قناه للأجر دينيه

من أسباب الانتكاسة بعد الهداية، إن الله -ﷻ- لا يُسقط أحدًا، إلّا وقد سقط من قبلِ نفسه.

فمن أهمّ أسباب الانتكاسة بعد الهداية، هو الاتفات إلى الذنب والحنين إليه.

يقول ابن الجوزي -رحمه الله- : «إذا اشتبك الثوب بالمسمار فلا بد عليك أن ترجع للوراء، لتخلّص ثوبك من هذا المسمار، وهذا مسمار الذنب قد علق في قلبك، أفلا تنزعه وتدعه؟
انزع مسمار الذنب من قلبك، من قبل
أن يغدو عليك الشيطان ويروه».

اَقلع من هذا الذنب، ولا ترجع إليه أبدًا واستغفر وتوب إلى الله-ﷻ-، يقول ابن تيميه -رحمه الله- في جملة جميلة ومعبّرة:- «إنما يعود العبد
إلى الذنب لبقايا في نفسه، فمن خرج من قلبه الشهوة والشبهة لم يعد إلى الذنب».

كانت هاجر زوجة سيّدنا إبراهيم -عليه السّلام- تلهث في صحراء جرداء خالية من الحياة، ساعية لإيجاد شربة ماء لابنها الرضيع.

لم يتوقّف سعيُها ويقينها بالفرج من ربّها، ففُجِّر بئرُ زمزم بأمر من الله، فرُزقت سقيًا لابنها وللعالمين ليوم الدين.

ذاك اليقين بالله، وذاك جزاء من أحسن الظن بالله، وذاك عوض الله وفرجه.

على فكرة الموسيقى هي الحرام مش الأغاني نفسها، يعني لو سمعت أغاني بدون موسيقى والكلمات عاديّة مافيها شيء إن شاء الله، لكن المشكلة لمّا تعتقد إنّك بطلت تسمع أغاني والحمد لله ما عندك ذنوب جارية، وأنت تنشر مقاطع فيها ناس تتكلّم وبالمقاطع هذي موسيقى!!

ما يجوز، الموسيقى هي المحرّمة، وليس الكلمات، الكلمات إذا ما كان فيها شيء غلط عادي، لكن الموسيقى هي اللي ما تجوز، قد تنشر فيديو عادي بحجة إنه مو أغاني، لكن يطلع فيه موسيقى ( والذنوب الجارية:- أيوه كده دلّعني) حتى لو كان هذا الفيديو ديني ما يجوز، يا ريت تستوعبوا هذا الشيء وتحاولوا إنكم ما تنشروا شيء إلا بعد ما يكون خالٍ من الموسيقى والذنوب، وكلامي هذا عشانكم مو عشاني وبس والله يعني، كلّ شخص يتحمل ذنوبه والله يهدينا جميع.

لا تنسَوا كَهفكم، والدُّعاء لإخوانكم في غزّة والسّودان، استغفروا الله كثيرًا، وصلّوا على النَّبي ﷺ.

كثير منّا أظن أن لديه عدم الخشوع في الصلاة
والتفكير الكثير وعدم التّركيز، وأنا أولكم وأكثركم يمكن! فقلت نجرّب معًا طريقة وإن شاء الله تنجح معنا.

قبل أن أبدأ يجب أن تعرف الله -سبحانه وتعالى- ماذا قال عن الخاشعين، بأوّل سورة المؤمنون قال:
﴿ قَد أَفلَحَ المُؤمِنُون الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهمْ خَاشِعُون ﴾.

بشّر الخاشعين بالصلاة بالفلاح، وفي سورة الأنفال قال:
﴿ إِنَّمَا المُؤمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّٰه وَجِلَتْ قُلوبُهُم وَإِذَا تُلِيَتْ عَليْهِم ءَايَاتهُ زَادَتهُمْ إِيمَانًا ﴾.

ذكر صفة من صفات المؤمنين، ما هي هذه الصّفة؟ الخشوع.

• حسنًا كيف نصبح من الخاشعين؟
لازم تحرص إن كلّ كلمة تقولها بصلاتك توجّهها للّٰه -سبحانه وتعالى- كأنّه أمامك.

• ستقول:- حسنًا، لكن أظنها لن تضبط معي دائمًا، قد أسرح في الصّلاة مجدّدًا وأنسى!

