( وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) الحشر : 2.
تعد انتفاضة ١٧ رجب عام ١٣٩٩، الموافق١٢ حزيران ١٩٧٩، اول تحدي علني، ورفض لنهج النظام البعثي المجرم وسياساته الاقصائية التمييزية الطائفية، عندما نزل الدعاة وانصارهم رجالا ونساء استجابة لنداء وكلاء الشهيد الصدر الى الشارع في عدة أحياء من بغداد ومحافظات العراق كديالى وعدد من مدن الجنوب والفرات الاوسط، منددين باعتقال المرجع القائد سماحة الامام السيد محمد باقر الصدر - رضوان الله تعالى عليه- الذي اقتادته مرتزقة الامن وجلاوزة البعث الى بغداد، لمساومته على مواقفه المبدئية، ووقوفه الى جانب العراقيين ومطالبته بحقوقهم وحرياتهم.
وقد آثار ذلك الاعتقال التعسفي غضبا عارما في اوساط المؤمنين الذين انتصروا لمرجعهم في موقف شجاع وفي سابقة غير معهودة.
ان انتفاضة رجب قد كشفت خواء نظام البعث داخليا، وعرته خارجيا في انه لا يحظى بالدعم الشعبي، ولا يستبعد سقوطه مع هذا الغضب المكبوت في الشارع.
وقد اسفرت الانتفاضة عن اعتقال الالاف وتقديمهم الى محاكمة صورية عاجلة والحكم بالإعدام على عدد كبير منهم وباحكام مختلفة على اخرين،
وقد فتحت تلك الانتفاضة مسار المواجهة المفتوحة مع نظام دكتاتوري وتواصلت وتصاعدت حتى سقط البعث ونظامه الفاشي.
فاليوم عندما نستذكر تلك الوثبة الجماهيرية، يتبين للأجيال الصاعدة كم كان الثمن غاليا والطريق شائكا ومكلفا من اجل الوصول إلى ما يتمتع به العراقيون من حرية ونظام سياسي يعتمد على ارادتهم الحرة ، وبات من واجبهم الاسلامي والوطني، الوفاء لتلك التضحيات الحفاظ على ما في ايديهم وعدم التفريط بتجربتهم السياسية وسط التحديات الكثيرة والاحداث الاقليمية والدولية العاصفة.
ففي ذكرى انتفاضة رجب نحي شهدائها الابرار من العلماء والدعاة والمؤمنين الذين اكدوا ولائهم للمرجعية الدينية في النجف الاشرف.
وسلام على القائد الصدر الذي تقدم قافلة الشهداء من اجل العقيدة والامة والوطن.
وسلام على شهداء العراق .
حزب الدعوة الاسلامية
المكتب السياسي
١٨ -١-٢٠٢٤
١٧ رجب ١٤٤٦