العَزِيزُ: العزّة التي هي صفة لله لها ثلاث معان: عزة الامتناع. وعزة القهر والغلبة. وعزة القوة. وكلها لله تعالى على أتم وجه وأكمله.
✿والعزيز في اللغة: هو القوي الشديد الغالب، الذي لا يُغلب.
قَالَ الزَّجَّاجُ: "هُوَ الْمُمْتَنِعُ فَلَا يَغْلِبُهُ شَيْءٌ".
وَقَالَ ابن منظور: "هُوَ الْقَوِيُّ الْغَالِبُ كُلِّ شَيْءٍ" [لسان العرب (5/ 374)].
وقال السعدي فى تفسير اسم الله العزيز المذكور فى آيات القرآن: "الذي مِنْ عزته انقادت له هذه المخلوقات العظيمة، فجرت مذللة مسخرة بأمره، بحيث لا تتعدى ما حده الله لها، ولا تتقدم عنه ولا تتأخر"
✿فمعاني العزة الثلاث كلها كاملة لله العظيم:
عزة القوة، الدال عليها من أسمائه (القوي المتين)، وهي وصفه العظيم الذي لا تنسب إليه قوة المخلوقات ، وإن عظمت، وهي بمعنى القوة والصلابة، مِن عزّ يعَز بفتحها، ومنه قولهم: أرض عَزَاز ،أي الصلبة الشديدة.
وعزة الامتناع، فإنه هو الغني بذاته، فلا يحتاج إلى أحد، ولا يبلغ العباد ضره فيضرونه، ولا نفعه فينفعونه، بل هو الضار النافع المعطي المانع
والامتناع على من يرومه من أعدائه، فلن يصل إليه كيدهم، ولن يبلغ أحد منهم ضره وأذاه، كما في الحديث القدسي: (يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني) رواه مسلم (2577)، والعزة بهذا المعنى من: عز يعِز، بكسر العين في المضارع.
وعزة القهر والغلبة، لكل الكائنات، فهي كلها مقصورة لله خاضعة لعظمته منقادة لإرادته، فجميع نواصي المخلوقات بيده، لا يتحرك منها متحرك ، ولا يتصرف متصرف، إلا بحوله وقوته وإذنه، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا به ،فهو سبحانه القاهر لأعدائه الغالب لهم، ولكنهم لا يقهرونه ولا يغلبونه ،وهذا المعنى هو أكثر معاني العزة استعمالا ،وهي من: عز يعُز ، بضم العين في المضارع ، يُقال: عزه إذا غلبه .
من "تفسير أسماء الله الحسنى"(ص: 214).