لأجل ذلك سأخبرك بطريقة أخرى، معظمنا لماذا يسرح بالصلاة؟ لأن لسانه متعوّد على السّور الّتي يقرؤها والأدعية الّتي يقولها بالسّجود والرّكوع.

• فما العمل؟
لازم أحفظ سور جديدة؛ فبالتالي وأنا أقرأ السّور الجديدة الّتي حفظتها لساني لم يتعوّد عليها بعد، فستجدني مركّز جدًّا فيها تركيز تام لكي أنطقها نطق صحيح وبدون أخطاء، ويستحيل أن أفكر بشيء آخر.

أمّا بالسّجود والرّكوع، فيجب أن أحفظ أدعية جديدة وعندما أقولها سأكون مركّزًا فيها؛ لأنّ لساني غير معتاد عليها.

• حسنًا، هل سنستمر هكذا فقط؟

لا عندما تستمر على هذه الطّريقة حتّى السّور والأدعية الّتي أنت متعوّد عليها، ستقرؤها بدون أن ينشغل عقلك بشيء آخر، لكن يجب أن تصبر ولا تملّ، بعض السلف قال:- جاهدت نفسي 40 سنة حتّى استقامت.

أتحزن لأجلِ دُنيا فانية؟
أنسيت الجِنان ذات القطوف الدَّانية؟
أتضيق والله ربّك أتبكي والله حسبك؟

يا ربّ إنّهم قد طغوا وبغوا وعاثوا في الأرض فسادًا، اللهمّ أهلكهم كما أهلكت عادًا وثمود، يا ربّ اكشف البلاء عن فلسطين وسائر بلاد المسلمين، ليس لهم إلا أنت فاجبر كسرهم وألّف بين قلوبهم ووحّد صفّهم وانصرهم على أعدائك أعداء دين الإسلام يا ربّ العالمين.

لا تعتادوا المشهد، لا تغفلوا عن إخوانكم.

اليَد الّتي وضعت يوسف في البِئر، جاءت
إليه بعد سنين ممدودة تقول: «تصدّق عَلينا»
القدر يُبدِع في تصفيةِ الحسابات، لا تحزنوا.

:

أوتِروا، فإنَّ اللّٰه وِتر يُحبُّ الوِتر.

والله لا رَاحت عليك، ولا أنّت جِيت متأخّر
ولا الفرصة ضاعت منك، تطمّن وتذكّر:

﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزقَكُم وَمَا تُوعَدُونَ ﴾.

- سُورة الكَهف.
- الدُّعاء لإخواننا في فِلسطين.
- الاِستغفار.
- الصَّلاة على النَّبي ﷺ.

عندما تجِد شخصًا قد نشر ستوري أو منشور أو ريل بهِ قرآن أو حديث أو ذِكر، اِسمعه وتفاعل معه من أجل أن يحصل صاحبه على الثّواب.

عندما تجِد ستوري أو منشور أو ريل به مُوسيقى أو صور مُخلّة للآداب أو أي شيء فيه ذنوب، اِجتزه ولا تتفاعل معه.

‏﴿ و‌َتَعَاوَنُوا عَلَى الَبرِّ وَالتَّقُوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوَان ﴾.

fact:

لا تنسوهم من دعائكم

فهم في أمسّ الحاجة له.

- ما يُبكيكَ يا عُمر؟
- أتنَام على الحَصير يا رسُول الله
وكَسرى وقَيصر ينامُونَ على الحَرير؟!
- ألا يكفِيكَ يا عُمر أنّ لهم الدُّنيا ولنَا الآخِرة؟ ﷺ.

صبرًا يا أهل فِلسطين صبرًا، اجتازوا اختباركم بِسلام، سينتقم لكم الله ويأخذ حقّكم أضعافًا مُضاعفة.

كهفكَم، والدُّعاء لإخوانكم في فلسطين، والصَّلاة على النَّبيﷺ.

والغريب ليس أن تُذنب، الغَريب أن تُذنب وأنت لا تشعر بالندم، أن تُذنب ولا تستغفر، أن تُذنب وتتكبّر وتُنكر الذنب وتعتاد عليه، فهنيئًا لمن أذنب وتاب واستغفر.

قد رأيتم وبلغكم ما أحللنا بالأمم المكذبة قبلكم، ومع هذا لم يكن لكم فيهم معتبر، ولم يكن فيما أوقعنا بهم مزدجر لكم.

