لكانت الدنيا كلها لا تَعنيني، لمَا كنتُ حاملًا همَّا يوما، ولا نمتُ باكيًا ليلة، ولا تعبَ كتفي من الأحمال عليه، أبي كان الكتف والسند، كانت رؤيته بمثابة الطُمأنينة، وضحكة عينيه الأمان،
كان رحيمًا ودودا، لا يُفكِّر إلا في غدي، غدي الذي أنا الآن فيه
بدونه تائهٌ لا ظهرَ لي ولا نصير..
آهٍ لو كان أبي معي، لما خِفتُ الصعاب، ولابتسمتُ في وجه العالم بكل ما أوتيتُ من لا مُبالاة، كان سيفرق معي وجوده بجانبي، والله كان نعل حذاءه كافيا، وطرقُ بابنا بأنامله وافية، وجلوسه كالبَركة النادرة في أيام القحط شافية،
آهٍ من وجع فراقك يا أبي..
واللهِ يا أبي.. بخلَ العالم علينا بحنانه وأنت جُدت، وظلمنا وأنت عدَلت، وحرمنا الراحة التي أنت من أجلها لنا حاربت، أبي أنت أعظم الأباء في قلبي قد خُلقت..
رحمك اللهُ يا من في وجداني خالدًا لم تمُت، باقٍ بداخلي ما دمت حيًّا أنا يا أبي ما لم أمُت.