سير القديسين @saintgeorgesalhomeyramonastery Channel on Telegram

سير القديسين

@saintgeorgesalhomeyramonastery


كونوا قديسين كما ان اباكم قدوس هو

سير القديسين (Arabic)

قناة "سير القديسين" هي قناة تيليجرام مميزة تهدف إلى نشر التعاليم والحكمة من خلال قصص وسير القديسين. إن القديسين هم أفراد قد تميزوا بتقديس حياتهم واتباع آثار المسيح، وقد قدموا لنا قدوة حية لما يعنيه أن يكون قديسًا. تعتبر هذه القناة وسيلة مثالية للاستماع لقصصهم والاستفادة من تجاربهم في العيش حياة مليئة بالمعنى والإيمان. من خلال قراءة قصص القديسين، يمكن للأشخاص أن يستلهموا ويستفيدوا من حكمتهم ويزيدوا من إيمانهم. يمكنك الآن الانضمام إلى هذه القناة الرائعة ومشاركة هذه الحكم والتعاليم مع الآخرين. اكتشف كنوز الحكمة من خلال "سير القديسين" وكن جزءًا من مجتمع يسعى للقداسة كما أمرنا أبونا السماوي.

سير القديسين

27 Nov, 17:12


الجزء الثاني

اجلس في المقعد المخصص لي بالكنيسة، *بلياقة، باحترام،  بترتيب*، مستمعا كلمة الله، مستعما ما سيقوله الكاهن والجوقة، و لا أدخل في أحاديث غير لائقة مع الذين يجلسون بجانبي ولا أفتح أحاديث في غير مكانها. أنا آتي إذا لأصلي... قديما إخوتي لم يكن في الكنيسة مقاعد، والسؤال التالي الذي يأتي: *متى أقف ومتى أجلس؟* في الكنيسة يجب أن نكون واقفين دائما. من يجلس؟  يجلس ذاك المريض، ذاك الذي لديه مشكلة، ذاك الغير قادر على الوقوف، لهذا ترون الأسقف و الكاهن دائما واقفون في حضرة الرب أمام المائدة المقدسة. بعد ذلك، إن كنا جالسين، عندما يبخر الكاهن، يجب أن نقف. عندما يعطينا رئيس الكهنة أو الكاهن السلام يجب علينا أن نقف. في الكلام الجوهري، يجب أن نقف. متى نجلس استثنائيا في أيامنا هذه فقط عندما نقول بواجب الاستئهال، فقط في هذا المكان، والأصول أن نبقى واقفين إكراما للعذراء ولا نجلس. ولكن الجلوس إذا قلنا هو للإنسان المريض، ووضعت هذه الكراسي نقلا عن الغرب وهي ليست من تراثنا الشرقي، ولا من تراث كنيستنا، و بغض النظر عن هذا نجلس عندما لا نستطيع أن نقف. بعد ذلك إخوتي، عندما يأتي دور المناولة، نتقدم بخوف الله و بخشوع كما يقول الكاهن، بخوف الله و إيمان ومحبة تقدموا، ماذا يعني هذا؟ يعني أن اتقدم و انا عالم أن هذا الذي سأتناوله هو المسيح بالذات، لهذا آتي لأتناول وأنا أقول بداخلي: *اغفر لي يارب أنا غير المستحق، أهلني أن اتناول جسدك الطاهر ودمك الكريم لغفران الخطايا وللحياة الأبدية* وأتقدم بدون أن أدفع من هو أمامي أو من هو خلفي، أتقدم إلى الكأس و أترك بيني و بين الكأس ثلاث خطوات وأرسم الصليب بشكل واضح وأتقدم واضعا يدي على بعضهما اليمين فوق اليسار بشكل صليب وقائلا اسمي وأضع الشقفة الحمراء تحت ذقني حتى لا يسقط الجسد على الأرض وأفتح فمي جيدا واتناول الجسد والدم و آخذهم بشفتي. الذي يقترب ويخاف أن يمرض، هذا لا يؤمن أن هذا جسد المسيح ودمه، نأخذ بشفتينا مافي الملعقة، و هذا يرمز إخوتي إلى الرؤيا التي رآها إشعياء النبي عندما رأى الملاك يأتي بجمرة حاملا اياها بملقط و يمس شفتيه ليطهرهما، كذلك نحن إن تذكرتم أو سمعتم يقول الكاهن في آخر المناولة *هذه لامست شفاهكم و تنزع آثامكم و تطهركم من كل خطاياكم*. الذي يتناول، يتناول جسد المسيح ودمه وبالتالي لا يمكن لجسد المسيح ودمه أن ينقل المرض. من الناحية العلمية، ما يوجد في الكأس هو خمر الذي تحول لجسد الرب و هذا الخمر هو جزء من الكحول وهو مطهر، إذا لا يمكن أن ينقل المرض، ومن الناحية الروحية، المسيح ينقل لنا الخلاص و البركة فكيف نشك أنه ينقل لنا المرض؟
في آخر الأمر بعد أن ينتهي القداس الإلهي، يتناول الكاهن كل ما في الكأس بالملعقة، لهذا لا تشكوا أحبتي، والذي يشك أو يأتي وهو في حالة ريبة أو خوف، فلا يقترب، فلا يقترب، لأنه يتناول دينونة لنفسه.
إذا، آتي و أقف ثلاث خطوات بعيدا عن الكأس، أرسم الصليب، و أضع يدي اليمنى فوق يدي اليسرى وأقول اسمي، و أضع القماش تحت ذقني حتى لا يسقط الجسد والدم وافتح فمي جيدا وأتناول، بعد ذلك أبتعد عن الكأس وأرسم الصليب، لا أرسم الصليب تحت الكأس لئلا أسبب سقوط الكأس المقدسة من يد الكاهن وأذهب وأجلس في مكاني وأنا متأمل في هذا السر العجيب كيف أن الله يسمح لي أنا الترابي أن أتناول جسده ودمه المكرمين، كيف لي أنا الخاطئ أن آخذ المسيح في داخلي، هذا السر نتأمله و نستمع باقي الصلاة إلى أن تنتهي الصلاة، لا نخرج بعد المناولة، لئلا نكون كيهوذا الاسخريوطي الذي قبل المسيح وسلمه بقبلة ومات، نتناول، ونبقى إلى آخر الصلاة، بعد أن تنتهي الصلاة إخوتي، أتقدم وآخذ القربان هذه القربان الذي يوزع عليكم تسمى الأولى أي ما يتناوله المؤمن أولا بعد المناولة، لماذا نتناولها؟ حتى إذا بقي شيء من الجسد على أسناننا، لكي لا يبقى و يدخل إلى جسدنا، بعد ذلك إخوتي نذهب إلى البيت، وأفتح كتاب الصلوات وهناك صلاة شكرية، صلاة الشكر وأصلي الصلاة الشكرية للرب الذي سمح لي أن أتناول جسده ودمه.
هذه بعض من الأخلاقيات والتعليمات والتصرفات التي تعلمناها من الرسل القديسين و من آبائنا و من الذين يلتزمون بالكنيسة. لهذا إخوتي انتبهوا لها، عيشوها أنتم وعلموها لأبنائكم وقولوها للآخرين حتى يعرف الجميع كيف يكونوا و كيف يتصرفوا في بيت الله بلياقة و ترتيب له المجد إلى دهر الداهرين آمين.

سير القديسين

26 Nov, 09:52


س: قيل إن آدم وحواء هما أول البشر. وهما الجدان الأولان لنا جميعا.
ج: هل كان آدم و حواء حقيقة الزوجين الأولين أو هل كانا يمثلان الإنسانية؟ لا يسمح لنا الوحي ولا العلم الإجابة بيقين عن هذا السؤال. ما هو مؤكد [والقديس بولس يقوله لنا في رسالته إلى أهل رومية (٥ /١٢- ١٣)، هو أن كل إنسان يعرف نفسه في آدم. هناك في كل منا جميع العناصر الاي جعلت إغواء آدم وحواء و زلتهما ممكنة.

س: هل تريد القول أنه يمكننا أن نفعل نحن أيضا ما فعله آدم؟
ج: نعم، لكن الفرق هو أننا لم نعد في الجنة الأرضية، أي لم نعد نجد أنفسنا في حالة الألفة مع الله كما كانت حالة آدم و حواء في الجنة، قبل السقوط. فآدم في هذه الجنة لم يكن يعرف الخوف ولا القلق.

كتاب الله حي
الجزء السادس

سير القديسين

26 Nov, 09:52


الجزء الأول


باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

ما سأقوله اليوم يعلمه الآباء لأولادهم، ما سأقوله اليوم تعلمه الكنيسة لأبنائها منذ أيام الرب يسوع، نعم ولكن لأن الكثيرين منا يبتعدون عن الكنيسة و لا يأتون إلا بالمناسبات، قد لا يتذكرون، أو أنهم لم يسمعوا من أحد هذا الكلام، لهذا اسمعوه جيدا إخوتي و انقلوه و لتكونوا  أنتم مبشرين به.
*كيف يستعد الإنسان المؤمن ليأتي في اليوم التالي إلى القداس الإلهي؟*
أنا إنسان مسيحي، غدا سأذهب إلى القداس الإلهي، كيف يجب علي أن أستعد، في اليوم السابق مساء، يجب أن اجلس مع ذاتي أمام أيقونة السيد و العذراء، متذكرا خطاياي وطالبا من الرب الرحمة والغفران، كما يجب أن أتذكر إن كنت قد أحزنت أحدا، أو ظلمت أحدا، أو أسأت لأحد ما ويجب أن أعتذر منهم، الأفضل هنا إخوتي أن نعترف بخطايانا بواسطة سر التوبة والاعتراف المقدس الذي وضعته الكنيسة، بعد ذلك أصلي صلاة النوم الصغرى وأقرأ ما يسمى بالمطالبسي، أي الاستعداد للمناولة، أطلب إلى الرب الإله أن يؤهلني أنا غير المستحق أن أتناول جسد الرب ودمه الكريمين، بعد ذلك أرسم الصليب وأنام باكرا، *أنام باكرا*، لا أذهب إلى الحفلات ولا إلى التنزهات، ولا إلى الأحاديث التي لا تليق والتي قد تشوش العقل والذهن، لماذا، لأكون جاهزا لتلقي النعمة الإلهية في اليوم التالي.
صباحا أنهض، أنتبه إلى نظافتي، ألبس الثياب الجديدة اللائقة، لا ألبس ثيابا أظهر فيها جسدي أو أكون مغريا للآخرين لأن هذا خطيئة والويل لمن تقع على يده العثرات، أقول إذا، ألبس ثيابي، أصلي صلاة النهوض من النوم، وأذهب في بداية الصلاة إلى الكنيسة. عندما تشترون تذكرة لتسافروا إخوتي، يقولون لكم أن القطار سيسافر الساعة السابعة، إذا ذهبتم الساعة السابعة وخمس دقائق ستخسرون القطار، هكذا أيضا في الكنيسة، الصلاة في التاسعة والنصف، سنكون كلنا في التاسعة والنصف موجودين، أدخل الكنيسة إذا في بداية الصلاة، أدخل وأنا أصلي في داخلي وأقول: *أدخل إلى بيتك، وأسجد نحو هيكل قدسك بخوفك يارب* أعمل ثلاث سجدات في مدخل الكنيسة وأذهب أقبل أيقونة السيد والعذراء و أذهب أشعل شمعة وأقول: *ارحم عبيدك فلان وفلان...ثم أطلب من أجل الراقدين وأقول أرح يارب نفوس عبيدك السابق رقادهم فلان وفلان..* و بعد ذلك ارسم الصليب و أذهب وأجلس في مقعد مخصص لي.

سيادة الأسقف أرسانيوس دحدل

سير القديسين

24 Nov, 20:16


*السقوط:*

كان آدم و حواء يعيشان في إلفة مع الله وكان الإنسان بالنسبة إلى كل الخلائق ملك و كاهن.
والحال أن هناك شجرة الحياة في وسط الفردوس و شجرة معرفة الخير والشر. وكان على الإنسان ألا يمس الأخيرة وإلا مات موتا.
أتت الحية…
كان إغواء آدم و حواء جنونا لاقتحام اللامحدود والمطلق، و هذا شيء من الرغبة في الحلول محل الله.
أكلت حواء من الثمرة وأعطت منها إلى آدم. إنها لحظة حاسمة حيث الإنسان والمرأة كانا واحدا و كواحد أعرضا بحرية عن الله بدلا من بقائهما يحدقان بالله وحده.
تغيرت الحالة الفردوسية و تبدلت مشاركة الحياة الإلهية، فأضحت حالة الخطيئة، أي الحياة الملأى بالمتاعب.

*"سمعا خطوات الرب الإله وهو متمش في الجنة عند نسيم النهار، فاختبأا من وجه الرب بين شجر الجنة. فنادى الله الإنسان، وقال له: أين أنت؟ أجاب الإنسان: سمعت وقع خطواتك في الجنة؛ فخشيت لأني عريان فاختبأت"* (تكوين ٣/ ٨ - ١٠)
لا يتعلق قصد الله: أين أنت؟ ببعد جغرافي لكن بحالة الخطيئة التي تبعدنا عن الله.
إن الله لا يريد أن يترك آدم هناك. فهو يبحث عنه و يناديه. و آدم بدلا من أن يستجيب للرحمة الإلهية، يبحث عن أن يبرر نفسه، و هذا تهرب و رفض متلاحق للمسؤوليات.

يعترف آدم أولا أنه خاف لأنه "عريان" ثم يلصق الخطأ بحواء التي تلقيه بدورها على الحية. حينئذ أتى العقاب الثلاثي للإنسان والمرأة والحية.

