قصيدة وشاعر ( فصيح) @sha3er_1000 Channel on Telegram

قصيدة وشاعر ( فصيح)

@sha3er_1000


للشعر العربي الفصيح


A: @n3_na3
A: @Mu_943

@sha3er_100 قناة الشعر الشعبي

قصيدة وشاعر ( فصيح) (Arabic)

قناة 'قصيدة وشاعر ( فصيح)' هي المكان المثالي لعشاق الشعر العربي الفصيح. تضم القناة مجموعة من أروع القصائد والشعراء الذين يتميزون بالبلاغة والجمال في تعبيرهم. تستطيع من خلال هذه القناة الاستمتاع بقراءة أعمال أدبية رائعة والتعرف على مواهب شعرية مميزة. من بين القصائد والشعراء الذين ستجدهم في هذه القناة: @n3_na3 و @Mu_943. إذا كنت تبحث عن قصائد تلامس القلوب وتثير العواطف، فقناة 'قصيدة وشاعر ( فصيح)' هي الخيار الأمثل لك. انضم الآن واستمتع بجمال الشعر العربي الفصيح! @sha3er_100

قصيدة وشاعر ( فصيح)

10 Nov, 16:03


تميم البرغوثي



“كم أظهرَ العشقُ من سرٍ وكم كتَما
وكم أماتَ وأحيا قبلنا أُمَما

قالت غلبتُكَ يا هذا ، فقلتُ لها
لم تغلبيني ولكنْ زِدتِني كرما

بعضُ المعاركِ في خُسرانِها شرفٌ
من عادَ مُنتَصراً من مثلها انهزما !

ما كنت أتركُ ثأري قطُّ قبلَهمْ
لكنّهم دخلُوا من حُسنِهِم حَرَما

يقسو الحبيبانِ قدْرَ الحبِّ بينهما
حتى لَتَحْسَبُ بينَ العاشِقَيْنِ دما

ويرجعانِ إلى خمرٍ مُعَتقةٍ
من المحبةِ تَنفي الشكَّ والتُهَما

جديلةٌ طرفاها العاشقانِ فما
تراهُما افترقا .. إلا ليلتَحِما

في ضمةٍ تُرجعُ الدنيا لسنَّتِها
كالبحرِ من بعدِ موسى عادَ والْتأَما

قد أصبحا الأصل مما يشبهان فَقُل
هما كذلكَ حقاً ، لا كأنَّهُما

فكلُّ شيءٍ جميلٍ بتَّ تُبصِرُهُ
أو كنتَ تسمعُ عنهُ قبلها، فَهُما

هذا الجمالُ الذي مهما قسا، رَحِما
هذا الجمال الذي يستأنسُ الألما

دمي فداءٌ لطَيفٍ جادَ في حُلُمٍ
بقُبْلَتَيْنِ فلا أعطى ولا حرَما

إنَّ الهوى لجديرٌ بالفداءِ وإن
كان الحبيبُ خيالاً مرَّ أو حُلُما

أو صورةٌ صاغَها أجدادُنا القُدَما
بلا سَقامٍ فصاروا بالهوى سُقَماً

الخَصْرُ وهمٌ تكادُ العينُ تخطئُهُ
وجوده بابُ شكٍ بعدما حُسِما

والشَّعرُ أطولُ مِن ليلي إذا هجرت
والوجْهُ أجملُ من حظي إذا ابتسما

في حُسنها شبقٌ غضبانُ قَيَّدَهُ
حياؤُها فإذا ما أفلتَ انتقما

أكرِمْ بهم ُعُصبةً هاموا بما وَهِمُوا
وأكرمُ الناسِ من يحيا بما وَهِما

والحبٌ طفلٌ متى تحكمْ عليهِ يَقُلْ
ظلمتَنِي ومتى حكَّمْتَه ظلما

إن لم تُطِعْهُ بكى وإن أطعتَ بغى
فلا يُريحُكَ محكوماً ولا حَكما

مُذ قلتُ دعْ ليَ روحي ظلَّ يطلُبُها
فقلتُ هاكَ اسْتَلِمْ روحي، فما اسْتلما

وإنَّ بي وجَعاً شبهتُهُ بصدىً
إنْ رنَّ رانَ ، وعشبٍ حينَ نمَّ نما

كأنني علَمٌ لا ريحَ تَنْشُرُهُ
أو ريحُ أخبارِِ نصرٍ لم تَجِدْ عَلما

يا منْ حَسَدْتُم صبِياً بالهوى فَرِحاً
رِفقاً به ، فَهُوَ مقتولٌ وما علما”

قصيدة وشاعر ( فصيح)

22 Jul, 11:13


موفق محمد


النهرُ فرّ من الضفاف ولم يؤشر دفتره
من أين يأتي والجسور مفارزٌ قامت عليها المقصلة؟
النهرُ قُيد بالسلاسل والموج يحلم بالخلاص.
إن فرّ أو قصد السواقي مات رمياَ بالرصاص.
كلّ البحار تصير أخوةَ يوسفَ
والفرات هو الضحية.
في أي جبّ غاب عن ضمأ الحسين؟
لو كان نهراً لأعتلى القمرين
وأعتصر الضيا نوراً على شفة الحسين.
ما زلت تجري يافرات، وأراك تجري في كبد
الموج يقتل بعضه بعضاً وتنهمر الدماء
سوداء يصبغها الكمد
من يومها لم تروِ من ضمأٍ أحد.
يا أيها النهر الذي ما ذاق من ضمأ الحسين
لو ذقت منه لسار موجك
في الضياء وفي الحياة الى الأبد
ولصرتَ قبلة كل ماء في السماء
وتوضأت فيك البحارُ ورتلت:
يا أيها النهر الصمد،
يا أيها النهر الصمد.

