وقال ابنُ عَلَّان: ( ((ويُحصَرُ)) بضَمِّ التَّحتيةِ وفَتحِ الْمُهمَلةِ الثَّانيةِ، مِنَ الْمُحاصَرةِ ((نَبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه)) أي: يُمنَعونَ مَن يَأجوجَ ومَأجوجَ مِنَ النُّزولِ إلى الأرضِ حَتَّى ((يَكونَ رَأسُ الثَّورِ لأحَدِهم)) أي: عِندَه، وإنَّما ذُكِرَ رَأسُ الثَّورِ ليُقاسَ به البَقيَّةُ في ارتِفاعِ القيمةِ، وذَهَبَ بَعضُهم إلى أنَّه أرادَ برَأسِ الثَّورِ نَفسَه، أي: تَبلُغُ قيمةُ الثَّورِ إلى ما فوقَ الْمِائةِ لاحتياجِهم إليه في الزِّراعةِ. قال التوربشتيُّ: ولَم يُصِبْ؛ لأنَّ رَأسَ الثَّورِ قَلَّما يُرادُ به عِندَ الإطلاقِ نَفسُه، بَل يُقالُ: رَأسُ ثورٍ أو رَأسٌ مِنَ الثَّورِ، ثُمَّ إنَّ في الحَديثِ أنَّهم مَحصورونَ، وما للمَحصورِ والزِّراعةِ لا سيَّما على الطُّورِ؟! اهـ. ((خيرًا من مِائةِ دينارٍ لأحَدِكِمِ اليَومَ)) وذلك لقوَّةِ حاجَتِهم للطَّعامِ واضطِرارِهم إليه).
وعَنِ النَّواسِ بن سَمعانَ رَضِيَ الله عَنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((سيُوقِدُ المسلمونَ منْ قِسِيِّ يأجوجَ ومأجوجَ ونشابِهمْ وأَتْرِسَتِهمْ سبعَ سنينَ! )) .
قال الصنعاني: ( ((سَيوقِدُ الْمُسلِمونَ من قِسِيِّ يَأجوجَ ومَأجوجَ))... ((ونشابِهم وأتراسِهم)) أي: بَعدَ أن يُهلِكَهم الله تعالى، كما تقَدَّمُ ذِكرُ ذلك، وفيه إبانةٌ لكَثرةِ سِلاحِهم؛ ولِذا قيلَ: إنَّهم تِسعةُ أعشارٍ والنَّاسُ عُشْرٌ) .
تمت بحمد الله.
#يأجوج_ومأجوج