ما استعذبوا إلّا الحياة عِنادا
.
وُلِدُوا
كِبارًا
واقفينَ
مرابطينَ على ثغور اللارجوع
فُرادى ..
.
كانوا
يرون التضحيات خريطةً كبرى
و بسْمات الشّهيد مدادا
.
كانوا
يرونَ العدلَ في الكرسيِّ لحظةَ خَلعِهِ
و الصَّامتَ الجَلَّادا
.
كانوا
يرونَ الأمنيات على مَسافةِ جُمْعةٍ ..
و الياسمينَ عتادا
.
كانوا عيونًا لا تزيغ عن الطّريق
ولا تنام إذا المؤذّن نادى
.
هُمْ أصفياء الله
لم يكُ دربهم سهلًا
و لم يكُ صوتهم مُنقادا
.
المُطعَمُونَ مِنَ البَقَاءِ ألَذَّهُ
المُطعِمُونَ بِـلادَهـم أكـبَـادا
.
خرجوا عن المألوف
كانوا يزرعون الغيم حتّى يطفئوا الأحقادا
.
و إذا غَزَا شغفَ الجواد المستحيلُ
يروِّضونَ المستحيلَ جوادا
.
لم يتركوا المفتاح يصدأ
ظَلَّ في جيبِ الصّدور يطمئن الأجدادا
.
مرّوا على الدنيا مرورَ سحابةٍ
بيضاء تحمل للحقول الزَّادا
.
مرّوا مرورَ مُحَارِبٍ فَرْدٍ
تخلّتْ عنْه جعبتهُ
فَسَلَّ فؤادا
.
خانَ القريبُ نداءَهم
و طغى البعيد
و كانَ أخبث مَنْ يعيش حِيادا
.
قَذِرٌ ضمير الكون
مَا مِنْ صيحةٍ
إلّا على صوتِ الكِرامِ تمادى
.
ملعونةٌ هذي الدروب
فكلّ مَنْ خَلَقُوا البياضَ يُعَاقِرُونَ سَوادَا
.
#إبراهيم_جعفر