قصيدة وشاعر ( فصيح)

17 Jul, 02:55


ملحمة جعفر الحلّي


وَجه الصَباح عليَّ لَيلٌ مُظلمُ
وَربيع أَيامي عَليَّ محرَّمُ
وَاللَيل يَشهد لي بِأَني ساهر
مُذ طابَ لِلناس الرقادُ وَهوّموا
بي قَرحةٌ لَو أَنَّها بيَلملمٍ
نَسفت جَوانبه وَساخَ يَلملم
قَلقاً تَقلِّبني الهُموم بمضجعي
وَيَغور فكري في الزَمان وَيُتهم
مَن لي بِيَومِ وَغىً يَشب ضَرامه
وَيَشيب فودُ الطفل مِنهُ فَيَهرم
يُلقِي العجاجُ بِهِ الجرانَ كَأَنَّهُ
لَيلٌ وَأَطرافُ الأَسنة أَنجم
فَعَسى أَنال مِن الترات مَواضياً
تُسدي عَليهن الدُهورُ وَتُلحِم
أَو مَوتة بَينَ الصُفوف أُحبُّها
هِيَ دين معشريَ الَّذينَ تقدموا
ما خلت أن الدَهر مِن عاداته
تَروى الكِلابُ بِهِ وَيَظمى الضَيغم
مثل اِبن فاطمةٍ يَبيت مُشَرّداً
وَيَزيدُ في لَذاته متنعِّم
يَرقى مَنابرَ أَحمَدٍ مُتأمراً
في المُسلمين وَلَيسَ يُنكرُ مُسلم
وَيَضيِّق الدُنيا عَلى اِبن محمدٍ
حَتّى تَقاذفه الفَضاء الأَعظَم
خَرج الحُسينُ مِن المَدينة خائِفاً
كَخُروج مُوسى خائِفاً يَتكتَّم
وَقَد اِنجَلى عَن مَكة وَهوَ اِبنُها
وَبَهِ تَشرَّفت الحَطيمُ وَزَمزَم
لَم يَدر أَينَ يريح بُدنَ ركابه
فَكأنَّما المَأوى عَلَيهِ محرَّم
فَمشت تؤمُّ بِهِ العِراقَ نَجائبٌ
مثل النَعام بِهِ تَخبُّ وَترسم
متعطفاتٍ كَالقسيِّ مَوائِلاً
وَإِذا اِرتَمَت فَكأنما هِيَ أَسهم
حفته خَيرُ عصابةٍ مضريةٍ
كَالبَدر حينَ تَحف فيهِ الأَنجُم
ركبٌ حجازيون بَينَ رحالهم
تَسري المنايا أنجدوا أَو أتهموا
يَحدون في هزج التلاوة عيسَهم
وَالكُلُّ في تَسبيحه يَترنَّم
متقلدين صَوارماً هنديةً
مِن عَزمهم طُبعت فَلَيسَ تَكهَّم
بيض الصفاح كَأَنَّهن صَحائفٌ
فيها الحِمام مُعنونٌ وَمُترجَم
إِن أَبرقت رَعدت فَرائصُ كُلِّ ذي
باسٍ وَأَمطَر مِن جَوانبها الدَم
وَيَقوّمون عَوالياً خطيةً
تَتَقاعد الأَبطال حينَ تُقوَّم
أَطرافها حمرٌ تزان بِها كَما
قَد زانَ بِالكَف الخَضيبةِ معصم
إِن هَزَّ كُلٌّ مِنهُمُ يَزنيَّهُ
بيديه ساب كَما يَسيب الأَرقَم
وَلَصبرُ أَيوب الَّذي ادَّرَعوا بِهِ
مِن نَسج داودٍ أَشَدُّ وَأَحكَم
نَزَلوا بِحومة كَربلا فَتطلَّبت
مِنهُم عَوائدَها الطُيورُ الحُوَّم
وَتباشر الوَحشُ المثارُ أَمامهم
أن سوف يَكثر شربُه وَالمطعم
طَمعت أُميةُ حينَ قلَّ عَديدُهم
لِطليقهم في الفَتح أن يَستسلِموا
وَرَجوا مذلَّتهم فَقُلن رِماحهم
مِن دُون ذَلِكَ أَن تُنال الأَنجُم
حَتّى إِذا اِشتَبك النِزالُ وَصرَّحت
صيدُ الرِجال بِما تجنُّ وَتَكتم
وَقع العذابُ عَلى جُيوش أُميةٍ
مِن باسلٍ هوَ في الوقايع مَعلَم
ما راعَهُم إِلّا تَقحُّمُ ضَيغمٍ
غيران يَعجم لَفظه وَيدمدم
عبست وُجوه القَوم خَوف المَوت وَال
عَباسُ فيهم ضاحكٌ متبسم
قَلب اليَمين عَلى الشَمال وَغاص في ال
لأوساط يَحصد في الرُؤوس وَيَحطم
وَثَنا أَبو الفَضل الفَوارس نُكَّصاً
فَرَأوا أَشدَّ ثَباتهم أَن يُهزَموا
ما كرَّ ذو بَأس لَهُ متقدِّماً
إِلا وَفَرَّ وَرَأسُهُ المتقدِّم
صبغ الخُيولَ برمحه حَتّى غَدا
سيان أَشقَر لَونها وَالأَدهم
ما شد غضَباناً عَلى مَلمومةٍ
إِلا وَحلَّ بِها البَلاء المُبرم
وَلَهُ إلى الإِقدام سُرعةُ هاربٍ
فَكأنَّما هوَ بِالتقدُّم يَسلم
بَطل تَورَّثَ مِن أَبيه شَجاعةً
فيها أُنوف بَني الضَلالة ترغم
يَلقى السِلاح بِشدة مِن بأسه
فَالبيض تُثلَمُ وَالرِماح تُحَطَّم
عرف المَواعظَ لا تُفيد بمعشرٍ
صَمّوا عَن النَبأ العَظيم كَما عَموا
فَاِنصاعَ يَخطبُ بِالجَماجم وَالكلا
فَالسَيف يَنثر وَالمثقَّف ينظم
أَو تَشتَكي العَطشَ الفَواطمُ عِندَه
وَبصدر صعدته الفراتُ المُفعم
لَو سَدُّ ذي القرنين دُون وَرودِه
نَسَفته همَّتُه بِما هوَ أَعظَم
وَلو اِستَقى نَهر المَجرة لارتقى
وَطَويل ذابله إِلَيها سلَّم
حامي الظَعينة أَين مِنهُ رَبيعةٌ
أَم أَين مِن عَليا أَبيهِ مكدم
في كَفِّهِ اليُسرى السَقاء يقلُّهُ
وَبِكَفِّهِ اليُمنى الحسام المخذم
مثل السَحابة لِلفَواطم صَوبُه
وَيَصيب حاصبُه العَدوَّ فَيُرجَم
بَطلٌ إِذا رَكب المطهمَ خلتَه
جَبلاً أَشمَّ يَخفُّ فيهِ مطهَّم
قَسماً بِصارمه الصَقيل وَإِنَّني
في غَير صاعقة السَما لا أقسم
لَولا القَضا لَمحى الوُجود بِسَيفه
وَاللَه يَقضي ما يَشاءُ وَيحكم
حَسمت يَديهِ المرهفاتِ وَإِنَّهُ
وَحسامَهُ مِن حدهنَّ لَأَحسم
فَغَدا يَهمُّ بِأَن يَصول فَلَم يطق
كاللَيث إِذ أظفاره تَتقلَّم
أَمن الرَدى مَن كانَ يَحذر بَطشَهُ
أَمْنَ البُغاثِ إِذا أُصيبَ القشعم
وَهوى بِجَنبِ العلقميِّ فَلَيتَه
لِلشاربين بِهِ يُدافُ العلقم
فَمَشى لمصرعه الحسين وَطَرفُه
بَينَ الخِيام وَبَينه متقسِّم
ألفاه مَحجوب الجَمال كَأَنَّهُ

