لم تكن خشونة العيش جديدة علينا نحن الغزيين أمام هذه الإبادة الجماعية التي نتعرض لها كسابق الحروب التي مررنا بها في غزة ، إن هذه اللحظات التي يعيشها الغزي بمفرده ، تكاد هي الأكثر شراسةٍ وألماً ، فيكتشف فيها أن هناك أبعاداً جديدةً للبؤس والمعاناة التي لا يمكن وصفها ، إننا نفعل الآن ما لم نكن نتصور من قبل أننا نفعله ، يستغل فيها الإنسان من الإنسان ، ويقتل فيها الإنسان من الإنسان، إننا ننحدر بسرعةٍ في هذا العالم إلى حيث لا يبقى غير غريزة البقاء بأي ثمن ، قد يجدر بنا أن نتخلى عن ما نصفه بالمشاعر المرهفة ، لأنها أصبحت الآن تعوق قدرتنا على التكيف والبقاء ، ولكن هل نستطيع أن نفعل ذلك دون أن نتخلى عن مستوى إنسانيتنا ، دون أن نتخلى عن إحترام الذات !
•