اخترت هذه الكلمات النيرات الذهبيات لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حول المولد النبوي والمحتفلين به .
كلمات فيها رد على من لاينصف مخالفه في نقده
* الذين يجيزون المولد فيعملون على تسفيه من يقول ببدعيته بفتاواهم وترجيحاتهم وردودهم وكأن من قال ببدعيته جهال وعوام وليس علماء كبار ؟!
*وفيها أيضا رد على من يقول ببدعية المولد ممن لايراعي حرمة عالم أجاز المولد أو أنه يتهم نية من يحتفل به
فلايعدل في نقد لمخالفه
وأحيانا تسمع وتقرأ كلماته فترى منه أنه يعظم خطر هذه البدعة وكأنها بدع العقائد الكبار كبدعة الخوارج والرفض والإعتزال والتجهم والإرجاء والجبر والقدر ؟!
فابن تيمية رحمه الله مع أنه يقول ببدعة المولد وقد حقق المسألة وحررها وأصّل لها وفصّلها
إلا أنه راعى العدل مع الحق فلم يتهم المخالف بالكلية ويطعن به بل أنصفه من جهة حسن قصده واجتهاده ونيته ..
فحتى تكون على بينة في مخالفتك وفي التعامل والتصنيف مع مخالفك وحتى لاتشط وتشطط في حكمك فتجور ولاتقع بالظلم والفجور
اقرأ هذه الكلمات لشيخ الإسلام بتأنِِّ فهي تفيد ونافعة لطالب العلم المنصف والداعي الى الله المعتدل في أمره ودعوته
قال رحمه الله تعالى في كتاب إقتضاء الصراط المستقيم :
" وللنبي صلى الله عليه وسلم خطب وعهود ووقائع في أيام متعددة: مثل يوم بدر، وحنين، والخندق، وفتح مكة، ووقت هجرته، ودخوله المدينة، وخطب له متعددة يذكر فيها قواعد الدين. ثم لم يوجب ذلك أن يتخذ أمثال تلك الأيام أعيادًا. وإنما يفعل مثل هذا النصارى الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى عليه السلام أعيادًا، أو اليهود، ... "
" وكذلك ما يحدثه بعض الناس، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم، وتعظيمًا. والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، لا على البدع- من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدًا."
" وأكثر هؤلاء الذين تجدهم حراصًا على أمثال هذه البدع، مع ما لهم من حسن القصد، والاجتهاد الذين يرجى لهم بهما المثوبة، تجدهم فاترين في أمر الرسول، عما أمروا بالنشاط فيه، وإنما هم بمنزلة من يحلي المصحف ولا يقرأ فيه، أو يقرأ فيه ولا يتبعه وبمنزلة من يزخرف المسجد، ولا يصلي فيه، أو يصلي فيه قليلًا ... "
" وكثير من المنكرين لبدع العبادات والعادات تجدهم مقصرين في فعل السنن من ذلك، أو الأمر به. ولعل حال كثير منهم يكون أسوأ من حال من يأتي بتلك العبادات المشتملة على نوع من الكراهة. "
" فتعظيم المولد، واتخاذه موسمًا، قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قدمته لك أنه يحسن من بعض الناس، ما يستقبح من المؤمن المسدد. ولهذا قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء: إنه أنفق على مصحف ألف دينار، أو نحو ذلك فقال: دعهم، فهذا أفضل ما أنفقوا فيه الذهب، أو كما قال. مع أن مذهبه أن زخرفة المصاحف مكروهة. وقد تأول بعض الأصحاب أنه أنفقها في تجويد الورق والخط. وليس مقصود أحمد هذا، إنما قصده أن هذا العمل فيه مصلحة، وفيه أيضًا مفسدة كره لأجلها. فهؤلاء إن لم يفعلوا هذا، وإلا اعتاضوا بفساد لا صلاح فيه، مثل أن ينفقها في كتاب من كتب الفجور: من كتب الأسمار أو الأشعار، أو حكمة فارس والروم. "
فبدعة تقتصر على دروس ومحاضرات في المساجد ليست كبدعة رقص واختلاط وقد يكون فيها قصائد غلو وشرك بالله ؟! فلينتبه لهذا
اللهم اهدنا وسددنا والهمنا رشدنا اللهم علمنا وزدنا علما وانفعنا وانفع بنا وتقبل منا
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.