1. الخير الوقائي (الوقاية من شر أكبر): يتمثل هذا النوع من الخير في قصة السفينة. عندما قام الخضر بخرق السفينة، بدا وكأنه أضر بمصدر رزق أصحابها وتسبب في خسارة لهم. لكن الحقيقة كانت عكس ذلك تمامًا؛ فقد كانت هذه الفعلة سببًا في حمايتهم من ملك ظالم كان يأخذ كل سفينة سليمة غصبًا. هذا النوع من الخير يوضح أن بعض الأمور التي تبدو لنا خسائر أو مشاكل، تكون في الحقيقة درعًا واقيًا من شر أكبر. فكم من مرة شعرنا بأن أمرًا سيئًا يحدث لنا، فقط لنكتشف لاحقًا أنه كان سببًا في حمايتنا من خطر أعظم؟
2. الخير المؤجل (الخير الذي يأتي مع الوقت): يتجلى هذا في قصة الغلام. عندما قتل الخضر الغلام، بدت الحادثة وكأنها ظلم بلا سبب ظاهر. لكن ما لا يعلمه الناس هو أن هذا الغلام كان سيكبر ليكون مصدر شقاء وعذاب لوالديه المؤمنين. كان موته رحمة لهم، وفتح بابًا لقدوم ذرية أفضل وأصلح منه. هذا النوع من الخير يعلمنا أن الفقد والألم أحيانًا يحملان في طياتهما خيرًا لم نكن لنتخيله. فقد نخسر أشخاصًا أو فرصًا، ونشعر بألم كبير، لكن الله يدخر لنا ما هو أفضل لنا في المستقبل.
3. الخير المخبأ (الخير الذي لا يُرى إلا بعد كشفه): وهذا النوع نجده في قصة الجدار. عندما أقام الخضر الجدار في القرية التي لم تقدم له ولصاحبه الطعام، قد يعتقد البعض أنه كان من الأولى أن يدع الجدار يسقط كنوع من العقاب على قسوة أهل القرية. ولكن الحقيقة كانت أن هناك كنزًا مدفونًا تحته لأيتام صغار، وكان من الضروري أن يبقى الجدار قائمًا حتى يكبروا ويستطيعوا استخراجه بأنفسهم. هذا النوع من الخير يوضح أن هناك أمورًا في حياتنا تبدو غير منطقية أو غير مفهومة في لحظتها، لكن مع مرور الوقت يظهر لنا السبب ونرى كيف أن الله كان يعمل لخيرنا في الخفاء.
في النهاية، يمكن أن نرى أن الخير قد يكون خفيًا في بداية الأمر أو يأتي بعد فترة طويلة من الانتظار أو يتجلى لنا في صور غير متوقعة. المهم أن نتحلى بالصبر والثقة في حكمة الله ورحمته في كل الظروف، وأن ندرك أن كل شيء يحدث لحكمة قد لا نراها فورًا، لكنها دائمًا موجودة ومليئة بالخير.