مرة اختلفت مع عزيزٍ لي. اشتد النقاش بيننا، وكنتُ بارداً في ردي، مما أثار غضبه. غادر المكان غاضبًا، يهمهم بكلمات لم أسمعها من قبل. ناديته على عجل:
'لا تذهب، آسف، لم أقصد!'
لكنه استمر بالمضي. تركته قليلاً ليهدأ، كما اعتدتُ أن أفعل. بعد فترة عاد وسألني بعتاب حارق:
'هنتَ عليك لتركنني في هذا الحريق؟ أشعلته ثم تركت حممي البركانية تلتهم كوخنا الصغير وبستان الورود الذي غرسناه معًا؟'
تلعثمت، ثم قلت مبرراً:
'كنتُ أريدك أن تهدأ… لنتفاهم بعد ذلك.'
نظر إليَّ بعينين مثقلتين بالحزن، وقال بصوت لن أنساه:
'لو اندلعت النيران في بيتك، هل كنت ستنتظر؟ أم كنت ستندفع لإطفائها؟'
صمتُّ. شعرت بوقع كلماته يثقل صدري. همستُ:
'بالطبع كنت سأطفئها.'
ردّ متسائلًا، وكأنه يجلدني:
'لماذا إذًا تركتَ النيران مشتعلة في كوخنا؟ لماذا انتظرتَ أن تخمد وحدها؟ أنت تعلم أن الكوخ ضعيف… سقفه من خشب، وأغراضنا الثمينة فيه. أخبرني، هل اتصلت بالمطافئ؟ أم أنك توقعت أن يستغيث الكوخ بنفسه؟'
بقيت عاجزًا عن الرد، والكوخ في مخيلتي يتهاوى، سقفه الرمادي ينهار على الأرض. تمتمتُ:
'لنُصلح الكوخ ونعود كما كنا…'
نظر لي ملياً، وكأن كلماتي لم تصل. ثم استدار ومضى.
ومنذ ذلك الحين، لم يعد.
كلما سمعتُ وقع خطواتٍ تقترب من الباب، أسرعتُ. كنتُ آمل أن أراه، أن يعود ليجلس معي على الطاولة التي جمعتنا لسنوات سبع. لكن الزائر كان دائمًا ساعي البريد، يترك ظرفًا فارغًا، ويختفي.
ورغم مرور الوقت، لا تزال رائحة الرماد تملأ أنفاسي.
🖋أ.ع.ق.ا