| حنظلة بن أسعد الشبامي |
كان حنظلة بن أسعد الشبامي وجهاً من وجوه الشيعة ذا لسان وفصاحة، شجاعاً، قارئاً وكان يرسله الحسين -عليه السلام- إلى عمر بن سعد بالمكاتبة أيام الهُدنة.
فلما كان اليوم العاشر جاء إلى الحسين يطلب منه الإذن، فتقدم بين يديه وأخذ ينادي:
(يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)
ياقوم لا تقتلوا حسيناً (فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ).
فقال الحسين عليه السلام: «يا ابن أسعد إنهم قد استوجبوا العذاب حين ردوا عليك ما دعوتهم إليه من الحق، ونهضوا إليك ليستبيحوك وأصحابك فكيف بهم الآن وقد قتلوا إخوانك الصالحين»
قال: صدقت، جعلت فداك! أفلا نروح إلى ربّنا ونلحق بإخواننا؟ قال: «رُح إلى خير من الدنيا وما فيها، وإلى ملك لا يبلی»، فقال حنظلة:
السلام عليك يا أبا عبد الله، صلى الله عليك
وعلى أهل بيتك، وعرف بينك وبيننا في جنته،
فقال الحسين:«آمین آمین».
ثم تقدم إلى القوم مصلتاً سيفه يضرب فيهم قدماً حتى تعطفوا عليه فقتلوه في حومة الحرب رضوان الله عليه.