إنَّما كان يكثر من هذا الدُّعاء؛ لأنَّه من الجوامع الَّتِي تحوز جميع الخيرات الدُّنيويَّة والأخرويَّة،
وبيان ذلك: أنَّه كرَّر الحسنة ونكَّرها تنويعًا، وقد تقرَّر في علم المعاني أنَّ النَكرة إذا أُعِيدت كانت الثَّانية غير الأولى، فالمطلوب في الأولى الحسنات الدُّنيويَّة؛ من الإعانة والتَّوفيق والوسائل الَّتي بها اكتساب الطَّاعات والمَبَرَّات بحيث تكون مقبولةً عند الله، وفي الثَّانية ما يترتَّب من الثَّواب والرِّضوان في العقبى،
وقوله: (وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ). تتميم، أي: إن صدر منَّا ما يوجبها من التَّقصير والعصيان فاعفُ عنَّا وقنا عذاب النَّار، فحُقَّ لذلك أن يُكثر من هذا الدُّعاء.