قصيدة وشاعر ( فصيح)

17 Jul, 02:55


بَدرٌ بِمنحطمِ الوَشيج مُلَثَّم
فَأكبَّ محنيّاً عَلَيهِ وَدَمعُهُ
صبغ البَسيطَ كَأَنَّما هوَ عَندم
قَد رامَ يَلثمُهُ فَلم يَرَ موضعاً
لَم يَدمِه عَضُّ السِلاح فَيَلثَم
نادى وَقَد مَلأ البَوادي صَيحةً
صمُّ الصُخور لِهَولِها تَتَأَلَّم
أَأُخيَّ يَهنيك النَعيم وَلَم أَخل
تَرضى بِأَن أَرزى وَأَنتَ منعَّم
أَأُخيَّ مَن يَحمي بَنات محمد
إِن صُرنَ يَسترحمنَ مَن لا يَرحَم
ما خلت بُعدَك يَستَسرُّ سَواعدي
وَيَكفُّ باصِرَتي وَظهري يقصم
لِسواك يُلطم بِالأَكُفِّ وَهَذِهِ
بيضُ الظُبا لك في جَبيني تلطم
ما بَينَ مصرعك الفَظيع وَمَصرعي
إلا كَما أَدعوك قَبلُ وَتنعم
هذا حسامك من يَذب بِهِ العِدى
وَلِواك هذا مَن بِهِ يَتقدَّم
هوَّنت يا اِبن أَبي مصارعَ فتيتي
وَالجَرح يُسكِنُهُ الَّذي هُوَ أَأْلَم
يا مالِكاً صَدر الشَريعة إِنَّني
لِقليل عُمري في بُكاكَ مُتَمِّم

قصيدة وشاعر ( فصيح)

06 Jun, 08:46


افياء الاسدي

برسم البيع

مَن يشتري هذا الحطبْ؟
جسدٌ شقيٌّ لا تُرى العلّاتُ فيهِ،
ساومتْهُ الشمسُ ،
والأيامُ ،
والليلُ النقيّ ،
وما استجابْ
قد تصنعون مقابضاً من ساعديهْ،
وبطولهِ قد تصنعون أريكةً،
أو مئزرا ؛
يؤوي إنِ انهمر السحابْ
وتخيّلوا ..
جسدا ويُصنعُ منه بابْ!
وعليكمُ أنْ تحطبوه ببسمةٍ؛
أو قبلةٍ في يوم بردْ،
وتذكّروا ..
صلبٌ ويغفو فيه وردْ،
هو أمّةٌ في شكلِ فردْ،
فإذا تبسّم .. ينكسرْ!
***
مَن يشتري هذا الحطبْ؟
بعد احمرار الشمس ؛
عند غروبها،
فلقد ترعرعَ في المداخنْ،
جسدٌ ترافقه الخطوبُ؛
دخيلةً تأتي إليهِ،
وتستريحُ به الكوائنْ!
***
مَن يشتري هذا الحطبْ؟
جسد نحيلٌ
لا يخاف النار والفئرانَ،
لا يُخشى عليه مِن الصداعْ،
جسدٌ يحاكيه الجحيمُ؛
ويرتجيه بأنْ يشاركَه المتاعْ،
جسدٌ كريمٌ ؛
لا يردّ شرارةً ،
أ فتشترونَ؟ ؛
وكلُّ قامتهِ ذراعْ؟
جسدٌ يلاعبُ حربهُ ؛
ويشبُّ قدّر المستطاعْ!
***
مَن يشتري هذا الحطبْ؟
جسدٌ هشيمْ
لكنْ عليه تعلّم العشّاق رسم المنحنى
في حربهِ ضدّ الأديمْ
وإليه يستندُ الجحيمْ
جسدٌ بنحتِ المارقين
لرقصةٍ فيها النعيمْ
متناقضُ المسموحِ والممنوعِ
مِنْ زمنٍ قديمْ
جسدٌ نديمْ!
***
مَن يشتري هذا الحطبْ؟
للتوّ قابلتُ الهواةَ،
تحيّروا ،
ظنّوا بأنّ البيع مضمونٌ ؛
بأرضٍ من ذهبْ!
لكنّه جسدٌ حطبْ!
أغلى مِنْ الصخر المرصّع بالرخامْ،
أغلى مِنْ الغابات أجمعِها،
ومِن صوتِ الصَموتْ،
أغلى مِنْ النظرِ الخفوتْ،
جسدٌ نحيتْ
أغلى ، فقد كان الأنامْ!
والآن في الـ (يا ليت) منهُ؛
يدقُّ قلبٌ مِن ضرامْ،
ولأن فيه يدقّ هذا ؛
صدَّهم،
رحلَ الهواة،
لم يسترحْ،
ما اختارهمْ،
وأختار أن يذوي بكفَّي الحياةْ،
جسداً لكفٍّ من صدوقْ،
يا من أريدُ ..
أ تشتري هذا الحطبْ؟
أحلاهُ في حبٍّ دفيقْ،
جسدٌ تربّى للحريقْ!

