قرب الواصلين لا قرب العوام
فإنه يقطع عنك الأصحاب والأهل والأحباب
فيتخلى عنك الجميع ويتركونك بلا سبب حقيقي
ثم يرسل إليك جنوده {{ القبض والبسط }}
وتكون الغلبة للقبض أكثر أيامك ولياليك
ويقطع عنك الدنيا وأسبابها فيصرخ قلبك
من شدة ما يعتريك حتى تضيق عليك أنفاسك
ويكون البسط محدود التعامل فيك
ثم تزداد في قلبك الوحشة من الخلق
فتراهم وكأنهم أعداءك
{{ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ }}
ثم تزداد حدة الانقطاع بينك وبين الخلق
وتتجرع من كؤوس الابتلاءات أنواع وأنواع
إلى أن ترى نفسك غريبا عن الجميع
{{ فطوبا للغرباء }}
ثم يغمسك الله فى عين بحر الوحدة
فلا ترى إلا {{ الله }}
حتى يتم محو صور الأكوان من قلبك
وترحل جميع الأغيار عن قلبك
وتصل إلى التجريد
ثم يزج بك إلى التفريد فتتنزل عليك أنوار الله
فتكن {{ له ، منه ، به ، فيه ، إليه }}
ثم تناديك هواتف الحق
{{ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }}
ثم يزداد قربك إليه بهاتف {{ وأنا اخترتك }}
فتحيا بوصاله على الدوام
متلذذا بمناجاته في الليال والأيام
فيفتح الله ماشاء لك من خزائن العلوم والمعارف
ويجعلك قدوة لكل ولي وصالح وعارف
إلى أن تخرج من دار الدنيا وينتهى دور جسدك
وتبقى روحك في عالم البرزخ ذاكرة شاكرة لأنعم الله
إلى حيث يشاء الله رب العالمين
اللهم ارزقني وكل من قال أمين
غاية لذة النظر إلى وجهك الكريم
وغاية محبتك وغاية الشوق إلى لقائك
وصل اللهم على سيدنا محمد النبي الأمي الحبيب
العالي القدر العظيم الجاه وعلى آله وصحبه وسلم