كتاب الله حي
الجزء الخامس

سير القديسين

24 Nov, 20:15


الانسان هو حياة لأن الله يمنحه الحياة باستمرار، بنفسه وبحضوره وبقدرته.
خلق الله الرجل والمرأة على صورته، جميع الإنسانية على اختلافها هي مخلوقة على صورة الله. إن عظمة الإنسان وجماله وحريته تعود جميعها إلى واقع أن الله خلقه على صورته.
كما أن الله *"الآب، الابن والروح القدس"* هو *واحد*, كذلك فإن الإنسان و امرأته المخلوقين على صورة الله مدعوان إلى أن يصبحا "واحدا" وأن يحب كل منهما الآخر.
لكن إن كنا على صورة الله، فنحن نستطيع أن نتشبه به أكثر فأكثر، وأن نصبح كمثاله، هذا إذا أحببناه و جعلنا نسمة حياته الإلهية تتغلغل فينا. لأن هدف الوجود الإنساني إنما هو التشبه المتزايد والاقتراب المتواصل من الأصل الإلهي.

سير القديسين

24 Nov, 20:15


الله خلق الإنسان آخر ما خلق: *ليتم العالم و يقوده إلى الله، لأن الإنسان، يقول لنا النص، ضروري ليحرث الأرض كما أن المطر ضروري لينبتها.*
كانت مسؤولية الإنسان هذه كبيرة جدا بحيث فكر الله في أن يصنع له معينا يناسبه. لكن لم يكن أحد من الكائنات الموجودة حينئذ يناسبه، فخلق الله الإنسان معينا منه: *عندئذ أوقع الرب الإله سباتا عميقا على الإنسان فنام، فأخذ إحدى أضلاعه و سد مكانها بلحم. وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من الإنسان امرأة، فأتى بها آدم"*
هذه طريقة ليوحي إلينا:
أن الرجل والمرأة يشتركان في الطبيعة نفسها
أن المرأة مدعوة إلى أن تكون رفيقة الرجل، وتكون إلى جانبه
وعندما استيقظ آدم و شاهد معينه صرخ:"*هذه المرأة عظم من عظامي و لحم من لحمي"* ويضيف كاتب السفر: *"لهذا يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته فيصيران كلاهما جسدا واحدا"*
الله صنع الإنسان من التراب، نستطيع التفكير في أن الرابط الذي يربطنا مع جميع الخلق مهم جدا، نحن جبلنا من عجينة كل المخلوقات، وإليها نعود، نعم إننا والعالم واحد.

كتاب الله حي
الجزء الرابع

سير القديسين

24 Nov, 12:06


https://youtu.be/wAe39w7KUt8?si=KhDeGcdSNRSNsfO2

سير القديسين

22 Nov, 04:50


س: ما هي الحقيقة التي نكتشفها في رواية الخلق؟
ج: إن رجل الإيمان بعد أن يدرس رواية الكتاب المقدس يرى الطبيعة بعين جديدة. يكتشف فيها باندهاش جمال الخلق و بهاء عمل الخالق، ويبقى هذا العمل نفسه صورة باهتة إذا قيست بجمال الخالق الفائق تصوره. حينئذ "عند غياب الشمس"، و"عند نور المساء"، يرتل مع الكنيسة جمعاء، وقت صلاة الغروب المزمور ١٠٣

*باركي يا نفسي الرب، أيها الرب إلهي*
*لقد عظمت جدا*
*تسربلت البهاء والجلال*
*أنت الملتحف بالنور كرداء*
*الباسط السماء كالخيمة*
*الباني علياته على المياه*

*الجاعل من الرياح رسله*
*ومن لهيب النار خدامه*
*المؤسس الأرض على قواعدها*
*فلا تتزعزع أبد الدهور*

*من عليائك تسقي الجبال*
*ومن ثمر أعمالك تشبع الأرض*

*ما أعظم أعمالك يارب*
*لقد صنعت جميعها بالحكمة*

*ليكن مجد الرب للأبد*
*ليفرح الرب بأعماله*

*أنشد للرب مدة حياتي*
*أعزف لله ما دمت*
*ليطيب له كلامي*
*أما أنا فبالرب أفرح*

*ما أعظم أعمالك يارب*
*لقد صنعت جميعها بالحكمة*

المجد للآب والابن والروح القدس
الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين
هللويا هللويا هللويا
المجد لك، يا الله

*خلق الإنسان*

ربما نلاحظ فرقا بالنسبة إلى كل المخلوقات غير الإنسان، الله يأمر والمخلوقات تظهر. ثم قال الله: *"لنصنع الإنسان على صورتنا و مثالنا وليتسلط … على جميع وحوش الأرض."*
س: نعم، نحن نرى أن الله يعير اهتماما خاصا للإنسان، كما لو كان يريد أن يجعله ممثله على الأرض
ج: نعم، هذا أيضا يظهر أكثر وضوحا في بقية الفصل الثاني من سفر التكوين (تكوين ٢/ ٥-٧)
*"كل شجر البرية لم يكن بعد في الأرض وكل عشب البرية لم ينبت بعد، لأن الرب الإله لم يكن قد أمطر على الأرض ولا كان إنسان ليعمل الأرض. ثم كان ضباب يطلع من الأرض و يسقي كل وجه الأرض وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة، فصار آدم نفسا حية."*

الجزء الثالث
كتاب الله حي

سير القديسين

15 Nov, 19:25


*الخلق*
*"في البدء خلق الله السموات والأرض، وكانت الأرض خاوية خالية، وعلى وجه الغمر ظلام، و روح الله يرفرف على وجه المياه"*

س: في البدء، في الأول، ماذا كان هنالك؟
ج: ما كان هناك شيء، بل كان الله، كل شيء خلقه الله، الله لم يخلقه احد، لأنه هو الذي به كان كل شيء (يوحنا ١/ ٣)
س: أليس هذا من الفلسفة؟
ج: لا، لأن أي فيلسوف من العصور القديمة لم يفكر في هذا. كان اليونان يقولون إن الإله صانع فائق للكون، وكانوا يسمونه خالق العالم،. وقد يكون هو من أخرج النظام (الكون) الذي نكتشفه في الطبيعة، من الخواء الأولي. ولكن هذا الصانع قد يكون هو الذي وضع النظام في مادة كانت موجودة مسبقا.
س: *والكتاب المقدس* ماذا يقول لنا؟
ج: يقول الكتاب المقدس إن الإنسان لم يكن وحده يستطيع أن يوجد الكون. والله نفسه هو الذي جعلنا نعرفه، وهو الذي كشفه لنا. يقول لنا، إنه بقدرة كلمته الخلاقة أعطى الأشياء حياتها ووجودها. قال الله: *"ليكن نور"*، فكان نور. يكفي أن يقول الله كن حتى تكون الأشياء. كلامه هو يشكل كيانها و يعطيها الوجود.

الجزء ١
كتاب الله حي

سير القديسين

13 Nov, 11:29


مَن يحق له التواجد داخل الهيكل في الكنيسة؟

يحدد قانون رقم ٦٩ لأباء المجمع المسكوني السادس المنعقد في القسطنطينية عام ٦٩١م مَن يحق له التواجد في الهيكل، بالقول:
"لا يُسمح لأي عامي أن يدخل إلى الهيكل المقدس إذ يُمنع كل من ليس له عمل من الدخول إليه".

إن الدخول إلى الهيكل هو للذين يخدمون المذبح المقدس ويقيمون خدمة القداس الإلهي والصلوات الطقسية من أساقفة وكهنة وشمامسة.

كما يُسمح بالدخول إلى الهيكل لمن يُكلف ببركة الأسقف أو الكاهن للخدمة داخل الهيكل: مثل القندلفت لإشعال الشموع وإعداد المبخرة وما إلى ذلك، وكذلك خدمة الهيكل الذين يقومون بتنظيف الهيكل وإعداده للخدمة.

كذلك لبعض الأطفال بسماح من الكاهن للمساعدة داخل الهيكل وخارجه، كحمل الصليب والشمعدانات والمراوح والأيقونات في الخدمات الكنائسية.

أما غير هؤلاء المذكورون من العلمانيين فلا يحق لهم دخول الهيكل أو التواجد فيه أثناء الخدمات الكنائسية، كما يُحدد أباء المجمع المسكوني السادس.

سير القديسين

12 Nov, 18:16


*ملامح حياة محب المال:*

إن الشخصيات الحساسة التي تبتهج بالزحف في الأمور الزمنية وتفرح بالأشياء الحاضرة، ليست مستعدة أن تتخلى حتى عن الورود الذابلة لأن هذا هو أمر الابتهاج بالزمنيات، أو أن تترك مجرد ظلالها... لنفضح بشاعة هذه المرأة العاهرة. لأنه هكذا تشبه الحياة المكرّسة للتنعّم وحب الغنى والسلطة (الكبرياء)، إنها حياة خبيثة وقبيحة ومملوءة بغضاً شديداً ومكروهة، مملوءة أثقالاً ومحملو بالمرارة. بالرغم أن هذا هو هدف اشتياقهم وسعيهم، إلا أن حياتهم مشحونة بالمضايقات الكثيرة والكرب، ومملوءة بشرور لا تُحصى ومخاطر وسفك دم وفجوات هاوية وأوعرة وقتلة ومخاوف ورعب وحسد وسوء نية ومكائد، وقلق مستمر واهتمام دائم، ومع هذا كلّه لا يحصل على نفع ولا يأتي من هذه المخاطر الكثيرة بثمار، سوى العقوبة والانتقام والعذاب المستمر. ولو أن هذه هي صفات حياة محبي المال، لكنها تبدو لغالبية البشر أنها موضع طموح (طمع) وشغف زائد. وهذا يكشف لا عن بركة المادة ذاتها بل غباوة الذي أُسروا في حبها.

*الآن قل لي لماذا يكون المال هدفاً للطمع (الطموح)*
لأن هؤلاء الذين لهم مقتنيات (غنى) لا يضعون حداً لهذه الشهوة المهولة في أي مكان، حتى وإن داروا حول العالم كلّه. كذلك الفقير يتضايق لكي يأخذ نصيباً وافراً من الغنى وهكذا يسيطر على أرواح الجميع نوع من الخبل عديم الشفاء، وجنون لا يمكن مقاومته، ومرض بلا علاج. هذا الميل النفسي (محبة المال) يتغلّب على كل عاطفة أخرى و ينزعها من النفس، فلا يعود يهمّه صديقه أو قريبه...بل ولا يبالي بزوجته أو أولاده... فهل يمكن أن يكون له أناس أعزاء أكثر من هؤلاء؟

*إنه لا يمكن أن تتعدد الأسباب (التي تدفعك لمحبة المال) سوى اللذة والكبرياء والخوف والقدرة على الانتقام*

*فالثروة عادة لا تعمل على أن يصير الإنسان حكيما أو ضابطا لذاته أو أكثر وداعة أو تعقلا أو شفوقا أو محبا أو متساميا على الغضب والنهم واللذة. إنها لا تدرب الإنسان ليكون عفيفا أو تعلمه الاتضاع، ولا أن يبدأ أو يزرع أي نصيب من الفضيلة في الروح.*