قصيدة وشاعر ( فصيح)

31 May, 13:18


ابن معصوم


أَشارَت مَن لها في الحُسن شارَه
فأَفهمتِ الضَّميرَ من الإِشارَه

وَبشَّر طيفُها بالوَصل لَيلاً
ووافاني يَقول لكَ البِشارَه

مُهفهفةُ القَوام إذا تَثَنَّت
ثنت قَدّاً تفرَّدَ بالنَضارَه

لها خَدٌّ تَسعَّرَ جلُّ ناري
به لَمّا أَراني جُلَّنارَه

توقَّ أَخا الغرام رُضابَ فيها
فَكَم شقَّت حلاوتُها مَرارَه

وَكم غرَّت بماضي مُقلتَيها
مُعَنّىً حكَّمت فيه غِرارَه

وشبّهت الحُسامَ به مَضاءً
فَغار فَشَنَّ في العُشّاق غارَه

جَرى ماءُ النَعيم بوَجنتيها
فَزاحمه الجَحيمُ فشبَّ نارَه

تُريكَ إذا بدت وَهناً محيّاً
يُحاكي ليلُه ضوءاً نَهارَه

وَلَولا أَنَّه قَمَرٌ تَجَلّى
لَما دار الخِمارُ عليه دارَه

وَتُبدي حالَتي وصلٍ وصدٍّ
فُتحيي تارَةً وَتُميتُ تارَه

سَكِرتُ بحبِّها من قبل سُكري
وما عاقرتُ من دَنٍّ عُقارَه

وَقالوا حبُّها نارٌ تَلظّى
لَقَد قاسوا وما قاسوا أوارَه

فأَينَ النارُ منه وَمِن لَظاهُ
وَلَيسَ النارُ منه سِوى شَرارَه

وَكَم عاصيتُ فيها من نَصوحٍ
أَقالَ اللَه من نُصحي عِثارَه

رأَى هَجري وَلَم يَعلم لجهلٍ
بأَنَّ الهَجرَ عُقباهُ الزِيارَه

وَقاسَمتُ العَذولَ عَلى هَواها
فَكانَ الرِّبحُ لي وَلَه الخَسارَه

قصيدة وشاعر ( فصيح)

29 May, 08:57


ناصيف اليازجي


يَـا بَـائِـعَ الصَّبْـرِ لَا تُشْفِـقْ عَـلَىٰ الشَّـارِي ..
فَـدِرْهَـمُ الصَّبْـرِ يَسْـوَىٰ ألْــفَ دِينَـارِ

لَا شَـيْءَ كَالصَّبْـرِ يَشْفِـي جُـرحَ صَاحِبِـهِ ..
وَلَا حَـوَىٰ مِـثْلَـهُ حَـانُـوتُ عَـطَّـارِ

هَـذَا الَّـذِي تُـخْمِــدُ الأحـزَانَ جُـرعَتُـهُ ..
كَـبَـارِدِ المَـاءِ يُـطفِـي حِـدَّةَ الـنَّـارِ

وَيَحفَـظُ القَـلْـبَ بَــاقٍ فِـي سَـلَامَتِـهِ ..
حَـتَّىٰ يُبَـدَّلَ إعسَـارٌ بِـإيسَـارِ

إنَّ السَّـلَامَـةَ كَـنـْزٌ .؟ كُـلُّ خَـرْدَلَـةٍ ..
مِـنْـهُ تُـقَـوَّمُ مِـنْ مَـالٍ .. بِقِنْطـارِ

وَالْـمَـالُ يُـدعَـىٰ صَـدِيـقَـاً عِـنـدَ حَـاجَتِـهِ ..
وَقَـد يَكُـونُ عَـدُوَّاً دَاخِـلَ الـدَّارِ

يَـا مَـنْ حَـزِنْـتَ لِـفَـقْـدِ الْـمَـالِ إنَّـكَ قَـد ..
خُـلِقْـتَ عَـارٍ ومَـا فِـي ذَاكَ مِـنْ عَـارِ

كَـمَـا أتَـىٰ أمْـسِ ذَاكَ الْـمَـالُ مُكتَسَبَـاً ..
يَـأتِـي غَـدَاً مِـنْ بَـدِيـعِ اللُّطـفِ جَـبَّـارِ

حَـوادِثُ الـدَّهْـرِ تَجـرِي فِـي البِـلَادِ عَـلَىٰ ..
مَـرَاتِـبِ النَّـاسِ مِـقْـدَاراً بِـمِقْـدَارِ

إنَّ الـرِِّيَـاحَ تُـصِيـبُ الـنَّخْـلَ تَـقْصِفُـهُ ..
وَلَـيْـسَ تَقْصِـفُ غُصـنَ الشِِّـيـحِ وَالْـغَــارِ

