عيناكِ لم تكن خضراء..
ولا زرقاء..
هي عيون نرجسية عادية..
وكنتُ أُحبكِّ.
في الحقيقة..
ذوقكِ في الأغاني ليس بالفريد..
كأي فتاةٍ في عُمركِ..
تعجبها أغاني الحفلات الراقصة والبعيدة عن ذوقي
وكُنتُ أُحبكِ.
شعرُكِ لم يكن مُبهرًا
لا طويلًا جداً..
ولا قصير..
ولا مُجعّد..
بل كشعر مُعظم فتيات بغداد..
وكُنتُ أُحبّكِ.
لستِ بالماهرة بتحضير الطّعام..
في الجامعة علاماتك طبيعية..
مع بعض التفوّق
تقرأين القليل من الكُتب..
بين أصحابكِ لم تكوني ذات الحضورِ اللّافت أو الحديث المثير للانتباه..
وكُنتُ أُحبّكِ.
رُبّما لم تعملي ولم تجني قرشًا حتى يومنا هذا..
ولم تُنجبي أطفالًا..
ولم تعشقي..
ولم تتألمي..
ولا زلتِ تضيعين في أزقة باب شرقي حتى الواضحة منها..
ولا زلتِ ترتبكين أمام كُلِّ تحدٍّ جديد في حياتك..
ولم تختبري السّهر في البردِ في دمشقَ ليلاً..
ولم تعرفي من الكحول سوى رائحته..
ولم تُشاهدي القُبلَ سوى في الأفلام والمسلسلات..
وكُنتُ أُحبكِ.
لم تكوني سوى انثى عادية..
ولم أطلب سوى أن تكوني أنتِ..
وكُنتُ أُحبّكِ.
رُبَما اليوم لا تذكرين حتى اسمي..
أما أنا..
فكُنتُ..
ولا زِلتُ
أحبّكِ.