(الجزء الثاني)
🔸جبرائيل ثائر🔸
في السنوات الأخيرة وبعد الهزائم التي تعرضت لها التنظيمات المتطرفة، حاول الجولاني إعادة تقديم نفسه على الساحة الدولية، فبدلًا من الظهور بالزي (الأفغاني) الملازم لأفراد التنظيمات الإرهابية، بدأ يظهر ببدلة رسمية وربطة عنق في لقاءات إعلامية مع صحفيين غربيين محاولًا الترويج لنفسه كقائد سياسي وليس كإرهابي..
في مقابلاته بدا الجولاني يتحدث بلغة مختلفة مدعيًا أنه يقود مشروعًا (معتدلًا) يسعى إلى محاربة الإرهاب متناسياً تاريخه الدموي وارتباطه الطويل بتنظيم القاعدة وداعش...
وبالرغم من إن الولايات المتحدة صنفت الجولاني كإرهابي عالمي منذ 2013 وأعلنت عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، فإن هناك تحولًا تدريجيًا في طريقة تعامل الغرب معه..
هذا التغير يعكس التناقض الواضح في السياسات الأمريكية والغربية تجاه الإرهاب، حيث يتم تسويق بعض الجماعات كتنظيمات إرهابية، بالرغم من انها صناعة مخابراتية أمريكية، من أجل خلط الأوراق وذر الرماد في العيون وإرباك الأوضاع من أجل خلق ذرائع تستدعي زرع مخطط مبيت يستلزم حضورا لأمريكا وأدواتها، ثم يتم إعادة تسويق ذات التنظيمات المصنفة إرهابية على اللائحة الأمريكية، على أنها قوى (معتدلة) تلتحق بالركب الأمريكي..
فبينما كان الجولاني إرهابيًا مطلوبًا قبل سنوات، بدأت بعض الأوساط الغربية تتحدث عنه كشريك محتمل في مواجهة الجماعات الأكثر تطرفًا مثل داعش، وكأنه أصبح بين ليلة وضحاها زعيمًا شرعيًا يجب دعمه.
مهما حاول الجولاني تغيير مظهره، ومهما سعى الغرب إلى الترويج له كشخصية سياسية، فإن تاريخه الدموي وارتباطه بالجماعات الإرهابية لا يمكن محوه، فهو لم يكن يومًا سوى قاتل وإرهابي مسؤول عن جرائم لا تُحصى بحق السوريين والمنطقة.
إن التناقض الغربي في التعامل معه، وتحويله من (إرهابي مطلوب) إلى (زعيم محتمل) ليس إلا جزءًا من لعبة المصالح التي تجعل من الإرهاب أداة سياسية بيد القوى الكبرى..
/إنتهى/
#هيئة_تسليم_الشام
#الشرع_هو_الجولاني
#تبيين