إذَا بَـقِـي مِنْـكَ أدنَىٰ فَضْلَـةٍ صَغُـرَتْ ..
فَـإنَّهَـا قِطعَـةٌ مِـنْ طَـوْرِ أطـوَارِ

هَـبْ أنَّـكَ الشَّمْـسُ فِـي الأفْـلَاكِ طَالِعَـةً ..
هَـلْ تَسْلَـمُ الشَّمْـسُ مِـنْ كَسْـفٍ وَأكْـدَارِ .؟

والشَّمْـسُ فِـي بُـرجِهَـا شَمْـسٌ وَلَـوْ كَسَفَـتْ ..
فَـلَا يُحَـطُّ عُـلَاهَـا كَـسْـفُ أنْـوَارِ

لِلـدَّهْـرِ يَـوْمٌ عَـلَيْـنَـا لَا يَـدُومُ كَـمَــا ..
يَـوْمٌ لَـنَـا لَـمْ يَـدُمْ فِـي حُكْـمِـهِ الجَـاري

لَا يَـلْبَـثُ الْـغُصـنُ عُـريَـانَـاً بِـلَا ثَـمَـرٍ ..
حَـتَّىٰ تَـرَاهُ بِـأوْرَاقٍ وَأثْـمَـارِ

سَـيَفْـتَحُ اللَّــهُ بَــابَــاً لَـيْـسَ تَـعـرِفُـهُ ..
وَمَـنْهَجَـاً غَـيْـرَ مَلْحـوظٍ بِـأبْصَـارِ

إذَا قَـطَعـنَـا رَجَـاءَ النَّفْـسِ مِـنْ فَـرَجٍ ..
فَـإنَّـنَـا قَـد قَـطَعـنَـا رَحـمَـةَ الْـبَـارِي

قصيدة وشاعر ( فصيح)

27 May, 08:52


نزار قباني


الحب ..
ليس روايةً شرقيةً ،
بختامها يتزوج الأبطال..!
لكنه ..
الإبحار دون سفينةٍ
وشعورنا أن الوصول محال..!

هو أن تظل ،
على الأصابع رعشةٌ ،
وعلى الشفاه المطبقات سؤال..!

هو جدول الأحزان في أعماقنا
تنمو كروم حوله .. وغلال.. !
هو هذه الأزمات
تسحقنا معاً ..
فنموت نحن ، وتزهر الآمال..!

هو أن نثور لأي شيءٍ تافهٍ..
هو يأسنا ..
هو شكنا القتال..!

هو هذه الكفّ التي تغتالنا...
ونقبّلُ الكفّ التي
تغتال..!!

قصيدة وشاعر ( فصيح)

19 Apr, 08:53


ابو فراس الحمداني



غَيرِي يُغَيّرُهُ الفَعَالُ الجَافي،
و يحولُ عنْ شيمِ الكريمِ الوافي

لا أرْتَضِي وُدّاً، إذا هُوَ لمْ يَدُمْ
عِندَ الجَفَاءِ، وَقِلّة ِ الإنْصَافِ

تعسَ الحريصُ ، وقلَّ ما يأتي بهِ
عِوَضاً من الإلحَاحِ والإلحَافِ

إنَّ الغنيَّ هو الغنيُّ بنفسهِ
وَلَو أنّهُ عارِي المَناكِبِ، حَافِ

ما كلُّ ما فوقَ البسيطة ِ كافياً،
فإذا قَنِعتَ فكُلّ شيءٍ كافِ

وَتَعافُ لي طَمَعَ الحَرِيصِ أُبُوّتي،
و مروءتي ، وفتوتي ، وعفافي

ما كثرة ُ الخيلِ الجيادِ بزائدي
شَرَفاً، وَلا عَدَدُ السّوَامِ الضّافي

خَيْلي، وَإنْ قَلّتْ، كَثيرٌ نَفعُها
بينَ الصوارمِ ، والقنا الرَّعافِ

و مكارمي عددُ النجومِ ؛ ومنزلي
مأوَى الكِرَامِ، وَمَنزِلُ الأضْيَافِ

لا أقتني لصروفِ دهري عدة ً
حتى كأنَّ صروفهُ أحلافي

شِيَمٌ عُرِفتُ بهنّ، مُذْ أنَا يَافِعٌ،

وَلَقَدْ عَرَفتُ بِمِثْلِهَا أسْلافي

قصيدة وشاعر ( فصيح)

07 Jan, 20:11


كريم العراقي


ضاقت عليَّ كأنَّها تابوتُ
لكنَّما يأبى الرَّجَاءُ يموتُ
والصبرُ يعرفُ من أنا منذُ الصبا
وشمٌ له في أضلعي منحوتُ
فنشأتُ تحتَ الضيمِ غيرَ مُرفه
ما راعني الحرمانُ والطاغوتُ
وأنا الذي دفنَ اللئام منابعي
وطوى يدي بسحره هاروتُ
أرأيتَ حيًّا ميتًا متماسكًا
متفائلًا وله الأماني قوتُ
هذا أنا.. سرقت شبابي غربتي
وتنكرت لي أعينٌ وبيوتُ
يا مسعفي لو في الرجاءِ مذلةٌ
دعني عزيزًا في العرينِ أموتُ
أنا نخلةُ الفردوس جفَّ فراتها
وأنينها وأنينه مكبوتُ
علمٌ أنا والرِّيحُ باست رأسَهُ
مَنْ باركته الريحُ كيف يموتُ
أمشي جريحًا والعيونُ مضيئة
كبريقِها الألماسُ والياقوتُ
يا ناثرَ الأوهامِ فوقَ جراحِنا
وا خيبتاهُ إذا الأوانُ يفوتُ
فرجٌ عسيرٌ والولادةُ صعبةٌ
والصابرون على القضاءِ سكوتُ
والأرضُ حُبلى بالمخاضِ المُرْتَجَى
وبصيحةٍ يصحو لها الملكوتُ
ضاقت عليَّ كأنَّها تابوتُ
لكنَّما يأبى الرَّجَاءُ يموتُ