كتاب من يقدر أن يؤذيك
القديس يوحنا ذهبي الفم

سير القديسين

10 Nov, 12:38


https://www.facebook.com/share/p/1EepghKgBQ/?mibextid=qi2Omg

سير القديسين

10 Nov, 12:31


https://youtu.be/PjgNkAy0Bas?feature=shared

سير القديسين

10 Nov, 06:00


https://www.facebook.com/share/v/154TxZwCdc/?mibextid=qi2Omg

سير القديسين

10 Nov, 05:06


https://www.facebook.com/share/v/1DmTcxp3Hr/?mibextid=qi2Omg

سير القديسين

09 Nov, 10:38


https://youtu.be/MqRQ9-hJLBc?si=ru4JDXkCqgZr1nQi

سير القديسين

08 Nov, 19:16


وبعد عودته إلى الإسكندرية سامه البطريرك كاهناً عام 1886م، وعيّنه واعظاً وأميناً لسرّ البطريركية، فضلاً عن كونه الوكيل البطريركي في القاهرة، فأخذ القدّيس نكتاريوس يقوم بعمله بكل جدّ ونشاط. مضت على هذه الحالة خمس سنوات، حيث سيِمَ بعدها ميتروبوليتاً على "المدن الخمس - PENDAPOLEOS"، وقد أحبّه الجميع وتعلّقوا به لتواضعه وبساطته وسعة قلبه. فقد فهم الكهنوت لا تسلّطاً وزعامة بل خدمة وتواضعاً وبذلاً للذات. وكان يصلّي إلى الربّ قائلاً: "ربّي، لماذا رفعتني إلى هذه المرتبة العالية؟ لقد طلبت منك أن أصبح لاهوتياً فقط وليس أسقفاً. منذ صباي كنت أطلب إليك أن تؤهلّني لأصير واحداً من عمالك البسطاء، أمّا أنت يا ربّ فإنك تختبرني الآن بأمور كثيرة، لكني أخضع لمشيئتك وأطلب إليك أن تجعل فيّ التواضع دائماً، وأن تغرس فيّ بذور الفضائل الأخرى، وأن تؤهّلني لأن أعيش بقية زمان حياتي حسب قول الرسول بولس الإلهي: لست أنا أحيا بل المسيح يحيا فيّ". ولكن للأسف، وشى به بعض الغيورين إلى البطريرك على أنّه يسعى لأن يصير بطريركاً، فصدّق البطريرك الوشاية الكاذبة وغضب على نكتاريوس وطرده خارج مصر. أما القدّيس فقد قبل ما قد حلّ به بشكرٍ ودون أيّ تذمّر واعتبره امتحاناً إلهياً. وهكذا وجد نكتاريوس نفسه مقطوعاً، مُبعَداً، مشوّه السمعة. ومنذ تلك اللحظة أضحت حياته سلسلة من المحن كأنها لا تنتهي، فلا يكاد يمرّ نهارٌ من دون شقاء ومرارة وهموم وفخاخ تُنصَب له هنا وهناك، ومؤامرات صغيرة وكبيرة تُحاك ضدّه كما لو كان إنساناً خطيراً. والحقّ أنه هكذا كان خطيراً ولكن، بوداعته وصبره. لقد لاحقه عدّوه في كل مكانٍ لاسيّما من خلال ذوي النفوس الصغيرة، وعدوّه كان إبليس، ولإبليس في العالم ألف عميل وعميل. أتى نكتاريوس إلى أثينا عام 1889م ولم يكن يملك شيئاً، لا مال ولا ممتلكات. ولحقت به الوشاية الكاذبة إلى أثينا، ووصِم اسم نكتاريوس بالعار والزنى واللاأخلاقية، فبقي سنة كاملة دون أي عمل عابرا أيامه باتكاله على الله ومعونته الإلهية. وأخيراً تمّ تعيينه في "خلكيذة" - منطقة قرب أثينا - فشكر الرب واستلم مهمّته وأخذ يعمل كعادته بكل جدّ ونشاط بالرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهها من خصومه والواشين به. بقي في مركزه هذا مدة سنتين ونصف، إلى أن انكشف الأمر على حقيقته عندما أرسل سكان الإسكندرية رسالة إلى أثينا يوضحون فيها محبّتهم وتعلّقهم بالقدّيس وأنّ ما لحق به لم يكن سوى وشايات كاذبة. وهكذا تغيّرت الأمور وانقلبت لصالح القدّيس، فنقلوه إلى "لاكونية" ومن ثمّ إلى "افثيوتيذة"، ومن هناك تمّ تعيينه مديراً للمدرسة الإكليريكيّة، مدرسة "روزاريو"، في أثينا، وذلك في عام 1894م. أمّا هو فكان كعادته يبذل كلّ طاقاته وجهوده كي يخدم بالطريقة الأفضل، فكان يعطي نفسه دون حسبان في سبيل الآخرين وخلاص نفوسهم. كان مديراً وأباً في الوقت ذاته ممّا جعل الطلاب يتعلقون به ويرجعون إليه في أمورهم. لقد بلغت مدرسة "روزاريو" أوجّها في أيام القدّيس نكتاريوس. بقي القدّيس مديراً للمدرسة 14 سنة، وإنّ نشاطه خلال هذه المدّة لم ينحصر في المدرسة فقط، بل كان يعِظ في كنائس عديدة في أثينا، كما كان يلجأ إليه العديد من الشبان والشابات للاسترشاد والاعتراف. وأعطى من وقته أيضاً للكتابة، فترك لنا مؤلفات مفيدة جداً. كان القدّيس نكتاريوس مثالاً لمشاركة الآخرين في آلامهم وأفراحهم. فعندما كان مديراً للمدرسة مرض الموظف المسؤول عن مهام التنظيفات، وأوصاه الأطبّاء ألاّ يعمل لفترة شهرين. لكن هذا المسكين كيف سيعيش؟ إذ لم تكن موجودة بعد التأمينات الاجتماعية لمساعدة الموظفين، فكان من الطبيعي أن يعيّنوا شخصاً آخر مكانه. لكن القدّيس قال له: "انتبه أنت إلى صحتك وكلّ الأمور سوف تتدبر". وهكذا ففي كل صباح، وقبل أن يستيقظ التلاميذ، كان ينهض القدّيس وينظف الساحات والممرات والمراحيض، دون أن يعيّن شخصاً آخر مكان ذاك، وكان يدفع الأجر المعتاد للموظف المريض. وحدث في أحد الأيام أن أتى هذا الموظف إلى المدرسة بدافع الفضول، وإذ به يشاهد القدّيس ماسكاً بالمكنسة ينظف الساحات، فبُهت ووقف متأملاً وقال له: "أأنت يا سيّدنا تنظّف عني؟ لن أقبل هذا أبداً" فقال له القدّيس: "أنت يا ولدي اذهب إلى بيتك وانتبه إلى صحتك ولا تهتم الآن بنظافة المدرسة، لأننا إن عينّا آخر سواك فسوف نخسرك، وهكذا عليّ أن أساعدك في شدّتك هذه، لكن انتبه ألاّ تقول لأحد عمّا شاهدت". أحبّ القدّيس نكتاريوس حياة الرهبنة كثيراً، فكان يؤمن أنّها العظة الأكبر للناس، وهكذا كان مسعاه أن يؤسّس ديراً ما، وقد تحقّق حلمه، إذ أنّ ثمانية بنات من أولاده الروحيّين أردن الترهّب، فأتى بهنّ إلى دير الثالوث الأقدس، الكائن في جزيرة صغيرة بالقرب من أثينا تدعى "آيينا - AIGINA". حيث أرسل في البداية ثلاثة منهن، ومن ثمّ رويداً رويداً التحقت الأُخريات بالدير. كان يتردّد عليهن من المدرسة التي يديرها من أثينا كي يرعاهن ويدبّر أمورهن الروحيّة والماديّة.

سير القديسين

08 Nov, 19:16


كان يملك موهبة معرفة المستقبل، فكان يحذر الكثيرين من أمور ستحدث معهم ويساعدهم على خلاص نفوسهم: عندما أنهى الأب فيلوثيوس زورفاكس الخدمة العسكرية أراد الذهاب إلى جبل آثوس كي يترهّب هناك، لكن القدّيس نصحه بأن يذهب إلى دير "لونغوفارذة" في "باروس - PAROS"، إلاّ أنّ! الأب فيلوثيوس أبدى تحفظاً تجاه كلام القدّيس الذي قال له: "إن شئت اذهب إلى الجبل، لكنك في هذا الدير ستنتهي، وفيه ستقضي حياتك". وبالفعل قرّر الأب الذهاب إلى الجبل مع أحد أصدقائه للترهّب هناك، وعندما وصلا إلى تسالونيك - وكان الأتراك ما زالوا فيها - أراد السجود للقدّيس ديمتريوس في كنيسته، لكن الأتراك قبضوا عليهما وقادوهما إلى المحاكمة، حيث حكم عليهما نائب الباشا بالسجن، فقيّدوهما وساقوهما إلى السجن. وفي طرقهم إليه صادفوا الباشا الذي أطلق سراحهما، فتذكّر آنئذٍ الأب فيلوثيوس قول القدّيس له: "اذهب، لكنك في أحد الأيام سوف تعود" فعاد أدراجه وذهب إلى دير"لونغوفارذة" وأمضى بقية حياته فيه. وحدث أيضاً أنّ ابنة عم إحدى الراهبات حضرت لزيارة الدير لعدة أيام ثمّ عادت إلى بيتها، وبعد فترة تزوّجت. فأخبرت الراهبات القدّيس بأن (فلانة) قد تزوّجت. فقال لهنّ: "هذه سوف تصبح راهبة" فقلن له: " كيف ستصبح راهبة وها نحن نقول لك إنّها تزوجّت؟" فأجابهن: "ستصبح راهبة، إنّي أراها أمامي لابسة الجبّة" وفعلاً، بعد عدّة سنواتٍ توفي زوجها، فترهّبت وأصبحت رئيسة دير القدّيس مينا في الجزيرة نفسها. عرف الجميع القديس نكتاريوس رجل صلاة. فكان يشفي بصلاته المرضى ويُخرج الشياطين من نفوس الكثيرين. وبالرغم من هذا كلّه فقد واجه صعوبات كثيرة ووشايات كاذبة، هكذا شاء له الله أن تكون حياته جهاداً مستمراً مع شدائد وضيقات. اتّهمه البعض بالكبرياء والفريسيّة، وأن كلّ ما يقوم به ليس إلاّ تكبّراً، وأنّه إنسان كاذب مرائي. كما اتّهمه البعض الآخر باللاأخلاقية حتى توصّل البعض لأن يتّهموه بالزنى وأنّه ينجب أولاداً ويرميهم في البئر. وحدث مرة أن امرأة تدعى " كيرو" كان لها ابنة في السادسة عشر من عمرها، وهذه الأمّ لم تكن طبيعيّة، وقد حاولت عدة مرات أن تُميت ابنتها. فهربت الابنة المسكينة أخيراً ولجأت إلى الدير، فقبلها القدّيس وحماها. لكن الأم حنقت على تصرّف القدّيس وأخذت تشيع عنه أنّه رجل زانٍ، وذهبت إلى المحكمة في "بيرية - PIREA" (ميناء أثينا) وقالت أنّ نكتاريوس الذي يدّعي نفسه أنّه راهب أخذ ابنتي إلى ديره، مع العلم أنه رجل لا أخلاقي... وأخذت تبكي طالبة أن يعيد لها ابنتها. فأخذ النائب العام جنديّين وتوجّه إلى جزيرة "آيينا" وقصد الدير، وعندما وصله دخل دون استئذان، وتوجّه نحو الشيخ القدّيس الذي بلغ آنذاك من العمر السبعين سنة، قائلاً له: "أيّها الراهب المرائي، أين تضع الأولاد الذين تُنجبهم؟ أهذا ما تفعله هنا؟" ثم أمسك به من جبّته وقال له ساخراً: "سوف أنتف لك لحيتك شعرةً شعرة" أمّا القدّيس فبقي صامتاً ولم يجبه بشيء سوى أنّه رفع عينيه إلى السماء وقال: "الله يرى ويعرف كلّ شيء". وبعد مضي أسبوع أصابت النائب العام آلام قاسية جدّاً، أمّا يده التي شدّ بها القدّيس فقد أُصيبت بغرغرينا قوية جداً أخذت تتفشّى بسرعة كبيرة في جسمه، ممّا أذهل الأطباء الذين عجزوا عن علاجه ومعرفة سبب ذلك. وبعد شهرين أتت زوجته إلى الدير طالبة مقابلة القدّيس، وعندما دخلت إليه ركعت أمامه متوسلة إليه أن يغفر لزوجها المهدّد بالموت، فأجابها القدّيس: "لم يكن في قلبي أيّ حقد تجاه زوجك لا بل وقد سامحته من اللحظة الأولى، كما أنّي سوف أتضرّع الآن إلى الربّ من أجله". لكن إرادة الرب كانت أن توفي ذاك الرجل بعد أيام قليلة جزاء عمّا فعله. عاش القدّيس نكتاريوس في ديره مدة /12/ سنة، وفي عام 1920م أُصيب بآلام وأوجاع شديدة فذهب إلى دير للسيدة العذراء- في الجزيرة ذاتها - كي يتضرّع إلى أيقونة والدة الإله من أجله. وقضى ساعات طويلة أمام الأيقونة راكعاً يصلّي، ومن ثمّ عاد إلى ديره، وأثناء عودته قال للراهبة نكتاريّة التي كانت ترافقه: "هذه آخر مرة أبارك فيها الدير، لأنّي أرحل" فسألته الراهبة: "إلى أين ستذهب يا أبي؟" "إلى السماوات" "ونحن ماذا سيحلّ بنا بدونك؟" " أنتم سوف يأتون كثيرون ليهتمّوا بكم، لا تقلقي". ومنذ ذلك الوقت أصبحت آلامه قويّة جداً، فنقلته الراهبات إلى المستشفى في أثينا. وهناك سأل الممرض الراهبة: "أراهب هو؟" أجابته: "إنه مطران!" قال لها: "دَعي المزاح الآن، ما اسمه ومن هو؟" أجابته: "إنه مطران المدن الخمس. إنّه نكتاريوس!" فقال منذهلاً: "مطران هو، ولا يحمل ذهباً على صدره! ولا يملك دراهماً!" . فحقاً لم يملك القدّيس نكتاريوس دراهماً البتّة، بل عاش كأحد الفقراء المتواضعين!". وبقي في المستشفى مدة شهرين تقريباً معانياً الآلام والأوجاع القاسية، ومن ثمّ غادر هذه الدنيا في التاسع من تشرين الثاني عام 1920م بعد أن تناول الأسرار الإلهية.

