضب : ملقوب .. و حاس الدنيا كلها ثم عود و سكت ما هرج
ينتظر بس الشهر ينتهي و ينهي زواجهم .
القت بالملعقة في حوض الغسيل و اطفأت النار لتسكب القهوة في فنجانها .. ربما تقلل من
جودة نومها ولكنها بحاجتها فرأسها يكاد ينفجر من الضغط الذي تمر به .
دخلت للمجلس و بدأت بشرب قهوتها على مهل وما أن فرغت منها سمعت صوت الباب يُفتح
ثم يغلق و ها هي خطواته تقبل عليها حتى ظهر أمامها و نظر لها بهدوء : مساء الخير .
سماهر : مساء النور .
أظهر تكشيرة التقزز : أبك السواد اللي تبلعينه هذا ويش .
ادارت الفنجان نحوه : قهوة تركيه .. غريبة طولت بالسهر .
اظهر الذهول الساخر على ملامحه و رفع كفيه و ما زالت عصاه في يمينه : لا .. مو معقول
ما مداتس تتعلقين و تفقدين و تسألين .
نهضت وهي ترسم ابتسامه ساخرة لتجارية : يا كبر هقاويك .. ليلى هي اللي فقدتك وهي
اللي تسأل .. مقهورة ما شفاتك اليوم زين .
رقت ملامحه : يا عين أبوي .
تنهد و أشار لباب غرفتها متباهياً : شفتي البنات البارات كيف .
رفعت حاجبيها : الله أكبر .. أحد ضحك عليك و قال أن اللي عندي عاقه .. ودي والله كل
البنات يبرن في أهلهم مثل ما تبر فينا جيداء .
كانت تتجه للمطبخ حين صعقتها جملته : ما أقصد بنتتس .
قبضت بقوة على الفنجان في يدها و وتيرة تنفسها تتصاعد .. هل يُسقط الان على علاقتها
بوالدها .. التفتت نحوه بحدة ليتضح له أي سوء فهم قد نشب بينهما فتقدم منها : لا تفهمين
كلامي على مزاجتس .
تجاهلت اقترابه منها و أكملت طريقها للمطبخ لتغسل ما استخدمته فتبعها غاضباً : عيب
اللي تسوينه .
القت الاسفنجة المليئة بالرغوة و غسلت كفيها : العيب والله كلامك .
ادارها نحوه بحدة : ما قصدت اللي تفكرين فيه .
رفعت حاجبيها : الله أكبر .. أجل وش كنت تقصد ؟