قصيدة وشاعر ( فصيح)

06 Jan, 12:03


عبد الرحيم البرعي اليماني



أَغيبُ وَذو اللطائفِ لا يَغيبُ
وَأَرجوهُ رجاءً لا يخيبُ
واسألهُ السَلامة من زَمانٍ
بُليتُ به نوائبه تشيبُ
وأنزل حاجَتي في كل حالٍ
الى من تطمئن به القلوبُ
وَلا أَرجو سواه اذا دهاني
زَمان الجور وَالجار المريب
فَكَم لِلَّه من تَدبير أَمرٍ
طوتهُ عَن المشاهدة الغيوبُ
وَكَم في الغَيب مِن تَيسير عسرٍ
وَمن تفريج نائبة تنوبُ
وَمن كرمٍ ومن لطفٍ خفيّ
وَمن فرج تزول به الكروبُ
وَمالي غير باب اللَه بابُ
وَلا مولى سواه وَلا حَبيبُ
كَريمٌ منعمٌ برّ لَطيفُ
جَميل الستر للداعي مجيبُ
حَليمٌ لا يعاجل بالخَطايا
رَحيمٌ غيم رحمته يصوبُ
فَيا مَلِك المُلوك أَقل عثاري
فأنّي عنك أنأتني الذنوب
وأمرضني الهوى لهوان حظي
وَلكن لَيسَ غيرك لي طَبيبُ
وَعاندني الزَمان وقل صبري
وَضاق بعبدك البلد الرَحيب
فآمن روعَتي واكبت حسودي
يعاملني الصَداقة وَهوَ ذيب
وَعِد النائبات الى عَدوي
فان النائبات لها نيوبُ
وآنسني بأولادي وَأَهلي
فَقَد يَستَوحش الرجل الغَريب
وَلي شجن باطفال صغار
أَكادَ اذا ذكرتهم أذوب
وَلكني نبذت زمام أَمري
لمن تدبيره فيه عَجيب
هُوَ الرَحمن حولى واِعتصامي
به واليه مبتهلا أَنيب
الهي أَنتَ تَعلَم كَيفَ حالي
فَهَل يا سَيدي فرج قَريب
وَكَم متملق يَخفي عنادا
وَأَنتَ عَلى سريرته رَقيب
وَحافر حفرة لي هار فيها
وَسهم البغي يدرك من يصيب
وَممتنع القوى مستضعف بي
قصمت قواه عني يا حسيب
وَذي عصبية بالمكر يَسعى
الى سعي به يوم عصيب
فَيا ديّان يوم الدين فرج
هموماً في الفؤاد لها دَبيب
وَصل حبلي بحبل رضاك وأنظر
إِليّ وتب عَلي عسى أَتوب
وَراع حمايتي وَتوّل نصري
وَشد عِراي ان عرت الخطوب
وأفنِ عداي واقرن نجم حظي
بسعد ما لطالعه غروب
والهمني لذكرك طول عمري
فان بذكرك الدنيا تطيب
وَقل عبد الرَحيم ومن يَليه
لهم في ريف رأفتنا نصيب
فَظَني فيك يا سندي جَميل
وَمَرعى ذود آمالي خصيب
وَصل عَلى النَبي وآله ما
ترنم في الآراك العَندَليب

قصيدة وشاعر ( فصيح)

26 Jul, 08:11


سراج محمد


تنأى الأسنةُ ما قاربتَها كرماً
كأن جسمَك في طعناتها ضيفُ

كيف استطعت وحيداً نسفَ كثرتهم
هل واحدٌ أنت يا عباس أم ألف؟

بمَ انبريت ؟ بماذا جئت لحظتها؟
حتى يخافَ بدا من نفسهِ الخوفُ

هل كان خلفك رب تستعين به
أم كان ربك قدّاماً فمَن خلفُ؟

من كان يحصدُ زرع السوء عن يدهِ
ليقبلَ العقلُ ما لا يقبلُ الظرفُ

بل أين تجعلُ أجسادَ الذين قضوا
هل كان للخيل في أرسانها رفُّ ؟

وهل غرِقتَ ببحرٍ من أعنتهم
نعم غرقتَ ؛ لأن الكلَّ قد جفّوا

مذ قيدوا الماءَ قال الماءُ معذرةً
فجاء يركض عطشاناً لك الجرفُ

وجاء جرحُك مأخوذاً عليه بهِ
ماذا نقولُ غداً لله يا نزفُ

أكلّما اهتز عرشُ الله تمسكه
متى سينفدُ من أركانك العطفُ ؟

الناس تذرفُ دمعاً وقتَ حيرَتِها
وأنتَ تذرفُ أطرافاً لها ذرفُ

والناس أيضاً سلوك السّيف يقتلهم
إلاك يخجلُ من أبعادك العرفُ

فما أضرّك سيفٌ كي تموتَ بهِ
أماتك الوعدُ للحوراء لا الحتفُ

قصيدة وشاعر ( فصيح)

18 Jun, 13:44


نازك الملائكة

عن اللونِ والبحرِ تسألني يا حبيبي
وأنتَ شراعي
وألوانَ بحري
وغيبوبةِ الحلْم في مقلتي

وأنتَ ضبابُ دروبي
وأنت قلوعي
وأنتَ ذرى موجتي

ووردةَ حزني، وعطرَ شحوبي

عن اللون والبحر
تسألني يا حبيبي

وأنتَ بحاري
ومرجانتي ومحاري
ووجهك داري

قصيدة وشاعر ( فصيح)