سير القديسين

08 Nov, 19:16


ويروى أنّه عندما أتى القدّيس نكتاريوس إلى "آيينا" للمرة الأولى حدث ما يلي: كان يوجد في الجزيرة شابٌّ يدعى اسبيرو وفيه شيطان، هذا كثيراً ما كان يتنبأ بأمور، أحياناً صحيحة وأحياناً كاذبة. وفي ذلك اليوم الذي أتى به القدّيس إلى الجزيرة، أغلق اسبيرو عينيه وأخذ يصرخ ويقول: "إنّ نكتاريوس آتٍ، هذا سوف يخلّص الجزيرة. القدّيس يأتي، هذا سوف يخلّصنا، فاستعدّوا لاستقباله". وكان الناس يسمعونه دون أن يفهموا شيئاً، فنادوا الكاهن ميخائيل من الكنيسة، الذي أتى وسمع بنفسه ما يقوله اسبيرو، فاحتار في الأمر وما كان منه إلاّ أن ذهب مباشرةً إلى الميناء، وإذا بسفينة تصل في ذلك الوقت وكان عليها القدّيس نكتاريوس، فاستقبله الأب ميخائيل وقال له: "سيّدنا، هناك شابٌ قريبٌ من ههنا قال إنّك سوف تأتي وهو يتنبأ عنك دون أن نفهم شيئاً" فقال القدّيس: "أين هو هذا الشاب؟" فأخذه إلى الموضع الذي كان فيه اسبيرو، فلمّا رآه القدّيس رسم بعصاه إشارة الصليب على فمه، وإذا بالشاب يقوم ويقبّل يد القدّيس. ومنذ ذلك الحين أصبح صحيحاً ودخل المدرسة وأنهى دروسه ومن ثمّ تزوج وأنجب أولاداً. وهذه الحادثة جعلت أهل الجزيرة جميعاً يحترمون القدّيس. وحدث أيضاً أنّه انحبس المطر وجفّت المياه وعطشت الأرض في الجزيرة، فأتى محافظ الجزيرة مع بعض المسؤولين إلى القدّيس متوسّلين إليه أن يتضرّع إلى الله كي يهطل المطر. فقال لهم القدّيس: "سيتم هذا،لكن ليس الآن، بل في الأحد المقبل، أمّا أنتم فصوموا وكونوا مستعدّين للقدّاس الإلهي والمناولة". وبالفعل، فقد أتى القدّيس في الأحد المقبل وأقام الذبيحة الإلهية وتضرّع إلى الرب، ومنذ الظهيرة ملأت الغيوم السماء وأخذ المطر بالنزول، واستمرّ مدّة شهرين حتى فاضت الينابيع، فأخذ أهل الجزيرة يتوسّلون إلى القدّيس كي يصلّي إلى الله ليتوقّف المطر، فقال لهم القدّيس: "يا أولادي، إن الله يعرف أكثر منّا ماذا يفعل" وبعد وقت قليل توقّف المطر!.. في بداية مجيئه إلى الجزيرة وتأسيس الدير ساعده كثيراً الأب ثيودوسيوس بابا كونسطنطينو رئيس دير رقاد السيدة - في آيينا - حيث كان يساعد الأخوات مادياً وكان يؤمن لهم كاهناً للقيام بالخدمة الإلهيّة، إلى الوقت الذي أتى فيه القدّيس وسكن نهائياً في الدير. استقال القدّيس من عمله في المدرسة لأسباب صحيّة، وأقام في الدير الذي أسّسه حيث أمضى بقية عمره فيه. عاش القدّيس نكتاريوس في الدير راهباً حقيقياً، وكان شديداً ودقيقاً في كلّ الأمور، وديعاً متواضعاً، يشعر مع الآخرين ويتعاطف معهم فلم يسمعه أحدٌ في الدير يصرخ أو يشتم، بل كان يبارك دوماً. كان هو كاهن الدير أيضاً وكان يقوم بجميع الخدمات من الاهتمام بالحقل وجلب المياه إلى الدير...الخ. وكثيراً ما كان يساعد العمال. وإنّ الأب فيلوثيوس زورفاكوس يذكر أنّه ذهب مرة إلى الدير كي يرى القدّيس، وقبل أن يصل إلى البوابة شاهد راهباً يعمل خارج الدير، وكانت الساعة حوالي الثانية عشرة ظهراً في شهر آب، فصرخ إليه قائلاً: "أيّها الأب أريد أن أرى سيّدنا المطران" فقال له الراهب: "ادخل إلى الدير وهناك سوف تراه"، ويقول الأب فيلوثيوس: "لقد دخلت الدير وانتظرت، وإذا بي أرى الراهب الذي كان يعمل في الحقل آتياً. لقد دخل إلى الغرفة وغيّر ملابسه وأتى لعندي. كان هو المطران". أحبّ القدّيس نكتاريوس كثيراً القدّيس مينا، ولا ننسى أنّه شُرطِن شماسّاً في كنيسة القدّيس مينا في جزيرة "خيوس", وكان يظهر له القديس مينا بشكل متواصل. ففي مساء أحد الأيام ذهبت الراهبات إلى غرفته لتُعلمه أنّ المائدة جاهزة، لكنها رأته جالساً مع جنديّ، فعادت أدراجها دون أن تقول له شيئا، لأنه كان قد أوصى بألاّ يزعجه أحدٌ عندما يكون جالساً مع شخص ما. إلاّ أنّ الراهبات أرسلْنها من جديد لتعلًمه أنّ المائدة جاهزة، فذهبت ورأت الغريب يغادر الدير فسألت القدّيس: "آه يا سيّدنا من كان هذا الجندي؟" فقال لها: "أشاهدته؟" ووضع يده على فمها مشيراً ألاّ تقول لأحد عمّا رأت. وقال لها: "إنّه القدّيس مينا". وحدث أنّه عندما باشروا ببناء الدير، كانوا يأخذون المياه من نبعٍ لأحد جيرانهم، ولكن بما أن الماء كان قليلاً امتنع صاحب النبع عن إعطائهم مياه من نبعه. فلجأ القدّيس إلى الصلاة، وكانت النتيجة أن فاض النبع بشكل ملحوظ ممّا جعل صاحب النبع لا يكتفي بإعطاء الدير ماءً منه بل وهب نبعه للدير. وهكذا كان القدّيس باتكاله على الربّ يعبر كلّ الصعوبات التي تواجهه. اهتم القدّيس نكتاريوس بالكتابة أيضاً، فكان يُمضي الليالي ساهراً، مصلّياً مواظباً على المطالعة والكتابة. وترك لنا العديد من المؤلّفات المفيدة جداً.

سير القديسين

08 Nov, 19:16


وبينما يلفظ القدّيس أنفاسه الأخيرة ألبسته الراهبات ثياباً جديدة. وعندما ألبسوه القميص، وضعوا قميصه القديم على السرير المجاور، الذي صدف أن كان عليه شخصٌ أعرج، فإذا به يصحّ ويقوم ماشياً ممجّداً الله. أمّا الغرفة فقد امتلأت برائحة زكيّة فاضت من جسد القدّيس. وفي اليوم التالي نقلوه إلى ديره في "آيينا" حيث رافقه جمع غفير من الكهنة والناس، واستقبله أهل الجزيرة بالبكاء بينما كانت الأجراس تدق، ووضعوه في كنيسة الدير. وعند المساء أُقيمت صلاة الجناز، وأثناءها عرق كتف القدّيس وكثيرون أخذوا من عرقه بواسطة مناديلهم بركة منه. ثمّ دفنوه في قبره في الدير. أما قصة هذا القبر فهي كالتالية: قبل أن يذهب القدّيس إلى دير الثالوث الأقدس كانت تقيم فيه راهبة بسيطة. أرادت هذه الراهبة في إحدى المرات أن تزرع شجرة حور، فأخذت الشتلة وذهبت إلى المكان الذي تريد زرعها فيه، فسمعت صوتاً يقول لها: "لا تزرعيها هنا، ابتعدي قليلاً اتركي مكاناً لقبرٍ في هذا المكان" فلم تردّ على الصوت. فعادت وسمعت الصوت ثانيةً، إلاّ أنها لم تصغ أيضاً. عندئذٍ شعرت بيد خفيّة تدفعها إلى الوراء...وهكذا زرعتها في المكان الذي حدّده لها الصوت، وهذا كان قبر القدّيس. الراهبات كنّ قد وضعن القدّيس في قبر آخر، إذ لم يكن قد أُعدّ قبره بعد. وبعد خمسة أشهر إذ أردن نقله إلى قبره المعدّ له فكّرت الرئيسة قائلة في نفسها، كيف سيفتحن القبر إذ لا بدّ وأن جسده قد أنتن. ففي تلك الليلة ظهر القدّيس لإحدى الراهبات وقال لها: "كيف حالك؟ فأجابت الراهبة: "حسنةٌ بصلواتك" "اقتربي منّي كي أباركك" وباركها كعادته، ثمّ قال لها: "هل تخرج منّي رائحة؟" " لا !" "هل أنت متأكدة أنّه لا تخرج مني رائحة كريهة؟" "نعم يا أبتِ، من يقول عنك أنك لست نظيفاً؟" "الرئيسة، هي تقول هكذا، انظري إليّ حسناً، ألستُ كاملاً؟" "نعم يا أبتِ". وبالفعل عندما أخرجوه لم يكن جسده قد اعتراه أيّ فسادٍ بل كان يشحّ برائحة زكيّة. فأزالت الراهبات عنه التراب ووضعنه في قبره. وقد أتى رئيس أساقفة أثينا وتحقّق من الأمر وأعلن أنّ هذا دليل قداسة الأب نكتاريوس. ومن ثمّ أعلنته البطريركية قدّيساً بشكل رسميّ عام 1961م. وأُقيم زياح ٌ كبيرٌ في "آيينا" حضره جمع من المؤمنين، الذين طافوا شوارع المدينة احتفالاً وطلباً لشفاعة القدّيس. وفي عام 1963م وضعوا بقاياه في آنية فضيّة ووضعوها في كنيسة الدير كي يسجد لها المؤمنون ويتباركون منها. لقد صنع القدّيس نكتاريوس آلاف العجائب بعد رقاده وحتى الآن، وبدون توقّف وبلا حدود، فلم يعجز أمامه مرضٌ أو شدّةٌ من الذين طلبوا منه بإيمان: إنّ السيد ديمتريوس باناغوبوس - من أثينا - كان رجلاً متزوجاً منذ /16/ سنة ولم ينجب أولاداً. وإذ سمع بعجائب القدّيس أخذ يصلي ويطلب إليه أن يرحمه. فظهر له القدّيس وقال له: "زوجتك ستحبل وتلد ابناً" وأثناء الولادة قال الطبيب أنّه لا يوجد أمل فالولد سيموت حتماً. أمّا حياة الأم فهي 80 % مهدّدة بالخطر. عندئذٍ ذهب ديمتريوس إلى الكنيسة فوجدها مغلقة، فصلّى من الخارج وقبّل الباب، وعاد مؤمناً بأن القدّيس لن يتركه.وفعلاً أنجبت الأم الولد وسمّوه نكتاريوس وعمّدوه في دير القدّيس في آيينا. عندما كان القدّيس في آيينا، كان يوجد فيها حارس غير مؤمن ولا مبالٍ. وكان القدّيس يعظه دوماً محاولاً تشجيعه على التوبة والاعتراف والمناولة، إلاّ أن الحارس تجاوزه وأكمل طريقه إلى القهوة، وهناك أثناء الحديث قال للجالسين معه: "التقيت الآن الرئيس، وقد دُهشتُ كيف أنّه ما زال حيّاً حتى هذه الأيام" فسألوه: "أيّ رئيس؟" فقال: "نكتاريوس، رئيس دير الثالوث الأقدس" فقالوا: "ماذا تقول؟ لقد توفّي منذ ثلاث سنوات!" فتعجّب الحارس وأخذ يقصّ عليهم كيف كلّمه. وعلم أنّ القدّيس قد ظهر له من أجل خلاصه، فذهب إلى الدير وتضرّع إلى الرب و إلى القدّيس كي تُرحم نفسه. في عام 1952م كان الطفل هرقل مفاكيس وعمره /6/ سنوات يعرُج، وبعد الفحوصات في المشفى تأكّد الطبيب من وجود سرطان قويّ جداً في رجله، وبأنّ ساعات حياته أصبحت معدودة. لكن إحدى قريبات هرقل طلبت من الطبيب أن يكتب له وصفة طبيّة كي تتعزّى أمّه قليلاً، وأخذت الوصفة. ولكن عوضاً أن تذهب إلى الصيدلية لشرائها ذهبت إلى بيت أحد معارفها كي تجلب من عندهم أيقونة القدّيس نكتاريوس. وأثناءها صرخ الولد لأهله: "لا تبكوا، فأنا سوف أُشفى" "كيف تعرف هذا؟!" "لقد قال لي القدّيس نكتاريوس إنّي سوف أشفى" "متى؟ كيف؟!" "لقد أتى وظهر لي بلحيته البيضاء الكبيرة ودغدغ وجهي قائلاً: "قل لجدّتك ووالدتك بألاّ يبكين، فأنا سوف أجعلك معافى" وقبل أن تصل عمّته إلى الباب قال لهم ثانية: "عمّتي قد جلبت لي معها القدّيس نكتاريوس" "كيف تعرف هذا يا بنيّ؟!" "لقد قال لي القدّيس ذلك".

سير القديسين

08 Nov, 19:16


وبالفعل دخلت عمّته ومعها أيقونة القدّيس نكتاريوس، ورسمت بالأيقونة شكل صليب على الصبي ووضعتها على صدره، فإذا به يقوم ويمشي معافى! وعندما حضر الطبيب ليتفقّد حالة الصبي، سألهم عنه ظانّاً أنّه قد مات. فأجابه الصبيّ: "أنا هنا، لقد تعافيت". وقام الطبيب بفحوصاته وانذهل من الأمر إذ لم يعد يشكو الصبي من أيّ شيء. فتعجّب الجميع ومجّدوا الله وشكروا القدّيس. عُرف القدّيس نكتاريوس العجائبي لكثرة ما قام به من معجزات في حياته وبعد رقاده، فقد أعطاه الربّ هذه الموهبة والقوّة على الشفاء. لقد ظلّلت النعمة الإلهيّة حياة القداسة والطهارة التي عاشها من جهادٍ، واحتمال للشدائد والصبر عليها، وطول الأناة، والسهر، والصلوات، وبذل الذات من أجل الآخرين. وها إنّ بقاياهُ ما زالت محفوظة في دير الثالوث الأقدس في آيينا تعزيةً وبركةً لنا.

