(الجزء الثاني)
🔸سعد الركابي🔸
فكل السياسة الأوربية عموما بإستثناء بعض الحالات النادرة، تتحرك وفقا للسيناريو الامريكي ( الصهيوني بعبارة أدق )، وهو الذي جعلهم يعادون ايران واغلب دول الشرق الاوسط، ويتخذون حيالها مواقفَ متشنجة تحت شعارات شتى اغلبها فارغة من المحتوى.
لهذا يتوقع المراقبون انه وكردِ فعلٍ واقعي وواضح ضد السياسات الأمريكية، فإن ايران ستكون القطب الذي سيحظى باهتمام الغرب الاوربي لاسباب عديدة ومهمة.
فايران قوة عسكرية مهمة لايمكن التغاضي عنها، وتعداد نفوسها كبير وسياستها الخارجية واضحة، وهي دولة ذات موارد اقتصادية غنية ونظامها السياسي معتدل ولا يتبنى الافكار المتطرفة، بل تقدم الإسلام بشكلٍ معتدل ومتحضر .
لهذا السبب ربما تكون هي المحطة الأكثر قبولاً لمزيدٍ من العلاقات السياسية والدبلوماسية في مرحلةٍ يمكن تشبيهها بالندم الأوربي على الإنغماس كثيرا في عقوبات أمريكا التي وضعها ترامب، رغم التزام الجمهورية الإسلامية بمضامين الإتفاق النووي قبل أن يخرقه ترامب.
ثم إن ايران هي بوابة مهمة للإنفتاح على قضايا الشرق الاوسط، لأن الأطراف العربية الأخرى والشرق أوسطية تتبنى النهج والسياسة الأمريكية ذاتها ولاتملك ثوابت ولايمكن الوثوق بها.
في المحصلة، فإن مرحلة ترامب التي اعتبرها البعض بدايةّ لتدمير إيران ومحاصرتها، ستكون مرحلة ذهبية لإنفتاح العالم على طهران في ظل إنشغال ترامب بترميم الأوضاع الاقتصادية الصعبة لأمريكا، وسعيه لجني المزيد من الأرباح على حساب القضايا الستراتيجية..
/إنتهى/
#تبيين
https://t.me/ttabyin