29 May, 14:55


ابن سهل الاندلسي


خدعوا فؤادي بالوصال وعندما
شبوا الهوى في أضلعي هجروني

لم يرحموني حين حان فراقهم
ماضرهم لو أنهم رحموني

ومن العجائب أن تعجب عاذلي
من أن يطول تشوقي وحنيني

يا عاذلي ذرني وقلبي للهوى
أأعرتني قلبا لحمل شجوني

ماكان ضرك ياشقيقة مهجتي
أن لو بعثت تحية تحييني

هيهات ان تخفى علامات الهوى
كاد المريب أن يقول خذوني

ماكنت أحسب قبل حبك أن أرى
في غير دار الخلد حور عين

قسما بحسنك مابصرت بمثله
في العالمين شهادة بيمين

قصيدة وشاعر ( فصيح)

06 May, 08:11


جاسم الصحيح


في كلِّ عضوٍ منكِ روحُ تُقىً
تُضفِي عليه جمالَهُ الأنقَى

فكأنَّ خصرَكِ وَسْطَ عُزلَتِهِ
مُتَصَوِّفٌ لِلعالمِ الأبقى

و كأنَّ جِيدَكِ في استقامتِهِ
مُتَمَسِّكٌ بالعروةِ الوثقى

في الخَصرِ ما في الجِيدِ من وَرَعٍ
لا تسألي مَن منهما الأتقى

وجوارحي بِهَواكِ قد غَرِقَتْ
فأنا هنا سَيلٌ مِنَ الغرقَى

و أنا الضحايا في حقيقتِهم
لا تَطلُبِي من غيرِهِم صِدقا

هيا اعشقيني كي يُتاحَ لنا
أن نستعيدَ لِنَفسِنا الخَلْقَا

قصيدة وشاعر ( فصيح)

10 Apr, 00:33


بدر شاكر السياب

سفر ايوب

لك الحمد مهما استطال البلاء
ومهما استبدّ الألم
لك الحمد، إن الرزايا عطاء
وان المصيبات بعض الكرم.

ألم تُعطني أنت هذا الظلام
وأعطيتني أنت هذا السّحر؟
فهل تشكر الأرض قطر المطر
وتغضب إن لم يجدها الغمام؟

شهور طوال وهذه الجراح
تمزّق جنبي مثل المدى
ولا يهدأ الداء عند الصباح
ولا يمسح اللّيل أوجاعه بالردى.

ولكنّ أيّوب إن صاح صاح:
لك الحمد، ان الرزايا ندى

وإنّ الجراح هدايا الحبيب
أضمّ إلى الصّدر باقاتها
هداياك في خافقي لا تغيب،
هداياك مقبولة هاتها..

قصيدة وشاعر ( فصيح)

31 Mar, 00:33


كريم العراقي

بيت من الشعر اذهلني بروعتهِ
توسد القلب مذ ان خطه القلمُ

اضحى شعاري وحفزني لأكرمه
عشرين بيتا لها من مثله حكم

لا تشكُ للناسِ جُرحاً أنت صاحِبهُ
لا يؤلِمُ الجرحُ إلا من به ألمُ

شكواك للناسِ يا ابن الناسِ منقصةً
ومَن مِنَ الناسِ صاحٍ ما بهِ سَقَمُ

فالهمُ كالسيلِ والأمراضُ زاخرةً
حُمر الدلائل مهما أهلُها كَتَمُ

فإن شكوتَ لمن طاب الزمان لهُ
عيناكَ تغلي ومن تشكو لهُ صنمُ

وإذا شكوتَ لمن شكواك تُسعِدُهُ
أضفتَ جُرحاً لجُرحِكَ إسمَهُ النَدَمُ

هلْ المواساةَ يوماً حررت وطناً
أم التعازي بديلٌ إن هوى العَلمُ

من يندبِ الحظ يُطفئ عينَ هِمّتهِ
لا عينَ للحظِ إن لم تُبصرَ الهِمَمُ

كم خاب ظني بمن أهديتهُ ثقتي
فأجبرتني على هجرانهُ التُهَمُ

كم صِرتُ جِسراً لمن أحببتهُ
فمشى على ضلوعي وكم زلت به قدمُ

فداس قلبي وكأن القلب منزلهً
فما وفائي لخلٍ ماله قيمُ

لا اليأس ثوبي ولا الأحزان تكسرني
جرحي عنيد بلسع النار يلتئمُ

اشرب دموعك أجرع مُرها عَسلاً
يغزو الشموع حريق وهي تبتسمُ

والجم همومك واسرج ظهرها فرسا
ً وانهض كسيف إذا الانفصال تلتحمُ

عدالة الأرض منذ ان خلقت مزيفةً
والعدل في الأرض لاعدل ولا ذممُ

والخير حمل وديع طيب قَلِقُ
والشر ذئب خبيث ماكر نَهِمُ

كل السكاكين صوب الشاة راكضةً
لتطمئن الذئب أن الشمل ملتئمُ

كن ذا دهاء وكن لصاً بغير يدٍ
ترى الملذات تحت يديك تزدحمُ

المالُ والجاهُ تِمثالان من ذَهبُ
لهما تصلي بكل لغاتها الأممُ

والأقوياء طواغيت فراعنةٌ
وأكثرُ الناسِ تحت عروشهم خدمُ

شكواك شكواي يا من تكتوي ألماً
ما سال دمع على الخدين سال دمُ

ومن سوى الله نأوي تحت سدرتهُ
ونستغيث به عوناً ونعتصمُ

كُن فيلسوفاً ترى أن الجميع هنا
يتقاتلون على عدم وهم عدمُ

قصيدة وشاعر ( فصيح)

20 Mar, 11:22


عدي بن ربيعة ( الزير سالم)