سير القديسين

08 Nov, 19:16


وفي معرض الحديث عن التواضع وحبه للفقراء أن إخوة سألوه مرة: "ماذا تقول يا أبانا هل يجب أن تقرأ المزامير كثيراً؟ فرد قائلاً: إن الراهب لا تفيده القراءة والصلوات ما لم تكن متواضعاً محباً للفقراء والمساكين". قيل عنه أنه متى أبصر إنساناً أخطأ كان يبكي بكاء شديداً ويقول: "إن هذا أخطأ اليوم ولكنه ربما يتوب. أما أنا فإني أخطئ غداً وربما لا أعطى مهلة كي أتوب. هكذا يجب أن نفكر ولا ندين أحداً". ولهذا كان يسافر إلى مسافات بعيدة لهداية الخطأة. وقال عن نفسه: "أنا أشبه إنساناً جالساً تحت شجرة عظيمة، ينظر إلى الوحوش والذئاب وهي مقبلة نحوه. فإذا لم يستطع ملاقاتها يهرب صاعداً فوق الشجرة لينجو منها. هكذا أنا جالس في قلايتي أبصر الأفكار الخبيثة تأتي إلي، فإذا لم أستطع صدّها هربت إلى الله بالصلاة ونجوت". قال في أهمية الصوم والجوع إنه إذا أراد ملك الاستيلاء على مدينة فإنه يمنع عنها الطعام والماء أولاً، فيستسلم له سكانها بسبب الجوع. هكذا هو حال أهواء الجسد. إذا عاش الإنسان بالصوم والجوع فإن أعداء النفس تمرض. وقد ميّز الله صفيه يوحنا بمعرفة الخفايا. فعندما كان يقدّس الأسرار كان يعرف من يستحق التناول ومن لا يستحق. ولهذا فإن كثيرين تابوا ورجعوا إلى الله بكل قلوبهم. ومن تعاليمه: "أريد الإنسان أن يأخذ قليلاً من جميع الفضائل. وبالتالي عندما تستيقظ كل صباح أبدأ من جديد، في كل فضيلة ووصية، وذلك بصبر عظيم وخوف وطول أناة ومحبة الله من كل الجسد والنفس، وبتواضع كبير وصبر على ضيقات القلب والسجن أيضاً، بصلاة كثيرة وشفاعات وتنهد وعفة في اللسان وحفظ للعين، محتملاً الإهانة وغير غضوب، مسالماً وغير مقابل الشر بالشر، غير مراقب لهفوات الآخرين ونقائصهم وغير معتبر نفسك ذا شأن كونك دون الخليقة كلها، في رفض للماديات والجسديات، في صليب وجهاد، في مسكنة الروح ونسك ونوح وصوم وتوبة، في جهاد في الحروب، في تمييز، في عفة نفس، في هدوء في العمل وشوق إلى عيش المحبة، في سهر الليل، في جوع وعطش وبرد وعري، في أتعاب، قافلاً قبرك كأنك متّ منذ الآن وكأنك تعتقد أن موتك بات وشيكاً في كل ساعة". سأله أحد الآباء مرة: "ما الذي يجعل الراهب راهباً؟" أجاب: "التعب، لأن على الراهب أن يتعب في كل عمل...". وعندما قربت ساعة انتقاله ظهر له الرب يسوع المسيح وأعلمه بذلك. وصباح الأحد التالي باكراً جاءت إليه رتب الملائكة وطغماتها. فلما رآها القديس فرح جداً ووقف يصلي باسطاً يديه صوب الشرق، وأثناء ذلك أسلم الروح. وقد كان له من العمر ثمانون سنة، ونال منزلة الملائكة الأطهار والرسل الأبرار. اقترن موته بشفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة إثر عبوره ببعض المضنوكين. واستمر ذلك بعد أن واروه التراب.
✥ أمنا البارة مطرونة الحمصية: (القرن السادس): ولدت القدّيسة مطرونة في برجة في بمفيلية أسيا الصغرى أيام الإمبراطور البيزنطي مرقيان(450-457م). وقد عمد ذووها وهي في أوائل العقد الثاني من عمرها إلى إعطائها زوجة لرجل لامع اسمه ضومط. ويبدو أنها أنجبت منه بنتاً سميّاها ثيودوتي وانتقلت وإياه إلى مدينة القسطنطينية وهي في الخامسة عشرة من عمرها. في القسطنطينية التقت مطرونة سيّدة مرفّهة راقية تدعى افجانيا فتحابا وتصادقا ولاسيما وأنه كان لهما فكر واحد وتوق واحد إلى القداسة، فكان كل منهما للآخر تعزية من الله وتشديداً. ولاحظ ضومط أن زوجته تكثر من الخروج من البيت فساورته الشكوك بشأنها وحرّم عليها مغادرة المنزل إطلاقاً. وقد آلمها ظلم زوجها لها أشد الألم لكنها اعتصمت بالصبر ولازمت الصلاة سائلة المعلم التفاتة وأن يمن عليها بتحقيق منية قلبها أن تنصرف إلى وجهه تماماًُ. وإن هي سوى أيام حتى أذن لها زوجها بالخروج إلى الكنيسة. وهناك التقت إحدى العذارى، المدعوة سوسنّة. هذه ارتضت أن تتعهّد لبنتها ثيودوتي. أما مطرونة فقامت إلى ثوب للرجال تزيّت به وغيّرت هيئة وجهها وفرّت من منزل زوجها متخذة بابيلا اسماً مستعاراً لها ومدعية أنها خصي. وجهة مطرونة كانت دير القدّيس باسيان في المدينة العظمى. هناك انخرط بابيلا في مصاف طلاب الحياة الملائكية راهباً. وما لبث، بعد مدة يسيرة، أن أضحى نموذجاً يحتذى في الطاعة والاتضاع والصبر والصلاة وسائر أتعاب الرهبنة. ولكن، ما كاد يمضي بعض الوقت حتى عرف باسيان، ربما بالكشف الإلهي، أن بابيلا ليس سوى امرأة، فخاف على الشركة. ولما كان يدّخر لها اعتباراً وتقديراً كبيرين، لم يشأ أن يخلّيها صفرة اليد فأشار إليها بالذهاب إلى دير للعذارى في مدينة حمص السورية. في حمص استمرت مطرونة تنمو في النعمة والقامة. وكانت كلّما ترسّخت في حياة الفضيلة ازدادت حرصاً على إخفاء أمرها وفضائلها. لكن شهرتها ما لبثت أن ذاعت فقامت إلى أورشليم ومنها إلى بيروت هرباً. وفي بيروت اتخذت مطرونة هيكلاً وثنياً مهجوراً ملاذاً لها. وقد أثار نزولها في المكان جنون الشياطين لأنهم اعتبروا الموضع خاصاً بهم.

سير القديسين

08 Nov, 19:16


عندما أصبح في الرابعة عشرة من عمره ذهب إلى القسطنطينية بهدف العمل. وهناك بعد جهدٍ جهيدٍ تمكّن من الحصول على عمل عند أحد أقربائه في معمل للدخّان. إلاّ أن أجره كان قليلاً جدا ممّا اضطره لأن يمضي أيامه جائعاً مَعُوزاً. كان يزورُ الكنيسة بشكلٍ متواصل مستمداً تعزيته من الصلاة الدائمة. في أحد الأيام كتب رسالةً على المسيح طالباً منه المعونة جاء فيها ما يلي: "يا ربّي يسوع، تسألني لماذا أبكي. ثيابي اهترأت وحذائي تخرَّق، وأنا حافي القدمين، موجوعٌ متضايق. نحن في فصل الشتاء وأنا بردان. البارحة مساءً أعلمت صاحب المحل بحالي فسبَّني وطردني. قال لي أن اكتب رسالةً إلى القرية حتى يبعثوا لي بما أحتاج إليه. ولكني، يا ربّي يسوع، منذ أن بدأتُ بالعمل لم أُرسٍلْ لوالدتي قرشاً واحداً...ماذا تريدني أن أعمل الآن؟... كيف أعيش بلا ثياب؟... ثيابي أَرتيها فتعود وتتمزَّق من جديد. سامحني على إزعاجي. أسجد لكَ وأمجِّدُك خادمُك أنسطاسيوس" ثم طوى الرسالة ووضعها في ظرفٍ وكتب العنوان التالي: "إلى ربّنا يسوع المسيح في السماوات". لكن موظف البريد عندما رأى هذا العنوان الغريب فتح الرسالة وقرأها وكان لها وقعٌ كبيرٌ في نفسه، فأعطى أنسطاسيوس مبلغاً لا بأس به من المال، فأخذه أنسطاسيوس شاكراً واشترى له ثياباً وحذاءً وبعض الحاجيّات الأخرى، إلاّ أنّ صاحب العمل عندما رأى ثيابه جديدة طرده متّهماً إيّاه بالسرقة، فذهب وعمل في أحد المحال. كان أنسطاسيوس يتوقُ دوماً لزيارة الأماكن المقدّسة، وهكذا في أحد الأيام عزم على السفر بحراً إلى المدينة المقدّسة، لكن المركب في مسيرته الطويلة واجه عاصفةً هائلةً وأشرف على الغرق، فصرخ القبطان بالمسافرين كي يلجأوا إلى قوارب النجاة. إلاّ أن أنسطاسيوس صرخ إلى ربّه قائلاً: "كيف تسمح بهذا؟! لا أريد أن أموت، أريد أن أحيا كي أكرز بك". وأخرج صليبه، الذي قد أعطته إيّاه جدّته، من عنقه وربطه بزناره ودلاّه إلى البحر ثلاث مرات، ويا للعجب! إذا بالعاصفة تهدا وأخذ الجميع يمجّدون الله وعمّ الفرح. لكن أنسطاسيوس أضاع صليبه إذ أفلت من يده في مياه البحر... وأثناء مسيرتهم أخذوا يسمعون ضرباتٍ في أسفل المركب. فأرسل القبطان بحّارة كي يروا الأمر، لكنهم لم يجدوا شيئاً. وعند وصولهم إلى الميناء عادوا فسمعوا هذه الضربات. فأرسل القبطان قارباً كي يبحث خارج المركب عن السبب. وعندما توجّهوا إلى مكان الصوت فإذا بهم يجدون صليباً صغيرا، وكان صليب أنسطاسيوس! ومنذ ذلك الحين لبس أنسطاسيوس صليبه الصغير هذا طوال حياته. إنّه الصليب الذي يظهر في إحدى صوره مع اسكوفّتِهِ الرهبانية. هناك في مدينة القدس توظّف في مدرسة القبر المقدّس حيث اخذ يعلّم في الصفوف الابتدائية بينما يتلقّى الدروس في الصفوف العليا في الوقت ذاته، وكان يعكف على مطالعة كتب الآباء وخاصة حياة القدّيسين. هذه الفترة من حياته كانت ذهبية لأنه عمل في حقل الكنيسة. لم يفتٍنْه العالم في شيء، بل المصلوب والكنيسة الأرثوذكسية المصلوبة التي أغنت وتُغني الكثيرين. في العشرين من عمره ذهب إلى جزيرة "خيوس"، في بلاد اليونان، وسكن في قرية "ليثي" حيث عمل فيها كمدرس لمدة سبع سنوات. ترسّخت في نفسه خلال هذه السنوات بديهيّتان: أولاهما: أن كلّ إنسان مولودٌ خاطئاً، شاءَ أم أبى، وأنّ هذا العالم موضع السقطات الذي علينا فيه أن نصارع الخطيئة. وثانيهما: أنّ الربّ يسوع المسيح، كلمة الله، الأقنوم الثاني من الثالوث القدُّوس، المصلوب والناهض من بين الأموات، الذي لمسه توما، هو إيّاه المخلّص الأوحد. هاتان البديهيّتان كانتا بالنسبة إليه بداية الطريق إلى السماء ونهايته. كان همّه الأول والأكبر أن يضيء شعلة الأرثوذكسية في النفوس من جديد. كان معروفاً ببساطته وصدقه وأمانته. ففي المدرسة كان يسهر على تلامذته معتنياً بهم. وعندما يعود إلى بيته كان يغلق على نفسه عاكفاً على الصلاة والصوم. لكن شوقه للحياة الملائكية وغلى تقديم ذاته كليّاً للرب كان يزداد يوماً بعد يوم، فذهب إلى دير جزيرة "خيوس" وترهّب فيه. وبقي في الدير ثلاث سنوات مُجاهداً وعاكفاً على الصلاة ومطالعة الكتب المقدّسة والآباء، فأحبّه جميع الرهبان وقدّسوا جهاده. وفي عام 1877م سامه ميتروبوليت الجزيرة شمّاساً باسم "نكتاريوس" في كنيسة القدّيس مينا العجائبي. أراد أحد سكان الجزيرة ويدعى "خورميس" أن يقوم بمساعدةٍ لبلده، وذلك بأن يدرّس أحد شبّانها على نفقته. وعندما سمع بالشمّاس الجديد أرسله بإذن الميتروبوليت إلى أثينا حيث أنهى دراسته الثانوية هناك، وبعد ذلك أرسله خورميس إلى بطريرك الإسكندرية "صوفروينوس" مع رسالةٍ يطلب فيها من البطريرك مساعدة الشمّاس نكتاريوس. فقبله البطريرك بفرح، وعندما تحقّق من فضيلته أرسله من جديد إلى أثينا كي يدرس اللاهوت. فنال إجازة اللاهوت عام 1885م.

