ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): سيأتي من مسجدكم هذا - يعني مكة - ثلاثمائة وثلاث عشر رجلاً، يعلم أهل مكة أنه لم يلدهم آباءهم ولا أجدادهم، عليهم السيوف مكتوب على كل سيف كلمة، تفتح ألف كلمة، تبعث الريح فتنادي بكل وادٍ: هذا المهدي، هذا المهدي، يقضي بقضاء آل داود ولا يسأل عليه بينه.
ممكن توضيح لهذا الحديث، ما معنى أنهم لم يولدوا من آبائهم ولا أجدادهم؟
هل يعني هذا أن بعضهم قادمون من المستقبل؟
الإجابة:
بسم الله الرحمن الرحيم
المقصود أن هؤلاء الأنصار الـ(٣١٣) الذين يبايعون الإمام (عجّل الله فرجه) ليسوا من أهل مكة ولا من أبنائها، وإنما جاءوا من خارجها، ورواية أبان بن تغلب التي رواها النعماني في الغيبة عن الإمام الصادق (عليه السلام) هي أوضح في الدلالة والبيان، فقد جاء فيها: سيبعث الله ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً إلى مسجد بمكة، يعلم أهل مكة أنهم لم يولدوا من آبائهم ولا أجدادهم. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٣٢٨]
وهذا لا يمنع من وجود بعض الأنصار من أهل مكة في أصحاب الإمام (عجّل الله فرجه) وإن لم يكونوا من المجموعة المُعبر عنها بالثلاثمائة وثلاثة عشر، فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): ويبايعه الثلاثمائة وقليل من أهل مكة ثم، [لا] يخرج من مكة حتى يكون في مثل الحلقة. قلت: وما الحلقة؟ قال: عشرة آلاف رجل. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥٢، ص٣٠٧]
الســـــــ2️⃣ـــــــــوال
السؤال:
هل لإيران علاقة بظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)؟
وهل الرايات السوداء تخرج من إيران لنصرة الإمام (عجّل الله فرجه)؟ وإلى أين تصل في الزحف لنصرة الإمام (عجّل الله فرجه)؟
الإجابة:
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: تنزل الرايات السود التي تُقبل من خراسان الكوفة، فإذا ظهر المهدي بمكة بعث بالبيعة إلى المهدي. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص٤٥١، ب٧، ح٤٥٧]
وعنه (عليه السلام): كأني بقومٍ خرجوا من المشرق يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه، فإذا أرادوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا، ولا يدفعونها إلّا إلى صاحبكم، قتلاهم شهداء، أما أني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب الأمر. [الغيبة للنعماني: ص٢٨١، ب١٤، ح٥٠]
ومن هذا يظهر:
١) أن بلاد المشرق التي تصدق على بلاد إيران تعتبر من البلاد الموطئة لظهور الإمام (عجّل الله فرجه) وموطئاً لجملة من أنصاره (عجّل الله فرجه).
٢) أن الخراساني هو من القادة الذين سيبايعون الإمام (عجّل الله فرجه) ويكون في صفه وجيشه.
٣) أن الخراساني يصل في زحفه إلى الكوفة.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)