أعلم أننا سنبقى معًا، وأننا وإن اختلفت طرقنا و ارتخت أيدينا ستظل قلوبنا متعانقة، وكلانا يعلم وكلانا تؤذيه حقيقة أن المشهد سيستمر حتى حين نغمض أعيننا، لذلك لا أريد ان أغمض عيناي وأتمنى أن لا تفعل أنت ايضًا..
لنغير المشهد مثلًا لنصطدم ببعضنا البعض في عناقٍ أخير حتى يعبر كلٌ منا من خلال الآخر أو لنمسك أيدي بعضنا ونبكي حتى نتلاشى كما تفعل السُحب، أو لنجلس على حافة المدينة نراقب شمسنا الأخيرة وهي تغرب قبل أن يحل الظلام الأبدي، لعلي ألتمس لقلبي نورًا أقاتل به ظلامي حين يأتي الغد وأنت لست هنا، ولعلك تشعر بالألفة كما لو أنك في المنزل إذا زُرت هذه المدينة يومًا ما..
لا أريد نهاية قاسية ومظلمة وحزينة نتذكرها ونأسف.. أريد أن يمضي كلٌ منا في طريقه وندع للرياح أمر أغلاق الأبواب. أريد أن نتذكر بعضنا كما لو أننا نتذكر ضحكةً طويلةً حدثت في منتصف بكاء، ضحكةً حقيقية، ضحكةً أتت كمواساة وغادرت كابتسامة.
أريد أن نتذكر بعضنا كشيءٍ لا يمكن أن نحزن حين نتذكره .
أريد أن أحمل ابتسامتك الأخيرة معي..
وأريدها أن تمتد العمر كله.