سير القديسين

08 Nov, 19:16


لكن، لم يتسلل الخوف، بنعمة الله، إلى نفس مطرونة، بل ثبتت صائمة مصلية وكأن هجمات الشياطين وزئيرهم عليها لا يعنيها. ولكي تتمكّن قوات الظلمة من خداعها عمدت في مرحلة لاحقة إلى إدعاء التقوى فكانت تشارك مطرونة التسابيح خلال الخدمة. غير أن العناية الإلهية كشفت لعيني هذه المجاهدة الكبيرة حيل الأبالسة ضدها. وهكذا نجت من فخاخ العدو ومجّدت الله. ثم بعد حين بدأ بعض النسوة الوثنيات يأتينها مأخوذات بمثالها، يسألنها أن يعتمدن وينضوين تحت لوائها. أقامت مطرونة في بيروت، هي وتسعة من التلميذات، أشهرا أو ربما بضعة سنوات. وقد ذكر البطريرك مكاريوس في مؤلفه" قدّيسون من بلادنا" أنها" استنبعت بصلاتها الماء العذب الموجود الآن في بيروت". والحديث هو من القرن السابع7 عشر. ومن بيروت عادت مطرونة إلى القسطنطينية حيث أقامت في قلاية قريبة من دير القديس باسيان. ثم استدعت، بعد حين، راهباتها في بيروت. ويبدو أن صيتها ذاع، من جديد، في وقت قصير فأخذت النسوة التقيات، لاسيما طبقة النبلاء، يتدفقن عليها لينتفعن من ارشادها وينلن بركتها. وقد تركت عدة نبيلات العالم وأتين إليها مقتبلات حياة الفقر والطاعة تحت جناحيها. هؤلاء النسوة حملن معهن أموالاً وعطايا جزيلة استخدمتها القدّيسة في بناء دير ما لبث أن أضحى أهم الأديرة في المدينة. عاشت مطرونة ما يقرب من مئة عام. ويبدو أنها حافظت على مستوى نسكها حتى الأخير. وقد عرفت بيوم وفاتها سلفاً فعزّت بناتها بأخبار الفردوس الذي منّ عليها الرب الإله بمشاهدته. ثم ودعتهن ورقدت بسلام.
✥ القدّيسان الشهيدان أونيسيفوروس وبرفيريوس (حوالي العام 308م): رغم أن ثمة مصادر تؤكد أن أونيسيفوروس الشهيد هو إياه أونيسيفوروس الوارد ذكره مرتين في رسائل القديس بولس الرسول(2تيمو1: 16و19:4) وان برفيريوس واحد من الرسل، فإن الرأي عندنا هو أنهما عاشا في غير زمن الرسول بولس، وأنهما استشهدا في زمن الإمبراطورين ديوكليسيانوس ومكسيميانوس. ويبدو أنهما مثلا لدى حكّام ذلك الزمان فاعترفا بالرب يسوع المسيح بكل جسارة، وأن لا إله إلاّه ولا ملك حقيقياً سواه، وقد كابدا على الأثر ألواناً شتى من التعذيب، فضربا ضرباً مبرحاً وشويا شيّاً. في كل ذلك كانا يسبّحان الله مبديين في آلامهما غبطة من غير هذا العالم. وقد أثار مشهدهما حفيظة معذّبيهما إذ بدا لهم وكأن الشهيدين يستهينان بتدابيرهم كما لو كانت على غير جسديهما. فما كان منهم سوى أن أوثقوهما بأرجلهما إلى خيول جامحة أطلقوها، فراحت تعدو مناطحة الريح، فيما انسحب جسدا القدّيسين سحبا، تارة فوق الأتربة وتارة بين الحجارة وتارة بين الأشواك. وقد أدى ذلك كله إلى تمزّق جسديهما تمزيقاً. وبعدما أسدل الستار على الفصل الأخير من استشهادهما جاء بعض الأتقياء ورفعوا أشلاءهما وواروها الثرى. وثمة من يقول أن رفاتهما أودعت ناحية المدن الخمس الليبيّة.
✥ القديس الشهيد أنطونيوس الذي من بلد الشام: ورد ذكره في كتاب "قديسون من بلادنا" للبطريرك مكاريوس الزعيم. وقد قال عنه أنه استشهد في مدينة أفاميا. ولعله إياه أنطونيوس الشهيد الذي أورد أبو الريحان البيروني، الفارسي الأصل، المتوفى سنة 1048م، ذكره متهكماً في مؤلفه "الآثار الباقية من القرون الحالية" في سياق إيراده أعياد الروم في بلاد فارس. عيد القديس أنطونيوس عند البيروني يوافق التاسع والعشرين من كانون الأول. وقد ورد بشأنه أنه أبو روح، ابن عم هارون الرشيد (766 _809م)، صار مسيحيّا بعد الإسلام فصلبه الخليفة. وقيل، في غير مصدر، أنه من أشراف العرب وكان نازلاً بدمشق في موضع يقال له النيرب في دير القديس ثيودوروس وأنه استشهد في الرقة السورية.
✥ أبونا البار نكتاريوس، أسقف المدن الخمس، الصانع العجائب ومؤسس دير الثالوث القدّوس في جزيرة آيينا اليونانية (+1920): وُلد أنسطاسيوس (القدّيس نكتاريوس) سنة 1846 م في "سيليفْريا – SILIVRIA" في منطقة "ثْراكي - "THRAKI في بلاد اليونان، من أبويين تقيَّين: "ذيموس" و"فاسيليكي" . تلقَّى انسطاسيوس دروسه الأولى في بلدة سيليفْريا إلاّ أنَّه لم يستطع متابعة علومه بسبب فقر عائلته. أبدى أنسطاسيوس منذ طفولته ميلاً شديداً كي يصبح لاهوتيّاً يكرِزُ بالإنجيل. فكان عندما يردّد مع جدَّته المزمور الخمسين" ارحمني يا الله بعظيم رحمتك..." وعندما يصلان إلى "فأُعلِّم الأثمة طرُقَك، والكفرةُ إليك يرجعون" كان يضع يده على فم جدَّته قائلاً لها: "جدتي دعيني أقوله أنا، أنا سوف أُعلّم الناس". وفي إحدى المرات عندما ناهز السابعة من عمره، اشترى مجموعةً من الأوراق وأخذ يجمعها ككتاب، فسألته أمُّه: "ماذا تفعل يا بنيّ؟!" فأجابها: "سأصنع من هذه الأوراق كتاباً أكتبُ عليه كلام الّله". وكم من المرات بعد عودته من الكنيسة كان يجمع الأولاد الذين من عمره ويتلو عليهم العِظة التي سمعها. أمَّا أهله وأقرباؤه فعندما كانوا يرون حماسه هذا كانوا يقولون: "تُرى ماذا سيصبح هذا الصبي؟!".

سير القديسين

04 Nov, 16:39


كنيسة ام الزنار في حمص كانت كنيسة للروم الارثوذكس ، فكيف أخذت ؟ وإعطيت للسريان ...

يقول المؤرخ قسطنطين ابن الخوري داود ..
أنه لما حضر الملك " الظاهر بيبرس " لهذه البلاد "سوريا" عام 1273 للميلاد وخرب كنائس المشرق فخرب من كنيسة الاربعين شهيداً "مطرانية الروم حاليا" جانب من جهة الغرب وكان عند الملك الظاهر بيبرس "كاتب سرياني" فالتمسوا الروم من الكاتب السرياني أن يستعطف خاطر الملك بابقاء ماتبقى من كنيسة الأربعين شهيد .
فأجابهم الكاتب السرياني قائلاً : " اذا تم ذلك تجعلون موضعاً لجماعة السريان بجانب الكنيسة يصلون فيه "
وافق الروم وتوسل الكاتب السرياني للملك الظاهر بيبرس وقبل منه ذلك .

قام الروم ببناء حائط من جهة الغرب وجعلوا فيه الابواب وقد بنوا الحائط بدون اساس لانهم بنوه من دون فرمان 📜 سلطاني حتى القرن السابع عشر ميلادي عندما دثر الحائط المذكور واجتمع الروم كبارًا وصغارًا في السر من دون علم الحكومة لتوفير تكاليف الفرمان فهدموا الحائط المذكور وأعادوا بناؤه في خلال ثلاثة ليال ووضعوا له أساسات .

ويكمل المؤرخ قائلاً " ثم ان السريان كانوا يصلون بجانب شاغورة العماد في كنيسة الأربعين شهيداً فقد عملوا لهم حيطان من دف وكانوا يفتعلون الضوضاء اثناء صلاة الروم متقصدين لازعاج ومحاولة طرد الروم من كنيستهم ....
فلم يستطيع الروم احتمال ذلك الامر فهم اصحاب طقوس بيزنطية ذات ترتيب ولحن موسيقي بيزنطي منظم ، فلذلك اخرجوا السريان من الكنيسة وأعطوهم كنيسة صغيرة قديمة على اسم السيدة ام الزنار والدة الاله .... والاربع هياكل في كنيسة الاربعين شهيداً شاهدة على ذلك " .

علماً انه :

١- في القرن الخامس الميلادي نشأة الهرطقة السريانية اليعقوبية وفي اوئل القرن السادس الميلادي تأسست كنيسة السريان اليعاقبة من هرطقة بعيدة كُلَ البعد عن الأرثوذكسية والطريق المستقيم الذي وضعهُ الاباء الاوائل ، ومؤسس كنيسة السريان هو يعقوب البرادعي بدعم من زعيم القبائل العربية "الحارث" .

٢- اخذ الانشقاق الكنسي للسريان اصحاب الهرطقة اليعقوبية "الطبيعة الواحدة" منحى قومي وسياسي .

٣- في القرن السادس الميلادي تحالف السريان مع العرب وساعدوهم على احتلال بلادنا والمشرق على أمل انشاء دولة للسريان بدعم عربي .

٤- قاوم الروم الغزوات العربية بينما نال السريان الهراطقة ارتياحًا كبيرًا ، في الوقت الذي لم تنفع به صرخات نساء الروم وأطفالهم الذين تعرضوا للقتل والسبي في دمشق واللاذقية وطرابلس وباقي مدن المشرق بعد مقتل الكثير من رجال الروم على يد العرب والسريان .

كتاب "تواريخ حمص داخلًا وخارجًا"
المؤرخ قسطنطين ابن الخوري داود
ص 2 , ص 4 , ص 103 بند 83

سير القديسين

03 Nov, 12:19


https://youtu.be/UJQSdJalr-w?si=Z9FabARzrg1F1JPd

سير القديسين

30 Oct, 10:15


عظة الاحد 20/ تشرين الاول / 2024
سيادة الأسقف ارسانيوس دحدل

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
محبة الله فاقت كلّ حدود، محبّة الله للإنسان فاقت كلّ تصوّر وحدود، الله منذ الأزل خلقنا لنكون معه مُكرّمين، ممجَّدين، أن نعيش فرح السموات، و أعطانا إرادةً حرّة، أعطانا أن نختار بحرّيتنا، أحبنا بهذا المقدار حتّى أنّه لم يسمح لنفسه أن يتدخّل في حياتنا، وإنما أعطانا الحرية الكاملة لنقرّر حياتنا وأفعالنا، ونختار كلّ شيءٍ كما نرغب نحن، لكنّ نيّة الإنسان بطبعها يا إخوتي، تميل منذ الحداثة كما يقولون إلى الشر، نولد ملائكةً، نحمل بالمعمودية نعمة الروح القدس، نصبح أعضاءً فاعلين في جسد المسيح، ولكن شيئاً فشيئاً تجرّنا الحياة وتبعدنا عن النعمة، فتهجرنا النعمة بسبب خطايانا، فعندما يقع الإنسان في الخطيئة يسمح للشيطان أن يستحوذ عليه وبهذا نرى أناساً كثيرين ممسوسين وبهم روح شرير، إذاً إخوتي، الله لم يخلقنا هكذا وإنما نحن اخترنا أن نبتعد عن النعمة، عن مصدر البهاء عن الروح القدس، وننغمس بإرادتنا بشهوات هذه الدنيا، نرعى الخنازير التي تمثّل الخطيئة في الكتاب المقدّس، نرعى أهواءنا، نرعى خطايانا، تشدّنا الخطيئة وتستهوينا محبّة هذه الدنيا أكثر من محبّة الله فنتعرّى من النعمة، هذا الإنسان الذي سمعنا عنه اليوم في الإنجيل، الذي كان يعيش في البراري عارياً وكانت فيه أرواحٌ شريرة كان لا يأوي تحت منزل أو سقف وإنما في القبور وفي البراري، هذه حال نفسٍ بشرية، حال النفس البشرية التي ابتعدت عن النعمة الإلهية فتعرّت من نعمة الله، وسيطر عليها شيطان هذا العالم، حبّ هذا العالم، شهوات هذا العالم، تكاثرت بها الأرواح الشريرة والخطايا. فما هو الحل؟ الله لم ولن يتركنا، يبادر هو، لأنه أحبنا كما بادر إلى هذا الإنسان ويأمر الروح الشرير الذي فينا أن يخرج ولكن، حتى يخرج يجب أن نكون نحن متواضعين، أن نتجه نحو السيد ونطلب منه العون، وهو سيطرد لجئون، سيطرد شيطان حب المال و الكبرياء وحب هذه الدنيا، واللذات والشهوات، سيطرد حب السلطة منا، وكلّ شيء سيبعدنا عن المسيح المتواضع عن مثال حياتنا، عن إلهنا له المجد، وسيسألنا: من أنت؟ عندئذٍ لن نقول له، لجئون وإنما سنقول، عبيدك يا الله، عبيدك يا الله الذين أخطأوا، أنت بمحبتك انتشلنا من جبّ هذا الهلاك، من الخطيئة التي في هذا العالم، من الدنيا الوسخة، انتشلنا لأننا بدونك لا نستطيع شيئا، لأننا بك وحدك نقدر أن نغلب شهواتنا، عندئذٍ، نجلس عند قدميّ السيد، كما جلس هذا المجنون، عاقلين، أي أن نعمة الله تفعل فينا، أي أننا أصبحنا ندرك شهواتنا وخطايانا ونرفضها ونطلب ونسعى ونجاهد في حياتنا لأن نقتني الفضائل ونكون مع السيد، نجلس عاقلين عند قدميّ السيد الين يروننا، الذين حولنا سيخافون، لأنهم لم يعيشوا هذه المحبّة، لم يدركوا في حياتهم أن السيد أحبنا حتى الموت، موت الصليب وما زال يساعدنا ويريدنا أن نكون معه، يخافون لأن ليس لهم خبرة الروح القدس، لا يحملون في داخلهم نعمة الله، عندئذٍ واجبنا نحن كما قال السيد لهذا الذي فيه شيطاناً، أذهب وحدّث بما صنع الله بك، أي أن نعلن بأن السيد رحيمٌ، محبٌّ معطاء أن السيد هو صانع العجائب، هو الإله وحده، لا شريك له، هو الله الذي خلقنا كالملائكة أطهاراً ويريدنا أن ندخل مجده السماري، أحبتي رسالة الربّ لنا واضحة، عودوا.. عودوا إلى الكنيسة واطلبوا رحمة الله، عندئذٍ ستزينون بالنعمة والفضائل، عندئذٍ ستكلّلون بإكليل المجد إذ تغلبون الشهوة والخطيئة، عندئذٍ سنضيئ نحن كلّنا في سماء المجد مع الملائكة والقديسين له المجد إلى دهر الداهرين آمينعظة الاحد 20/ تشرين الاول / 2024
سيادة الأسقف ارسانيوس دحدل

