لكن كيف نودّع من لا يغيب؟ كيف نحمل نعشًا بحجم وطن؟ كيف نرثي من كان في كل نبض، في كل حجر، في
كل نفس من هواء هذا البلد؟
كنت للوطن روحًا، وللأرض حارسًا، وللناس ملجأً، أمينًا على الأمل، على الحلم، على الحق الذي لم ينكسر فيك يومًا. لم تكن فردًا، كنت فكرةً، كنت إرثًا من كرامة وعنفوان، كنت صورة لبنان الذي نؤمن به، لبنان الذي نحلم به، لبنان الذي لن نموت قبل أن نعيده إليك كما تمنيت.
اليوم، لا نبكيك، بل نبكي على وطن يفتقد رجاله، نبكي على أرض كانت تتقوّى بك، نبكي على فراغ لن يملأه سوى صدى اسمك في القلوب. رحلتَ جسدًا، لكنك باقٍ حيث لا يموت الكبار، باقٍ في كل وعد قطعته، في كل حق دافعت عنه، في كل من حمل الراية من بعدك ولم ينحنِ.
سلامٌ عليك يا سيد الأوفياء…
سلامٌ عليك ما بقي فينا وطن نحمله في القلب كما حملته أنت.