بسم الله الرحمن الرحيم
(قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ) آل عمران: 13
بعنفوانها وملاحمها البطولية، تطل علينا هذه الأيام ذكرى الثورة الشعبية العارمة والانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991، التي تعد واحدة من أبرز الأحداث في تاريخ العراق المعاصر منذ تأسيس دولته عام 1921، حين استطاع شعبنا الغيور في الجنوب والوسط، بقيادة نخبه الجهادية، قدح زناد الثورة وتحرير محافظات الوسط والجنوب كافة من قبضة سلطة البعث الغاشمة. وامتدت شراراتها الثورية إلى المحافظات الشمالية في كردستان العراق وكركوك، التي تحررت بأيدي البيشمركة. وقد مزقت تلك الانتفاضة الستار الذي كان يغطي واقع العراق السياسي بفعل الإعلام المغرض والمأجور لنظام صدام الدموي، إذ تبين للمجتمع الدولي حجم المأساة الهائلة التي يعاني منها العراقيون، وخواء النظام المنبوذ من الشعب كله.
وقد بلغ الحقد الطائفي التمييزي للنظام حدا جعله يتجرأ على ضرب المراقد الطاهرة في كربلاء المقدسة بالمدفعية والدبابات، التي كتب عليها "لا شيعة بعد اليوم"، وهو فعل لم يسبقه إليه حاكم آخر. كما أن السماح لطائراته العمودية بضرب الناس وقمع انتفاضتهم بوحشية قد كشف الوجه الآخر للحقد الدفين، وتواطؤ الدول الإقليمية والكبرى على قمع تلك الحركة الشعبية.
إن الانتفاضة الشعبانية منحت المعارضة السياسية الوطنية زخما كبيرا وفتحت لها الأبواب المغلقة في عواصم القرار الإقليمي والدولي، ولأول مرة أصبحوا يستمعون لصوت العراقيين المعارضين ويستقبلون ممثليهم. ولقد وضعت تلك الانتفاضة التاريخية خطط تغيير النظام على الطاولة بجدية، وبدأ البحث عن مستقبل الحكم في العراق بعد إسقاط حزب البعث.
هذه الانتفاضة الباسلة قد عبّرت عن تلاحم ووحدة الشعب العراقي بعربه وكرده وتركمانه وسائر مكوناته، في موقف موحد فاصطفوا في خندق واحد ضد النظام الدكتاتوري الذي عاث في الأرض فسادا وأوغل في دماء الأبرياء، حيث ستبقى المقابر الجماعية شاهدة على جرائمه المروعة وتاريخه المخزي وأيامه السوداء، التي ذهبت دون رجعة، مهما حاول التزلف وتغيير جلده ووجوه حزبه المنحل، فإنه يبقى كالأفعى السامة.
إن النظام السياسي الحالي في العراق قد انبثق من وحي الانتفاضة الباسلة وتضحياتها الغالية، فمسؤولية الدفاع عنه وإصلاحه وتطويره تقع على عاتق كل المضحين، ومن اكتوى بنار البعثيين. ونهيب بشعبنا وقواه المخلصة من كل الاتجاهات والمكونات أن يجنبوا البلاد تداعيات المتغيرات الإقليمية والدولية عبر مزيد من الوعي والحكمة والوحدة الوطنية والتوازن في السياسات والمواقف، وتفويت الفرصة على المتربصين بالعراق وشعبه ونظامه بالسوء، والتصدي لهم بحزم وثبات.
فسلام على شهداء انتفاضة شعبنا، من الجنوب إلى الشمال. والعزة والمجد للعراق.
حزب الدعوة الإسلامية
المكتب السياسي
14 شباط 2024
15 شعبان المعظم 1446
Nouri Al-Maliki نوري المالكي

Canaux similaires



نوري المالكي: مسيرة سياسية ومخاطر التحديات في العراق
نوري كامل المالكي، أحد أبرز الشخصيات السياسية في تاريخ العراق الحديث، وُلد في 20 يونيو 1950 في مدينة الهندية بمحافظة كربلاء. يعد المالكي رئيس الوزراء العراقي الأسبق، حيث تولى منصبه لفترتين بين عامي 2006 و2014. خلال فترة حكمه، واجه العراق تحديات جسام، بدءًا من العنف الطائفي الذي أعقب الغزو الأمريكي إلى تنامي قوة الجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش. برز المالكي كقائد يؤمن بتوحيد العراق، رغم الانتقادات حول أسلوبه في الحكم والقرارات التي اتخذها. تأتي مسيرته السياسية بمزيج من الإنجازات والإخفاقات، مما يجعل دراسته جديرة بالاهتمام لفهم الواقع السياسي المعقد في العراق.
