إنَّ الأُسودَ أَسودُ الغابِ همَّتُها
يَومَ الكَريهَةِ في المَسلوبِ لا السَّلبِ
⠀
أبو تمام في هذا البيت يُبَيِّنُ
أنَّ الاسود لا تكون هِمَّتُهُمْ في تسليب الأعداء متاعهم بل جُلُّ هِمَّتِهم في الارتواء من دمائهم في ساحات الوغى ، الأسودِ التي تسكنُ الغيلَ ؛ وهو الشجر المُلْتَفِّ ،وفيها يَتَّخِذُ الأسدُ بيتَه ومسكنَه ، ومن عادة الأسد أنَّه لا يَلْتَفِتُ إلى متاع من يفترسُهم بل كلُّ طِلْبَتِهِ هو المُفْتَرَسِ ( الصريع ) ، وهذا ليس فيه كَبِيْرُ مَدْحٍ ؛ فهي صورةٌ لائقةٌ بالأسود
التي ليستْ من " بني البشر "