الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله...
يقول ربي تعالى في الحديث القدسي:
«يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم. يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم. يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم.
(فاستهدوني .. فاستكسوني.. فاستطعموني) كلها كلمات تدل على تمكن الرغبة ممن يطلبها ومما تجدر الإشارة إليه أن التاء في هذه الكلمات -كما يقول أهل اللغة- للطلب، بمعنى أنكم إذا أردتم الهداية أو الطعام أو الكسوة فاطلبوها من الله، فعلى قدر عزمكم وحرصكم على تحصيلها يكون إمداد ربكم إليكم..
فالإمداد على قدر الاستعداد.
فحجر الزاوية -إذن- في قضية الإمداد هو العزم والتصميم، لذلك أوضح القرآن أن أهم أسباب مخالفة أبينا آدم- عليه السلام- وأكله من الشجرة التي نُهي عنها هو قلة عزمه في ذلك﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا﴾
[طه: 115]..
فيا أيها المجاهد في سبيل الله
أقول لك وبالله أقول :
مازلنا بحاجة إلى المزيد من الإعداد...
تابع الإعداد والاستعداد طال زمن المعركة أم قصُر
أنت في عبادة بل من أجلِّ وأعلى وأفضل الطاعات
ذروة سنام الإيمان كما ذكر النبي العدنان صلوات ربي عليه والسلام الجهاد في سبيل...
أيها المجاهدون ! أنتم أنتم، أنتم نبال الإسلام وقسيُّه، وحباله وعصيُّه، غفاره ودوسه، وأوسه وخزرحه :
فإن عرف التاريخ أوساً وخزرجاً فأنتم بحول الله أوسٌ وخزرج...
لا تلتفت إلى المخذلين والمرجفين والطاعنين
امضِ في طريقك الى الله واصبر وصابر في الله، أعدَّ واستعدَّ، ولا تعدو عيناك عن هدفك السامي في تحكيم الشريعة، وفك الأسارى، ولا تلين يدك القابضة على السلاح، لا ترخٍ اصبعك عن الزناد فتباشير الصبح لاح.
فالله الله في علاقتك مع الله حافظ عليها عززها فلقد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها....
و اعلم أخي وحبيبي
بالإضافة إلى معسكراتك وإعدادك في التدريب وقطرات العرق أنه :
لا بد من صنع الرجال ومثله صنع السلاح
وصناعة الأبطال علم فى التراث له اتضاح
لا تصنع الأبطال إلا فى مساجدنا الفساح
فى روضة القرآن فى ظل الأحاديث الصحاح
فى صحبة الأبرار ممن فى رحاب الله ساح
شعب بغير عقيدةٍ ورقٌ تُذَريهِ الرياح
من خان "حي على الصلاة" يخون "حي على الكفاح"
✍ بقلم: الشيخ أبو الخير الدمشقي
طالب علم عامل في ثغور إدارة الأمن العام
https://t.me/shuraih12