نبحث عن هذه النسخة في ملامحنا المُتغيرة، في ضحكاتنا التي أصبحت على خلاف دائم مع قسمات وجوهنا، وفي الكلمات التي كانت تنساب على ألسِنتنا دون أي تصنع .
نلجأ إلى الذاكرة، نُقلب صفحاتها، نُعيد قراءة الحكايات الأولى التي شابت حروفها .
وربما، في لحظةٍ خاطفة، تحت ضوءٍ خافت، فوق الوسادة التي تحمل رأسًا تائهًا، وأعيُن مُغمضة، نلمح طيف تلك النسخة، نمد أيدينا إليها، لكنها تتلاشى كسراب، تاركةً وراءها حنينًا أشبه بفُقدانِ الأُم لرضيعها، وسؤالًا لا إجابة له : هل ضاعت بمحض الصدفة، أم بفعل فاعل مع سبق الإصرار والترصد ؟