يعتبر اغتيال القائد العسكري الإيراني الأكثر تأثيراً في سوريا، تصعيدا خطيرا يماثل من حيث الأهمية اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني واستهداف إسرائيل للقائد العسكري السابق في حزب الله عماد مغنية، لكن التوقيت الآن ربما يزيد اكثر من منسوب الخطورة.
سيد رضي موسوي كان شخصية بارزة ذات خبرة تمتد لعقود في لبنان وسوريا وكان يتولى التنسيق بين قوة القدس وسورية، لتيسير دخول القوات وشحنات الأسلحة إلى سوريا وكذلك إلى حزب الله في لبنان.
عينه قائد قوة القدس الحالي إسماعيل قاآني، بعد توليه منصبه في العام 2020، مسؤولا لأركان قوة القدس في سوريا وهو ما يعني نظريا أن موسوي أصبح رسمياً الضابط الإيراني الثاني رتبة في البلاد بعد ابو مهدي زاهدي الذي يتولى قيادة قوة القدس في البلاد. عمليا كان سيد رضي مسؤولا عن نشاط قوة القدس في لبنان وسورية والتنسيق مع حلفاء ايران في البلدين.
اغتيال القائد الإيراني الأكثر تأثيراً في سوريا جاء في سياق من المواجهة المتعددة المستويات في الأشهر التي تلت هجوم حماس في 7 أكتوبر. جبهة لبنانية محدودة العمق في المواجهة لكنها في ذات الوقت شديدة الخطورة لجهة امكانية خروجها عن السيطرة في أي لحظة، جبهة سورية شبه مشلولة لكنها تتحرك بشكل مريب بين الفينة والأخرى، جبهة اليمن التي اخذت بعداً مختلفا وذا تأثير اقتصادي في ظل استهداف الحوثيين للسفن المتجهة إلى الموانئ الاسرائيلية.
في هذه اللعبة المعقدة والجغرافيا الممتدة، يمكن أن تتحول السخونة البطيئة إلى غليان كامل في أي لحظة. الحرس الثوري الإسلامي هدد بالانتقام لموسوي. بلا شك، ستكون إسرائيل في حالة تأهب قصوى لأي عمل محتمل من شمالها أو شمال غربها، الأكثر ترجيحا أن يحمل أي رد على إسرائيل بصمات إيرانية واضحة وأن يكون من الساحة السورية، بغض النظر عن مستوى الرد في حال حدوثه.
الجبهات المفتوحة تصعّب من خيارات الرد الإيراني، فأي خطوة في اتجاه تصعيدي قد تهدد بانفلات الأمور بشكل غير مسبوق. وهناك من يعتقد أن عملية الاغتيال وتوقيتها ربما تكون محاولة اسرائيلية لاستدراج إيران إلى الصراع بشكل مباشر وهو ما لا يريده "محور المقاومة" في هذه اللحظة.