في حاجتين ساعدوني أعدي الأربع شهور من الأمومة، وحابة أشاركهم معاكم، يمكن يفيدوا حد. بس قبل ما أقولهم، حابة أوضح إني لا أدعي المثالية إطلاقًا، وأوقات كتيييير كنت بانهار وبعيط، وبيجيلي سيل من الأفكار السلبية. ومع إني في الأساس شخصية انفعالية جدًا، وعلى رأي جوزي: “أنت عندِك مشاعر كتير أوي!”، فا بحمد ربنا إنه هداني وقدّرني أحافظ على سلامتي النفسية في معظم الأوقات.
١) احتساب الأجر:
ودي كانت أهم حاجة عدَّتني أول ٤ شهور من حياة إيناس . ليه بقول أول ٤ شهور؟ لأن دول الشهور اللي مفيهومش تواصل رايح جاي مع البيبي، وكل اللي بينا -ظاهريًا- احتياجات أنا بلبّيها وبس.
غير إن تأثير الهرمونات بيكون في عزّه، وبيخليني حساسة جدًا، كمان فجأة لقيت كل الاهتمام متوجه للبيبي، بعد ما كنت الملكة المتوجة في الحمل، وكأن دوري خلص مع الولادة!
فكنت بقعد بيني وبين ربنا وأقول: “يا رب، إنت مُطَّلع على المجهود اللي بعمله، وإنت وحدك اللي شايف تعبي. يا رب، ده في سبيل إنك ترضى عني وعنها وتدخلنا الجنة.”
وكنت دايمًا بفكر في حديث الرسول : “ما يصيب المسلم من نصبٍ ولا وصبٍ، ولا همٍّ ولا حزنٍ، ولا أذىً ولا غمٍّ، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفّر الله بها من خطاياه.”
فما بالك بوجع الأم اللي بتسهر وتتحمل التعب الجسدي والنفسي عشان طفلها؟ الأجر عند ربنا عظيم، والفكرة دي كانت بتقويني جدًا.
٢) التقبُّل:
التقبُّل علّمني أعدي حاجات كتير جدًا في رحلتي مع الأمومة.
تقبُّل إن عيني أتأثرت جدا بسبب هرمونات الحمل وجهد الولادة ودا يمكن أكبر ابتلاء أثر فيا ..لقيت نفسي دايما بقول لبنتي أنت عيون ماما ♥️لما بقول لها كدا الدنيا بتهون ..
تقبُّل إن جسمي مش زي الأول، أنا قعدت ٩ شهور كاملة في بني آدم بينمو جوايا، طب يعني بالمنطق، مش المفروض أدي جسمي ٩ شهور زيهم يرتاح قبل ما أطالبه إنه يرجع زي ما كان؟! ليه المجتمع بيضغط على الأمهات إنهم لازم يرجعوا لوزنهم وشكلهم السابق بأسرع وقت، وكأن الحمل والولادة ما كانوش حاجة ضخمة ولا مؤثرة؟!
جسمي حاليًا مش “جسم متبهدل” زي ما بيحاولوا يقنعونا، بالعكس! ده جسم أقوى من السابق.
• ده جسم تحمّل الحمل بكل تقلباته وتغيّراته.
• ده جسم تحمّل الولادة، بكل ما فيها من آلام وجهد.
• ده جسم بيسهر، بيشيل البيبي أغلب الوقت وبيعمل كل الأعمال المنزلية بإيد واحدة!
• ده جسم عظيم، مش محتاج “يرجع زي ما كان”، لأنه حاليًا أقوى وأعظم من أي وقت فات.
فبدل ما أشوف جسمي كعبء أو كمشكلة، بقيت بشكره وبقدّره على كل اللي عدى بيه، وبدي نفسي حقها في الراحة والرحمة، مش الضغط وال expectations اللي ملهاش لازمة وبجد مش باجي على نفسي ..
وإن طاقتي ووقتي مش زي الأول..
المهمة اللي كنت بعملها في نص ساعة، دلوقتي ممكن تاخد يومين، و دماغي اللي كانت بتحفظ أدق التفاصيل، دلوقتي ممكن أنسى النهاردة يوم كام في الشهر.
الـ Mom Brain خلاني أحس إني مش منتجة، وكسولة، ومعدل ذكائي منخفض.
بس استني لحظة… هل في شخص بالمواصفات دي هيفتكر:
• آخر مرة إيناس عملت حمام امتى، وشكل ال Poop كان عامل إزاي (بالألوان والتفاصيل للأسف😅).
• هي خدت كام قيلولة النهاردة؟ ومدتهم قد ايه؟ و بقالها قد ايه صاحية؟
• نوع السكاتة والاسترولر واللوشن و الدايبر كريم والخ الخ.
• الطريقة اللي بتحب تتشال بيها عشان تهدى.
• كلمة السر اللي بتخلّيها تضحك وسط عياطها.
• التطعيمات اللي خدتها واللي فاضل لها.
• عدد المرات اللي رضعتها، حتى لو أنا نفسي مش فاكرة آخر مرة شربت فيها مية.
• طريقة عياطها لما تكون جعانة / زهقانة / عايزة تنام / over stimulated.
ده مش “دماغ ضعيف”، ده دماغ أم..
دماغ أولوياته اتغيّرت، بقى بيركّز في المهم فعلًا، حتى لو ده معناه إن حاجات تانية تقع من الذاكرة.
تقبّلت إني مش “آلة إنتاج”، أنا أم، وده في حد ذاته أكتر دور مستهلك للطاقة والمجهود والتركيز، بس برضه أكتر دور مليان حب ومعنى حقيقي.
تقبُّل التغييرات اليومية، بمعنى إن لو إيناس صحيت الساعة ٧ الصبح بدل ٩ مثلاً، عندي اختيارين:
• يا أقعد أحاول أنيمها بالعافية لحد ما أصاب بالإحباط أو بالغضب.
• يا أتقبل إنها صحيت خلاص، وأخدها ونطلع البلكونة نتفرج على السما، وأشرب حاجة بحبها بدل ما أضغط على نفسي وعليها.
بقيت أشوف إن التقبُّل هو اللي بيفرق بين يوم مليان توتر ويوم هادي، وإن تغيير المنظور هو مفتاح الراحة النفسية. كل لحظة مع إيناس مش هتتكرر، فليه أقضيها في مقاومة الحاجة بدل ما أعيشها وأتأقلم معاها؟
و التقبُّل مش معناه ابداً الاستسلام.
التقبُّل معناه إننا نبطل نحارب نفسنا ونبدأ نحبها ونشتغل على تطويرها من منطلق تقدير، مش جلد ذات.
لو وصلتي لهنا فبوسة كبيرة 😘😘 و قوليلي لو ف حاجة تانية قدرت تساعدك ف اول رحلتك كأم ❤️
من يوميات
سنة أولى ماما 🙈❤️❤️