نعلم يقيناً أنَّنا سنوقَف جميعاً للحساب في يوم الجزاء، ولا ينجو من ذلك إلا من كان يحاسب نفسه في هذه الحياة، ولذا ورد في الأخبار الكثيرة الحث على ذلك فقالوا: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزنوها قبل ان تُوزنوا"، بل في بعض الأخبار أنَّ من لم يفعل ذلك ليس منهم!
لكن كيف نقوم بهذا الأمر وما هي الأسئلة التي يجب أن نطرحها على أنفسنا في هذه المحاسبة؟
سألوا أمير المؤمنين عليه السلام عن ذلك وكيف يحاسب الإنسان نفسه، فبيّن الإمام كيف على الإنسان أن يحدّث نفسه وأن عليه أن يُجيب على سبعة أسئلة فقال:
"إِذَا أَصْبَحَ ثُمَّ أَمْسَى رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: يَا نَفْسِي إِنَّ هَذَا يَوْمٌ مَضَى عَلَيْكِ لَا يَعُودُ إِلَيْكِ أَبَداً، وَاللَّهُ يَسْأَلُكِ عَنْهُ بِمَا أَفْنَيْتِهِ فَمَا الَّذِي عَمِلْتِ فِيهِ
(1) أَ ذَكَرْتِ اللَّهَ أَمْ حَمِدْتِهِ؟
(2) أَ قَضَيْتِ حَوَائِجَ مُؤْمِنٍ فِيهِ؟
(3) أَ نَفَّسْتِ عَنْهُ كَرْبَهُ؟
(4) أَ حَفِظْتِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ فِي أَهْلِهِ وَوُلْدِهِ
(5) أَ حَفِظْتِيهِ بَعْدَ الْمَوْتِ فِي مُخَلَّفِيهِ
(6) أَ كَفَفْتِ عَنْ غِيبَةِ أَخٍ مُؤْمِنٍ؟
(7) أَعَنْتِ مُسْلِماً، مَا الَّذِي صَنَعْتِ فِيهِ؟!
فَيَذْكُرُ مَا كَانَ مِنْهُ، فَإِنْ ذَكَرَ أَنَّهُ جَرَى مِنْهُ خَيْرٌ حَمِدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ، وَإِنْ ذَكَرَ مَعْصِيَةً أَوْ تَقْصِيراً اسْتَغْفَرَ اللَّهَ وَعَزَمَ عَلَى تَرْكِ مُعَاوَدَتِهِ".