اعتياديّة المشاهد هي أكثر ما يُخيفني
هذا دم يا عالم وليس ماء!
هذه أيدي وأرجل ليست أغصان شجر!

لا تعتادوا المشهد، لا تعتادوا المجازر
لا تغفلوا عمَّ يحدث، لا تغفلوا عن فِلسطين.

أدعُ، كأنَّ طِفلكَ تحتَ الرُّكـام
كأنَّ والِدكَ ارتَقَى شَهيـدًا
ومَنزلُكَ باتَ في لَحظةٍ، حُطام.
أدعُ كأنَّك تَعيـشُ بَينَهُم
كأنَّك مُصابٌ و فاقِدٌ مِثلَهُم.

عرفت شيء جميل جدًّا جدًّا.!

في حديث: عن أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- يقول:- سمعت النَّبيّ -ﷺ- يقول:- "إنَّما الأعم‌ال بالنيَّات وإنَّما لكلِّ إمرئٍ ما نَوى، فَمن كانت هِجرتهُ إلى اللهِ ورسُوله، فَهجرته إلى اللهِ ورسُوله، ومن كانت هِجرتهُ لِدُنيا يُصِيبها أو امرَأة ينكحها، فَهجرتهُ إلى ما هاجَر إليه".

النيِّة شيء عظيم سبحان الله!
بحيث إنك تقدر فيها تحوِّل العادة إلى عبادة.
كيف تحوِّل العادة إلى عبادة؟
بسيطة جدًّا، قبل ما تسوِّي أي عادة إنت متعوِّد عليها اسبق عادتك تلك بنيتك وحوِّلها إلى عبادة، مثلًا لو كنت تريد أن تطفئ مصباح غرفتك ليلًا، لو نهضت فقط لكي تطفئه لأنك تريد النوم ستكون تلك عادة لا أجر لك فيها، لكن إذا قمت بإطفاء ذلك المصباح مع نيِّة أنَّك تريد إطفاء ذلك المصباح لكي تنام جيِّدًا وتنهض لصلاة الفجر، ستؤجر على إطفائك لذلك المصباح، وكلّ الأعمال هكذا، اسبقها بالنيِّة وحوِّلها من عادة إلى عبادة؛ لتؤجر على أبسط وأصغر الأشياء الَّتي تقوم بفعلها.

كَهفَكم في نهارِ الجُمعة، والدُّعاء لأموات المُسلمين، والدُّعاء لإخوانكم في فلسطين.

كيف يستطيع العالم أن يتجاهل كلّ هذا الحُزن والوجع؟ كيف يُمكن أن يَرى العالم كمّية هذا الفقد ولا يتأثّرون؟ كيف يُمكن أن تعبُر الدّماء المتفجّرة والمسفوكة أمامهم وهو صامتون؟ فلسطين تُباد وشعبها ينتظر صرخة عربيّة مُنقذة، فلسطين النّازفة ما زالت تنتظر صحو العرب، ولكن العرب ما زالوا في سباتهم غارقون، لكِ الله يا فلسطين!

ستُحاسب لوحدِك، لا تُبرّر لنفسك التّنازلات في دينك بجُملة " النّاس كلّهم هكذا " لأن علاقتك بهؤلاء النّاس ستنتهي عندما يفرغون من دفنك، وسيتركونك تواجه مصيرك وحدك، ولن يأتي أحدهم ليدافع عنك، أو ليتحمّل العذاب عنك.

لقد أحرقوا المنازِل والأرواح، يا ربّنا الّذي لا يظلم عنده أحد، أحرق دُنياهم وآخرتهم وزلزِل بهم وعجّل زوالهم.

غزّة تُباد والعالم لا يُبالي!
دماء غزّة أوشكت أن تُنسى، والنّاس في جميعِ بقاعِ الأرض تعيش حياتها وكأنّ شيئًا لم يَكن! لا تنسوا غزّة من دُعائكم.

اللجُوء إلى الله مُطمئِن ولا يَخذل.

تتراكم عليك الذُّنوب في قبرك
من أجلِ صورة تافهة، أو مقطع موسيقي تافه!

تذكَّر أن الأعمال سواءٌ كانت خيِّرةً أم سيئِة
فإنها جارية حتَّى بعد موتك، صحيح أن مواقع التَّواصل عالم افتراضي، لكن ذنوبه حقيقيَّة
فاحذر ما تنّشر.