ما هي أبرز إنجازات نوري المالكي خلال فترة ولايته كرئيس للوزراء؟
ترك المالكي إرثًا مختلطًا من الإنجازات، بما في ذلك استعادة الاستقرار النسبي في العراق بعد سنوات من العنف. قام بزيادة عديد القوات الأمنية، مما ساعد في تقليص أعمال العنف في بعض المناطق. كما أطلق مشاريع تنموية لجذب الاستثمارات، وكان له دور في تحسين البنية التحتية.
على الرغم من الإنجازات، إلا أن الانتقادات كانت تطال حكومته بسبب اتهامات بالفساد وضعف الأداء الحكومي. إلا أن المالكي دافع عن سياسته بالقول بأنها كانت ضرورية لمواجهة التحديات الكبيرة التي واجهها العراق.
كيف أثر المالكي على السياسة العراقية بعد فترة ولايته؟
استمرت آثار فترة المالكي على السياسة العراقية بعد مغادرته للمنصب. إذ شهدت البلاد صراعات طائفية متزايدة، ويُنسب إليه بعض من تلك التوترات بسبب سياساته التي اعتُبرت تمييزية تجاه المكونات السياسية الأخرى مثل السنة.
كذلك، تزايدت حدة الانقسامات السياسية في العراق، حيث فشلت الحكومات اللاحقة في تحقيق التوافق الوطني، مما جعل البلاد تواجه المزيد من التحديات السياسية والأمنية.
ما هو دور المالكي في تشكيل ائتلاف دولة القانون؟
تأسس ائتلاف دولة القانون في عام 2005 تحت قيادة المالكي، والذي هدف إلى تحقيق الاستقرار السياسي وتعزيز دور الدولة في الحياة السياسية العراقية. أسس الائتلاف على خلفية الانتخابات البرلمانية، وكان يضم عددًا من الأحزاب السياسية ذات الاتجاهات المختلفة.
بفضل شعبيته وحضوره القوي، أصبح المالكي وجهًا بارزًا في هذا الائتلاف، واستطاع أن يحقق نجاحات كبيرة في الانتخابات التي تلت ذلك، مما مكنه من تشكيل الحكومة.
ما هي التحديات الأمنية التي واجهت المالكي أثناء ولايته؟
واجه المالكي تحديات كبيرة أثناء فترة حكمه، حيث تصاعدت حدة العنف الطائفي بعد عام 2006. كان هناك تفجيرات وعمليات قتل مستهدفة، وتزايدت أنشطة تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة، ما جعل الأمن الوطني في خطر.
استجابة لهذه التحديات، اتخذ المالكي خطوات مثيرة للجدل، مثل تعزيز القوات المسلحة وتطبيق سياسات صارمة لمحاربة الإرهاب، ولكن هذه السياسات قوبلت بانتقادات واسعة من قبل بعض المكونات السياسية.
كيف يرى البعض فترة حكم المالكي من منظور حقوق الإنسان؟
تُعتبر فترة المالكي فترة حساسة من ناحية حقوق الإنسان، حيث واجهت حكومته العديد من الانتقادات بسبب سجلها في حقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والتعذيب والانتهاكات الأخرى.
حيث نددت منظمات حقوق الإنسان بالحكومة بسبب سياسات القمع، مما أدى إلى تدهور العلاقات مع بعض المجتمعات السكانية، وخلق انطباع بأن الحكومة لا تسمح بحرية التعبير أو النقد.
Canal Nouri Al-Maliki نوري المالكي sur Telegram
نوري المالكي هو قائد سياسي بارز ورئيس ائتلاف دولة القانون. يعتبر المالكي شخصية مؤثرة في الساحة السياسية العراقية وله تاريخ طويل من العمل العام والخدمة الوطنية. تهدف الصفحة الرسمية للسيد نوري المالكي على تطبيق تيليجرام إلى توفير معلومات حصرية حول آخر المستجدات السياسية والأحداث التي تهم الشعب العراقي. سواء كنت من متابعي المالكي الدائمين أو ترغب في معرفة المزيد عنه وعن عمله، فإن هذه الصفحة هي المصدر المثالي للبقاء على اطلاع دائم بكل ما يتعلق بنوري المالكي وأنشطته السياسية. انضم إلينا اليوم وكن جزءًا من المنصة الرسمية لرئيس ائتلاف دولة القانون وتابع أحدث التطورات السياسية في العراق.