أخت معانا في الحلقة منذ سنوات
قراءتها ضعيفة و بها اخطاء.. تتلجلج و لكن تصرّ..
تأتي حلقة بعد الاخرى بالمسجد و تساررني "بالله لا تطرديني من الحلقة باخطائي" فاطمئنها و اطلب منها الجلوس في اكثر من حلقة لتصحيح تلاوتها.
كرٌّ و فرٌّ و لكنها تصرّ علي عدم الانسحاب .
تتسارع كلماتها و هي تحكي كيف راجعت و سمعت الحصري و سمّعت لفلانة و علانة و صححت لها فلانة. "بالله اصبري علي"
لم اكن اكاد افهمها من سرعة لهجتها الشامية و سرعة كلامها
لم يكن في قلبي يومًا أن اطردها من الحلقة و يشهد ربي.
لكني كنت ارحم اصرارها و تنقلها بين حلقات عدّة خوفا من أن لا تدرك الركب!
احاول إقناعها بحلقة أخف.. فترفض!
أحاول إقناعها ان تصحح و ترجع فتصر ان تجمع بين الحلقتين ؛ التصحيح و الحفظ.
أُشدّ و ارخي.
تبكي كالطفلة و هي امرأة خمسينية و ترجع .
و هي لا زالت في مكانها كأنها اصلا "غير قابلة للطرد"
اذا غابت لسبب جاءت و طلبت "معلش اسمع اللي فاتني"
"و الله حافظة"
تمر السنوات ..
مرضت سناء..
و اخبرها الاطباء انه لم يبقي لها سوى اسابيع!
جاء المرض بغتة.. و لكنها كعادتها أصرّت
"انا راجعت. . معلش ادخل معهم الامتحان؟ بالله لا تطرديني! "
كان همها ان تختم آل عمران لتنال أجر الزهراوين..
"سأحفظهم قبل أن أموت! بالله اصبري علي"
" الاختبار يوم عمليتي..ممكن اختبر يوم تاني؟"
مرت الايام و الاسابيع و سناء تختفي و تعود تخلل اختفاءها برسائل صوتية طويلة تشرح فيها انها لا زالت علي العهد و انها تراجع .. و لكن الكيماوي يثقل لسانها .. اسألي فلانة و علانة سمّعت لهم ..
لم تمت سناء الا اليوم.. الجمعة ٢٣ أغسطس ٢٠٢٤
بعد قرابة سنتين من تشخيصها و اخبارهم لها انها ستموت خلال الشهرين.
لم تمت سناء الا بعد ان ختمت البقرة و ال عمران و النساء و المائدة .. و عالجت الانعام بأشد ايام مرضها.
كانت اخر رسالة صوتية ارسلتها لي في ابريل الماضي تخبرني انها تحاول تثبيت النصف الثاني من الانعام و لكنها لا تستطيع من تشتت انتباهها بالادوية و ثقل لسانها
تعلمت من سناء الإصرار ان نصرّ و نسير الى الله .. عرجًا .. و مكاسير .. و لكن لا نقف !
لا يهم كم خطأ عندك او كم توقفتي و رجعتي الله الذي يقبل التوبة و يعفو عن السيئات .. و يقبل المخلصين
أسأل الله أن يقبلها
اللهم اغفر لسناء و ارحمها
اللهم شفع فيها القرآن
و انا لله و انا اليه راجعون.
╮ا ♧ #قصة_كل_يوم ♧ ا╭
✦ تيليقرام t.me/YaStories
واتس wa.me/967702242300