هذا من ( لبس الشيطان ) ليقطع عليكِ دعاءكِ وعبادتكِ.
أولًا: أقدار الله لعباده كلها خير مطلق، ولا يوجد فيها شر أبدًا. الشرور لا تأتي إلا من ( النّفس البشرية والشيطان.)
ثانيًا: الخير كُل الخير في استجابة الله لدعائكِ.
فلو كان في دعائكِ شر لك لادخره الله لكِ أجرًا في الآخرة ودفع به عنكِ سوءًا.، وهذه هي الحكمة من الحالات الثلاث للدعاء، وهي من رحمة الله.
قال ﷺ :" ما مِن عبدٍ يدعو اللهَ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحِمٍ إلا أعطاه اللهُ بها إحدَى ثلاثٍ : إما أن تُعجَّلَ له دعوتُه في الدنيا، وإما أن تُدخرَ له في الآخرةِ، وإما أن يُصرفَ عنه من الشرِّ مثلُ ذلك قالوا : يا رسولَ اللهِ إذا نكثرُ؟ قال : اللهُ أكثرُ".
وكذلك من حكمة الله تأخير الاستجابة للوقت المناسب للداعي لكن للأسف نجد من يتذمر ويتوقف عن الدعاء بحجة أنه لو كان خيرا لي لاستجيبت لي دعوني .
ثالثًا: اقرني دعائك دومًا بالخيرة في( الأمور الدنيوية،) كأن تقولي: "اللهم إذا كان خيرًا لي، فوفقني للزواج من الشخص الذي تقدم لي، أو للعمل في وظيفة معينة."
أما في العبادات، فلا ، فلا يمكن أن تقولي: "إذا كان خيرًا لي أن أحفظ كتابك فوقني لحفظه ." ادعي وألحّي في الدعاء، ولا تطيعي الشيطان فهمّه قطع عبادتكِ وإفسادها.
رابعا: ( الدعاء عبادة) كالصلاة والصدقة وتلاوة القرآن تكفر الخطايا ، وترفع الدرجات ، وترضي الله عنا
ف لايتوقف العبد عنه لمجرد وسوسة شيطان أو عدم رغبة بشيء دنيوي معين فلا غنا لنا من الله
ولايلزم أن يدعو العبد ربه بشيء معين يكفي أن يسأله تعبدا ومحبة قيسأله ( حسن الخلق -الذي حرم منه الكثير - و الهداية و المغفرة والرحمة والجنة ..) بجوامع الدعاء الواردة في" الكتاب والسنة "
فهذه الأدعية هي جوامع الخير وخواتمه تضمن لك الخيريّة في قولك وقدرك ومنها : " اللهمَّ إنِّي أسألُك من الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ ، وأعوذُ بك من الشرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ . اللهمَّ إنِّي أسألُك من خيرِ ما سألَك به عبدُك ونبيُّك ، وأعوذُ بك من شرِّ ما عاذ به عبدُك ونبيُّك . اللهمَّ إنِّي أسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ ، وأعوذُ بك من النارِ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ ، وأسألُك أنْ تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَه لي خيرًا"
ختامًا :
حتى وإن لم تخصص شيئًا معين في دعائك، فالدعاء مربي للنّفس مذلل للقلب يصل صاحبه بخالقه فيستحضره في كل لحظة فيقلع عن ذنبه ، ويقبل على طاعته ، ويدعوه في كل أحواله و في الرخاء قبل الشدة حتى يتعلق قلبه بالله فيحبه ويزيده الله رفعة ويعطيه من فضله وينزل عليه رحمته و فتحه وعلمه .
_والله أجلّ وأعلم _
نور ..✍🏻.