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
محبة الله فاقت كلّ حدود، محبّة الله للإنسان فاقت كلّ تصوّر وحدود، الله منذ الأزل خلقنا لنكون معه مُكرّمين، ممجَّدين، أن نعيش فرح السموات، و أعطانا إرادةً حرّة، أعطانا أن نختار بحرّيتنا، أحبنا بهذا المقدار حتّى أنّه لم يسمح لنفسه أن يتدخّل في حياتنا، وإنما أعطانا الحرية الكاملة لنقرّر حياتنا وأفعالنا، ونختار كلّ شيءٍ كما نرغب نحن، لكنّ نيّة الإنسان بطبعها يا إخوتي، تميل منذ الحداثة كما يقولون إلى الشر، نولد ملائكةً، نحمل بالمعمودية نعمة الروح القدس، نصبح أعضاءً فاعلين في جسد المسيح، ولكن شيئاً فشيئاً تجرّنا الحياة وتبعدنا عن النعمة، فتهجرنا النعمة بسبب خطايانا، فعندما يقع الإنسان في الخطيئة يسمح للشيطان أن يستحوذ عليه وبهذا نرى أناساً كثيرين ممسوسين وبهم روح شرير، إذاً إخوتي، الله لم يخلقنا هكذا وإنما نحن اخترنا أن نبتعد عن النعمة، عن مصدر البهاء عن الروح القدس، وننغمس بإرادتنا بشهوات هذه الدنيا، نرعى الخنازير التي تمثّل الخطيئة في الكتاب المقدّس، نرعى أهواءنا، نرعى خطايانا، تشدّنا الخطيئة وتستهوينا محبّة هذه الدنيا أكثر من محبّة الله فنتعرّى من النعمة، هذا الإنسان الذي سمعنا عنه

سير القديسين

30 Oct, 10:15


اليوم في الإنجيل، الذي كان يعيش في البراري عارياً وكانت فيه أرواحٌ شريرة كان لا يأوي تحت منزل أو سقف وإنما في القبور وفي البراري، هذه حال نفسٍ بشرية، حال النفس البشرية التي ابتعدت عن النعمة الإلهية فتعرّت من نعمة الله، وسيطر عليها شيطان هذا العالم، حبّ هذا العالم، شهوات هذا العالم، تكاثرت بها الأرواح الشريرة والخطايا. فما هو الحل؟ الله لم ولن يتركنا، يبادر هو، لأنه أحبنا كما بادر إلى هذا الإنسان ويأمر الروح الشرير الذي فينا أن يخرج ولكن، حتى يخرج يجب أن نكون نحن متواضعين، أن نتجه نحو السيد ونطلب منه العون، وهو سيطرد لجئون، سيطرد شيطان حب المال و الكبرياء وحب هذه الدنيا، واللذات والشهوات، سيطرد حب السلطة منا، وكلّ شيء سيبعدنا عن المسيح المتواضع عن مثال حياتنا، عن إلهنا له المجد، وسيسألنا: من أنت؟ عندئذٍ لن نقول له، لجئون وإنما سنقول، عبيدك يا الله، عبيدك يا الله الذين أخطأوا، أنت بمحبتك انتشلنا من جبّ هذا الهلاك، من الخطيئة التي في هذا العالم، من الدنيا الوسخة، انتشلنا لأننا بدونك لا نستطيع شيئا، لأننا بك وحدك نقدر أن نغلب شهواتنا، عندئذٍ، نجلس عند قدميّ السيد، كما جلس هذا المجنون، عاقلين، أي أن نعمة الله تفعل فينا، أي أننا أصبحنا ندرك شهواتنا وخطايانا ونرفضها ونطلب ونسعى ونجاهد في حياتنا لأن نقتني الفضائل ونكون مع السيد، نجلس عاقلين عند قدميّ السيد الين يروننا، الذين حولنا سيخافون، لأنهم لم يعيشوا هذه المحبّة، لم يدركوا في حياتهم أن السيد أحبنا حتى الموت، موت الصليب وما زال يساعدنا ويريدنا أن نكون معه، يخافون لأن ليس لهم خبرة الروح القدس، لا يحملون في داخلهم نعمة الله، عندئذٍ واجبنا نحن كما قال السيد لهذا الذي فيه شيطاناً، أذهب وحدّث بما صنع الله بك، أي أن نعلن بأن السيد رحيمٌ، محبٌّ معطاء أن السيد هو صانع العجائب، هو الإله وحده، لا شريك له، هو الله الذي خلقنا كالملائكة أطهاراً ويريدنا أن ندخل مجده السماري، أحبتي رسالة الربّ لنا واضحة، عودوا.. عودوا إلى الكنيسة واطلبوا رحمة الله، عندئذٍ ستزينون بالنعمة والفضائل، عندئذٍ ستكلّلون بإكليل المجد إذ تغلبون الشهوة والخطيئة، عندئذٍ سنضيئ نحن كلّنا في سماء المجد مع الملائكة والقديسين له المجد إلى دهر الداهرين آمين

سير القديسين

26 Oct, 11:14


كل الذين عاشوا حياة سربتلها الخطيئة ثم تابوا و بدأوا حياة روحية جديدة، عليهم أن يقبلوا بفرح وشكر الأمور التي تسبب الأحزان و تدفعهم إلى التواضع، فهم بذلك يسددون ديونهم. لنأخذ مثلا مريم المصرية التي عاشت حياة خاطئة و انغمست في الفسق والفجور. وعندما تابت غيرت نمط حياتها فعذبتها الرغبات العالمية. إلا أنها صارعت هذه الرغبات صراعا عنيفا و طردتها. قال لها الشيطان: "ماذا تخسرين لو شاهدت الاسكندرية؟ لا أطلب منك العودة إلى اللهو و إنما فقط مشاهدة المدينة من بعيد". لم تلتفت مريم المصرية لتتطلع. ما هذه التوبة التي أعلنتها؟ لقد واجهت حربا ضروسا، وهذه المعاناة هي الكي الناتج عن جروح الخطيئة.
يا روندا! ألا يوجد في هذه الحالات تعزية إلهية.
كيف لا! كثيرا، كثيرا. لقد وصلت البارة إلى قامة روحية بحيث كانت ترتفع عن الأرض عندما تصلي.
إن ذوي الخطايا الكثيرة يملكون مقومات كثيرة للتواضع لأنهم يعرفون نفوسهم. السقطة تكون حافزا للتواضع والصلاة الحارة عندهم. إن استخدمت الخطايا للتواضع، تكون كالسماد الذي يرش على المزروعات والأغراس. فلماذا لا يستعمل الإنسان هذا العنصر ليسمد حقل نفسه فيخصب و يثمر؟
من يتواضع عند اقتراف خطايا كبيرة و يشعر بحجم ذنبه يتقبل نعمة كبيرة و يتقدم بثبات و يصل إلى قامة روحية. أما الذي لم يقترف خطايا كبيرة فقد يتخلف عن الجري سريعا ليلحق روحيا الآخر الذي سقط، إن لم يقل: " لقد حماني الله من تجارب خطيرة، فأنا إنسان ناكر للجميل، أنا إنسان خاطئ"

كتاب الجهاد الروحي

سير القديسين

25 Oct, 18:55


واذا اعترف هذا الإنسان بأنه لا يسير سيرا حسنا وأن ما يقوم به هو عمل خاطئ، فإن نعمة الله تحل عليه لتواضعه، و من ثم يتقدم بشكل طبيعي. أما إذا لم يدخل الاضطراب الحسن في ذاته، فمن الصعوبة أن يلقى المساعدة
إنسان في مكان مقفل يحس بالضيق، لأنك تنصحينه بالنهوض و فتح الباب والخروج لاستنشاق الهواء النقي واستعادة العافية والنشاط، و لكنه يرفض العمل بالنصيحة. و قد يخطر على باله: لماذا أنا في الداخل؟ لماذا لا أقوى على التنفس؟ لماذا تضاءلت كمية الأكسجين؟ لماذا وضعني الله هنا و جعل الآخرين في الخارج؟ و لكنه لا يمتثل للنصيحة. فكيف تريدين مساعدة هذا الإنسان و هو لا يصغي إلى آخر قادر على مساعدته روحيا وانتشاله من العذاب.

كتاب الجهاد الروحي

سير القديسين

20 Oct, 10:49


https://youtu.be/ofqM0fzUgeA?feature=shared

سير القديسين

18 Oct, 15:57


*النعمة الإلهية و الإرادة البشرية*

كل الصالحات تتولد داخلنا بتآزر إرادتنا الحرة ونعمة الله. و كيف يتحقق هذا التعاون؟
فلنقل، يبدأ الإنسان بنية حسنة و غيرة إلهية، بالجهاد لأجل إحدى الفضائل. وإذ يرى الله براءة نواياه و إخلاص رغبته، يؤهله لاكتساب الفضيلة
*أتريد أن تتخلص من الغضب؟ جاهد بجد من أجل هذا الهدف و سوف يمنحك الله الوداعة.*
*أتريد أن تكتسب الصلاة غير المنقطعة؟ اتعب من كل قلبك بالصلاة و سوف يمنحك الله إياها.*

أنت وحدك، بدون النعمة الإلهية، لا تستطيع أن تحقق شيئا. ولكن النعمة الإلهية لن تقدم لك شيئا ما لم تجاهد أنت بداية.

إرشادات إلى الحياة الروحية

سير القديسين

18 Oct, 15:55


عظة الجمعة ١١/١٠/ ٢٠٢٤ تذكار الرسول فيليبس

باسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين
كم هو جميل يا إخوتي أن يستيقظ الانسان من النوم و يقدم لله شكرا و تسبيحا و تمجيدا على دوام صحته و عافيته، تمجيدا و شكرا لأنه أعطاه أيضا نهارا آخر، في هذه الدنيا الفانية ليفحص قلبه و أفكاره قبل أن تأتي الساعة و يقف أمام المنبر الرهيب، منبر السيد له المجد، كم هو جميل يا إخوتي أننا في نهاية النهاية وقبل النوم, أن نرفع التسبيح و التمجيد و الشكر لله، أن نهارنا قد عبر بسلام و بدون خطيئة، قد عبر بسلام و نحن في عافية و صحة، قد عبر بسلام و نحن مع إخوتنا في وئام و في تفاهم و محبة، الانسان المسيحي اذا يا إخوتي هو إنسان مسبح و ممجد و شاكر لله على كل شيء، لماذا نقول هذا؟ أقول هذا لأننا لأذكركم و أذكر نفسي أننا كمسيحيون لا يمكن أن نتخطى عتبة التمجيد و التسبيح لله، لأننا إن كنا مسيحيين حقيقيين نعلم أننا بدون المسيح لسنا بشيء، نعلم أننا بدون المسيح صفر في هذا العالم، ما يعطينا القيمة و الثقة، والنظر الى المستقبل بعين الرجاء و الفرح هو علاقتنا بالسيد، علاقتنا بالرب يسوع، لهذا وعلى سبيل المثال أقول، إن كان لك صديق واحد تراه كل يوم وواحد تحدثه كل يوم، وواحد آخر كل ثلاثة اشهر، كل سنة تصادفه و تخاطبه و تسلم عليه، علاقتك بمن تكون وثيقة؟ بالذي تتحدث معه كل يوم، فكيف هي الحال مع يسوع؟ علينا أن نصاحبه و نرافقه، أن نجعله رفيق حياتنا و دربنا، في كل يوم، في كل لحظة، في كل دقيقة أن نذكر الله، بهذا نكون فعلا أبناء الرجاء، نكون فعلا واثقين وعندما نقول في ابانا الذي لتكن مشيئتك، نكون فعلا معتمدين على مشيئة الله، لهذا إخوتي فلنعد الى ذواتنا، لنعد الى نفوسنا و لننظر في مرآة النفس، و لنراقب حركات أفكارنا، لنراقب أفعالنا، علاقتنا مع الآخرين، علاقتنا مع الله، بهذا علنا نستيقظ، علنا نعي أن الساعة قادمة حتى لنا، سنموت كلنا في هذه الدنيا، سنذهب، لهذا فلنستعد لنقف أمام  المنبر الرهيب، منبر المسيح يسوع، و نسعى لنسبح و نمجد، لأن الرسول بولس قد علمنا، إن كنتم حزانى فرتلوا، فرحين فرتلوا، هذه هي لغة المسيحي، هي لغة التمجيد والتسبيح لله، بهذا يتمجد الله بنا إخوتي، و بهذا نكون أبناء الرجاء و نكون فعلا مسيحيين، لأننا واثقون أنه ربان حياتنا، وأنه سيوصل حياتنا إلى ميناء الخلاص، حيث لا حزن و لا وجع، بل حيث لم تره عين و لم تسمع به أذن و لا خطر على بال بشر ما أعده الله للذين يحبونه له المجد والإكرام إلى دهر الداهرين آمين

سير القديسين

17 Oct, 11:07


*النعمة الالهية و هجمات الأهواء*

يقول الأب اسحق حين تشعر بعمل النعمة الخاص، فانظر حولك من كافة الاتجاهات فربما يكون قد نصب لك فخ. في هذه الساعة من الممكن أن يهاجمك أحد الأهواء، وعلى الأخص، الترفع، الكبرياء و العجب بالذات. إن حصل معك شيء مشابه، أحضر إلى ذهنك كل ما أخطأت به في حياتك السالفة، كل ما يؤنبك ضميرك عليه من خطايا، تلك الأمور التي لا تتيح المجال لأحد للإعجاب بك. و تذكر خطاياك، فلتدفن أفكارك المتعجرفة مثلما نغطي شعلة نارية صغيرة بالتراب قبل أن تتسبب بحريق كبير. التبجح، بأي شكل من الأشكال بدا، يتبعه كثير من الشرور، فليخلصنا الرب من هذه الأمور جميعها.