الزير أنشدَ شعراً من ضمائره
.العز بالسيفِ ليس العزُ بالمالِ

شيبونٌ ارسلَ نهارَ الحربِ يطلبني
. يريد حربي وقتلي دون ابطالي

نصحتهُ عن حربي فلم يطاوعني
.بارزتهُ فهوى للارضِ بالحالِ

المالُ يبني بيوتاً لا عماد لها
..والفقرُ يهدِّمُ بيوتاً سقفها عالي

دَعْ المقاديرَ تجري في اعنتها
...ولا تبيتنَ الا خاليَ البالِ

ما بين لحظة عينٍ وانتفاضتها
..يغيرُ اللهُ من حالٍ الى حالِ

فكن مع الناسِ كالميزانِ معتدلٌ
..ولا تقولنَّ ذا عمي وذا خالي

العمُ من انت مغمورٌ بنعمتهِ
..والخالُ من كنت من اضرارهِ خالِ

لا يقطعُ الرأسَ الا من يركِّبهُ.
ولا تردُ المنايا كثرةُ المالِ

قصيدة وشاعر ( فصيح)

08 Mar, 17:08


ابو فراس الحمداني


أَمَا لِجَمِيلٍ عِنْدَكُنّ ثَوَابُ؟
وَلا لِمُسِيء عِنْدَكُنّ مَتَابُ؟

لَقَد ضَلّ مَنْ تَحوِي هوَاهُ خَرِيدةٌ
وقدْ ذلَّ منْ تقضي عليهِ كعابُ

ولكنني ( والحمدُ للهِ ) حازمٌ
أعزُّ إذا ذلَّتْ لهنَّ رقابُ

وَلا تَمْلِكُ الحَسْنَاءُ قَلْبيَ كُلّهُ
وإنْ شَملتها رقِّة ٌ وشبابُ

وَلَيْسَ فرَاقٌ ما استَطَعتُ فإن يكُنْ
فراقٌ على حالٍ فليسَ إيابُ

بِمَنْ يَثِقُ الإنْسَانُ فِيمَا يَنُوبُهُ
وَمِنْ أينَ للحُرّ الكَرِيمِ صِحَابُ؟

وَقَدْ صَارَ هَذَا النّاسُ إلاّ أقَلَّهُمْ
ذئاباً على أجسادهنَّ ثيابُ

و ما زلتُ أرضى بالقليلِ محبةً
لديهِ وما دونَ الكثيرِ حجابُ

وَأطلُبُ إبْقَاءً عَلى الوُدّ أرْضَهُ
وذكرىٰ منى ً في غيرها وطلابُ

فَلَيْتَكَ تَحْلُو، وَالحَيَاة ُ مَرِيرَةٌ
وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ

وَلَيْتَ الّذي بَيْني وَبَيْنَكَ عَامِرٌ
وبيني وبينَ العالمينَ خرابُ

إذا صَحَّ منك الودّ فالكُلُّ هَيِّنٌ
وكُلُّ الذي فَوقَ التُّرابِ تُرابُ

قصيدة وشاعر ( فصيح)

03 Mar, 08:11


عنترة بن شداد


إذا كشفَ الزَّمانُ لك القِناعا
ومَدَّ إليْكَ صَرْفُ الدَّهر باعا

فلا تخشَ المنية َ وإلتقيها
ودافع ما استطعتَ لها دفاعاً

ولا تخترْ فراشاً من حريرٍ
ولا تبكِ المنازلَ والبقاعا

وحَوْلَكَ نِسْوَة ٌ ينْدُبْنَ حزْناً
ويهتكنَ البراقعَ واللقاعا

يقولُ لكَ الطبيبُ دواك عندي
إذا ما جسَّ كفكَ والذراعا

ولو عرَفَ الطَّبيبُ دواءَ داء
يَرُدّ المَوْتَ ما قَاسَى النّزَاعا

وفي يوْم المَصانع قد تَركنا
لنا بفعالنا خبراً مشاعاً

أقمنا بالذوابل سُوق حربٍ
وصيَّرنا النفوس لها متاعا

حصاني كانَ دلاّل المنايا
فخاض غُبارها وشَرى وباعا

وسَيفي كان في الهيْجا طَبيباً
يداوي رأسَ من يشكو الصداع

أَنا العبْدُ الَّذي خُبّرْتَ عَنْهُ
وقد عاينْتَني فدعِ السَّماعا

ولو أرْسلْتُ رُمحي معْ جَبانٍ
لكانَ بهيْبتي يلْقى السِّباعا

ملأْتُ الأَرضْ خوْفاً منْ حُسامِي
وخصمي لم يجدْ فيها اتساعا

إذا الأَبْطالُ فَرَّت خوْفَ بأْسي
ترى الأقطار باعاً أو ذراعا

قصيدة وشاعر ( فصيح)

26 Feb, 12:33


صفي الدين الحلي


شَمسُ النَهارِ بِحُسنِ وَجهِكَ تُقسِمُ
إِنَّ المَلاحَة مِن جَمالِكَ تُقسَمُ

جُمِعَت لِبَهجَتِكَ المَحاسِنُ كُلُّها
وَالحُسنُ في كُلِّ الأَنامِ مُقَسَّمُ

يا مَن حَكَت عَيناهُ سَيفَ سَمِيِّهِ
هَلّا اِقتَدَيتَ بَعَدلِهِ إِذ يَحكُمُ

أَنتَ المُرادُ وَسَيفُ لِحظِكَ قاتِلي
لَكِن فَمي عَن شَرحِ حالي مُلجَمُ

تَشكو تَفَرُّقَنا وَأَنتَ جَنَيتَهُ
وَمِنَ العَجائِبِ ظالِمٌ يَتَظَلَّمُ

وَتَقولُ أَنتَ بِعُذرِ بُعدي عالِمٌ
وَاللَهُ يَعلَمُ أَنَّني لا أَعلَمُ

فَتُراكَ تَدري أَنَّ حُبَّكَ مُتلِفي
لَكِنَّني أُخفي هَواكَ وَأَكتِمُ

إِن كُنتَ ما تَدري فَتِلكَ مُصيبَةٌ
أَو كُنتَ تَدري فَالمُصيبَةُ أَعظَمُ