الحلقة 176
تتمه الحلقة الأخيرة
(( المخلفون عن تبوك )) الجزء الثالث
ننتقل إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في حجرة {{ أم سلمة }} رضي الله عنها
كان يصلي قيام الليل صلوات ربي وسلامه عليه
تقول أم سلمة :_ فركع وسجد ثم جلس وأطال جلوسه
حتى إذا سلم عن يمينه وإذا وجهه يبرق
وكان صلى الله عليه وسلم اذا اتاه الوحي استنار وجهه كأنه البدر ليلة التمام
قالت :_ فسلم عن شماله ثم التفت إلي مبتسمًا مستبشرًا
وهو يقول :_ بشرى أم سلمة لقد تاب الله على كعب وصاحبيه
[[ سبحان الله ، أنت يا رسول الله الذي امرت بمقاطعتهم ثم تفرح إذا تاب الله عليهم ؟؟
نعم إنه بالمؤمنين رؤوف رحيم ، ولكن يريد أن يربيهم تربية الرجال ليتطهروا بالدنيا قبل أن يفضحوا يوم القيامة على رؤوس الأشهاد ]]
قالت :_ومضى صلى الله عليه وسلم في قيامه إلى صلاة الفجر وكان لا يخرج إلى مصلاه إلا عند إقامة الصلاة [[ لان دخوله للمسجد كان إشعارًا لإقامة الصلاة فكان يصلي السنة في حجراته ]]
قالت :_وخرج إلى صلاة الفجر ثم دخل المسجد فأقام بلال الصلاة ثم صلى الفجر بالناس ثم استقبل وجوه أصحابه
تقول ام سلمة :_ وكنت أنا في مصلى النساء ورآءهم
[[ لم يكن المصلى معزول كما نعرفه اليوم في مساجدنا
بل كان الرجال يصلون خلف النبي وخلفهم الصبية وخلف الصبية تصلي النساء ]]
قالت :_ فاستقبلنا صلى الله عليه وسلم وتلا الآيات في التوبة التي نزلت على {{ كعب وهلال ومرارة }} وأعلن ان الله قد تاب على كعب وصاحبيه
تقول أم سلمة:_ فوثب شيخ الصحابة [[ أتعرفون من هو شيخ الصحابة ؟؟ هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه]]
تقول :_ فوثب شيخ الصحابة ووثب عمر وانطلقا يتسابقان ، أيهما يبشر كعب [[ أنظروا ياله من مشهد ]]
يقول أبو بكر :_فأدركت أن عمر سيسبقني فقد كان أخف مني وأسرع
فصعدت على تل في جوار المسجد وصحت بأعلى صوتي
ياااا كعب بن مالك أبشر فقد تاب الله عليك
ويكررها أبو بكر بأعلى صوته
ياااا كعب بن مالك أبشر فقد تاب الله عليك
ياااا كعب بن مالك أبشر فقد تاب الله عليك
يقول كعب :_ فبينما أنا جالس على سطح داري و قد ضاقت عليّ نفسي وضاقت عليّ الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ يصيح و يقول بأعلى صوته:_ يا كعب بن مالك أبشر فقد تاب الله عليك
فلما سمعت الصوت وأيقنت أنه أبا بكر
نظرت فإذا عمر يجري إلي مسرعًا وعانقني وهو يبكي
ويقول :_ أبشر يا كعب بخير يوم يمر عليك منذ ولدتك أمك لقد تاب الله عليك وهذا رسول الله بين أصحابه في المسجد ينتظرونك
قال :_ فلم أتمالك نفسي فخررت ساجدًا لله
ثم قلت في نفسي البشرى لمن سبق إلي صوته
فالبشرى لأبي بكر ووالله الذي لا إله إلا هو لم أكن أملك في ذلك اليوم شيء
لأني تصدقت بكل ما أملك و كنت لا أملك إلا ثوبان
فقلت :_ هما لأبي بكر واستعرت ثوبين فلبستهما
يقول كعب :_ فأقبل الناس يبشروننا أنا وصاحبي [[ هلال ومرارة ]]
يقول :_ فانطلقت إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخذ يتلقاني الناس فوجًا فوجا ، يهنئونني بالتوبة
ويقولون:_ هنيئًا يا كعب توبة الله عليك ويصافحوني ويعانقوني
حتى دخلت المسجد أمشي الهوينة حتى وقع نظري على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينظر إلي وقد أشرق وجهه
فقال :_ أبشر يا كعب ورفع يده اليمنى ، أبشر يا كعب بخير يوم يمر عليك منذ أن ولدتك أمك
فقلت :_ أمن عندك يارسول الله ، أم من عند الله ؟؟
قال :_بل من عند الله
قال :_ فأكببت أقبل رأسه ويديه ، ثم جلست وتلا علينا الآيات
وتفكروا معي بهذه الآيات من سورة التوبة وبمناسبة هذه الآيات سميت السورة بسورة التوبة
قال تعالى
{{ لَقَد تَّابَ اللَّه عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }}
لنتدبر الآيات معا يوم غد ونتابع الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى
صلى الله عليك يا حبيبي يا رسول الله