كتاب إرشادات في الحياة الروحية

سير القديسين

12 Oct, 03:54


https://youtu.be/XGlv2XPHcz0?si=IxfaikT7xIf2eMX6

سير القديسين

08 Oct, 14:03


عظة الجمعة من الأسبوع الثالث من لوقا
٤/١٠/٢٠٢٤
سيادة الأسقف أرسانيوس دحدل


باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
لأن الكثيرين مننا يأتون متأخرين و قد لا يسمعون ما جاء في الإنجيل المقدس، نذكرهم بما جاء في إنجيل اليوم، يقول إنجيل لوقا يقول: ماذا نشبّه هذا الجيل، نشببه بصبيان يجلسون في الطرقات ويقولون بعضهم لبعضٍ زمرنا لكم فلم ترقصوا نُحنا لكم فلم تبكوا، جاء يوحنا المعمدان لا يأكل ولا يشرب فقلتم إنه إنسانٌ به شيطان، جاء ابن البشر يأكل و يشرب فقلتم إنه إنسانٌ سكّير شرّيب للخمر يعيش مع الخطأة لهذا الحكمة قد تبرّأت من أبنائها، هذا ما جاء في إنجيل لوقا وهو يا إخوتي يشبه حالتنا كل يوم، كلّ واحدٍ وواحدةٍ منا، شريعة المسيح جاءت و قبلها شريعة العهد القديم، قال لنا كلّ شيء، علّمنا كلّ شيء، علمنا أن نحبّ بعضنا بعضاً، و قال أحبوا بعضكم بعضاً فيعلم الناس أنكم تلاميذي، ولكن المحبة في مجتمعنا فُقدت، علّمنا ألا نتكلم على الآخرين ولا ننظر خطاياهم وإنما أن نخرج الخشبة من عيننا قبل أن نرى القذى في عين أخينا، لكننا لا نفعل هذا، علمنا أن نصلي، صلّوا لأنكم لا تعلمون في أي ساعة والوقت يأتي فيها ابن البشر، لكننا أيضاً مهملون للصلاة والصوم، ماذا نفعل إذاً إخوتي، المسيحيّ هو إنسانٌ كلّه يسوع المسيح، كاّه المسيح، كلّ ذرّةٍ فيه يجب أن تكون يسوع، إن كنّا تلاميذاً للمسيح حقيقيين يجب أن نعلم أن كلّ فعلٍ وكلّ تصرّفٍ منا هو يسيء للمسيح، لهذا إخوتي لا تجعلوا العالم يجرّكم ويخرجكم من النعمة  التي نلتموها بالمعمودية مغريات الدنيا كثيرة، و التجارب فيها كثيرة، و الكثيرون منا يضعفون وينسون كلام السيد، ثقوا إني قد غلبتُ العالم، ينسون أنه قال لنا: سأكون معكم، سأرسل لكم المعزّي الذي هو روح الحق، الذي سيكون معكم إلى منتهى الدهر، نضعف و نُجَرّ في هذا العالم، الكثيرون منا يهملون الصلاة والصوم، ليس هذا بتربية مسيحية، المسيحية هي أن تتشبه بمعلمك يسوع، أن تضحّي بما ضحّى حتى الموت، ماذا يعني هذا، يعني أن تحبّ الآخرين كما يحبّونك، أن تحبّ الآخرين كما تريد أن يحبّوك، أن تفعل معهم كما تريد أن يفعلوا بك، إخوتي، جيلنا فقد الاتجاه و البوصلة، مجتمعنا تهمّه الأفراح والأتراح و المناسبات ليكون ظاهراً في المناسبات ويقوم بالواجب الديني العلماني، المجتمعي، هذا يهمّنا، أما واجبنا تجاه المسيح؟ فنحن كلّنا مقصرون، كلّنا بدون استثناء، ليست المسيحية هذه ولا يريدونا يسوع هكذا، حدّثنا الرب عن العائلة وقال: يصيران جسداً واحداً، أين هذا؟ كم من الطلاق يحدث، لهذا اليوم نرفع الشكر للرب للمنتقلَين... هذا هو الحب هذا هو الزواج، أن روحك تتحد بروح الآخر، حتى أنها بالموت تلحقها، أين هذه العائلات التي تخرج رجالاً للمسيح، كهاناً كأبانا متى الاشمندريت، اليوم ينقصنا أن نعود إلى قواعدنا وأن نعرف أننا للمسيح، بدون المسيح لسنا بشيء، بدون المسيح نحن ترابٌ لا قيمة لنا، تأكلنا المجتمعات التي حولنا، وتأكلنا الدنيا بمغرياتها، إنها صرخةٌ من القلب لأنني أحبكم، نتذكر أن للرب عدو، أترفض الشيطان وكلّ أعماله وكلّ تعابيره، نعم أرفض الشيطان، هذا ما نقوله في المعمودية، أتوافق المسيح؟ نعم أوافق المسيح. فلنعد إذا لعهدنا يا إخوتي بهذا يتمجد الله بنا، بهذا يشار إلينا بالإصبع و نقول تعال وانظر أي إلهٍ عظيمٍ مثل إلهنا له المجد إلى دهر الداهرين آمين.

سير القديسين

06 Oct, 21:12


*الحنان والسلطة*

*كتاب العائلة كنيسة*

تلك القوة التي منها يستمد الولد طاقة النمو والانطلاق نابعة من حب الوالدين، ولكن هذا الحب له مظهران متكاملان، لا بد من وجودهما كليهما معا، ألا وهما الحنان و السلطة. حنان الوالدين صورة لحنان الله ومساهمة به. بحنان الله توجد الكائنات وتحيا، كذلك الطفل يحتاج، لينمو جسديا وعقليا ونفسيا، لا إلى الغذاء و العناية الجسدية و حسب، بل إلى حنان الوالدين. هذا ما أثبته علم النفس الحديث بشكل قاطع. الولد الذي يحس بأنه محبوب يكتسب ثقة عميقة بنفسه و بالكون و بالآخرين و بالله نفسه فتتوفر لديه أفضل الشروط لإنماء ممتلكاته كلها و تفجير طاقة الحب فيه. هذا شرط أن لا يكون حنان الوالدين خانقا يستأثر بالولد فيكبله و يشله، بل أن يحفظ للولد ذلك الكيان الذاتي الذي رأينا الله يهبه لمخلوقاته، أن يكون تعلقا و انقطاعا بآن. أما السلطة الوالدية، فإنها صورة عن تعالي الله، ذلك التعالي الذي بموجبه لا يمكن للمخلوق أن يكتفي بذاته، إنما يحقق ذاته بتجاوز مستمر لذاته في إسلام ذاته لله. سلطة الله إذا ليست تسلطا أو سلطوية، ليست سحقا للمخلوق من أجل "إثبات وجود" الخالق إنما هي دعوة للمخلوق إلى قبول تجاوز محدوديته التي يرتاح إليها، إلى قبول " الموت عن ذاته" بعبارة أخرى، للمساهمة في ملء وجود الخالق. بهذه الروح تمارس سلطة الوالدين في عائلة متسمة بالطابع الكنسي. فلا يستقيل الوالدان فيها
( عن عدم ثقة بالنفس أو طمع في شعبية رخيصة أو حنين لا واع إلى انفلات للغرائز يحققانه من خلال أطفالهما) و لا يتسلطان بدافع نرجسية طفلية لا تزال متحكمة بهما لكنهما يحاولان تغطيتها و تبريرها بحجج تربوية مزيفة)، إنما يمارسان سلطتهما الوالدية بتأن و تفهم و مرونة. و هكذا يساعدان الولد على أن يتخطى تدريجيا حلم الاقتدار الكلي الذي يتحكم به في بدء حياته و يوهمه بأنه محور الكون، فيكتشف حدوده و يقر بواقع الأشياء و استقلال الآخرين عنه. و لكنه، بتخليه هكذا عن سلطانه الوهمي، يكتسب واقعية هي مصدر قوة له حقيقية، فيصبح فاعلا في الكون عندما يكتشف أن الكون متميز عنه، و يصبح قادرا على الدخول في شركة مع الآخرين إذا وعى استقلالهم عنه، و يصبح قادرا على إقامة صلة بالله حقيقية إذا تحرر من الاعتقاد السحري بأن الله مسخر لتحقيق أمانيه.

سير القديسين

05 Oct, 17:43


https://youtu.be/hNbUty8Mvk0?si=RXI23ylF7L3w-Klz

سير القديسين

04 Oct, 16:43


عظة الأحد ١٤ بعد العنصرة، الأحد ٢ من لوقا
٢٩/٩/٢٠٢٤
سيادة الأسقف أرسانيوس دحدل


باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
منذ بدء الخليقة إخوتي والإنسان ينشد السلام لأن الله خلقه على صورته ومثاله خلقه وقال هذا شيءٌ حسن، خلقنا وزيننا بالصورة والمثال لنسعى أن نكون كإلهنا ناشدين السلام محبين معطاءين وأبناءً للإله العلي نُدعى، لهذا عندما ابتعد الإنسان عن الله فُقد العدل والرحمة وفُقد السلام والعطاء وتعاظمت داخل الإنسان الأنا فلا يرى إلا نفسه ولا يفكر إلا بذاته ولا يصنع شيئا إلا لمجده وكل عمله متجه كيف سأحد العالم وأصبح الأول، أنا السيد، صاحب السلطة، صاحب الجاه والمال والمجد والملك الذي بإصبعي أحرّك العالم
كلّ هذا حصل لأننا فقدنا سلام الله من داخلنا، فقدنا النعمة
وبدلاً من النور الذي يجب أن ينيرنا، ملأنا ظلامٌ، حبّ للذات، حقدّ، شرّ، كرهٌ
لسنا كذلك إخوتي
لم يخلقنا الله لهذا، الله خلقنا لنكون أبناءه، زارعين السلام مثله، معطاءين محبّين
نفكر بالآخرين وننظر لهم كما ننظر لأنفسنا
ولأن الله يعلم أن الإنسان تميل نيته للشر منذ حداثته وأن الدنيا ومغرياتها ستجرّه يخاطبنا اليوم في إنجيل لوقا الذي سمعناه قائلاً: ألّا نحبّ كما يحبّ الخاطئون وألا نعطي كما يعطي الخاطئون، إن أحببتم فأي منة تكون لكم فالخاطئ أيضاً يحب، وإن أحسنتم إلى الذين يحسنون إليكم فأي منة تكون لكم فالخاطئ يحسن، وإن أقرضتم لتأخذوا فأي منة
إذا شريعة المسيح واضحة لنا: كل ما تريدوا أن يفعل الناس بكم هكذا افعلوا أنتم بهم، تريدون أن يحبوكم، أحبوهم
تريدون أن يرحموكم، ارحموهم
تريدون أن يعطونكم، أعطوهم
إخوتي المسيحيّ يتميّز بأنه يحمل المسيح في داخله، كل الخليقة في كلّ العالم، كلّ الديانات، كل الأشرار كلّ الخطأة كلّ السكارين، كلّهم يفعلون بمن يحبّونهم، يحبونهم، يعطونهم يرحمونهم..
مطلوب منا أن نكون فوق العالم، لسنا من هذا العالم، الله لم يخلقنا لنشابه هذا العالم
خلقنا الله لنكون ملحاً نملّح العالم، نوراً نضيء العالم، يريدنا أن نكون رحماء.
يختم كلامه السيد كونوا رحماء كما أن أباكم رحيم، فإذا لم يتميز المسيحي بالمحبة والرحمة، هذا لا يشبه السيد، لذلك جهادنا اليوم أكثر من البارحة، جهادنا أن نصنع الفارق، أن نكون علامةً فارقةً في هذا العالم، أن نكون محبين زارعين للسلام معطاءين في أوطاننا أقدامنا تسير في دروب السلام و تزرع الخير أينما حلّت كلماتنا كلمات الإله التي تعزي وتعطي و تنشر المحبّة والسلام أيدينا ممدودة للعطاء للخير، للفقير للمحتاج، الله يحبّ العالم كله لهذا قال: محبّتكم لا تقتصر فقط على الذين يحبونكم ولكن أن تحبّوا حتى أعداءكم، لهذا يجب أن نحمل المسؤولية على عاتقنا كأبناءٍ حقيقيين للمسيح، أينما حللنا فلنكون أولئك الذين يبثون روح المحبة والسلام بهذا نكون أبناء العلي و يكون المسيح ساكنا فينا ونُدعى بالحقيقة أبناء السموات و مواطنين في  ملكوت السموات فيتمجّد الله بنا و نقول للعالم كلّه تعال وانظر أيّ إلهٍ مثل إلهنا له المجد إلى دهر الداهرين آمين